الثورة نت:
2024-12-27@11:12:04 GMT

السادات وعرفات بين “الكامبين”!!

تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT

 

 

بعد توقيعه أول اتفاق كامب ديڤيد وهو أول تطبيع “علني” مع إسرائيل، فإن أشهر ما قال الرئيس المصري “السادات” إنه لا حرب بدون مصر، وربطاً بهذا القول الساداتي ظل يُطرح أن حرب أكتوبر ١٩٧٣م هي آخر الحروب مع إسرائيل..
لعل طرح السادات جاء من خلفيته المعرفية بالأنظمة العربية ووجود تطبيع غير معلن لعدد من الأنظمة العربية مع إسرائيل، وذلك ما كشفته أو أكدته التطورات اللاحقة حتى الآن.

.
فهذا القول الساداتي قد يكون صحيحاً من ربط الحروب بالأنظمة العربية، ولكن كان يستحيل على السادات أو غيره تصور تطورات أوضاع كالمقاومة في لبنان كما “حزب الله “، والأكثر استحالة أن يفكر بأن غزة التي ظلت لسنوات طويلة تحت السلطة المصرية حتى هزيمة ١٩٦٧م.
كان يستحيل التفكير بأن “الإخوان” في مصر سيصلون إلى الحكم ربطاً بالمشروع الأمريكي وهم الذين قتلوه عام ١٩٨٢م، وحين وصلوا الحكم كرّموه بوسام رفيع وقالوا إنهم سيلتقون به في “الجنة”، وذلك يعني أنهم بقتله أرسلوه إلى النار وبعد أكثر من عقود ثلاثة أعادوا إرساله إلى “الجنة”، فهل ذلك من صكوك غفران الكنيسة المسيحية وبعد وفاته؟!..
إذا السادات يعلم أن الإخوان الذين أرسلوه إلى “النار” قد كرّموه وأعادوا تصديره إلى “الجنة”، فالمفترض أن يعلم أن غزة وعلى رأسها “حماس” استطاعت خوض حرب ضد إسرائيل بدون مصر وبدون الأنظمة العربية، بل وأنجزت غزة وفصائل المقاومة ما لم تستطع مصر والأنظمة العربية بجيوشها..
ومع ذلك، فنحن فقط نذّكر للاستيعاب ونحن من هذه الأنظمة عليها من نفسها، لأننا لا نفقد الأمل وتظل السلامة والسلمية وتبتعد عن الصراعات البينية وبغض النظر عن آخرين يسيرون أو قد يسيرون في ذلك..
في مسألة أخرى ترتبط بالمشروع الأمريكي في تطورات المنطقة، فإن الأمن القومي العربي الذي ربط ما ارتبط بتهديد إسرائيل منذ عهد جمال عبدالناصر قد تم ربطه وتجييره على إيران حتى وصل الذروة خلال ما عرف بالربيع العربي..
ما كشفه فعل المقاومة الفلسطينية في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣م ومن ثم العدوان على غزة، هو حقيقة أن إسرائيل هي عدو العروبة والإسلام وهي الخطر على الأمن القومي العربي وقضية تهجير سكان غزة إلى مصر وسكان الضفة إلى الأردن هو بين رحم المشاريع التي جاءت من رحم “كامب ديفيد” كمشروع تم الوصول إلى تفعيله واقعياً بمعزل عما حدث في غزة، وبالتالي فإن “كامب ديفيد ” كانت الخطر الأشد والأخطر على الأمن القومي العربي ولكن الأنظمة بقدر ما انغمست في الأمركة تسير في ولاء وموالاة لإسرائيل ولا يحتاج لعلنية إلا بعد أن يكمل المشروع الأمريكي تطويع الشعوب للتطبيع..
مشروع التهجير إلى مصر والأردن معروف وعُرض على خلَف السادات في مصر “مبارك”، وبالتالي هو مشروع جاهز أمريكياً وإسرائيل، والطبيعي أن تحاول أمريكا وإسرائيل استعماله في أي مستجد، ولهذا فالأنظمة يعنيها أن تعي بأن خيار ومحور “المقاومة” خيار واقعي لمواجهة هذا الإجرام الإسرائيلي المتصاعد وبقيادة أسوأ تطرف وأشنع إرهاب عرفه التاريخ..
مادامت المقاومة ومحورها لا تستهدف الأنظمة العربية وذلك واضح وأكيد، فإنه علينا جميعاً التعامل مع الأمر الواقع للأنظمة والأمر الواقع للمقاومة وأن لا نقبل بجرنا لأي صراعات بينية أو داخلية، وذلك ممكن وبالإمكان السير فيه والتعايش على أساسه..
وكون خياري هو مع محور المقاومة، فإني أطلب من كل الفصائل والتنظيمات فيه أن تؤكد واقعياً وعملياً هذا الخيار الواعي والواقعي لتفويت الفرصة على فاعليه ومستعمله في هذا الدور، واعتقد أن الأنظمة لو تعمّقت في الواقع وفي قراءة المتغيرات ستجد أن هذا الخيار السلمي والتعايشي هو الأفضل والأمثل لها، فالأفضل كان أن لا يتم قتل “السادات” وليس تكريمه بعد عقود ثلاثة أو أكثر من وفاته..
إسرائيل التي قتلت ياسر عرفات بالسم ولكن بأيادٍ فلسطينية ليست حمساوية، وبالتالي تعلّمت من متراكم التجارب أن تواجه العدو الحقيقي لفلسطين وللعرب والمسلمين فترفعت وارتفعت في الوزن والمقام..
السادات نال جائزة “نوبل” بشراكة إسرائيلية وكذلك عرفات، لكن الأول صفي جسدياً وكُرّم بعد عقود من وفاته فيما الثاني صفته إسرائيل كإرهابي حين رفض تنفيذ مطالبها ومآربها في آخر كامب ديفيد مع الرئيس الأمريكي كلينتون ولنا الاعتبار من المفارقات والمقاربات!!.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

