سجل مطار حمد الدولي أرقاما قياسية منذ إنشائه، مع استمرار أعماله التوسعية حيث بلغ عدد المسافرين التراكمي حوالي 303 ملايين مسافر، مما يعكس زيادة بنسبة 63 ٪ في حجم أعداد المسافرين السنوي منذ بدء عملياته في عام 2014.
واختتم مطار حمد الدولي عام 2023 بإنجازاتٍ بارزة، من خلال تقديمه الخدمة لعدد غير مسبوق من المسافرين وصل إلى 45,916 مليون شخص العام الماضي، ما يعكس نمواً مطرداً في عدد المسافرين بنسبة 31 ٪ مقارنةً بالعام 2022.


وقد تم تصنيف مطار حمد الدولي ضمن أكثر مسارات الطيران ازدحاماً في العالم لعام 2023 وفقاً لتقرير كشفته الشركة البريطانية «OAG» المتخصصة في البيانات الخاصة بالرحلات الجوية.
وسجل المطار 252,059 حركة طائرات خلال العام 2023، مما يمثل زيادة بنسبة 22 % مقارنةً بالعام الذي سبقه. كما شهد مطار حمد الدولي نمواً في عمليات الشحن التي بلغت إجمالي 2,340,711 طنا من البضائع. في حين بلغ عدد شركات الطيران التي تدير عملياتها من المطار 52 شركة خلال عام 2023.


وبهذا السياق، قال المهندس بدر محمد المير، الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية: «إن الأرقام القياسية التي تتجاوزها مجموعة الخطوط الجوية القطرية ليست مجرد أرقام؛ بل هي حافز يدفعنا دوماً لمواصلة مسيرة التطور. وتعتبر إنجازات مطار حمد الدولي بمثابة انعكاس لالتزامنا الراسخ بتحقيق التميز في الخدمة. ونحن فخورون بمكانتنا الرائدة في صناعة الطيران حيث نضع الارتقاء بتجربة السفر على قائمة أولوياتنا. يعد العام 2023 الذي حطم فيه المطار الأرقام القياسية هو شهادة على مرونة قطاع الطيران وأهميته الراسخة في صناعة مستقبل السفر».
وأضاف «نسعى للاستمرار بتقديم تجارب سفر لا تضاهى، وهدفنا هو تحسين تجارب السفر في عام 2024 من خلال تقديم رحلات ربط سلسة، وخدمات مميزة، ومرافق متطورة تلائم متطلبات جميع المسافرين».
وحصد المطار العديد من الجوائز العالمية، فقد جاء في المرتبة الثانية كأكثر المطارات اتصالاً في الشرق الأوسط وفقاً لمؤشر مجلس المطارات الدولي «ACI»، بالإضافة إلى شهادات المعهد البريطاني لمعايير التميز «BSI» وغيرها من شهادات الأيزو، وذلك للتفاني في تقديم تجارب سفر سلسة.
وباشر المطار بتنفيذ المرحلة (ب) من خططه التوسعية والتي تشمل تقديم تجارب سفر أكثر شمولية. وتُجسد خطط التوسعة لمطار حمد الدولي الاستعداد لاستقبال أكثر من 70 مليون مسافر سنوياً ضمن إستراتيجية متعددة الأوجه لإثراء تجارب المسافرين، ودعم مسار نمو الخطوط الجوية القطرية، وتحقيق إستراتيجية قطر الوطنية لقطاع السياحة 2030.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر مطار حمد الدولي أعداد المسافرين مطار حمد الدولی عام 2023

إقرأ أيضاً:

أخيرًا .. نحن في زنجبار

مطار زنجبار صغير، لكنه أنيق ونظيف، ويستقبلك العاملون فـيه بابتسامة تشع جمالًا ويحيّون الضيف بتحية إسلامية عربية، وهو من مشروعات التعاون بين حكومتَيْ عُمان وزنجبار.

