علي يوسف السعد يكتب: ميلانو.. جوهرة إيطاليا الأنيقة
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
تشاو، أيتها النفوس المدمنة للتجوال والسفر.. إذا حلمت يوماً بمدينة تجتمع فيها الموضة والطعام والروعة، فلا تنظر إلى أبعد من مدينة ميلانو الأنيقة، قد تكون هذه الجوهرة الإيطالية الأنيقة معروفة بأزيائها الراقية ومأكولاتها الفاخرة، ولكنها أيضاً مدينة تعرف كيف تقضي فيها وقتاً ممتعاً.. لذا، احمل نظارتك الشمسية وشهيتك لأننا على وشك الشروع في رحلة فكاهية عبر شوارع ميلانو الرائعة.
أولاً دائماً وأبداً، دعونا نتحدث عن الموضة، ميلانو هي عاصمة الموضة في العالم، ويأخذ السكان المحليون ملابسهم وأناقتهم على محمل الجد، ولكن لا تقلق، فأنت لست بحاجة إلى التزيين بأزياء مصممة فقط لك أو بأسعار غالية جداً، الموضة في ميلانو تدور حول الأناقة السهلة، مما يعني أنه يمكنك أن تبدو رائعاً من دون استنزاف بطاقتك الائتمانية.
تجول في شارع «Via Montenapoleone» الأسطوري، حيث تدعوك البوتيكات الفاخرة إلى التسوق عبرها، إذا لم تتمكن من مقاومة الرغبة في التبذير، فقط تذكر أن شراء وشاح راق هو في الأساس استثمار في نفسك المستقبلية، حيث ستبدو أنيقاً، وإن كنت فقيراً في نفس الوقت.
الآن، دعونا نتحدث عن الطعام، لأن الرحلة إلى إيطاليا لن تكون مثيرة من دون الانغماس في بعض المأكولات الشهية؟، قد لا تكون ميلانو هي المكان الذي اخترعت فيه البيتزا، لكنهم بالتأكيد يعاملونها معاملة خاصة.. هنا، البيتزا ليست مجرد طعام، إنها عمل فني، رقيقة مقرمشة مغطاة بأجود المكونات - كل قضمة هي قصة، وأغنية، وقصيدة.
لكن ميلانو تقدم أكثر من مجرد البيتزا، إنها حلم المتذوقين، جرّب طبق «ريزوتو ألا ميلانيزي» الشهير، وهو طبق أرز كريمي مملوء بالزعفران، سيجعلك تبتسم وأنت تأكله، وبالطبع، لا يمكنك المغادرة من دون التهام خبز البانيتون، وهو خبز ميلاني حلو رقيق يشبهونه في ميلانو، بالغيمة.
الآن، إليكم الأمر المثير: لست بحاجة إلى أن تتقن اللغة الإيطالية لتستمتع بوقتك في ميلانو، من المؤكد أنه من المفيد معرفة بعض العبارات الأساسية، مثل «grazie» للإشارة إلى الشكر و«ciao» للترحيب، لكن ميلانو مدينة ترحب بالزوار من جميع أنحاء العالم بأذرع مفتوحة.
سيفرح السكان المحليون بالكلمات الإيطالية التي تستخدمها، لكنهم سيكونون سعداء للغاية بالتواصل من خلال لغة الإيماءات والابتسامات العالمية، ولنكن صادقين، الإشارة إلى الأطباق اللذيذة في القائمة هي مهارة تتجاوز الحواجز اللغوية.
ميلانو مزيج مثالي من الرقي والمرح، حيث يمكن لعشاق الموضة والطعام والثقافة أن يتحدوا في وئام أنيق، بفضل التسوق ذي المستوى العالمي، والمأكولات اللذيذة، والترحيب الحار للمسافرين من جميع الخلفيات اللغوية، حقاً ميلانو مدينة تحتوي على كل شيء.
لذا، احزم حقائبك، واكتسب حس المغامرة لديك، وتوجه إلى ميلانو، حيث يمكنك أن تكون رائعاً وممتلئاً ومتحدياً لغوياً في نفس الوقت، من كان يعلم أن الرحلة يمكن أن تكون ممتعة إلى هذا الحد؟، ميلانو إني قادم.. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: علي يوسف السعد
إقرأ أيضاً:
محمد أبو زيد كروم يكتب: رمضان شهر الجهاد، وبل الجنجويد
ونحن في أول يوم من شهر رمضان المبارك، نسأل الله أن يمنّ على بلادنا بالأمن والاستقرار والنصر المبين. ويدخل علينا هذا الشهر الفضيل للمرة الثالثة منذ أن غدر الجنجويد وآل دقلو بالسودانيين في رمضان 2023، حين كانوا يستعدون لاستقبال عيد الفطر، فحوّلوا حياتهم إلى معاناة ونزوح، وأظهروا حقدهم ومكرهم تجاه أهل السودان.
