انتهاكات جديدة لـ«الدعم السريع» بالجزيرة ومخاوف من مجاعة
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
شملت انتهاكات قوات الدعم السريع الجديدة، اقتحام المنازل وترويع الأسر والنساء والأطفال وممارسة الابتزاز تحت تهديد السلاح.
ود مدني: التغيير
اتهمت لجان مقاومة مدني بولاية الجزيرة- وسط السودان، قوات الدعم السريع بمواصلة الانتهاكات وتنفيذ عمليات سرقة ونهب لسيارات المواطنين من منازلهم بكل مدن وقرى ود مدني، بجانب اقتحام المنازل وترويع الأسر والنساء والأطفال وممارسة الابتزاز تحت تهديد السلاح.
واستباحت قوات الدعم السريع مدن وقرى ولاية الجزيرة منتصف ديسمبر الماضي بعد احتلالها عاصمتها ود مدني، وماست تعديات وانتهاكات كبيرة بحق المواطنين.
وأكدت لجان مقاومة مدني في تقرير ميداني، الاثنين، استمرار عمليات سرقة الأسواق والمخازن والمنازل من قبل العصابات واللصوص بمعاونة الدعم السريع والتي تقوم بحملات اعتقال واسعة ضد المواطنين وتمارس عليهم كل أنواع التعذيب، وأشارت إلى اقتحام القوات للعديد من منازل المواطنين ونهبها، وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية ووضع القناصين فيها.
وأكد التقرير الميداني تسجيل إصابات ووفيات نتيجة القصف العشوائي الذي يقوم به سلاح الجو التابع للقوات المسلحة في أحياء مختلفة من المدينة، دون تمييز بين الأهداف العسكرية والمدنيين.
وقالت لجان مدني إن كل المستشفيات العامة والخاصة والمراكز الصحية والصيدليات في مدينة ود مدني وأغلب مناطق القرى المجاورة خارج الخدمة بشكلٍ كامل وتعرضت أغلبها للنهب.
وأعلنت عودة العمل بمستشفى الكلى بشكل جزئي وبأقل طاقة نتيجة لنقص الكوادر الطبية والأدوية، إضافة إلى شح وانعدام العديد من الأدوية بعد أن قامت الدعم السريع بسرقة وتدمير العديد من الصيدليات والمراكز الصحية.
ونوهت لوجود شح وندرة المواد الغذائية والاستهلاكية والاحتياجات الأساسية نتيجة لنهب كل الأسواق والمخازن المتعلقة بها، وقالت إن أغلب الأسر لا تملك قوت يومها لتوقف العمل نتيجة الحرب مما يهدد بكارثة ومجاعة.
وأوضت اللجان أن محطات الكهرباء والمياه عادت للعمل بشكل جزئي، مع استمرار تذبذب شبكات الاتصال وصعوبة الحركة وانعدام وسائل النقل من مواصلات داخلية وخارجية، كما بدأت بعض المحال التجارية العمل بشكل جزئي.
وحذرت اللجان “الدعم السريع” من التعدي على المواطنين وممتلكاتهم، وأكدت أن كل فعل إجرامي يحدث في المنطقة هو في إطار مسؤوليتها الكاملة.
الوسومالسودان المستشفيات قوات الدعم السريع لجان مقاومة مدني ود مدني ولاية الجزيرةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: السودان المستشفيات قوات الدعم السريع لجان مقاومة مدني ود مدني ولاية الجزيرة قوات الدعم السریع ود مدنی
إقرأ أيضاً:
الإمارات دربت الدعم السريع بذريعة القتال في اليمن.. هذه تفاصيل زيارة حميدتي
كشف مصدران يمنيان مطلعان أن قائد قوات "الدعم السريع" السودانية، محمد حمدان دقلو، زار اليمن بالتنسيق مع دولة الإمارات أثناء مشاركة قوات الجيش السوداني ضمن عمليات التحالف العربي الذي قادتها السعودية ضد الحوثيين منذ 2015.
وقال المصدران أحدهما عسكري لـ"عربي21" إن "حميدتي" وصل إلى منطقة الساحل الغربي اليمني القريب من مضيق باب المندب حيث ممر الملاحة الدولية عام 2017، في ذروة العمليات القتالية التي كانت تدور رحاها بين القوات اليمنية المدعومة من الإمارات والسعودية ومسلحي جماعة الحوثيين إلى الغرب من محافظة تعز، وفي المناطق الجنوبية من محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر.
