«عرسان غزة» يتحدون الصواريخ بـ«زغاريد» الأفراح.. «زواج تحت القصف»
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
تحدّوا آلام الحرب وهزموها بالحب والزواج رغم القصف المستمر، سرقوا لأنفسهم لحظات سعادة وسط خضم المعركة، ورغم استشهاد أفراد من عائلاتهم، أيقنوا أن صمودهم وإرادتهم لن ينكسرا، فكانت قراراتهم سريعة بالزواج فى مدارس النازحين ومخيمات اللاجئين.. إنهم عرسان غزة.
عرسان غزة تحت القصفداخل فصل دراسى بمدرسة دير ياسين فى منطقة خربة العدس برفح الفلسطينية، تزين العروسان «محمد وياسمين عبدالعال»، وزفا إلى بعضهما البعض بمشاركة عشرات المئات من النازحين، رغم استمرار الحرب منذ أكثر من 90 يوماً، ويحكى العريس: «بنقول للاحتلال إننا صامدون رغم قذائفكم، مثابرون ومتحدون لصواريخكم ما راح نستسلم».
قبل نحو عام ونصف، ارتبط «محمد» بقريبته «ياسمين»، وبدأ فى تجهيز عش الزوجية بوسط مدينة غزة، لكن الحرب التى بدأت منذ السابع من أكتوبر الماضى هدمت كل شىء، قضت على بيت الزوجية: «كنت على وشك تجهيز كل إشى، كان باقى تشطيبات بسيطة، وكان المقرر زواجنا فى يناير الحالى، لكن هاى الحرب دمّرت كل إشى، ولما نزحنا إلى الجنوب تركنا ورانا كل ما نملك، لكن قرّرت أن الاحتلال ما راح يسرق سعادتنا، وإنه لازم نعمل هادا الفرح فى ميعاده».
زفاف في مركز إيواءتجهيزات كثيرة أجراها العروسان داخل مدرسة الإيواء، بعدما أخبرا المشرفين عليها، بدأت بتجهيز «محمد» بدلة العرس، لكن «ياسمين» لم تستطع شراء فستان زفاف، وفضّلت الإطلالة بعباءة بيضاء ومكياج هادئ أعدّته لها صديقاتها: «هاى البدلة جابهالى أحد النازحين، وفيه بنات كتير ساعدوا ياسمين فى وضع المكياج وتجهيز الغرفة لينا اللى راح نتزوج فيها، بصراحة لاقيت عيلة كبيرة جميلة داخل مدرسة الإيواء، ما حسينا إنه ناقصنا شىء سوى فرحة وجود باقى الأهل، لكن طبعاً هاى الفرحة منقوصة بسبب من استُشهد من عوائلنا»، وثقها المصور الفلسطيني عبدالله السيد.
أغانٍ فلكلورية، ورقص وزغاريد، تلك كانت الأجواء التى تحدّت رصاصات جيش الاحتلال داخل مدرسة الإيواء: «تحدينا القنابل وعملنا فرحنا رغم أصواتها المزعجة، الزغاريد غطت على هاى الأصوات، الناس شجّعونا وعملنا زفة ولا أروع، وبدأنا حياتنا فى مدرسة للنازحين، آملين أن ننتقل إلى بيتنا فى غزة يوماً ما».لم يكن «محمد وياسمين» هما اللذين أقيم زفافهما فى مخيمات اللاجئين رغم القصف، بل سبقهما العروسان «ماجد الدرة» و«سارة أبودوحة»، حيث حرصا على إتمام زفافهما فى مدرسة المغازى للاجئين فى وسط قطاع غزة، دون ارتداء «بدلة وفستان وطرحة»، ويروى العريس: «حبّيت سارة وكنت باشتغل فى مخبز علشان أجهز عش الزوجية، وبعد الحرب كل إشى توقف، لكن سعادتنا لم تتوقف، تزوجنا فى مدرسة للنازحين وسط حضور عيلتنا الجديدة، ونحن عايشين فى سعادة ها الحين».
زفاف دون فستان وبدلةلم يندم العروسان على إجراء حفل زفافهما وهما مرتديان الـ«بيجامة والعباية»، بدلاً من البدلة وفستان الفرح: «كان أحلى لبس وأجمل فرحة رغم أنها منقوصة، وأقسمنا على أن يكون بكرة أحلى وفعلاً كان، والحمد لله على قرارنا، حينها رفضنا ارتداء بدلة أو فستان، حزناً على شهداء غزة، ضحوا بدمائهم علشانا، وما ينفع نفرح وفيه مأتم كبير فى بلدنا، اكتفينا بمرتبة ومخدة جابهم مسئولو الأونروا».
داخل مخيم للاجئين بمدينة رفح، أقيم زفاف الشاب العشرينى مصطفى السيف، على عروسه مروى الحاج، وفق المصور الفلسطينى أحمد أبوعزيز: «هاى العرسان احتفلا بزفافهما فى الموعد اللى كان مقرر رغم استشهاد أفراد من عائلاتهما، وعقدا القران بالمخيم وجرى تجهيز غرفة بسيطة لهما».
العروس أطلت بـ«عباءة زرقاء اللون»، بينما أطل العريس بجلباب بلدى، مؤكدين فى مقطع فيديو، أن عرسهما كان مقرراً له فى 29 ديسمبر الماضى، لكنهما تركا كل شىء ونزحا من غزة: «رغم الأسى والجراح باستشهاد اثنين من أسرتى و3 من أسرة زوجتى لكن قُلنا لازم نجتمع ونصير مع بعض فى حفل بسيط، ونقول للاحتلال إحنا أقوى وراح ننتصر».
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
الكويت: حظر تواجد الشرطة بالمجمعات وصالات الأفراح والمقابر بلباسهم العسكري
خالد الظفيري
حظرت السلطات الكويتية على رجال قوة الشرطة التواجد في “الجمعيات التعاونية، والأسواق المركزية، والمجمعات التجارية، وصالات الأفراح، والمناسبات والمقابر، ومجالس العزاء بلباسهم العسكري.
ووفقا لتعميم نشرته وزارة الداخلية الكويتية، يسأل كل من يخالف التعليمات انضباطياً، فيما يستثنى من ذلك الأشخاص الذين تفرض طبيعة عملهم التواجد في تلك الأماكن.
وأشار وكيل وزارة الداخلية الكويتية، الفريق سالم الصباح إنه بات ملاحظاً في الآونة الأخيرة تواجد بعض أعضاء قوة الشرطة بالزي العسكري في بعض المناسبات كالأفراح والعزاء وهذا الأمر يخالف أحكام المادة 15 من القانون رقم 23 لسنة 1968بشأن نظام قوة الشرطة وتعديلاته التي تحظر عضو قوة الشرطة أن يأتي عملاً أو يظهر بمظهر يتنافى مع كرامته العسكرية.
وأكد وكيل وزارة الداخلية بأنه سوف يحال كل من يخالف ذلك إلى الجهة المختصة للتحقيق معه تمهيداً لمساءلته انضباطياً، وعلى الوكلاء المساعدين والمديرين العامين ومديري الإدارات الأخرى وكافة أجهزة الوزارة العلم بهذا التعميم والعمل على تنفيذه بكل دقة.