بعد اغتيال العاروري والطويل.. هل حزب الله مخترق استخباراتياً؟
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
انضم قيادي كبير في جماعة «حزب الله» اللبنانية، إلى قافلة الاستهدافات الإسرائيلية الدقيقة لعناصر الحزب الفاعلة في لبنان، حيث نعى الحزب، الاثنين، في بيان «القائد وسام حسن طويل، (لقبه) الحاج جواد، من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيدا على طريق القدس».
ولفتت وكالة أنباء لبنان الرسمية، إلى مقتل شخصين في غارة جوية نفذتها مسيّرة إسرائيلية، على سيارة على طريق محلة الدبشة في بلدة خربة سلم في الجنوب.
وكان لافتا استخدام كلمة «قائد» في بيان النعي، حيث ذكر إعلام محلي أنها المرة الأولى التي يستخدمها «حزب الله» في بياناته، مشيرا إلى أن القيادي «كان يتولى مسؤولية قيادية في إدارة عمليات حزب الله في الجنوب».
من جانبها، كشفت مواقع إخبارية محلية قريبة من الحزب، أن الطويل قيادي عسكري بارز في الحزب، كان على علاقة وثيقة بقائد الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني (اغتيل بغارة أمريكية استهدفت سيارة كانت تقله في العراق عام 2020)، وأمين عام الحزب حسن نصر الله.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية «تم تنفيذ عملية التصفية الدرامية باستخدام طائرة بدون طيار، على بعد حوالي 10 كيلومترات من خط الحدود مع إسرائيل».
القناة العبرية وصفت أيضا الطويل بأنه «القائد الميداني الكبير في قوة الرضوان التابعة لحزب الله»، وهي قوة يتلقى مقاتلوها تدريبات داخل وخارج لبنان.
ونظرا لمكانته، يعدّ استهداف الطويل أكبر اغتيال داخل الأراضي اللبنانية، لأحد كوادر «حزب الله» منذ 8 أكتوبر الماضي، وفق مراقبين.
يأتي ذلك، في حين تصاعدت حدة المخاوف من اتساع رقعة الحرب أكثر، بعد اغتيال القيادي في حركة «حماس» صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله الرئيسي في لبنان.
ولكن هل كلّ ما تقدم يعني أن «حزب الله» مخترق استخباراتيا؟.
الجبهة مكشوفة
في خطاب سابق، تحدث أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، عن خرق كبير وخطير للضاحية الجنوبية لبيروت، مشيرا إلى أنه «لا يمكن أن يمر، ولن يكون بلا رد وبلا عقاب، والقرار هو للميدان».
بدوره، قال المحلل السياسي فيصل عبد الساتر، إن «الجبهة مشتعلة، وإسرائيل لديها الكثير من الإمكانيات والقدرات والطائرات الاستطلاعية التي تجول في جنوب لبنان، وصولا إلى بيروت وكل المنطقة».
وأضاف عبد الساتر للأناضول أن «هذا النوع من الاغتيالات، يعتمد على رصد معلوماتي، لكن ليس بالضرورة أن يكون خرقا أمنيا داخل بنية حزب الله، لأننا أمام جبهة مكشوفة يتحرك فيها الكثير من شباب المقاومة، لأنهم يقومون بعمليات هجومية، لذا لابدّ أن يتعرضوا للكشف في الكثير من الأحيان».
وذكّر بأن «حزب الله» «قام بعملية كبيرة، من خلال قصف قاعدة ميرون في رد أولي، مما أدى إلى شللها بالكامل، ما شكل صفعة كبيرة لقدرات إسرائيل الدفاعية، وهذه العملية اليوم (قتل الطويل) جاءت لاستهداف من كان مسؤولا عن إطلاق الصواريخ على القاعدة».
ورأى «أننا أمام تطور جديد وخطير، والأيام القادمة هي ما ستحدد مسار الأمور».
