الثورة نت:
2024-06-29@22:10:39 GMT

خطر تأنيث الأرض

تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT

 

 

أعتذر من كل أنثى تعتقد أن هدف العنوان المساس بمكانتها وقوتها العقلية والجسدية، فكل بلد ذكوره وإناثه أحرار لا تتحكم بعقولهم عُقَد الذكورة والأنوثة، وأي مجتمع تُحتقر فيه النساء مجتمع مريض بكل تأكيد!
العنوان مرتبط بما يواجه أمنا الأرض من مخاطر تبعات سلوك أبنائها العصاة فيما نرى ونسمع على كامل الحياة المضطربة المضطرمة نتيجة النشاط المحموم والفعال والتلاعب بالجينات الوراثية المستهدفة لحياة الانسان والحيوان والنبات وكل ما له علاقة بالحياة على كوكبنا الذي يطلق عليه علماء البيئة والفلك تغزلاً: (الكوكب الأزرق)، الأرض موطن كل الأحياء المكتشفة حتى الآن، ومن الواضح أن بعض مؤسسات وأنشطة علم الوراثة باتت ألعوبة تسيرها بعض السياسات التي بلغ بها الجنون حد الاستهتار بحياة الإنسان ذاته وتشكيك الذكر والأنثى بانتمائهما ومحاولة قلب الأصل استثناءً والاستثناء أصلاً، وتغليب الغرائز الشاذة على العقل السوي فالأصل أن يبقى كل جنس على ظاهر حاله عند ولادته حتى يتبين العكس لتكون حرية الاختيار طبيعية فالتنوع أصل الحياة ودور الذكر والأنثى فيها معلوم، أما ما يزعمه البعض من ضعف الأنثى وقوة الرجل في العقل والبدن فمسألة نسبية بدليل أن بعض النساء أقوى وأعقل من بعض الرجال، للمسألة علاقة بما يمكن أن يطلق عليه تنمية الشذوذ العقلي وتمويله من قبل الشركات متعددة الجنسيات كجزء من جعل الاستثمار والتجارة منطلق لحركة ترتبط بتحكم قلة من البشر في خيرات الأرض وثرواتها ورسم سياساتها التي تقتات من معاناة الناس ومآسيهم، ويأتي في هذا الاتجاه التحكم بعدد السكان بل ونوعياتهم عن طريق التلاعب بالجينات والأسمدة الضارة والغذاء غير الطبيعي والأدوية الجالبة للأمراض، ويرى البعض أن لهذا علاقة بما تطلق عليه بعض أجهزة الاعلام (المليار الذهبي الماسوني) ومن ذلك ما نشره محمد عجيز على الموقع الالكتروني كوكب الاعلام- الصفحة الرئيسية بعنوان : (حقيقة المليار الذهبي الماسوني 25/ 10/ 2023 وما صرح به أكثر من مرة الرئيس الأمريكي السابق والمتربص المثير للجدل دونالد ترامب، ومعلوم أن الرئاسة في أمريكا وظيفة توجهها مؤسسة محكومة داخلياً بالدستور والقوانين وللرئيس هامش للتحرك لا يستطيع تجاوزه، ولا يدخل هذا التوصيف في باب المدح أو القدح وإنما لوصف حالة، خلاصة التصريحات وجود مخطط لخفض عدد السكان من تسعة مليارات نسمة إلى مليار عن طريق الحروب والأوبئة والزلازل والحرائق والمستهدفون هم الفقراء، ومن تجليات هذه السياسات تقلبات المناخ غير المعهودة والتأثير على كل ما تنتجه الأرض من نبات وحيوان كما ونوعاً بحجة تنمية الإنتاج وتحقيق الرفاه دون مبالاة بواجب الالتزام بالاتفاقات المتعلقة بالتخفيف من مسببات الاحترار من صناعات وتجارب نووية وإنتاج وتوزيع الأسمدة والمبيدات الفتاكة والأسلحة المحرمة، وبالنتيجة تصبح حياة هذا المليار الناجي من الإبادة الجماعية العالمية أشبه بحياة القطيع الضخم المستهلك لما تنتجه القلة المتوحشة، ولانقصد هنا الحركة الطبيعية للكون وتحولاته التي أثبت العلم أنها حركة دائمة لكل جرم من أجرامه على حدة وحركة الكون بمجمله ولكننا نقصد الحركة غير الطبيعية الناتجة عن السلوك غير الطبيعي للقوى المتوحشة، ومايعني الإنسان الموصوف بالعاقل مباشرة حياة الأرض التي لا يكاد حجمها يذكر بالنظر إلى الكون الفسيح ولكنه مميز بالحياة التفاعلية، إنها أم الإنسان الإبن العاق ومنه من يتجبر ويتكبر ويعيث في الأرض فساداً وطغيانا وكفراً بالحق والسلام والمحبة والعدل والحرية متجاوزاً المعايير المعقولة والمنقولة للحياة ومتجاهلاً أهمية التكامل الحقيقي بين الذكر والأنثى المخلوقان من أحشاء هذه الأم وبين كل عناصر الحياة.


