وائل الدحدوح: خروجي من غزة غير مستبعد.. وعمرو أديب: ننتظرك بمصر (فيديو)
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
كشف الكاتب الصحفي وائل الدحدوح، مراسل قناة الجزيرة، موقفه من خروجه من قطاع غزة، بعد استشهاد عدد من أفراد أسرته، وإصابته في اليد التي يتعذّر علاجها في القطاع.
وائل الدحدوح: الصمت العالمي على الإبادة يقتلنا أكثر مما تفعله الصواريخ والدبابات وائل الدحدوح: ليس هناك خطا أحمر أو منطقة آمنة في قطاع غزةوقال وائل الدحدوح خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “الحكاية: على فضائية ”mbc مصر"، مساء الثلاثاء،: "أنا لا أتعامل مع الموضوع بعدمية وسلبية.
وأضاف: «لا أدري ماذا أقول.. الأمر يتعلق بأشياء كثيرة.. يصعب عليّ اتخاذ مثل هذا القرار، فهو تجرُّعٌ للسم.. لكن إن تطلب الأمر فلن يكون مستبعدا.. فأنا لا أفكر بعدمية لهذه الدرجة».
الرسالة التي نقدمها سقّيناها بالدم والعرقوتابع وائل الدحدوح: «الرسالة التي نقدمها سقّيناها بالدم والعرق، وهذا يصعب تغييره، لكن في لحظة إن تطلب الأمر غير ذلك فنحن جاهزون.. ربنا يكتب لنا الخير أينما كان».
ورد عمرو أديب: «إحنا في انتظارك بمصر في أي لحظة وتقديم الدعم المعنوي والطبي.. أنت أخونا وإحنا بنحبك وواقفين جنبك وحاسين بمدى فداحة ما يحدث».
وأشار أديب إلى أن لديه قناعة بأن وائل الدحدوح يتعرض للاستهداف العمدي من قِبل جيش الاحتلال.
وقال مراسل الجزيرة: «كل ما جرى يؤكد أن جيش الاحتلال يريد ذلك.. فقد بدأ بالأسرة ثم المنزل ثم مكتبي ثم استهدافي ونجاتي بأعجوبة حتى استهدف ابني.. كل هذا يؤكد هذا الأمر".
وأضاف: «نحن كصحفيين لسنا جزءا من المعركة.. على جيش الاحتلال أن يفهم أننا نؤدي واجبنا"، مشيرا إلى أنه لا يستخدم منبره الإعلامي للانتقام من الاحتلال، لكن استهداف عائلته المتتالي يجعله مصمما على أن يكون أكثر مهنية وشفافية.
و أعرب الصحفي وائل الدحدوح، في مقطع فيديو نشره عبر حسابه على إنستجرام، عن امتنانه وشكره لكل من دعمه وواساه في مصابه، مشيرًا إلى أن المواساة تساعده على مواصلة الطريق الطويل.
وأشار الدحدوح إلى أن الثمن باهظ، خاصة أن ابنه الشهيد حمزة كان بمثابة روحه وليس قطعة منه، وجاء ذلك بعد خسارة أسرته واصدقائه، مؤكدًا أن هذا الوجع لن يثنيه عن الطريق.
وأكد وائل الدحدوح أنه لن يتردد أو يتوقف لحظة واحدة، طالما أنه على قيد الحياة وقادر على أداء هذا الواجب، موضحًا: "أننا سوف نؤدي واجبنا الذي يعد رسالة مقدسة كفلتها كل القوانين دون تردد، لذلك نحن ماضون لأن من استشهدوا وسفكت دماؤهم بداية من حمزة وأمه وأخيه وغيرهم ممن ضحوا بما لديهم وهي رسالة لأستمر" .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وائل الدحدوح قناة الجزيرة غزة فلسطين بوابة الوفد وائل الدحدوح إلى أن
إقرأ أيضاً:
مذكرات الاعتقال لحظة تاريخية مهمة
يتساءل الكثيرون فـي وسائل الإعلام حول أهمية إصدار الجناية الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فـي قطاع غزة. ومرد التساؤل أن هناك دولا غربية فـي مقدمتها الولايات المتحدة ودولا عربية أخرى لن تقوم بتطبيق قرار الجنائية الدولية. ورغم أهمية تطبيق قرار المحكمة لما فـيه من رمزية احترام القوانين ورمزية قوة النظام العالمي إلا أن اللحظة التاريخية التي شكلها القرار تبدو أهم بكثير من التساؤل حول تطبيق الأمر من عدمه.
لعقود طويلة من الزمن كان الاحتلال يرتكب جرائم فظيعة فـي حق الشعب الفلسطيني كل يوم دون أن تكون هناك أي إدانة حقيقية من قبل الغرب ومؤسسات النظام العالمي وكانت السرديات الإسرائيلية حول القضية الفلسطينية هي الأقوى حضورا فـي العالم الغربي. وكشفت الحرب الأخيرة عن تحولات كبرى سواء فـي بناء السرديات أو فـي قدرتها على تشكيل رأي عام عالمي، وكان واضحا منذ الشهر الأول حجم تعاطف الجماهير العالمية مع الشعب الفلسطيني الذي كان يباد بشكل لا يقبل أي جدل. ومع استمرار مجازر الإبادة التي ارتكبها الاحتلال فـي مختلف المدن الفلسطينية فـي قطاع غزة واستعمال التجويع سلاحا استراتيجيا فـي الحرب ومنع دخول المساعدات الطبية والغذائية وقصف طواقم الإسعاف وموظفـي الإغاثة الدوليين كانت الحقيقة تبدو واضحة أمام العالم أجمع: ما يفعله الاحتلال تجاوز العتبات الأولى لجرائم الحرب وللإبادة الممنهجة وهذا الأمر أحرج حلفاء الاحتلال كما أحرج الكثير من مؤسسات المجتمع الدولي.
يستند قرار المحكمة الجنائية الدولية إلى عدد هائل من الأدلة، التي وثقها الصحفـيون ومنظمات حقوق الإنسان والمراقبون الدوليون بدقة كبيرة كشفت عن نمط من السلوك تجاوز جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والتي كان جيش الاحتلال والمسؤولون المدنيون يحتفلون بها علنًا.
ويزعم المنتقدون للقرار أن نطاق المحكمة الجنائية الدولية محدود، نظرًا لأن الدول الرئيسية، بما فـي ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل نفسها، ليست من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي، ورغم دقة هذا الطرح إلا أنه لا ينظر إلى الآثار الكبيرة لصدور مثل هذه المذكرات سواء فـي النظرة العامة لمثل هذه الحرب أو تلطيخ سمعة هؤلاء المتورطين ودولهم أمام المجتمع الدولي وتقييد قدرتهم على السفر بحرية وهذا يعوق قدرتهم على المشاركات السياسية والدبلوماسية فـيما يمكن أن يوصف بالعزلة السياسية التامة.
لكن لا بد من التأكيد أن إحجام بعض القوى الغربية عن دعم قرار المحكمة الجنائية الدولية يعيد طرح خطاب ازدواجية المعايير فـي التزام هذه الدول بقوانين النظام العالمي وأيضا بمسارات العدالة الدولية؛ لذلك فإن استمرار المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل، إلى جانب حق النقض ضد قرارات وقف إطلاق النار فـي الأمم المتحدة، يؤكد وجود موافقة ضمنية على استمرار الحرب وما تنطوي عليه من مجازر دموية. ومثل هذا الأمر يكشف عن حجم تآكل القانون الدولي والسلطة الأخلاقية للدولة المصرة على دعم الكيان الصهيوني المحتل.