عملاء الداخل
وأشار عبد الساتر إلى أن «المطلوب من كلّ الناس في لبنان التنبه، خصوصا أن شبكات العملاء في لبنان ليست جديدة، وربما تتزايد أعدادها لأن الإغراءات قد تكون كثيرة». وأوضح أنه «على الدولة والأجهزة الأمنية والمواطنين، أن يكونوا جزء من العين الساهرة لحماية لبنان من أي شبكات للعملاء».
من جهته، أشار العميد الركن الدكتور هشام جابر، إلى أن «هناك عمليات اغتيال أمنية، وأخرى عسكرية».
وأوضح أن «اغتيال العاروري يأتي ضمن العملية العسكرية وليست عملية استخباراتية أمنية، أي أنها ليست سيارة مفخخة أو كمين أو عبوة ناسفة، بل حصلت بناءً لمراقبة واستخبارات دقيقة، أو معلومات من الأرض بواسطة عميل».
وأوضح أن «العملية الأمنية تكون عبر استخبارات من الداخل، وهنا نتحدث عن الخرق».
وأكد جابر أن «طرقا عدة تستعمل اليوم لمراقبة الأهداف، منها العملاء أو التطور التكنولوجي، أو الأجهزة الإلكترونية، بالإضافة إلى أهمية وسرعة الطائرات المسيرة في عمليات الاغتيال التي يتم برمجتها وتصيب الهدف».
ولم يحسم جابر مسألة أن يكون «حزب الله» مخترقا استخباراتيا، مشيرا إلى أهمية أن «يعمم الحزب على قادته عدم التواصل مع غرباء، واستمرار البحث بين أغراضهم عن أي أمور مشكوك بها كشرائح مراقبة».
مراقبة الكاميرات
من جانبه، قال الخبير الإستراتيجي والعسكري العميد المتقاعد ناجي ملاعب، إنه «عندما يعمم «حزب الله» على أهالي الجنوب، بفصل كاميرات المراقبة في المنازل أو الشوارع عن الإنترنت، يعني أن لديه مخاوف من التقنيات الإسرائيلية».
وأواخر ديسمبر الماضي، دعا «حزب الله»، سكان البلدات الحدودية جنوب لبنان لتعطيل كاميرات المراقبة بمنازلهم ومتاجرهم، سعيا «لإعماء العدو الإسرائيلي» بعدما عمد الأخير إلى «اختراقها».
وأضاف ملاعب للأناضول أن «الاتصال الهاتفي الأرضي كان الدليل الذي أدى لمقتل نجل النائب محمد رعد بعد قصف منزل كان داخله».
ومنذ شهرين، نعى «حزب الله» «عباس محمد رعد (سراج)، من بلدة جباع في جنوب لبنان»، وهو نجل رئيس كتلة الحزب في البرلمان اللبناني محمد رعد.
وأكد ملاعب أن «هناك جهدا إسرائيليا كبيرا في هذا الاتجاه، وتظهر نتائجه في اصطياد كل منزل أو سيارة فيها قوات من المقاومة، ولا أنفي أن تكون هناك معلومات تعطى من قبل عملاء في المنطقة».
ولم يحسم الخبراء أن يكون «حزب الله» مخترقا استخباراتيا، بل أرجعوا قدرة إسرائيل على اصطياد أهدافها، إلى وجود عملاء مقربين من الحزب أو مراقبة من خلال التقنيات التكنولوجية لأهدافها.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: بيروت حزب الله الحاج جواد الاستهدافات الإسرائيلية اغتيال العاروري جنوب لبنان حزب الله فی لبنان أن یکون إلى أن
إقرأ أيضاً:
أصحاب الشعر الطويل بين جبال الإكوادور .. ما سبب هوس هذه المصورة بتوثيقهم؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- جابت المصورة الأرجنتينية، إيرينا ويرنينغ، خلال العقدين الماضيين أمريكا اللاتينية بهدف واحد، يتمثل بالبحث عن النساء، من ذوات الشعر الطويل للغاية. وسلطت في النهاية الضوء على الرجال أيضًا.
