موقع النيلين:
2025-02-24@11:14:36 GMT

د. مزمل أبو القاسم: الشعب يريد.. إسقاط الجنجويد!

تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT


* من كانوا يحُضُّون شباب الثورة على ترديد هتافاتٍ صاخبةً عنيفة، على شاكلة (الحل في البل)، باتوا يطلقون على الراغبين في الدفاع عن النفس لقب (البلابسة)، متهمين إياهم برفض السلام وتبني خيار الحرب، واجتراح شعار (الحل في البل).

* من كانوا يحرضون الشباب على الموت فداءً للوطن بتشجيعهم على ترديد شعار (يا إنت يا وطنك.

. حضِّر عديل كفنك).. ويستنكرون أي اعتداء عليهم ولو بعبوة بمبان، باتوا يستهجنون أي دعوة تستهدف مقاومة انتهاكات الجنجويد ولو تمت بالرصاص والقنابل، ويرفضون الدفاع عن النفس والمال والعرض، ويدمغون كل من يرغب في ممارسة ذلك الحق المكفول بكل الأديان السماوية والقوانين الوضعية بتهمة تسعير الحرب، حتى ولو استدعى ذلك الخضوع لإجرام وعنف وقسوة مجرمين سفلة، يقتلون المدنيين العُزّل بلا ذنب جنوه، ويدفنون بعضهم أحياءً من دون أن يهتز لهم رمش أو يطرف لهم جفن!

* من كانوا يطربون لشعارات بالغة العنف، تأتي على سيرة سفك الدماء وتحض على عدم التسامح مع الخصوم.. على شاكلة (الدم قصاد الدم.. ما بنقبل الدِيَّة) ويعظمونها ويقدمونها على شعارات راقية مسالمة (مثل حرية سلام وعدالة).. أصبحوا يعيبون على الراغبين في الدفاع عن أرضهم وعروضهم وممتلكاتهم تبني خيار مقاومة المعتدين!

* من كانوا يشجعون الشباب على عدم الصمت على الانتهاكات، وعدم الخوف من الرصاص ومواجهته بصدور عارية بترديد شعار (الطلقة ما بتكتل.. بكتل سكات الزول)؛ أصبحوا (لتسعة أشهرٍ خلت) وديعين مسالمين، يطالبون المواطنين بالخضوع والسكوت على جرائم وانتهاكات الجنجويد، بادعاء إن (الطلقة الما بتكتل) في ما مضى، ستقتلهم هذه المرة، لو تجرأوا على مواجهة حملة السلاح.. دفاعاً عن النفس، فهل تغيرت الطلقة.. أم تغيّر الزول؟

* ⁠استثمروا في أرواح شهداء الثورة وتاجروا بدمائهم، وما أن تسنّموا هرم السلطة حتى أداروا ظهورهم لهم، ورفضوا معالجة الجرحى حتى اضطروا إلى الاعتصام أمام وزارة مجلس الوزراء على أيام خالد سلك، ولجأوا إلى العسكر طلباً للعلاج!

* كان خيار المقاومة عند لصوص الثورات مقبولاً، وكان سفك دماء شبابها مرغوباً طالما أنه سيقودهم إلى بلوغ مقاعد السلطة، وأصبح الآن ممقوتاً ومرفوضاً لأنه سيحول دون توليهم مقاليد الحكم، حال إقدام المظلومين والمُنكّل بهم على مواجهة العنف بالعنف، والطلقة بالطلقة، دفاعاً عن الأرض والعرض والمال!

* ⁠كان المجد عندهم (للساتك)، فصار الآن (للأشاوس)، بعلاقةٍ آثمة، أنتجت ثمرةً مُحرَّمة قبل إشهارها بعقد قِرانٍ متأخر، أعقبه قضاء شهر عسل في أديس!

* ⁠كان شعار (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل) يدوي في كل مكان وزمان، ونحفظ لهم هذه المرة أنهم احتفظوا بنصفه الأول (العسكر للثكنات)، ولحسوا نصفه الثاني، فالجنجويد ينبغي أن يبقوا لأنهم يمثلون سلاح المشاه للجيش السوداني، ولأن قوتهم بُنيت بأموال دافعي الضرائب (كما قال محمد الفكي سليمان)، ولأنهم لم يرتكبوا أية انتهاكات وجرائم كبيرة على مدى عشر سنوات قبل أن تدفعهم الحرب الحالية إليها (كما ذكرت رشا عوض).. فانظروا كيف تتبدل المواقف!!