كان ضمن المشرفـين على بناء هذا المطار فـي الثمانينيات من القرن الماضي علي بن محمد الطيواني الذي مثّل وزارة المواصلات العُمانية، وانتهز فرصة وجوده هناك فكتب سلسلة من المقالات لجريدة «عُمان» عن زنجبار، كانت -فـيما أعلم- البداية فـي كتابات العُمانيين عن هذه الجزيرة.

كتب الطيواني عن تأثر زنجبار بالثقافة العُمانية، وعن فرقة «إخوان الصفا» الفنية، وعن الطرب الزنجباري، وعن موضوعات أخرى، فـي وقت كنّا فـيه فـي أمسّ الحاجة إلى معرفة تلك الجزيرة، ولا عجب أن يكتب علي، فقد كان والده الشيخ محمد الطيواني محررًا فـي صحيفة «النجاح» التي صدرت فـي زنجبار عام 1911، متحدثة بلسان العرب، وحَوَتْ صفحاتُها العديد من الدراسات والمقالات عن عُمان وتاريخها وشخصياتها.

لزيارة زنجبار لا بد من التأشيرة ويمكن استخراجها عن طريق الحاسوب أو الهواتف بخمسين دولارًا، وتشترط حكومة زنجبار التأمين الصحي خلال مدة الزيارة، وبإمكان الزائر أن يؤمّن قبل وصوله أو فـي المطار عندما يصل. هناك من ينتظر الضيوف ليتأكد من التأمين، وهو متاح عبر الهواتف لمن أمّن من قبل، أما من لم يؤمِّن فهناك مكاتب للتأمين تفـي بالغرض مقابل مبلغ حسب مدة الزيارة، وفـي حالنا دفعنا مبلغًا يُعادِل سبعة عشر ريالًا عُمانيًّا، وإذا ما قُلنا: إنّ الضيف نادرًا ما يستفـيد من التأمين عرفنا أنّ هذا المبلغ كبيرٌ نسبيًّا، وقد حدث مثلًا أن مَرِض سيف المحروقي واحتاج إلى علاج، ولكن عند ذهابه إلى العيادة رفضت التأمين قائلة إنها لا تتعامل إلا بالدفع المباشر، وهي ليست العيادة الوحيدة فـي زنجبار -على أي حال- التي تفاجئ المريض بهذا الموقف.

والغريب أننا -فـيما بعد- عندما زُرْنا الجزيرة الخضراء (بيمبا) -وهي واحدة من الجزر الرئيسة التي تشكّل أرخبيل زنجبار وتقع على بُعد خمسين كيلومترًا شمال شرق جزيرة زنجبار الرئيسة (أونجوجا)- أصرّ موظفو المطار علينا أن نُبرِز وثيقة التأمين الصحي، ورغم أننا أبلغناهم أننا انتهينا من إجراءات التأمين فـي مطار زنجبار، إلا أنهم أصرّوا على إظهار الوثيقة.

وقد ذكّرني هذا الموقف بإجراءات التأمين لدينا فـي عُمان؛ فأغلبُ الأحيان تربح شركات التأمين كثيرًا على حساب الزبائن المُؤَمِّنين؛ وعند تعرّض أحد هؤلاء لحادث -لا قدّر الله- فإنه لن يستطيع نيل شيء من هذه الشركات إلا بعد جهد جهيد.

ولعلّ هذا أمر طبيعي إذا ما علمنا أنّ الدفع مؤلم، بخلاف الأخذ المتفق عليه بشريَّا أنه أمرٌ جميل ومبهج، وهكذا فإنّ حكومة زنجبار تحصد هذه المبالغ من السياح غالبًا مقابل لا شيء.

وهؤلاء السياح يؤمّون الجزيرة من كافة أنحاء العالم عربًا وأعاجم من أوروبيين وآسيويين، بل وحتى من الكيان الإسرائيلي، وبإمكان المرء أن يرتدي ما يشاء من ملابس؛ فلا يثير ذلك غرابة أحد، لأنّ أهل زنجبار اعتادوا الضيوف وعرفوا مشارب وأهواء كلّ الأطياف والأجناس؛ فهناك من يأتي للسياحة البحرية مثل الأوروبيين؛ وهناك من يَقْدِم للسياحة التاريخية، وثمة من يجيء للاستجمام فقط، وهناك من تكون زيارته للتجارة، هذا عدا من يأتي للدراسة، ومن يستهدف زيارة قبور الأولياء والتبرك بهم، بل إنّ هناك من يأتي للعلاج الشعبي الذي اشتهرت به إفريقيا والذي هو خليط من الطب البديل والسحر والتعاويذ، وكلُّ جماعة من هؤلاء ستجد بلا شك ما ترغب فـيه.