توثّق أعمالها، التي تحمل عنوان "Las Pelilargas"، أي "أصحاب الشعر الطويل"، الأهمية الثقافية المشتركة للشعر الطويل في جميع أنحاء المنطقة، سواءً بين المجتمعات الصغيرة للسكان الأصليين، أو في المراكز الحضرية.
خلال مقابلات مع أشخاص التقت بهم وصوّرتهم، سمعت ويرنينغ العديد من الأسباب الشخصية لحفاظهم على الشعر الطويل، لكن غالبًا ما كان الرابط المشترك بينهم يتمثل بالهوية الثقافية وتقاليد الأجداد.
كتبت ويرنينغ على موقعها الإلكتروني أنّها "ثقافة أمريكا اللاتينية، حيث اعتقد أسلافنا أنّ قص الشعر يعني قطع الحياة، وأنّ الشعر هو التجسيد المادي لأفكارنا، وأرواحنا، وارتباطنا بالأرض".
في مهرجان "PhotoVogue" الذي أُقيم في مدينة ميلانو الإيطالية في وقتٍ سابق من هذا الشهر، عرضت ويرنينغ الفصل الأخير من سلسلتها بعنوان "La Resistencia"، أي "المقاومة"، والذي ضمّ صورًا لأفراد من شعب "كيتشوا" الأصلي الذي يعيش في الإكوادور.
قالت المصورة في مكالمة هاتفية مع CNN: "انجذبت إلى فكرة تصوير الرجال بعد سنوات طويلة من تصوير النساء، خاصةً وأنّ الشعر الطويل غالبًا ما يرتبط بالأنوثة".
بدأت ويرنينغ مشروعها في جبال الأنديز.
وأثناء تصوير المدارس في مجتمع "كولا" (Kolla) الأصلي شمال غرب الأرجنتين، التقت المصورة خلال رحلاتها بنساء يتمتعن بشعر طويل في شكلٍ لافت، والتقطت صورهنّ".
وأفادت ويرنينغ: "عدتُ إلى بوينس آيرس، وكانت هذه الصور تلاحقني. لذا قرّرتُ العودة إلى هذه البلدات الصغيرة".
في ظل غياب منصات التواصل الاجتماعي في عام 2006، وضعت الأرجنتينية لافتات تُشير إلى أنّها تبحث عن نساء ذوات الشعر الطويل لأغراض فنية.
أثناء سفرها إلى أماكن إضافية، نظّمت المصورة مسابقات للشعر الطويل لجمع المزيد من النساء، وقالت: "بدأ المشروع ينمو تدريجيًا".
اكتُمِل مشروعها في فبراير/شباط من عام 2024 بالصور التي التقطتها من أجل سلسلة "المقاومة".
رمز للهويةأصبحت الضفائر رمزًا قويًا للهوية، والتحدي ضد الاستعمار، والظلم العنصري المنهجي في مختلف أنحاء العالم.
قالت ويرنينغ إنه في مجتمع "كيتشوا"، كما هو الحال بين مجموعات السكان الأصليين الأخرى في أمريكا الشمالية والجنوبية، يرتدي الرجال والفتيان ضفائر طويلة لاستعادة هذا التقليد بعد تاريخٍ من قص الشعر الإجباري في ظل الحكم الاستعماري الإسباني، والضغوط من أجل الاندماج.
وشرحت: "الضفائر في مجتمعات السكان الأصليين تُعتبر شكلًا من أشكال المقاومة بطريقةٍ ما لأنّ الغزاة كانوا يقصونها. وكانت الضفيرة رمزًا للهوية والوِحدة".
في إحدى الصور من سلسلة "المقاومة"، تتجمع شقيقتان ترتديان قمصانًا بيضاء تقليدية حول طاولة بينما يصفف والدهما شعر شقيقهما.
أوضحت ويرنينغ أنّه عندما كان الأب روميناوي كاتشيمويل صغيرًا، كانت عائلته تقص ضفائره حتى لا يتعرض للتمييز في المدرسة.