تحدّوا آلام الحرب وهزموها بالحب والزواج رغم القصف المستمر، سرقوا لأنفسهم لحظات سعادة وسط خضم المعركة، ورغم استشهاد أفراد من عائلاتهم، أيقنوا أن صمودهم وإرادتهم لن ينكسرا، فكانت قراراتهم سريعة بالزواج فى مدارس النازحين ومخيمات اللاجئين.. إنهم عرسان غزة.

عرسان غزة تحت القصف

داخل فصل دراسى بمدرسة دير ياسين فى منطقة خربة العدس برفح الفلسطينية، تزين العروسان «محمد وياسمين عبدالعال»، وزفا إلى بعضهما البعض بمشاركة عشرات المئات من النازحين، رغم استمرار الحرب منذ أكثر من 90 يوماً، ويحكى العريس: «بنقول للاحتلال إننا صامدون رغم قذائفكم، مثابرون ومتحدون لصواريخكم ما راح نستسلم».

قبل نحو عام ونصف، ارتبط «محمد» بقريبته «ياسمين»، وبدأ فى تجهيز عش الزوجية بوسط مدينة غزة، لكن الحرب التى بدأت منذ السابع من أكتوبر الماضى هدمت كل شىء، قضت على بيت الزوجية: «كنت على وشك تجهيز كل إشى، كان باقى تشطيبات بسيطة، وكان المقرر زواجنا فى يناير الحالى، لكن هاى الحرب دمّرت كل إشى، ولما نزحنا إلى الجنوب تركنا ورانا كل ما نملك، لكن قرّرت أن الاحتلال ما راح يسرق سعادتنا، وإنه لازم نعمل هادا الفرح فى ميعاده».

زفاف في مركز إيواء

تجهيزات كثيرة أجراها العروسان داخل مدرسة الإيواء، بعدما أخبرا المشرفين عليها، بدأت بتجهيز «محمد» بدلة العرس، لكن «ياسمين» لم تستطع شراء فستان زفاف، وفضّلت الإطلالة بعباءة بيضاء ومكياج هادئ أعدّته لها صديقاتها: «هاى البدلة جابهالى أحد النازحين، وفيه بنات كتير ساعدوا ياسمين فى وضع المكياج وتجهيز الغرفة لينا اللى راح نتزوج فيها، بصراحة لاقيت عيلة كبيرة جميلة داخل مدرسة الإيواء، ما حسينا إنه ناقصنا شىء سوى فرحة وجود باقى الأهل، لكن طبعاً هاى الفرحة منقوصة بسبب من استُشهد من عوائلنا»، وثقها المصور الفلسطيني عبدالله السيد.

أغانٍ فلكلورية، ورقص وزغاريد، تلك كانت الأجواء التى تحدّت رصاصات جيش الاحتلال داخل مدرسة الإيواء: «تحدينا القنابل وعملنا فرحنا رغم أصواتها المزعجة، الزغاريد غطت على هاى الأصوات، الناس شجّعونا وعملنا زفة ولا أروع، وبدأنا حياتنا فى مدرسة للنازحين، آملين أن ننتقل إلى بيتنا فى غزة يوماً ما».لم يكن «محمد وياسمين» هما اللذين أقيم زفافهما فى مخيمات اللاجئين رغم القصف، بل سبقهما العروسان «ماجد الدرة» و«سارة أبودوحة»، حيث حرصا على إتمام زفافهما فى مدرسة المغازى للاجئين فى وسط قطاع غزة، دون ارتداء «بدلة وفستان وطرحة»، ويروى العريس: «حبّيت سارة وكنت باشتغل فى مخبز علشان أجهز عش الزوجية، وبعد الحرب كل إشى توقف، لكن سعادتنا لم تتوقف، تزوجنا فى مدرسة للنازحين وسط حضور عيلتنا الجديدة، ونحن عايشين فى سعادة ها الحين».

زفاف دون فستان وبدلة

لم يندم العروسان على إجراء حفل زفافهما وهما مرتديان الـ«بيجامة والعباية»، بدلاً من البدلة وفستان الفرح: «كان أحلى لبس وأجمل فرحة رغم أنها منقوصة، وأقسمنا على أن يكون بكرة أحلى وفعلاً كان، والحمد لله على قرارنا، حينها رفضنا ارتداء بدلة أو فستان، حزناً على شهداء غزة، ضحوا بدمائهم علشانا، وما ينفع نفرح وفيه مأتم كبير فى بلدنا، اكتفينا بمرتبة ومخدة جابهم مسئولو الأونروا».

