بلينكن بعد زيارته للسعودية: هناك اهتمام للتطبيع مع إسرائيل ولكن
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه ناقش في السعودية، الاثنين، مسألة التطبيع مع إسرائيل وتنسيق الجهود لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، وذلك في إطار جولة في المنطقة يسعى خلالها لمنع تحوّل الحرب الراهنة إلى صراع إقليمي.
وجاء كلام الوزير الأميركي بعد لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في خيمته الشتوية على مشارف مدينة العُلا التي تضمّ مواقع مدرجة في قائمة التراث العالمي لمنظمة يونيسكو.
وقال بليكن قبيل صعوده إلى الطائرة للتوجّه إلى إسرائيل، إنّه في ما يتعلّق بالتطبيع "تحدّثنا عن ذلك في الواقع في كل محطة (من الجولة) بما في ذلك بالطبع هنا في السعودية".
وأضاف "هناك اهتمام واضح هنا بالسعي إلى ذلك... لكن الأمر سيتطلب إنهاء النزاع في غزة... وإيجاد مسار عملي لقيام دولة فلسطين".
وعرقلت الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر، جهود التوصل لاتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية.
ولم تعترف السعودية بإسرائيل ولم تنضمّ لاتفاقيات أبراهام الموقعة في 2020 برعاية أميركية بين إسرائيل وكلّ من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
وانتقدت الرياض مرارًا بأشدّ العبارات الهجمات الإسرائيلية على المدنيين في بيانات رسمية، وكذلك فعل ولي العهد بنفسه قبل استضافته قمة عربية إسلامية تمحورت حول الحرب في غزة.
وليل الاثنين، وصل بلينكن إلى تلّ أبيب على أن يجري في اليوم التالي مناقشات يتوقع أن تكون صعبة مع مسؤولين إسرائيليين إذ يعتزم التشديد على وجوب الحدّ من الضحايا المدنيين الفلسطينيين في غزة.
"قرارات صعبة"واستهل الوزير الأميركي جولته الرابعة في المنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة التي دخلت شهرها الرابع، من تركيا وشملت حتى اليوم اليونان والأردن وقطر والإمارات.
وأكّد بلينكن الاثنين أنّ هناك "توافقًا واسعًا" بين قادة الدول التي زارها على ضرورة ضمان أمن إسرائيل وتوحيد القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وغزة وقيام دولة فلسطين.
وقال بلينكن لصحفيين في مطار العُلا، "لا أحد تحدثتُ معه يظنّ أنّ أيًا من هذا سيكون سهلاً... لكننا توافقنا على العمل معًا وتنسيق جهودنا لمساعدة غزة في تحقيق الاستقرار والتعافي، ورسم مسار سياسي للمضي قدمًا من أجل الفلسطينيين، والعمل على تحقيق السلام والأمن والاستقرار على المدى الطويل".
وأكد أنه لمس أيضًا أنّ "القادة مستعدون لتقديم الالتزامات اللازمة لاتخاذ القرارات الصعبة لتحقيق كل هذه الأهداف".
وأفادت وكالة الأنباء السعودية "واس" أنّ وليّ العهد، الحاكم الفعلي للمملكة، أكّد لبلينكن خلال لقائهما على "أهمية وقف العمليات العسكرية، وتكثيف مزيد من الجهود على الصعيد الإنساني، والعمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم".
على صعيد آخر، ناقش بلينكن مع الأمير محمد بن سلمان هجمات الحوثيين اليمنيين على السفن في البحر الأحمر التي تعكّر صفو التجارة العالمية.
وجاء في بيان نشرته وزارة الخارجية الأميركية عقب المحادثات أنّ بلينكن وولي العهود السعودي "بحثا في الجهود المبذولة للحدّ من التوترات الإقليمية بما في ذلك ردع هجمات الحوثيين على الملاحة التجارية في البحر الأحمر".
ومنذ أسابيع، يشنّ الحوثيون هجمات بطائرات مُسيَّرة وصواريخ تستهدف سفنًا يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل أو تلك التي يشتبهون في أنها متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر.
والأسبوع الماضي، حذّرت 12 دولة على رأسها الولايات المتحدة، الحوثيين المدعومين من إيران من عواقب لم تحددها، ما لم يوقفوا فوراً هجماتهم على السفن في البحر الأحمر.
