دينا محمود (لندن)

أخبار ذات صلة مباحثات خليجية أوروبية حول سبل إنهاء الحرب في غزة عبدالله الثاني: لن ننعم بالاستقرار في الشرق الأوسط دون حل الدولتين

على وقع استمرار صراعات، وحروب اندلعت العام الماضي، ولا تزال مواجهاتها متواصلة بضراوة في الأيام الأولى من 2024، كثفت دوائر تحليلية غربية تحذيراتها من مغبة التباطؤ في العمل على وضع حد لهذه الأزمات التي تُنذر بتفاقم التهديدات الموجهة للأمن والسلم الدولييْن.


 وأكد المحللون أن التخبط الراهن في الجهود الدبلوماسية المبذولة لطي صفحة هذه الصراعات، يزيد المخاطر المترتبة عليها، والتي تتجاوز الخسائر البشرية والمادية الهائلة، لتمتد إلى إمكانية إشعال شرارة حرائق أوسع نطاقاً على طول خطوط الصدع المنتشرة في بقاع مختلفة من العالم.
وأجمع الخبراء على أن الحرب المتواصلة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي، تحتل المركز الأول على قائمة النزاعات التي ينبغي على المجتمع الدولي السعي لإيجاد حل لها خلال 2024. 
وفي تصريحات نشرتها مجلة «فورين بوليسي» الأميركية على موقعها الإلكتروني، دعا محللون الإدارة الأميركية إلى الضغط باتجاه التوصل إلى هدنة جديدة، بما يمهد الطريق نحو إيجاد وقفٍ دائم لإطلاق النار، يحول من دون تردي الأوضاع الإنسانية بشكل أكبر في قطاع غزة. 
التوقعات المتشائمة نفسها أبداها المحللون، إزاء إمكانية طي صفحة الأزمة الأوكرانية خلال العام الجديد، على ضوء تمسك طرفيْها بموقفيهما ورفضهما تقديم أي تنازلات، وذلك وسط عجز الوسطاء الغربيين عن إحراز أي تقدم باتجاه وقف المواجهات المسلحة التي عُدت الأكثر ضراوة في أوروبا بأسرها، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
 وفي ظل استمرار الجمود النسبي على الساحة الميدانية مع تباطؤ وتيرة الهجوم المضاد الذي شنته حكومة كييف وسط مخاوف مسؤوليها من مواجهة هجوم روسي مفاجئ على الجبهة الشرقية أو الشمالية، يؤكد الخبراء أن ما يحدث على أرض المعركة، سيؤثر بشكل حاسم على الأمن المستقبلي للقارة الأوروبية، وهو ما يوجب العمل على إسكات المدافع بشكل عاجل.
أما الصراع في منطقة الساحل بغربي أفريقيا، فقد وضعه الخبراء الغربيون في المركز الثالث على قائمة النزاعات التي يتعين أن توليها القوى الدولية مزيداً من الاهتمام خلال العام الجديد، وذلك بعد تدهور الوضع على نحو حاد في هذه البقعة، خلال الأشهر القليلة الماضية، بفعل تصاعد الاضطرابات السياسية والأمنية والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية في العديد من دولها.
واعتبر الخبراء أن سلسلة الانقلابات التي وقعت في «الساحل الأفريقي» في الفترة الأخيرة، تُنذر بتدشين مرحلة جديدة للأزمة التي تعصف بهذه المنطقة، منذ تصاعد الهجمات التي تشنها الجماعات المتمردة والإرهابية ضد السلطات الحاكمة في أراضيها، مطلع العقد الثاني من القرن الحالي.
وفي وقت يحذر فيه مراقبون من وجود بوادر تشير إلى امتداد قلاقل منطقة الساحل إلى الدول المحاذية لها تواجه القوى الإقليمية والغربية انتقادات متصاعدة على خلفية إخفاقها حتى الآن في إحراز نجاح ملموس على طريق التوصل إلى توافقات من شأنها إعادة إرساء الحكم المدني، في دول كالنيجر أو بوركينا فاسو.
ودعا المحللون مختلف الأطراف المعنية بالأزمة في «الساحل الأفريقي»، إلى تكثيف جهودها خلال 2024، لبلورة استراتيجية متعددة الجوانب للتعامل مع الاضطرابات المتصاعدة في هذه المنطقة، بدلاً من مواصلة التركيز على الحلول العسكرية والأمنية وحدها.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: غزة أوكرانيا أفريقيا

إقرأ أيضاً:

