مؤتمر البام بعد 30 يوماً… هل ينطلق قوياً بعد زلزال “إسكوبار” أم يصبح كائن أجرب يهاب الجميع الإنتساب إليه ؟
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
زنقة 20. الرباط – هيئة التحرير
على بعد شهر واحد فقط من مؤتمره الوطني العام، أضحى حزب “الأصالة والمعاصرة” المشارك في الحكومة، حديث الرأي العام السياسي والحزبي داخل وخارج أرض الوطن. كيف لا وإثنين من أبرز قياداته يتواجدان خلف القضبان، بتهم ثقيلة لم يسمع بها المغاربة على هذا المستوى منذ عقود.
باحثون، تحدثوا لمنبر Rue20 إعتبروا أن هذا الحادث لن يؤثر على الحزب المعروف بقربه من دوائر الدولة، بل سيقويه من الداخل ويضع متاريس في وجه ولوج الوجوه الفاسدة مستقبلاً لهياكله بل وسيعجل بضرورة كنس من تحوم حولهم شبهات من حجم قضية “إسكوبار الصحراء”.
باحث في الشأن السياسي شدد على أن بلاغ المكتب السياسي الأخير لحزب “البام”، قطع الشك باليقين، وأكد بأن المؤتمر سينعقد في موعده أيام 9-10 و11 فبراير، وهو الأمر الإيجابي الذي يؤكد بأن الضربة التي تلقاها الحزب بعد اعتقال عضوييين قياديين كبار في صفوفه أحدهما عضو المكتب السياسي، لم تؤثر بشكل كبير على المسار العام للمؤتمر.
لكن ذات المتحدث شدد على أن النكسة الغير المسبوقة التي تعرض لها الحزب، ستؤثر عليه على المستوى السياسي.
باحث آخر، إعتبر أن ما تعرض له حزب “الأصالة والمعاصرة” سيجعل الحزب أشبه بكائن أجرب، يهاب الجميع الإنتساب إليه، وهو ما يعتبر التحدي الأبرز على المشاركين في المؤتمر.
قيادة جديدة، حسب المتحدث لمنبرنا، ستجيب على ما إن كان هذا التوقع صحيحاً أم لا، و الذي يردده الجميع في الصالونات وشبكات التواصل الاجتماعي، بعد واقعة “إسكوبار الصحراء”.
مصادر جريدة Rue20 أكدت على أن قيادة الحزب الحالية مرشحة للإستمرار لكن بأجندة جديدة وهياكل أقوى، بعدما نجحت في بلوغ مرتبة ثانية في الإنتخابات العامة التي حملته للمشاركة في الحكومة لأول مرة.
لكن الأكيد أن تأثر حزب “الأصالة والمعاصرة” بشكل كبير على المستوى الداخلي والذي تسبب في إنقسام داخلي بين متضامن مع المعتقلين وبين مندد بوجود من أسموهم “تجار المخدرات العابرة للقارات”.
كما أن واقعة إصدار فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني للحزب لبيان تجميد وضعية المعتقلين، رغم أنه خارج اختصاصاتها، حول الأنظار نحو أدوار المكتب السياسي ومن يتحكم فيه، للقيام بدوره، المنوط به بسبب الإنقسام والاختلاف الداخلي خصوصاً إذا علمنا أن الأمين العام للحزب ووزير العدل هو المحامي الشخصي للقياديين الكبار المعتقلين في عديد من الملفات القضائية.
فهذا الأمر حسب مصادرنا، جعل عبد اللطيف وهبي في ورطة سياسية حقيقية فضّل فيها الصمت على غير عادته.
فالمنطق السياسي، حسب متابعين، يفرض عليه تقديم إستقالته سياسياً من قيادة الحزب، لكونه صاحب قرار منحهم التزكية للترشح بإسم الحزب من جهة، ومن جهة ثانية له علاقة شخصية بهم ووكيلهم في عدد القضايا مما يفترض معه معرفته بكل كبيرة وصغيرة حول نشاطهم التجاري أو حتى الإجرامي في حال وجوده.
كما أن المتتبع للشأن السياسي والحزبي في المغرب، لن يغفل بأن القياديين المعتقلين في قضية “إسكوبار الصحراء” هم قياديين من الدرجة الأولى بجهتين أساسيتين وهما من يقودان الحزب بجهاتهما، واعتقالهما يهدد جميع تنظيمات الحزب بهاتين الجهتين، والخطير في الأمر أن هؤلاء القياديين هم من أشرفوا على إنتداب المؤتمرين بجهاتهم للمؤتمر المقرر بعد شهر من اليوم، مما قد يفتح باب الطعن في مدى أهلية المؤتمرين المنتدبين عن جهة الشرق وجهة الدارالبيضاء خصوصاً إذا علمنا أنهم جميعهم من محيط و أنصار المعتقلين.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
إيران تحسم الخيار.. هل بقيَ حزب الله قائد وحدة الساحات؟
قبل نحو أسبوع وتحديداً عند تشييع أمين عام "حزب الله" السّابق الشهيد السيد حسن نصرالله، لم يتحدّث الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم عن أيّ عنوانٍ يتربطُ بـ"وحدة الساحات"، وهو المسار الذي كان قائماً خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل ويضمّ سائر أركان ما يُعرف بـ"محور المقاومة" المدعوم من إيران.عملياً، لا يمكن اعتبار عدم حديث قاسم عن "وحدة الساحات" بمثابة "إنكارٍ لها" أو إعلان لـ"إنتهاء دورها"، ذلك أنَّ هذا الأمر لا يصدر بقرارٍ من "حزب الله" بل من إيران ذاتها والتي تسعى حالياً لـ"لملمة جراح الحزب" بعد الحرب من خلال تكريس الإحاطة الخاصة به، مالياً وعسكرياً.