وأشار المصدر العسكري إلى أن قائد قوات "الدعم السريع" السودانية الذي يقود تمردا على مجلس السيادة الانتقالي المعترف به دوليا في السودان، التقى باللواء، هيثم قاسم طاهر، وزير الدفاع اليمني الأسبق، أحد القيادات العسكرية الانفصالية المدعومة من أبوظبي والذي كان يقود لواءين في الساحل الغربي. في حين كانت "الدعم السريع" تشارك في العمليات القتالية ضد الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح وقتئذ، ضمن القوات التي تشرف عليها أبوظبي شريك الرياض في التحالف العسكري الذي بدء عملياته في مارس/ آذار 2015.
وتابع المصدر ذاته والذي كان حاضرا خلال زيارة "حميدتي" أن قائد قوات "الدعم السريع" مكث في الساحل الغربي اليمني أيام، قبل أن يغادر على متن طائرة خاصة إلى دولة الإمارات".
وحسب المصدرين فإن أبوظبي أنشأت معسكرات حشد وتجنيد السودانيين ضمن قوات "الدعم السريع" في الأراضي الإماراتية وفي جزيرة عصب الإرتيرية، حيث كانت تقوم بذلك تحت لافتة القوات السودانية المشاركة ضمن الائتلاف العسكري الذي تقوده الرياض لدعم السلطة الشرعية اليمنية وإنهاء انقلاب جماعة الحوثيين.
وأكدا أن "حميدتي" ضمن قيادات عسكرية سودانية أجروا زيارات إلى اليمن، بعد أن استقدمتهم دولة الإمارات تحت غطاء " إيفاد القوات إلى اليمن وفي إطار نظام الرئيس السابق، عمر البشير"، فيما كانت عمليات التحشيد والتجنيد للسودانيين ضمن قوات الدعم السريع لغايات أخرى، اتضحت مؤخرا في السودان.
وأوضح المصدران أن الضباط الإماراتيين ومخابرات الدولة الخليجية كانت تنشط بكثافة بين السودانيين الذين يتم استقدامهم إلى الساحل الغربي وكانت تقوم بتشكيلهم في وحدات عسكرية وتقوم بتعيين قيادات لتلك الوحدات ضمنت ولاءها.
كما أن الإماراتيين حولوا اليمن إلى منطقة تأطير لقوات "الدعم السريع" بقيادة حميدتي لتنفيذ أجنداتها في السودان، ونظمت خطوط التواصل وضباط الارتباط بينهما، والأدوار والمهام المنوطة بكل قيادي عسكري قبل أن يعودوا إلى معسكرات التجنيد الداخلية التي أنشأتها في البلد العربي الأفريقي، مستغلة علاقتها الجيدة مع عمر البشير قبل أعوام من الإطاحة به عام 2019.
وأفاد أحد المصدرين المطلعين أن حكومة أبوظبي كانت تقوم بحشد وطلب القوات المسماة بـ"الدعم السريع" وتقوم بتدريبها وتحمل تكاليف إعدادها وتسلحيها، ومن بوابة "اليمن" كانت تعد لمعركة السودان الحالية، مؤكدا أن الدولة الخليجية دخلت إلى الواقع السوداني عبر اليمن إذا قامت باستقدام قوات "الدعم السريع" كوحدات تابعة للجيش السوداني وبالتنسيق مع النظام الرسمي في الخرطوم قبل أن تعود هذه القوات كجيش موازي يقود حربا على الدولة السودانية".
فيما قال مصدر عسكري ثالث لـ"عربي21" إن مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن كانت فاعلة بالنظر إلى الغزارة العددية التي ضمت "الألاف من السودانيين" والخبرة القتالية والحوافز الأخرى المادية والعقدية ووفرة أسلحة المشاة وتنوعها. فيما ذكر أحد المصدرين أن حجم التنسيق والعمل كان أكبر من المشاركة في حرب اليمن بل الإعداد لمعركة السودان الجارية منذ عامين تقريبا.
وتابع المصدر العسكري الثالث أن مشاركة السودان في عمليات التحالف القتالية بقيادة السعودية تمثلت في صنفين من القوات الأول بقوات ما تسمى "الدعم السريع" التي يقودها حميدتي ولعبت دور قتالي في الساحل الغربي.
أما الصنف الآخر، فكان عبارة عن "بعثات تدريبية من الجيش السوداني لتعزيز التدريب في صفوف القوات الموالية للحكومة الشرعية، حيث لعبت دورا كبيرا في تدريب قوات "العمالقة" (ألوية سلفية مدعومة من الإمارات والسعودية) وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله قبل تشكيله أوساط 2017.
ولفت المصدر إلى أن هذه البعثات تابعة لوزارة الدفاع السودانية ولازال جزءا من هذه البعثات موجودة وبالتنسيق بين الحكومة اليمنية والسودانية، مؤكدا أن هناك قوات سودانية من الجيش النظامي موجودة أيضا، في الحدود الجنوبية من المملكة مع اليمن وتشرف عليها الرياض، ومن أبرزها وحدات مدفعية.