مخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة بالشرق الأوسط
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
شغلت الأحداث الجارية على مدار ثلاثة شهور متتالية فى الشرق الأوسط جميع الصحف العالمية التى اهتمت باستعراض مخاطر ذلك الصراع على المنطقة، وعلى رأس هذه الصحف الجارديان البريطانية التى لفتت إلى مخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة فى الشرق الأوسط فيما اتفقت صحيفة الفايننشيال تايمز فى افتتاحيتها أمس مع الرأى نفسه تحت عنوان البارود المشتعل فى الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه نتاج الهجوم الذى تشنه إسرائيل على قطاع غزة والذى خلق حالة من التوترات على الحدود المجاورة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هجوم المسلحين المدعومين من إيران فى العراق وصل إلى أكثر من 100 هجوم على القوات الأمريكية فى المنطقة، فضلاً عن هجمات المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران فى اليمن أكثر من عشرين هجوماً على السفن التجارية فى البحر الأحمر. وتبادلت جماعة حزب الله اللبنانية، الحليف الأكثر أهمية لإيران فى المنطقة، إطلاق النار يومياً مع القوات الإسرائيلية.
وأضافت الصحيفة: حتى الأسبوع الماضى، كانت الاشتباكات محصورة داخل كل مسرح للأحداث، وبشكل كبير ضمن خطوط حمراء غير رسمية. وربما بدأ ذلك يتغير ما يرفع المخاطر إلى مستويات جديدة مثيرة للقلق.
ولفتت الصحيفة إلى أن الصراع بدأ يشتد مع حدوث غارة بطائرة دون طيار الثلاثاء الماضى فى بيروت أدت إلى استشهاد مسئول كبير فى حماس، صالح العارورى، وستة أعضاء آخرين فى الجماعة الإسلامية. ولم تؤكد إسرائيل أو تنكر وقوفها وراء الهجوم، لكنها لم تخف هدفها المتمثل فى قتل قادة حماس أينما كانوا بعد الهجوم الذى شنه المسلحون الفلسطينيون فى السابع من أكتوبر.
وترى الفايننشال تايمز أن تلك الضربة التى وقعت فى جنوب بيروت، معقل حزب الله، اعتبرت بمثابة استفزاز تعهدت الجماعة اللبنانية بالرد عليه.
وقالت فايننشال تايمز: «فى أماكن أخرى، حذرت الولايات المتحدة و11 من حلفائها المتمردين الحوثيين من أنهم سيواجهون عواقب إذا لم يتراجعوا عن وقف تعطيل التجارة البحرية العالمية. وسرعان ما تحدى الحوثيون التحذيرات، وفجروا سفينة دون ربان فى البحر الأحمر، رغم أنهم لم يلحقوا أضراراً بالسفن.
فيما أوضحت أن الولايات المتحدة كانت تستخدم التحذيرات والردع لمنع نشوب صراع أوسع نطاقاً، ومنعت إسرائيل من شن ضربة استباقية ضد حزب الله فى الأيام التى تلت هجوم حماس فى السابع من أكتوبر، فضلاً عن استعراض إيران عضلاتها من خلال وكلائها، وتقول إنها لا تريد أن توسع الصراع فى غزة.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة تجد نفسها منجذبة على نحو متزايد إلى هذه الأزمة، حيث تتعرض قواتها للهجوم فى العراق، كما أدى دعمها لإسرائيل إلى تدمير سمعتها فى مختلف أنحاء العالم العربى الغاضب بسبب الدمار الذى لحق بغزة. وتسببت الحرب الإسرائيلية فى غزة بالفعل فى دمار كارثى، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 22500 شخص، وفقاً لمسئولين فلسطينيين، وأثار شبح المجاعة فى القطاع المحاصر بحسب الفايننشيال تايمز.
وقالت: ينبغى على واشنطن مضاعفة الجهود لتهدئة التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وهى الجبهة الأكثر عرضة لإشعال صراع شامل. ويحاول المسئولون الأمريكيون التوصل إلى اتفاق بين حزب الله وإسرائيل من أجل التنفيذ المناسب لقرار مجلس الأمن الدولى الذى تم التوصل إليه فى أعقاب حرب عام 2006 بين الطرفين. ومن شأن تنفيذه أن يؤدى إلى قيام حزب الله بسحب قواته من الحدود، ووقف إسرائيل للتوغلات الجوية داخل لبنان وحل الخلافات القائمة منذ فترة طويلة بشأن الأراضى المتنازع عليها.