لكن، بحمد الله، استطاع شعبنا امتصاص الصدمة، وتمكن جيشنا من استعادة مواقعه وتجاوز آثار الغدر والخيانة. ونحن اليوم نستقبل شهر الانتصارات العظيمة، شهر بدر الكبرى وفتح مكة والفتوحات الإسلامية الخالدة.
لطالما كان رمضان شهر الحسم، حيث فشل مخطط آل دقلو الغادر في السيطرة على البلاد، وانهارت أحلامهم في الاستيلاء على السلطة واستباحة السودان. كما شهدنا خلال رمضان الماضي انتصارات عظيمة، أبرزها تحرير الإذاعة في وسط أم درمان. ومع دخول هذا الشهر، نمضي بثقة نحو النصر الكامل وتحرير البلاد من التمرد.
في ظل هذه الانتصارات، حاولت راعية الجنجويد، دولة الإمارات، تسويق هدنة خلال رمضان، لكن مساعيها باءت بالفشل، كما فشل مشروعها في دعم الانقلابيين. وهذه الهدنة المزعومة ليست إلا محاولة لإعادة تموضع مليشيا الدعم السريع بعد هزائمها المتتالية، كما فعلت في بدايات الحرب حين استغلت هدنة جدة لإعادة ترتيب صفوفها والعودة لاحتلال مواقع جديدة. لكن تكرار هذا السيناريو بات مستحيلاً اليوم، والطريق الوحيد هو استكمال حرب التحرير.
لقد بدأ الدجال حميدتي حربه في نهار رمضان، وقتل الأبرياء وهم صائمون، وجمع المرتزقة لحرق الخرطوم. بل هدد علنًا خلال أول ظهور تلفزيوني له باستسلام البرهان أو قتله، مؤكدًا أنه لا سبيل سوى الحرب أو الاستسلام. أما شقيقه الأرعن، عبد الرحيم دقلو، فقد كشف عن نواياهم الحاقدة حين صرح مؤخرًا خلال حواره مع قناة اسكاي نيوز ومذيعتها الجنجويدية تسابيح بأن المهجرين والنازحين بسبب الحرب “كيزان”، لا تعنيه معاناتهم في شيء! هكذا يتحدث الجنجويد عن السودانيين، في عنصرية مقيتة تستهدف أهل الشمال والوسط، متناسين أنهم وأسرهم كانوا أكثر ثراءً من الدولة نفسها قبل اندلاع الحرب. فأي ظلم هذا الذي يدّعون محاربته؟! ولكن عبد الرحيم وجماعته يستهدفون (الجلابة)!!
لكن ما لا يعلمه الجنجويد وأسيادهم هو أن شعب السودان قد استعد لهذه المعركة، وأن ملايين الشباب المقاتلين في كل أنحاء البلاد جاهزون للمعارك، ولم يعد السلاح وسيلة لابتزاز أحد، فقد تحول الشعب كله إلى جيش، وغالبية مقاتليه من الشباب تحت سن العشرين، ولقد رأى الجميع الشهيد خطاب اسماعيل، وعبد الرحمن عماد الدين وهم من جيل الألفينات يداوسون الجنجويد في المدرعات والمظلات إلى أن ارتقوا في بطولات تمثل كل هذا الجيل الذي شكله عدوان الجنجويد وظلمهم، وهو جيل من الفداء والتضحية مستعد لقتال الجنجويد وأسيادهم لسنوات طويلة قادمة إذا استمر عدوان الجنجويد وظنهم بإنهم قادرون على اختطاف السودان بسلاحهم.
رمضان هو شهر الجهاد والانتصارات، فلنجدد العزم بكل حزم لإنهاء العدوان والتمرد. وبإذن الله، مع نهايات هذا الشهر، ستعود الخرطوم إلى أهلها، وستُقام فيها صلوات التراويح، وتعود موائد الإفطار الجماعية في الشوارع، وترجع الحياة كما كانت وأفضل.
محمد أبو زيد كروم
إنضم لقناة النيلين على واتساب