فـي الغالب الأعم فإنّ شعب زنجبار ودود ولطيف المعشر؛ وقد لاحظتُ ذلك منذ اللحظات الأولى لهبوطنا فـي مطار عبيد كرومي الدولي على بعد خمسة كيلومترات جنوب مدينة زنجبار، وهو المطار الذي كان يُعرف سابقًا باسم مطار «كيسواني»، وبُدِّلَ اسمه عام 2010 تكريمًا لعبيد أماني كرومي أول رئيس لزنجبار، أسوة بمطار دار السلام الذي سُمِّي باسم جوليوس نيريري. الكلّ هنا يحييك بتحية الإسلام، ويحاول أن يجاريك فـي السلام باللغة العربية حتى وإن لم يكن يجيدها، مما أعاد إلى ذاكرتي ما قاله لي الصديق محمد بن سلطان البوسعيدي، بأنّ السلام منتشر بين الناس.

من المواقف التي حدثت فـي المطار أنني كنتُ فـي طابور فإذا بامرأة من ذوي الإعاقة تُقاد على كُرسيٍّ متحرك، فأخذتني النخوة وطلبتُ من إحدى النساء التي يبدو من ملامحها أنها أوروبية أن تُفسح المجال لتلك المرأة المقعدة، فإذا بالأوروبية تصرخ: «هذا طابور وهذا دوري»!.

وبينما كنتُ وسيف وسليمان نكمل إجراءات الدخول، رآنا أحد الضبّاط، فطلب منا بكلِّ تهذيب واحترام، التوجّه إليه، وما إن وصلنا إليه حتى أشار إلى منضدة تخليص المعاملات، طالبًا منّا التوجّه إليها وهذا ما حدث، ظننتُ للوهلة الأولى أنّ الرجل قد يطلب منا مبالغ تجاه تلك الخدمة، كما يحدث فـي مطارات بعض الدول ومنها العربية، لكنّ ظني خاب ولله الحمد؛ واكتشفتُ أنّ الرجل كان يؤدي واجبه حيال الالتزام بالنظام وإرشاد الزوار ليتسنّى لهم الانتهاء من الإجراءات بسرعة ويسر.

فـي الواقع إنّ بشاشة الناس ولطفهم وتهذيبهم واحترامهم للزوار كانت عناصر حيوية رافقتنا طوال أيام رحلتنا فـي زنجبار، والملاحظ أنّ النساء يرتدين اللباس الإسلامي، وهناك نسبة منهن منقبات، وأستطيع أن ألخِّص كلَّ ذلك بأنّ زنجبار جميلة.

مقالات مشابهة

  • مطار دبي يسجل أعلى مستوى لحركة المسافرين عالمياً في 2024
  • انتعاش سياحي بمطار الغردقة وسط تزايد رحلات الطيران
  • محمد بن راشد: دبي مطار العالم.. وعالم جديد في قطاع الطيران
  • %28 نمو عدد المسافرين عبر مطار رأس الخيمة للعام 2024
  • الهبوط فيها يثير خوف المسافرين.. هذه أخطر مطارات العالم
  • «تنفيذي الشارقة» يعتمد عدداً من المقترحات لدعم حركة الطيران بمطار الشارقة
  • النزاهة تباشر التحقيق في ملابسات الاجتماع الخاص بمطار النجف الأشرف الدولي
  • 28 % نمو عدد المسافرين عبر مطار رأس الخيمة للعام 2024
  • %28 نمو عدد المسافرين عبر مطار رأس الخيمة خلال 2024
  • أخيرًا .. نحن في زنجبار