* ازدرد عبدة السلطة شعاراتهم الواحد تلو الآخر، وأكلوها مثل أصنام العجوة، سعياً للحصول على سلطة زائلة ومقاعد رخيصة ومخضبة بدماء الأبرياء.. يتربعون عليها ولو كان ثمنها احتلال المنازل وانتهاك أعراض الأمهات والزوجات والشقيقات ودموع الأرامل، ونهب ممتلكات ومدخرات ومرافق خدمة الملايين من أهل السودان.. وصار استنكار احتلال الجنجويد للمنازل (مجرد مزايدة)، فالمهم حقاً عند (الميكافيليين الجدد) أن يحكموا بأي نهج، وأن يسودوا بأي ثمن، ولو استدعى ذلك تدمير الوطن، وقتل وتشريد وإفقار غالب أهله!

* ⁠في ما مضى كان الصمت عندهم مؤدِّيا إلى الموت، والآن أصبح عندهم موجباً للحياة.. فتأمل كيف يقولون الشيء ونقيضه، وكيف يدوسون على شعاراتهم.. بسنابك الجنجويد!

* سيكون من حق (الذين ظُلموا) وهبوا للدفاع عن أنفسهم بتيار المقاومة الشعبية العارمة الفتية أن يردوا على دعوات الاستسلام التي تريد لهم ولمنازلهم وأموالهم وممتلكاتهم أن تقع لقمة سائقةً في أفواه أوباش العصر الجديد بهتاف: (الطلقة ما بتكتل.. بكتل سلام حمدوك).. و(الشعب يُريد.. إسقاط الجنجويد)!

د. مزمل أبو القاسم
*#جديان_نيوز*

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: من کانوا

إقرأ أيضاً:

هل يتحّول شعار إنّا على العهد إلى شعار إنّا مع العهد؟

الأهمّ من "يوم الحشد الجماهيري الضخم" في وداع أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، الذي طبع بشخصيته الاستثنائية المسار الحزبي على مدى سنوات، وأمين عام لم تسمح له يد الغدر الإسرائيلية بأن يترك بصماته المباشرة على هذا المسار وإن كانت له لمسات غير خفيّة أثناء تولّي ابن خالته المسؤولية المباشرة، هو أن هذا اليوم انتهى بما أفسح في المجال أمام المراقبين بأن تكون لهم قراءة متعدّدة الأوجه لمشهدية هذا اليوم، الذي يمكن اعتباره غير عادي على كافة الصعد، سواء بالنسبة إلى "حزب الله" بالذات، الذي أراد أن يكون هذا اليوم "يومًا تاريخيًا" في المسيرتين الحسينية والعاملية، أو بالنسبة إلى الدولة اللبنانية، التي لم تغب رسميًا عن المشاركة في "مهرجان التشييع"، وكانت حاضرة في الوقت ذاته من خلال تولّي الأجهزة الأمنية، وفي مقدمهم الجيش أمن مدينة كميل شمعون الرياضية ومحيطها، بالتنسيق التام مع اللجنة التنظيمية التابعة لـ "حزب الله"، أو بالنسبة إلى المشاركة السياسية من قبل أحزاب "الفريق الممانع"، أو بالنسبة إلى مقاطعة بعض الأحزاب المعارضة لسياسة "الحزب" وإصرارها على الوقوف في وجه سلاحه، الذي تعتبره غير شرعي ومتناقض مع السيادة اللبنانية.

أولًا، كان هذا اليوم بالنسبة إلى "حزب الله" يومًا استفتائيًا بامتياز من قِبل بيئته الحاضنة، التي أعلنت في هذا "اليوم الكربلائي" الصرف، أنها باقية "على العهد"، وأنها أرادت من خلال احتضانها لخيارات "الحزب" الداخلية والإقليمية أن تثبت للعالم أجمع، وبالأخص للداخل اللبناني، بأن ما قام به العدو الإسرائيلي من اعتداءات واسعة سقطت في خلالها كوكبة من شبابها المنخرط في العمل العسكري الحزبي، ودُمرّت بلدات وقرى جنوبية وأمحّت عن خارطة الجنوب، لن يكسر عزيمة هذه البيئة المصرّة على الإعلان أن هذه الاعتداءات لم تنل من قوة "حزب الله"، ولم تؤّثر على معنوياته، التي لا تزال مرتفعة جدًا. وهذا ما أراد أن يقوله منظمو هذا "الحشد غير المسبوق"، وهو مؤّشر إلى أنه لا يزال عصيًّا على كل من سيقف في وجهه، وأن يوم الانتخابات البلدية والاختيارية والنيابية لناظره قريب، وهي كفيلة بأن شعبيته لا تزال هي هي على رغم حجم الخسائر الضخمة، التي مُني بها، عسكريًا. وقد تكون أهم هذه الخسائر سقوط السيدين نصرالله وصفي الدين وكثيرين من القيادة العسكرية من الصفّين الأول والثاني.