جامعة السادات تتقدم 7 مراكز في النسخة الثانية من التصنيف العربي للجامعات 2024

حققت جامعة مدينة السادات إنجازاً إقليمياً بتقدمها في النسخة الثانية من التصنيف العربي للجامعات 2024؛ حيث احتلت الجامعة المركز 47 علي مستوي الوطن العربي من بين 180 جامعة عربية مصنفة، وبذلك تقدمت الجامعة 7 مراكز عن تصنيف العام السابق. ومن الجدير بالذكر ان هذا التصنيف يتبع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

 ويعتمد التصنيف العربي للجامعات على أربعة مؤشرات رئيسية تشمل التعليم والتعلم، والبحث العلمي، والابداع والريادة والابتكار، والتعاون الدولي والمحلي وخدمة المجتمع. ويتم قياس كل مؤشر باستخدام تسعة معايير بأوزان تم اختيارها بعناية فائقة.

وأوضحت الدكتوره شادن معاويه، رئيس الجامعة، أن التصنيف العربى يعتمد على منهجية من أربعة بنود رئيسية لدعم رؤية واحتياجات الدول العربية فى الوقت الراهن منها العمل على جودة التعليم وبيئة التعلم، والبحث العلمى من حيث قياس كمية وجودة الأبحاث المنشورة، والابتكار والإبداع فى دعم البحث العلمى الداعم للجوانب الاقتصادية ودعم الابتكارات العلمية وربطها بالصناعة لتحقيق النفع المجتمعى، والتعاون الدولى وخدمة المجتمع وتقييم مردود الجانب المجتمعي .

واشادت معاوية، بجهد منسوبى الجامعة وتعاونهم لتحقيق المزيد من التقدم ودعم مكانة الجامعة فى التصنيفات الدولية، ودعم الباحثين وحثهم على نشر أبحاث ذات جودة عالية، بالإضافة إلى العمل على التطوير لتعزيز دور الجامعه كمنارة علمية ومجتمعية .

مقالات مشابهة

  • اليمن يعتدي على إسرائيل
  • “القسام” تجّهِزّ على قوة صهيونية من مسافة صفر جنوب غزة
  • “الأخضر” يستأنف تدريباته استعدادًا لمواجهة العراق في كأس الخليج العربي 26
  • المقاومة مستمرّة: “إسرائيل” تحت مجهر القانون
  • “السلام العربي” تدين الاعتداءات على اليمن وتؤكد أن استقرار المنطقة يبدأ وينتهي بفلسطين
  • جامعة السادات تتقدم 7 مراكز في النسخة الثانية من التصنيف العربي للجامعات 2024
  • جامعة السادات تتقدم سبعة مراكز في النسخة الثانية من التصنيف العربي 2024
  • مجلس الشباب العربي للتغير المناخي يطلق تقرير “تمكين أصوات الشباب في سياسة المناخ العربية”
  • ندوة “التدريب المسرحي في العالم العربي : التحديات والفرص” في مهرجان الرياض للمسرح
  • لجان المقاومة الفلسطينية تشيد بالقصف الصاروخي اليمني على “تل أبيب”