داخل مخيم للاجئين بمدينة رفح، أقيم زفاف الشاب العشرينى مصطفى السيف، على عروسه مروى الحاج، وفق المصور الفلسطينى أحمد أبوعزيز: «هاى العرسان احتفلا بزفافهما فى الموعد اللى كان مقرر رغم استشهاد أفراد من عائلاتهما، وعقدا القران بالمخيم وجرى تجهيز غرفة بسيطة لهما».

العروس أطلت بـ«عباءة زرقاء اللون»، بينما أطل العريس بجلباب بلدى، مؤكدين فى مقطع فيديو، أن عرسهما كان مقرراً له فى 29 ديسمبر الماضى، لكنهما تركا كل شىء ونزحا من غزة: «رغم الأسى والجراح باستشهاد اثنين من أسرتى و3 من أسرة زوجتى لكن قُلنا لازم نجتمع ونصير مع بعض فى حفل بسيط، ونقول للاحتلال إحنا أقوى وراح ننتصر».

المصدر: الوطن

إقرأ أيضاً:

بلطجية داخل مدرسة خاصة.. اعتداء على طالب وذويه بالسلاح الأبيض.. فيديو

شهدت إحدى المدارس الخاصة واقعة صادمة، حيث تعرض طالب ووالده وعمه لاعتداء عنيف كاد أن يودي بحياتهم، بعد مشادة بين الطالب وأحد المدرسين داخل الفصل.

يروي والد الطالب تفاصيل الحادث، حيث قال إنه تلقى اتصالًا من زوجته تفيد باستدعاء المدرسة له بسبب ما وصفوه بـ"سوء تعامل" ابنه مع المعلمين، رغم أن نجله كان يعاني من إصابة في يده تمنعه من الحركة.

وخلال الحصة الدراسية، سأل الطالب المدرس عن كمية ما سيتم تدوينه من على السبورة، ليرد المدرس عليه بحدة قبل أن يعتدي عليه بالضرب، وعند محاولة الطالب الدفاع عن نفسه وطلبه من المدرس التوقف، قوبل ذلك بمزيد من العنف.

وأوضح والد الطالب أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يتعرض فيها نجله للاعتداء، حيث سبق وتعرض للضرب على يد ثلاثة مدرسين آخرين، ما دفع الأسرة لتقديم شكاوى مسبقة وتعهد خلالها المدرسون بعدم تكرار الواقعة.

وفي يوم الحادث، توجه الأب إلى المدرسة برفقة زوجته وطفلته ذات التسعة أشهر، ليتفاجأ بوجود مجموعة من الأشخاص المسلحين داخل حرم المدرسة، وتهديدات مباشرة له ولأسرته، على مرأى ومسمع من إدارة المدرسة، التي اكتفت بوصف الطالب بأنه "قليل الأدب".

وقال الأب: "طلبت مقابلة المدرس المعتدي على ابني، لكنني فوجئت بتهديدات من أشخاص مجهولين مسلحين، ما دفعنا لتحرير محضر بالواقعة".

مقالات مشابهة

  • البلطجية ضربونا .. أب يروي تفاصيل اعتداء مروع داخل مدرسة خاصة
  • بلطجية داخل مدرسة خاصة.. اعتداء على طالب وذويه بالسلاح الأبيض.. فيديو
  • "فوكس" يطالب بإلغاء تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية في 70 مدرسة بمدريد
  • اليونسيف: أكثر من 400 ألف طفل بغزة معرضون للموت بسبب القصف أو الجوع أو المرض
  • اقتحام مدرسة وخطف طالب انتقامًا لقصة زواج
  • شاهد بالفيديو| كابوس اليمن يلاحق قادة “إسرائيل”.. ماذا لو توالت الصواريخ؟
  • 1.8 مليون جنيه تكلفة تطوير وصيانة مدرسة في نصر النوبة بأسوان
  • 50.810 شهيدا حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع
  • برلماني: المصريون يتحدون في العريش لدعم القضية الفلسطينية ورفض التهجير
  • غزة تحت القصف.. آخر التطورات في اليوم الـ22 من الحرب بعد استئنافها