إن سلطات أي دولة معنية بتأكيد هذه المخاوف أو نفيها والتحرك على ضوء ما تمليه عليها مسؤولياتها الوطنية والإنسانية لتجنب أسبابها، ومن سنن الخلق أن أفكار البشر متنوعة متعددة بتعدد البيئات والعقول والأفكار، وكل فكر لا يدرك ولا يقر بحقيقة التنوع والتعدد مخالف لهذه السنن مخالفة تجعل الفساد سنة متبعة عنده بدلا عن الإصلاح والإحسان مخالفاً بذلك قوله تعالى : (َلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) سورة هود آية (118) (إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) هود آية (119) (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) (251) سورة البقرة (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ) آية (20)سورة الروم ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى) آية (13) سورة الحجرات، ومن البديهي توزيع قوة العقل والجسد بين الذكر والأنثى تؤثر في ذلك السياسات سلباً أو إيجاباً كما يؤثر فيها النشاط العقلي والجسدي وهموم الحياة والعادات والتقاليد المتغيرة بتغير الظروف والأحوال، ومن المفارقات أن الانسان المميز بالعقل كما يقال هو مصدر الخطر وكأن العقل بفعل السياسات الغرائزية قد تحول من نعمة إلى نقمة !، إما بتوجهه نحو الخير والإحسان أو الشر والجريمة، والسياسات في عالم اليوم مع الأسف تؤكد هيمنة قوى الشر والجريمة وأن قوى الخير وأدواته ضئيلة متخفية مقارنة بالقوى المهيمنة!.
أمنا الأرض توزع أحلامها
في خشوع تلملم أشلاءها الباكية
تسأل عما يخبئه المكر والماكرون.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حماس فكرة أم حقيقة صلبة على الأرض؟

الاعتراف بالهزيمة والفشل مسألة غاية في الصعوبة، خصوصا من كيان يمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة وجيش مدرب على أحدث التقنيات والتكتيكات العسكرية، لكن ماذا يعني الاعتراف المتكرر بأن حماس فكرة لن تختفي، سواء كان ذلك على لسان الناطق باسم جيش الاحتلال "دانيال هغاري" أو على لسان "بيني غانتس"، العضو السابق في حكومة الحرب المنحلة -زعيم معسكر الدولة المعأرض- الذي قال الثلاثاء الماضي بأن حماس فكرة لا يمكن القضاء عليها ولكن يمكن القضاء على تطبيقاتها؟

عبارة غامضة لا تختلف عما قاله هغاري عندما أكد استحالة القضاء على حركة حماس؛ مطالبا الحكومة التي يترأسها نتنياهو تقديم رؤية واستراتيجية لليوم التالي للحرب، ذلك أن اليوم التالي إن أطل برأسه فإن حماس لن تغيب عنه، بل ستكون حاضرة في تفاصيله وفي تفاصيل الرؤية والاستراتيجية المقترحة إسرائيليا وأمريكيا.

فكرة حماس التي لن تهزم أقر بها المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي قبل أشهر قليلة، داعيا الكيان المحتل لضرورة إعداد خطة لليوم التالي للحرب، الأمر الذي يعجز الاحتلال عن صياغته لغياب البدائل الممكنة أو القادرة على الصمود في وجه المقاومة الفلسطينية كقوة صلبة، وفي مواجهة الفكرة التي تمثلها حماس كمقاومة وثقافة ملتصقة بالحاضنة الاجتماعية.

تكرار العبارة "حماس فكرة" إقرار غير مباشر وصريح بالفشل والعجز عن إقصائها وهزيمتها كحركة مقاومة فلسطينية، إلا أن التعامل مع هذه الحقيقة لا زال يتم بوضع سياق طويل من المقترحات لمواجهة الفكرة التي تمثلها حماس، إما لمحاصرتها واحتوائها، وإما بهزيمتها بأدوات عسكرية وسياسية وبمجهود دولي وأوروبي، والأهم عربي،
تكرار العبارة "حماس فكرة" إقرار غير مباشر وصريح بالفشل والعجز عن إقصائها وهزيمتها كحركة مقاومة فلسطينية، إلا أن التعامل مع هذه الحقيقة لا زال يتم بوضع سياق طويل من المقترحات لمواجهة الفكرة التي تمثلها حماس، إما لمحاصرتها واحتوائها، وإما بهزيمتها بأدوات عسكرية وسياسية وبمجهود دولي وأوروبي، والأهم عربي، وهي رؤية تتجاهل الموقف الدولي المنكشف لأمريكا والاحتلال الإسرائيلي بعد المجازر المقترفة في قطاع غزة، في مقابل صمود المقاومة وتجذر فكرتها في الإقليم وتحولها إلى أيقونة تعوزها تحالفات إقليمية يصعب القفز عنها أو فصل ساحاتها، وأخيرا صراع وتنافس دولي لن يسمح لأمريكا و"إسرائيل" بحسم المعركة لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا التي تخوض مواجهة مع الصين وروسيا.