السؤال الأساس الذي يطرح نفسه الآن هو التالي: هل ستُحيي إيران "وحدة الساحات".. ماذا تحتاج هذه الخطوة؟ هنا، تقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إنَّ "وحدة الساحات تزعزعت كثيراً إبان الحرب الأخيرة التي شهدها لبنان"، معتبرة أن "حزب الله كان رائد هذه الوحدة في حين أن الخسائر التي أصيب بها عسكرياً تؤدي به حالياً إلى البقاء جانباً لإعادة ترميم نفسه داخلياً وأمنياً".
ترى المصادر أن "إيران قد تفكر في إحياء وحدة الساحات لاحقاً ولكن بطرق مختلفة لا تؤدي إلى خسائرها الكبيرة"، موضحة أنَّ "إيران تريد الاستثمار في حلفائها مرة جديدة على قاعدة الإستفادة وليس على قاعدة الخسارة، ذلك أنّ هذا الأمر مُكلف جداً بالنسبة لها".
في المقابل، ترى المصادر أن "انكفاء إيران عن الساحة بسهولة وبساطة هو أمرٌ ليس مطروحاً على الإطلاق، فحصول هذا الأمر سيكون بمثابة تسليمٍ لواقع المنطقة إلى أميركا وإسرائيل، وهو الأمر الذي ترفضه إيران وتسعى من خلال أدوات مختلفة للإبقاء على نفوذها قائما بعدما تراجع بشكل دراماتيكي".
ورغم الانتكاسات العسكرية التي مُني بها "حزب الله"، فإن إيران أبقت عليه كـ"عنصر محوري وأساسي يقود محور المقاومة ووحدة الساحات"، وفق ما تقول المعلومات، وبالتالي فإن عمليات الترميم تغدو انطلاقاً من هذه النقطة لتكريس قوة الحزب مُجدداً، لكن الأمر سيصطدم بأمرٍ مفصلي أساسه الداخل اللبناني، فضلاً عن أن عمليات تمويل الحزب وتسليحه باتت تواجه صعوبات جمّة لاسيما بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد يوم 8 كانون الأول الماضي 2024.
ولهذا، تعتبر المصادر أنّ "وحدة الساحات تريد عنصراً متماسكاً"، كاشفة أن "استعادة الدور السابق من حيث القوة والزخم يتطلب وقتاً طويلاً، وبالتالي قد لا تستقر تلك المساعي على نتائج إيجابية ذلك أن ورشة الحزب الداخلية تحتاج إلى تمكين وتمتين، وهذا الأمر يعمل الإيرانيون عليه".
وسط كل ذلك، تقول المصادر إنَّ "حزب الله" اليوم، ورغم توقه لإعادة "إحياء" وحدة الساحات، إلا أنه في الوقت نفسه لا يريد الاصطدام مع الداخل اللبناني الذي "رفض" تلك القاعدة، والأمر هذا قائم أيضاً في أوساط الطائفة الشيعية التي بات كثيرون فيها لا يؤيدون القاعدة المذكورة على اعتبار أن نتائجها كانت كارثية على الحزب ولبنان.
ضمنياً، تعتبر المصادر أن إعادة تبني "حزب الله" لمفهوم "وحدة الساحات" واعتماده كقاعدة جديدة مُجدداً سيعني بمثابة تكرار لسيناريوهات سابقة، وبالتالي عودة "حزب الله" إلى تكريس خطوات تتحكم بقرار السلم والحرب وهو الأمر الذي أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون أنه بـ"يد الدولة فقط"، وذلك خلال مقابلته الأخيرة مع صحيفة "الشرق الأوسط".
بشكل أو بآخر، قد لا يُغامر "حزب الله" بالإندماج مُجدداً ضمن "وحدة الساحات" مثلما كان يجري سابقاً، علماً أن هذا الأمر لا يعني خروج "الحزب" من المحور الإيراني، لكن آلية التعاطي والتنسيق ستختلف تماماً، وبالتالي سيكون الحزب أمام الواقع السياسي الداخلي اللبناني الذي بات "حزب الله" مُلزماً التعاطي معه كما هو وعلى أساس مكوناته وتحت سقف الدولة وضمن مقتضيات ومرتكزات خطاب القسم للرئيس عون. المصدر: خاص "لبنان 24"