لقاء بن سلمان وبلينكن في مدينة العُلا: ظاهره وقف الحرب في غزة وباطنه التطبيع وحماية “اسرائيل” من صواريخ وطائرات اليمن
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
الثورة / حمدي دوبلة
التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الاثنين، في مدينة العُلا السعودية، وفيما أعلن الإعلام الرسمي للبلدين أن اللقاء كُرّس لبحث وقف الحرب “الإسرائيلية” على غزة، جاءت تقارير إعلامية لمراسلين مرافقين للوزير الأمريكي أن مواجهة عمليات القوات المسلحة اليمنية ضد الكيان الصهيوني وسفنه في البحر الأحمر وكذا استئناف مساعي التطبيع بين الرياض وتل ابيب أخذ الحيّز الأكبر من الاجتماع الذي انعقد في مدينة العلا السعودية قبيل مغادرة بلينكن إلى عاصمة كيان الاحتلال.
في سياق متصل، عبّرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أمس، عن امتنان بلادها للدور السعودي في اعتراض الصواريخ التي يطلقها من اسمتهم الحوثيون على “إسرائيل ”.
وقالت بيربوك، في تصريحات صحفية خلال زيارتها للكيان الصهيوني أمس الأحد أن “السعودية وإسرائيل لم تتخليا عن سياسة التطبيع” بعد 7 أكتوبر.
وأكدت أن “السعودية تسهم بصورة حاسمة في أمن إسرائيل، حتى في هذه الأيام”، في إشارة إلى وجود تعاون سعودي قديم يرسخ تواجد الإحتلال الإسرائيلي على الأرض العربية في فلسطين.
وقالت: ” إن السعودية تساعد في احتواء خطر اندلاع” نزاع إقليمي”،حسب تعبيرها، وأردفت أن “العالم، خصوصاً هنا في الشرق الأوسط، أصبح مكاناً مختلفاً تماماً منذ 7 أكتوبر”.
وأشارت بيربوك، إلى أن الحكومة الألمانية “لا تُعارض الاعتبارات البريطانية” بشأن بيع مزيد من مقاتلات يوروفايتر للسعودية” بناء على دور الرياض “الفعال” في توفير الحماية للإسرائيليين من ضربات اليمن، مضيفة ” أن استخدام القوات الجوية السعودية أيضاً مقاتلات يوروفايتر في هذا الإطار أمر “لم يعد خافياً”.
وكانت ألمانيا قد جمّدت مبيعات الأسلحة للرياض بسبب انتهاكات السعودية لحقوق الإنسان وعلى رأسها الحرب على اليمن، حيث عرقلت برلين صفقة كبيرة لشراء 48 طائرة يوروفايتر تايفون، للرياض تم توقيعها في لندن خلال زيارة للأمير السعودي قبل سنوات عدة.
إلا أن المعايير الألمانية سقطت بمجرد تعرض الكيان الإسرائيلي للهجوم ، حيث تقدم الحكومات الغربية الدعم الكامل للاحتلال الإسرائيلي لارتكاب مجازر الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني إلى جانب إستعداد تلك الحكومات لتوفير السلاح للأنظمة المتواطئة لحماية الكيان الصهيوني.
وأشار تقارير اعلامية إلى أن عمليات القوات المسلحة اليمنية على سفن الكيان الاسرائيلي حظيت بالنصيب الأكبر من محور البحث بين المسؤول الأمريكي و بن سلمان موضحة أن الموضوع كان حساساً أكبر بالنسبة للسعوديين الذين يخوضون منذ أشهر مفاوضات مع صنعاء لإنهاء الحرب في اليمن.
كما تناول الاجتماع في أروقته الخلفية العودة إلى المناقشات بين إسرائيل والسعودية حيال احتمالية تطبيع علاقاتهما برعاية أمريكية
وكانت مفاوضات التطبيع بين الرياض وتل أبيب قد حققت تقدماً ملحوظاً قبل اندلاع الحرب العدوانية التي تشنها حكومة نتنياهو على قطاع غزة حتى أن بلينكن كان منتظراً حينها في السعودية لإجراء مناقشات تفصيلية حول هذا الموضوع.
لكن الولايات المتحدة، بحسب مسؤول أميركي رفيع المستوى طلب عدم كشف هويته، لم تفقد هدفها على المدى الطويل، مشيراً إلى أن اللقاء مع بن سلمان سيتيح معرفة رأي السعوديين بالمسألة حالياً.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تبيع السعودية صواريخ ذكية.. رسالة تهديد لإيران
نشر موقع " نوتيتسي جيوبوليتيكي" تقريرا سلّط فيه الضوء على صفقة بيع صواريخ موجهة بالليزر من الولايات المتحدة إلى السعودية، كخطوة محورية في لعبة توازنات معقّدة تشمل أمن الخليج، وكبح إيران، وتعزيز الصناعة العسكرية الأمريكية.
وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الولايات المتحدة وافقت على بيع السعودية أنظمة أسلحة موجهة بالليزر من نوع أدفانسد بريسيجن كيل وبين سيستم، وهي خطوة تُضيف حجرًا إضافيًا في استراتيجية معقدة يتقاطع فيها ـ دون انقطاع ـ أمن الخليج العربي، واحتواء إيران، وإنعاش الصناعة الدفاعية الأمريكية، والتوازن العالمي الجديد.
وأوضح الموقع أنه من الناحية العملياتية، تُعدّ الصواريخ الدقيقة سلاحًا مثاليًا للساحات الحالية. فهي منخفضة التكلفة (22 ألف دولار لكل واحدة)، ومتعددة الاستخدامات، وقادرة على إصابة الطائرات المُسيّرة، أو الآليات الخفيفة، أو الميليشيات المتحركة، مع تقليل الخسائر بين المدنيين.
وفي سياق مثل السياق اليمني، حيث يستخدم الحوثيون أنظمة بدائية ولكن فعّالة لتعطيل حركة التجارة في البحر الأحمر، تأتي هذه الإمدادات استجابةً لحاجة حقيقية: تحسين قدرة السعودية على الرد بوسائل متوافقة مع حرب "هجينة"، منخفضة الحدة ولكن عالية الوضوح.
ومع ذلك؛ لا تهدف هذه الإمدادات فقط إلى الدفاع عن الرياض ضد الطائرات المُسيّرة، بل تهدف أيضًا إلى تهيئة المجال العسكري لاحتمالات التصعيد في المستقبل. فترامب، العائد إلى البيت الأبيض، أظهر بالفعل نيته في تشديد الموقف المعادي لإيران. وإذا كان اليمن لا يزال شوكة في الخاصرة، فإن إيران تظل الهوس الإستراتيجي لواشنطن.
وذكر الموقع أن اختيار شركة بي إيه إي سيستمز كمقاول يعكس أيضًا الجانب الآخر من العملية: فصناعة الدفاع الأمريكية تُعد اليوم ركيزة إستراتيجية واقتصادية وتوظيفية. وكل عملية بيع تمثل دفعة من الأوكسجين للأقاليم الصناعية، وكل عقد يُعتبر استثمارًا سياسيًا داخل البلاد. ومع الحرب في أوكرانيا التي تستنزف المخزونات والميزانيات، يظل السوق الخارجي أمرًا أساسيًا لدعم وتيرة الإنتاج والحفاظ على التفوق التكنولوجي.
وفي الوقت نفسه، تبقى السعودية، بميزانية عسكرية تقارب 78 مليار دولار، واحدة من الجهات الفاعلة القليلة على مستوى العالم التي تمتلك موارد مالية سائلة، وطلبًا مرتفعًا، وهامشًا سياسيًا يسمح لها بالشراء بشكل مستمر، وبالنسبة للولايات المتحدة، فهي شريك صعب، لكنه مربح.
وعلى المستوى الجيوسياسي، عادت السعودية لتكون محور النفوذ الأمريكي في الخليج. فبعد المرحلة الغامضة المتمثلة في الانسحاب من أفغانستان، والسياسة الأوبامية للانفتاح على طهران، تعيد واشنطن اكتشاف فائدة الحليف القديم. وتفعل ذلك بالطريقة التي تجيدها أكثر من غيرها، من خلال تعزيز قدراته العسكرية.
ولفت الموقع إلى أنه بالمقابل فهناك خطر واضح: غكل زيادة في القدرات العسكرية من طرف تُشعل سباقًا للتكيف من الطرف الآخر. وقد ترى إيران هذه الإمدادات ليس كإجراء دفاعي، بل كإشارة عدائية مقنّعة. وفي ساحات غير مستقرة مثل العراق ولبنان وسوريا، قد يظهر تأثير الدومينو قريبًا.
وأكد الموقع على أن هناك بُعدًا سياسيًّا لهذا الموقف، ترسل واشنطن من خلاله رسالة واضحة: من يصطف ضد طهران، ومن يضمن "الاستقرار" (وهو مصطلح غالبًا ما يكون غامضًا)، سيُكافأ بالتكنولوجيا، والتمويل، والضمانات. وتتداخل لغة الدبلوماسية مع لغة الترسانات. وحتى في ظل ترتيبات مستقبلية محتملة بعد الحرب في غزة، أو في مفاوضات إقليمية حول الملف النووي، يصبح الموقف السعودي ذا أهمية حاسمة.
واختتم الموقع تقريره بالقول إن بيع الصواريخ هو إذًا جزء من استراتيجية أوسع، تجمع بين الردع، والمصالح الاقتصادية، والنفوذ، والسردية. لكنها، مثل كل تحركات القوى الكبرى، تحمل في طياتها مخاطر. ففي الشرق الأوسط، كما تُعلّمنا التاريخ، كل أداة صُممت لـ"الحد من الأضرار" قد تتحول، إذا أسيء استخدامها، إلى شرارة لتصعيد أكبر.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)