ويكتسي الموضوع حساسية كبرى بالنسبة للسعوديين الذين يخوضون منذ أشهر مفاوضات متقطّعة مع الحوثيين لوضع الحرب في اليمن على سكّة الحلّ.
واندلع النزاع في اليمن في 2014. وسيطر الحوثيون على مناطق شاسعة في شمال البلاد بينها العاصمة صنعاء. في العام التالي، تدخّلت السعودية على رأس تحالف عسكري دعماً للحكومة، ما فاقم النزاع الذي خلّف مئات آلاف القتلى. تراجعت حدة القتال بشكل ملحوظ منذ إعلان هدنة في أبريل 2022، رغم انتهاء مفاعيلها بعد ستة أشهر.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن توسيع «المنطقة العازلة» في غزة
حسن الورفلي (غزة، القاهرة)
أخبار ذات صلةقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن غزة «ستصبح أصغر وأكثر عزلة»، وأعلن ضم 10% من أراضي القطاع إلى «المناطق الأمنية الإسرائيلية»، في إشارة إلى «المنطقة العازلة» التي أقامها الجيش الإسرائيلي على حدود القطاع، وأضاف أنه تم إجلاء مئات الآلاف من الفلسطينيين بالفعل.
وزعم كاتس، في بيان، نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، أن الهدف الرئيس هو تشديد الضغط على حماس لإبرام صفقة تبادل أسرى، موضحاً أن عمليات الجيش ستستمر في التصاعد طالما استمرت الحركة على موقفها.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن «المنطقة العازلة» التي أقامها الجيش الإسرائيلي في جنوب غزة، ستمتد من الحدود المصرية إلى مشارف خانيونس، على بُعد أكثر من 5 كيلومترات، وتشمل مدينة رفح بأكملها داخلها، أي نحو 20% من مساحة القطاع.
سياسياً، أعلنت مصادر فلسطينية ومصرية، أمس، أن أحدث جولة من المحادثات في القاهرة للعودة إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين انتهت من دون أن تلوح في الأفق أي انفراجة.
وذكرت المصادر أن حركة «حماس» متمسكة بضرورة أن يؤدي أي اتفاق إلى وقف الحرب على غزة. وقالت المصادر إن وفد حماس بقيادة خليل الحية رئيس الحركة في غزة أبدى بعض المرونة فيما يتعلق بعدد الرهائن الذين يمكن أن تطلق الحركة سراحهم مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل في حالة تمديد الهدنة.
وغادر وفد «حماس» القاهرة، عائداً إلى العاصمة القطرية الدوحة بعد جولة من المفاوضات مع الوسطاء تركزت حول الرد الإسرائيلي الأخير على مقترح مصري لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات، إن وفد «حماس» وعد بدراسة الرد الإسرائيلي وتقديم رد عليه في غضون أيام.
وكشفت المصادر أن الورقة الإسرائيلية تضمنت العديد من النقاط، منها المطالبة بإطلاق سراح 11 محتجزاً إسرائيلياً مقابل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وفق مفاتيح المرحلة السابقة، ووقف إطلاق النار لمدة 40 يوماً يجري خلالها التفاوض على المرحلة الثانية التي تشمل مطلباً إسرائيلياً بتجريد قطاع غزة من السلاح، وإبعاد حركة «حماس» والسلطة الفلسطينية عن الحكم.
وتضمنت الشروط الإسرائيلية بقاء الجيش الإسرائيلي في مواقع جديدة أعاد احتلالها مؤخراً في القطاع الفلسطيني، بما يخالف الاتفاق السابق الذي جرى التوصل إليه في الـ 17 من يناير، وينص على انسحاب إسرائيلي من محوري «نتساريم» و«فيلادلفيا» وغيرهما.
وقالت المصادر: إن مصر نقلت إلى وفد حماس تأكيدات أميركية بأن المفاوضات ستكون جدية لجهة وقف الحرب، وإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبدي استعداداً للإعلان عن ذلك بنفسه لإظهار جدية المسعى الأميركي لوقف الحرب في غزة.
وأضافت أن مصر أبلغت «حماس» أن العرض الأميركي يخلق فرصة مهمة للعمل على وقف الحرب، وقدمت مصر في اللقاء أفكاراً بشأن تنظيم السلاح في قطاع غزة لتسهيل مهمة التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية يوقف الحرب.