فكرة حماس تدعمها بيئة دولية وإقليمية يغلب عليها الاستقطاب والصراع، وصمود يكاد يتم شهره التاسع منتقلا إلى الشهر العاشر، فما بعد رفح التي راهن على اجتياحها نتنياهو لا زالت حماس القوة الفاعلة والمؤثرة في الميدان وفي الإقليم كونها أحبطت مخططات الاحتلال في الحسم وأعجزته عن رسم ملامح المرحلة بتعزيز انقساماته وتناقضاته الداخلية.

حركة حماس بهذا المعنى تجاوزت كونها فكرة نحو كونها حقيقة مادية واقعة على الأرض ومؤثرة في فضائها المحلي والإقليمي، فهي جسم سياسي وعسكري لا زال فاعلا، ما يجعل الرهان على تفككها من خلال الضغط العسكري وهْم وسراب، في حين المراهنة على منظومة التحالفات السياسية والعسكرية للولايات المتحدة في المنطقة العربية والإقليم لتفكيك المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس يضاعف الضغوط على الشراكة الأمريكية العربية، ويهدد بتفكك وخلخلة النفوذ الأمريكي وإضعافه.

الضغوط على بنية النفوذ الأمريكي عنصر حاسم في إضعاف تحالفاتها وشراكاتها، إذ يتوقع أن تدفع دول المنطقة للبحث عن خيارات أقل ضررا كما حدث في الموقف المتخذ من الحرب الأوكرانية
الضغوط على بنية النفوذ الأمريكي عنصر حاسم في إضعاف تحالفاتها وشراكاتها، إذ يتوقع أن تدفع دول المنطقة للبحث عن خيارات أقل ضررا كما حدث في الموقف المتخذ من الحرب الأوكرانية، بتمسك دول الإقليم العربية باتفاق "أوبك بلس" النفطي مع موسكو، ورفض الانضمام لتحالفات وشراكات أمريكية عنوانها محاصرة الصين والصراع في منطقة الباسيفيك.

أمريكا تختبر تحالفاتها وشراكاتها وتضغط للدفع بها نحو أقصى طاقتها، ضغوط يتوقع أن تُلحق مزيدا من الضرر بنفوذ الولايات المتحدة الأمريكية التي فقدت تأثير قوتها الناعمة لحساب المقاومة الفلسطينية وفكرة حماس الصلبة على الأرض التي هزمت فكرة أمريكا التطبيعية في المنطقة العربية، وهو السر الكامن وراء تكرار المسؤولين الأمريكان والإسرائيليين القول: إن حماس فكرة، فهو تعبير مجازي يتجاوز الإشارة إلى الصمود الميداني والحاضنة الاجتماعية التي أشارت لها مجلة فورين أفيرز (Foreign Affairs) الأمريكية التابعة لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، في مقالة للكاتب الأمريكي روبرت بيب، "حماس تنتصر"، نحو هزيمة استراتيجية إقليمية أعمق في شقيها الناعم والصلب (التطبيعي والعسكري)، هزيمة وفشل أُخفيا خلف عبارات منمقة اعتقد الأمريكي والإسرائيلي أن التلاعب بتوصيفهما يحد من أثرهما ويساعد في احتوائهما مستقبلا.

x.com/hma36

مقالات مشابهة

  • لماذا يجب علينا اليوم الاهتمام بالسياسات العامة؟
  • كيف نقرأ واقع المجتمعات الإنسانية؟
  • ???? ستضيق الأرض بما رحبت بمليشيات وعصابات الجنجويد
  • حماس فكرة أم حقيقة صلبة على الأرض؟
  • سورتان في القرآن لسداد الدين وتفريج الهموم.. فضلهما عظيم
  • الشيخ كمال خطيب يكتب .. والله لن يخزيكم الله، فأبشروا
  • خليل الشكيلي : يتدرج الذاكر لله عبر ثلاث مراحل وهي التخلي والتحلي والتجلي
  • شيخ العقل التقى وزير الداخلية
  • أبنية تشبه الأهرامات.. هل ثمّة حضارة مندثرة في المريخ؟
  • تأملات قرآنية