الثورة نت:
2025-01-18@12:23:32 GMT

اليمن الموقف والقضية

تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT

 

منذ أن وطأت أقدام الصهاينة أرض فلسطين وهم يمارسون الإجرام يوميا على مرأى ومسمع العالم أجمع وبشكل معتاد ولا يتغير في المحصلة إلا الأرقام للشهداء والضحايا، وقبل السابع من أكتوبر وهو ما اختارته حركة حماس الحرب على الاعتداءات الصهيونية المتكررة واليومية على المسجد الأقصى، سواء بتدنيس أماكن العبادة أو بالاعتداء على المصلين وعلى النساء والأطفال والشيوخ، شاهد العالم أجمع جنود المارينز الإسرائيلي يركلون امرأة على الأرض، سقطت دفعا من بقية الجنود- وقالها اليهود – إن هذا الاعتداء سيكون ثمنه باهظا، وحينما تحركت (حماس) للرد ثارت الدنيا وقامت ولم تقعد لأن حماس أرادت الانتصار للمظلومين.


السابع من أكتوبر
إسرائيل “الكيان الصهيوني” لا تحارب بجيشها ولا بإعلامها ولا بكذبها وطغيانها وفجورها فحسب، بل يحارب معها الحلف (الصليبي الصهيوني) جنوداً مخلصين وساسة مخضرمين في الكذب وتزييف الحقائق، وإعلاما مشوها ومشوشا لكل حق وناصرا ومؤيدا لكل باطل وإجرام، أسلحة إسرائيل منهم وتمويلها وجيشها ومخابراتها منهم وكل ما يمكن أن يحتاجه الصهاينة سياسيا واقتصاديا وعسكريا واستخباراتيا، بلا حدود، فوجود إسرائيل من وجودهم وهزيمتها هزيمتهم وانهيارهم شرقا وغربا شمالا وجنوبا، فالكل يخطب ودها ويمدها بما تحتاج ولو على حساب شعوبهم.
وإلى جانب ذلك الجيوش العربية وجيوش الدول الإسلامية وكذلك القيادات والزعامات، باستثناء القلة القليلة، كموقف اليمن قيادة وحكومة وشعباً وفعاليات سياسية واجتماعية.
لقد مر المشروع الصهيوني بثلاث مراحل، كل واحدة تمهد للأخرى وفي حلقات متواصلة من التسلسل الزمني والإطاري ولكن ضمن الهدف الأكبر وهو وجود الكيان الصهيوني واستمراره وهيمنته واستعلاؤه على بقية المكونات الوطنية العربية والإسلامية.
أولى المراحل: إيجاد الفكرة وغرس الإيمان بها، ولم يكن هناك أي بديل آخر سوى اليهود- لأن الاستعمار الصليبي الذي استولى مدة على أرض العرب والإسلام بدأ يفقد سيطرته وسطوته بعد أن ثارت الأمم وشكلت حركات تحرر قومية، ووطنية فكان هناك الشعار (اعطاء وطن ، لشعب بلا وطن)، فاليهود هم رأس الحربة بعد هزيمة القوى الاستعمارية وانهيار المنظومة الاستيطانية الرافعة لشعار الصليب سواء في الجزائر أو ليبيا أو سوريا أو غيرها من البلدان العربية والإسلامية، فالفكرة ولدت من أفكار الاستمرار في السيطرة على المقدرات والاستئثار بها، ولا يمكن ذلك إلا إذا كانت هناك كيانات قطرية متناحرة فيما بينها وكيان موحد مدعوم من القوى الاستعمارية القديمة والحديثة.
والمرحلة الثانية هي: تسليم أرض فلسطين وإحلال اليهود، وهنا لا بد من تكامل جهود الخيانات العربية والإسلامية للقضية وتكامل الجهود للدول الاستعمارية مما يؤدي إلى تحطيم الإرادة المقاومة والاستسلام للواقع، ما أوجد أرضية صالحة للتقسيم وكل كيان يرتضي بما لديه ابتداء، ويقنع بما بقي (الفلسطينيين) لكن ذلك لن يكون سوى مرحلة التقاط أنفاس للصهاينة واستعداد للمزيد من الاستيلاء والاحتلال، وهو ما تم فعلا في تالي الأيام والسنوات، فلم يكن هناك سوى شجب واستنكار، وتوسع استيلاء للأراضي وطرد لأهلنا في فلسطين، لقد ظل الكيان الصهيوني يتوسع ويتفوق على غيره من الأنظمة بفعل الدعم والإسناد الغربي اللا محدود، وهنا تأتي المرحلة الثالثة”: صفقة القرن حيث خطط لها بإتقان محكم فوكلاء الاستعمار والخونة والعملاء يتكفلون بتحجيم حركات الاستقلال والتحرر ويقضون عليها بمساعدة المخابرات الصهيونية والصليبية، ويضمنون إمداد الصهاينة بالثروات العربية، ومن قبلهم ضمان مصالح الاستعمار الجديد بوجهه الصهيوني القائم على أساطير التفوق والهيمنة، وتنتقل أعباء المشروع من أولويات الدول الغربية إلى الدول العربية، ويتفرغ الغرب وخاصة أمريكا لإدارة الصراع مع القوى المتنافسة روسيا بوجهها الجديد، والصين وغيرهما من القوى، وهو ما صرح به أحد أهم راسمي السياسة الأمريكية يهودي الأصل حينما صرح بأنه على أمريكا أن تتوقف عن دعم الكيان الصهيوني، وأن تأخذ المبادرة في إصلاح علاقتها بالأنظمة العربية، لأنها ستحتاجها في مواجهة الصين العملاق الذي سيكون له حضور مؤثر في النظام العالمي في المستقبل القريب، ولا يستطيع أن يصمد أمامه غير العالم الإسلامي، لكن أمريكا لن تستطيع أن تمارس الخيار أو تترك الميدان إذا كان الكيان الصهيوني كطرف حتى لو كان ذلك على حساب مصالح أمريكا وعلاقاتها.
اليمن نموذجاً مشرفاً
وقف بعض الزعامات العربية فأدان الضحية، وآخر اكتفى بإدانة الضحية والجلاد، وأسفر الموقف اليمني عن إحساس بالمسؤولية الدينية والقومية والوطنية، فدعم نضال وكفاح الشعب الفلسطيني واجب ديني ووطني وقومي على كل مسلم وكل من يقول لا إله إلا الله، واليمن شعب الإيمان والحكمة قالها أبناء اليمن، وأعادت التفكير بالقضية الفلسطينية ومظلوميتها المسيرة القرآنية بزعامة القائد الشهيد حسين بن بدر الدين الحوثي، وكررها وأعادها السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، (لستم وحدكم، نحن معكم) وكان الشعار دليلاً على حمل الأمانة لمواجهة الطاغوت واستئصال الغدة السرطانية، تعجب البعض لماذا يرفع شعار كهذا في وطن كاليمن، وأثبتت الأيام صدق التوجه وصوابية الرؤية، فالخلاص يكمن في إزالة من وجد لحراسة الفرقة والشتات، وعلى رأس ذلك الصهاينة والأمريكان لأنهما وجهان لعملة واحدة، وإلا ما الذي يدفع أمريكا لأن تنتقل كل هيئاتها السياسية والعسكرية إلى أرض فلسطين حينما داهمها الخطر وأحست بضربات الانتقام من أبطال المقاومة، أما صهاينة العرب والخونة فإن الأحداث قد عرت وجوههم وكشفت سوءاتهم أمام الشعوب العربية والإسلامية والرأي العام العالمي، حتى أنه بدأ يتساءل هل هؤلاء حكام للعرب والمسلمين أم خدام لليهود والنصارى وقتلة الأطفال والمساكين؟
وختاماً وليس آخرا (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) الأنفال الآية (30).