فيما اختتمت الصحيفة افتتاحيتها بأن الحل الدبلوماسى ليس مضموناً على الإطلاق، ولكنه يستحق كل هذا الجهد. ومع ذلك، الحقيقة القاسية هى أن مخاطر نشوب حرب أوسع نطاقاً لن تتضاءل ما دامت إسرائيل تصر على قصف غزة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشرق الاوسط الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي قصف غزة حزب الله إسرائيل حزب الله
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: ترامب سيواجه واقعا مختلفا في الشرق الأوسط
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن محاولة التنبؤ بقرارات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يكاد يكون مستحيلا، ولكن فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية، وخاصة في الشرق الأوسط، هناك بعض الأمور ستجعل ولايته الثانية مختلفة بلا شك عن ولايته الأولى.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم أماندا تاوب- أن منطقة الشرق الأوسط تغيرت بشكل كبير منذ هجمات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل، التي عطلت توازن القوى وأولويات اللاعبين الرئيسيين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: وضع كارثي بغزة والاحتلال يريد منع التحقيق بجرائمهlist 2 of 2صحف عالمية: مناورة إسرائيل قد تورطها في صراع طويل الأمد بلبنانend of listلذا، من المستحيل أن نتنبأ بما هو قادم، لكن زملائي -كما تقول الكاتبة- أجروا تقارير موسعة عن كل ما تغير، مما يعني أن هذه لحظة جيدة لجمع بعض النتائج التي توصلوا إليها.
7 أكتوبركان هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 من تلك اللحظات التي تقسم التاريخ إلى "ما قبل" و"ما بعد"، لأنه -كما كتب ستيفن إيرلانغر- حطم الافتراضات القديمة المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مما أدى إلى فترة من عدم اليقين العنيف.
ومن المعروف أن المطالب الفلسطينية بإقامة دولة لم تحظ باهتمام كبير في ولاية ترامب الأولى ومعظم ولاية الرئيس جو بايدن، بل سيطرت إسرائيل على الضفة الغربية واحتوت قطاع غزة بإحكام لدرجة أنه كان يبدو أن الوضع القائم سوف يستمر إلى أجل غير مسمى.
بيد أن هجوم حماس والحروب وإعادة الترتيبات التي أعقبت ذلك غيرت كل شيء، ومع ذلك ظلت الولايات المتحدة متورطة بعمق في المنطقة، حيث قدمت الدعم العسكري لحرب إسرائيل في غزة ولبنان، إلا أن سلوك إسرائيل وقتلها عشرات الآلاف من الناس وتشريد أكثر من مليون شخص، أدى إلى غضب واسع النطاق، مما جدد الاهتمام بقضية الدولة الفلسطينية.
التوازن المضطربقبل هجمات حماس كانت إسرائيل وإيران في حالة من التوازن العنيف أحيانا ولكن المستقر إلى حد كبير، وقد انخرطتا في حرب خفية، لكن أيا منهما لم ترغب في صراع شامل، وحافظتا على توازن تقريبي، ولكن هذا التوازن اهتز في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ثم قوضته الهجمات المتبادلة الأخيرة.
وقد شهدت المنطقة تحسنا في العلاقات واضحا بين إيران وبعض دول المنطقة، وهي رسالة لترامب مفادها أن المنطقة مختلفة تماما عن فترة ولاية ترامب الأولى.
وفي فترة ولاية ترامب الأولى، زعم كثيرون أنه كان يتبع "إستراتيجية المجنون" في الشؤون الخارجية، وهي الفكرة التي تقوم على أنه إذا اعتقد خصومك أنك غير مستقر بما يكفي لمتابعة التهديد رغم العواقب الكارثية المحتملة، فمن المرجح أن يتراجعوا، لكن التصرف بشكل غير منتظم مع الدول الصديقة يمكن أن يدفعها إلى الانسحاب والسعي إلى تحالفات أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن مرشحي إدارة ترامب للتعامل مع الشرق الأوسط لديهم خلفية ضئيلة في السياسة الخارجية، وقد أشاروا إلى دعم قوي لإسرائيل، كما أن إيلون ماسك المستشار المقرب من الرئيس المنتخب قد التقى هذا الأسبوع مع مسؤولين إيرانيين لمناقشة سبل تخفيف التوترات بين إيران والولايات المتحدة.