وفي رأي هؤلاء المراقبين أن ما قام به "حزب الله" من خلال مهرجان المبايعة الشعبية، تنظيمًا وتحشيدًا، قد أعطاه مادة دسمة لمواجهة الذين أرادوا أن يثبتوا أنه قد خرج من حرب استجلبها على نفسه من خلال انخراطه في حرب "المساندة" لقطاع غزة وأهله. وهذا أهمّ ما في مشهدية يوم 23 شباط، الذي سينضم حتمًا إلى سلسلة الأيام، التي لا تزال بيئته تفاخر بها، وهي 6 شباط، وإن لم يكن "الحزب" مشاركًا بها بقوة، و7 أيار .

ثانيًا، جاء هذا اليوم اختبارًا جدّيًا لعهد الرئيس جوزاف عون، الذي يحاول في بداياته السير بين الألغام السياسية من دون أن ينفجر أي لغم منها في وجه ما تضمّنه خطاب قسمه. فقد نجحت القوى الأمنية من خلال غرفة العمليات المشتركة في الحفاظ على أمن الحشود، والحؤول دون حدوث ما يعكّر صفو هذا اليوم، خصوصًا أن الجميع كانوا يضعون أيديهم على قلوبهم، وذلك تخوفًا من حصول أي أعمال شغب شبيهة بما جرى على طريق المطار، وأن تخرج حماسة واندفاعة الحشود عن حدود السيطرة.

ولا يخفي هؤلاء المراقبون ما تناهى إليهم من رغبة أكيدة لدى كل من الرئيس عون ورئيس حكومة "الإصلاح والإنقاذ"، التي ستمثل غدًا لنيل ثقة مجلس النواب، في أن يتحّول شعار "مهرجان التشييع" من "إنّا على العهد" إلى "إنّا مع العهد"، كمقدمة لا بدّ منها لانتظام العمل السياسي بما يعنيه من ألا يكون على الساحة اللبنانية أي سلاح سوى السلاح الشرعي، وهو الضامن الوحيد للسلم الأهلي والوحدة الداخلية، ولمنع أي اعتداء من خارج الحدود على السيادة الوطنية.

ثالثًا، بالنسبة إلى المشاركة السياسية لأحزاب "محور الممانعة، أو بالنسبة إلى مقاطعة الأحزاب المناهضة لسلاح "حزب الله"، فإن الانتخابات البلدية والاختيارية والنيابية المقبلة هي الفاصل الوحيد بين ما يعتبره البعض باطلًا، وبين ما يراه آخرون حقًّا، وأن الغد لناظره لقريب.

ويختم هؤلاء المراقبون قراءتهم لمشهدية هذا اليوم المهيب بالتمني بألا تشهد الساحات بعد اليوم سوى حشود للفرح والحياة والمهرجانات، التي ينتظرها صيف لبنان، وأن تكون حشود الحزن والتهجير والنزوح قد ولّت إلى غير رجعة مع غد جديد مشرق، وأن يُترجم كلام الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم بتحويل شعار "إنّا على العهد" إلى شعار "إنّا مع العهد"، خصوصًا عندما ختم كلمته التأبينية بالتأكيد  على "أننا سنشارك في بناء الدولة القويّة وسنشارك بنهضتها تحت سقف الطائف، وحريصون على بناء الدولة وعلى الوحدة الوطنيّة، وأن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ونحن منهم". المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • مجدداً.. شعار داعش على جدران بغداد (صور)
  • السودان: الدعم السريع تعلن إسقاط طائرة عسكرية في نيالا
  • هل يتحّول شعار إنّا على العهد إلى شعار إنّا مع العهد؟
  • التربية واليونيسيف تناقشان آلية استكمال المنهج التمكيني للطلاب ‏المتسربين من المدارس
  • سيعود الجنجويد إلى متابعة هزائمهم واحباطاتهم وربما تشائموا بالتحالف الجديد
  • «الراجل مش بجيبه».. بودكاست «بونجور يا بيبي» يقدم روشتة لاختيار شريك الحياة
  • الجيش الأردني يعلن إسقاط طائرة مسيرة تحمل مواد مخدرة  
  • عمرو أديب عن مباراة القمة: «الأهلاوية كانوا فاكرين النهاردة هيملكوا الأرض ومن عليها»|شاهد
  • إسقاط تهمة القتـ.ـل غير العمد عن 3 متهمين بقضية وفاة «ليام باين» واستمرار احتجاز اثنين
  • رولين القاسم: لا تتسرعوا في اختيار الشريك.. والحب شراكة ومسؤولية