"حرب الأعماق".. معركة خفية تهدد أمن واقتصاد العالم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حرب خفية، لا ترى بالعين المجردة لكن تداعياتها تتغلغل في شرايين الاقتصاد العالمي وأمن الدول الكبرى.. ففي أعماق البحار حيث لا يسمع ضجيج المعارك وأصوات المدافع وطلقات النيران، تدور معركة من نوع آخر، حرب غير مرئية لكنها تهدد شرايين الاقتصاد العالمي وأمن الدول الكبرى.
إنها "حرب الكابلات البحرية"، التي تتبادل روسيا ودول الغرب الاتهامات بشأنها، وسط تصاعد المخاوف من عمليات تخريبية قد تغير موازين القوى في الصراع الدولي.
في هذا الصدد، تصاعدت المخاوف في بحر البلطيق بعد اكتشاف ضرر جديد أصاب كابلا بحريا، ضمن سلسلة من الحوادث التي استهدفت البنية التحتية الحيوية في المنطقة. 
خفر السواحل السويدي أعلن استجابته للحادث، فيما أكدت الشرطة أنها فتحت تحقيقا أوليا لمنح المحققين الصلاحيات اللازمة لكشف ملابسات الحادث. 
بدوره، أكد رئيس الوزراء السويدي "أولف كريسترسون"، أن حكومته تأخذ هذه التهديدات ببالغ الجدية، محذرا في الوقت ذاته من خطورة استهداف الكابلات البحرية.
ووفقا للسلطات، فإن الكابل المتضرر يمتد بين ألمانيا وفنلندا، مما يزيد من القلق بشأن احتمال وجود أنشطة تخريبية أو تجسس، خاصة في ظل التوترات مع روسيا.
هذا الحادث ليس الأول من نوعه، ففي أواخر الشهر الماضي، أعلنت السلطات السويدية عن أضرار لحقت بكابل ألياف ضوئية يربط جزيرة جوتلاند بمدينة فنتسبيلز في لاتفيا.. ورغم احتجاز سفينة شحن بلغارية على خلفية التحقيق، تم الإفراج عنها لاحقا بعد استبعاد فرضية التخريب المتعمد. 
هذه التطورات تزيد من حالة التوتر في أوروبا، وسط اتهامات متزايدة لروسيا بتنفيذ عمليات سرية تهدد البنية التحتية البحرية.
وفي سبتمبر من العام 2024، اتهمت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز الاستخبارات البريطاني روسيا بشن "حملة تخريبية متهورة" استهدفت البنية التحتية الحيوية في أوروبا، من تعطيل أنظمة الاتصالات وإضعاف نظام تحديد المواقع العالمي، إلى تهديد حركة الطيران المدني فوق بحر البلطيق والبحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط.
ويعتقد حلف الناتو، وعلى رأسه الولايات المتحدة، أن روسيا خصصت موارد كبيرة لإنشاء "أسطول الظل"، والذي يضم سفنا تجارية وغواصات مصممة للتجسس وتنفيذ هجمات تخريبية تحت الماء.
وفي السياق ذاته كشفت مصادر إعلامية أمريكية أن روسيا نشرت وحدة سرية تعرف بـ "المديرية العامة لأبحاث أعماق البحار" يعتقد أنها مسؤولة عن مراقبة وربما تدمير الكابلات البحرية الغربية. 
وتأتي هذه التطورات وسط أجواء من التوتر الأمني في منطقة بحر البلطيق، حيث تزايدت التحذيرات من عمليات تخريب محتملة تستهدف البنية التحتية البحرية، سواء بدوافع تجسسية أو ضمن تكتيكات حربية غير معلنة.
وتمثل الكابلات البحرية العصب الأساسي لعالم الاتصالات الحديث.. فهي تنقل نحو 95% من البيانات العالمية بما في ذلك البيانات الحساسة للعمليات العسكرية ومعاملات مالية يومية تقدر بـ10 تريليونات دولار.
ومع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية دون أفق للحل، تظل كابلات الطاقة والاتصالات البحرية سلاحا خفيا يستخدم في الصراع بين موسكو والغرب، ليبقى العالم رهينة لحرب غير مرئية، قد تكون عواقبها أكبر مما يتوقع.

مقالات مشابهة

  • تحذير لمستخدمي جي ميل.. أداة اختراق جديدة تهدد 1.8 مليار حساب حول العالم
  • تحذيرات دولية من إزدهار القرصنة في البحر الأحمر بسبب سياسات الحوثيين
  • تحذيرات دولية من احياء هجمات الحوثيين القرصنة بالبحر الأحمر
  • وسط أزمات عديدة.. كيف يستقبل اللبناني شهر رمضان هذا العام؟
  • "حرب الأعماق".. معركة خفية تهدد أمن واقتصاد العالم
  • ألمانيا.. ارتفاع حاد في العملات المزيفة المضبوطة خلال 2024
  • إزالة الغابات ازدادت في كولومبيا عام 2024
  • سلام: للضغط الأميركيّ على اسرائيل كي تنسحب بشكل كامل من النقاط التي لا تزال تحتلها
  • تداعيات حرب السودان خلال العام 2024 …. عدم وجود الاستجابة من المجتمع الدولي
  • نوتردام دو بيتارام.. مدرسة كاثوليكية تهدد انتهاكاتها عرش رئيس الحكومة الفرنسية