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مجدي مرشد: تصريحات بايدن تؤكد محورية الدور المصري بالمنطقة والقضية الفلسطينية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أشاد الدكتور مجدي مرشد، نائب رئيس حزب المؤتمر رئيس المكتب التنفيذي للحزب، بجهود الدولة المصرية لدعم الشعب الفلسطيني  بالتزامن مع قرب الإعلان الرسمي للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة ودخوله حيز التنفيذ، وذلك بعد الجهود المكثفة التي بذلها الوسطاء خاصة الوسيط المصري الذي نجح في وضع العناصر الأساسية للاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل خلال الاجتماعات المكثفة التي احتضنتها القاهرة والدوحة.

وقال مرشد في بيان له، اليوم الأربعاء، إن الدولة المصرية منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تكثف جهودها لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن مصر تصدت بكل قوة لكافة مخططات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه.

وأوضح، أن مصر لم تترك محفلا دوليا في التعبير عن رؤيتها بشكل واضح لدعم الشعب الفلسطيني والتصدي لمخططات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن هناك تقديرًا دوليا للدور المصري في التوصل لهذه الاتفاق المرتقب وهو ما أكده الرئيس الأمريكي بايدن خلال اتصاله بالرئيس السيسي حيث أكد أن هذه الصفقة لم تكن لتتحقق أبدًا لولا الدور الأساسي والتاريخي لمصر في الشرق الأوسط وهو ما  يبرز محورية الدور المصري.

وشدد على الحاجة الملحة لتنفيذ صفقة لإغاثة شعب غزة على الفور من خلال زيادة المساعدات الإنسانية عقب وقف إطلاق النار فضلا عن إحياء مسار السلام  لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

مقالات مشابهة

  • السيد القائد : تمر الأمة العربية والإسلامية بعصر يسوده انهيار قيمي وأخلاقي
  • توجوا الخروج الشعبي الأضخم في العالم على مدى 15 شهراً بطوفان بشري “مع غزة.. ثبات وانتصار” اليمنيون يباركون الانتصار التاريخي للمقاومة الفلسطينية وهزيمة الكيان الصهيوني
  • «مخاتير فلسطين» تنفي مهاجمة رموز الدول العربية والإسلامية: نقدر جهودها ونرحب بدعمها
  • عون يؤكد ضرورة التزام الكيان الصهيوني باتفاق وقف إطلاق النار
  • أمريكا وأنظمة الاستبداد العربية: عًوْد على بدء
  • اليمن في 2024.. حصاد المواجهات العسكرية بين الحوثيين وإسرائيل وضربات أمريكا وبريطانيا (تقرير)
  • اليمن: رهانُ القائد الواثق بالله أعجز أمريكا وكسر شوكةَ “إسرائيل”
  • بسبب العدوان على غزة.. آلاف الأكاديميين البلجيكيين يدعون جامعاتهم لإنهاء التعاون مع الكيان الصهيوني
  • مجدي مرشد: تصريحات بايدن تؤكد محورية الدور المصري بالمنطقة والقضية الفلسطينية
  • شيخ الأزهر: تغليب روح الوحدة العربية والإسلامية ضرورة لمواجهة العدوان على غزة