الشعرُ الشعبي.. شعرُ الأُمّيين فعلاً ..!
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
بقلم فالح حسون الدراجي ..
مرة، أراد أحد القراء أن يشتمني، فقال عني : ( يا شاعر شعبي ) !! فكتبت له تعليقاً قلت فيه: (صدقت .. وشكراً جزيلاً) !!
تذكرت هذا التعليق، وأنا أقرأ اليوم اتهاماً مماثلاً ألحقه أحد (المتثاقفين) بشاعر شعبي عراقي، قائلاً له بغباء : (أنت شاعر أمي، وجماعتك أميون، والشعر الشعبي أمي مثلك).
نعم ، الشعر الشعبي شعر أمي، كتبه ويكتبه شعراء أميون أمثال مظفر النواب وسعدي يوسف وعبد الوهاب البياتي (الذي أطلعني في جلسة ثنائية جمعتني به عام 1997 في گاليري الفينيق في عمان، على قصيدة شعبية بغدادية كتبها دون أن ينشرها أو يعلن عنها)، و كريم العراقي وگزار حنتوش وجواد الحطاب وكاظم إسماعيل الگاطع وعريان السيد خلف، وشاكر السماوي وذياب گزار، وعلي الشباني وطارق ياسين وعزيز السماوي، وأسماء عراقية لامعة أخرى ارتكبت (خطيئة) الشعر الشعبي، ولضيق مساحة المقال، لن أذكر هذه الأسماء ولا بعضاً من منجزها الشعبي، رغم توفر الكثير من هذا المنجز، سواء أكان قصيدة شعبية، أو نصاً غنائياً، أو أبوذية حتى.
وعدا النواب والبياتي وسعدي يوسف وعشرات الشعراء (الأميين)، فإن ثمة شعراء أميين آخرين انتشروا بابداعهم في مساحات الوطن العربي امثال أمير الشعراء أحمد شوقي، الذي كتب باللهجة العامية المصرية أكثر من قصيدة ونص..
وهنا يرى الدكتور حماسة عبد اللطيف، أستاذ الأدب العربي وعضو لجنة الشعر ( أن الذي دفع أمير الشعراء للكتابة بالعامية هو حبه الكبير لمحمد عبد الوهاب، فما كتبه الأمير غناه عبد الوهاب).
غير أن عامية شوقي يراها حماسة (فصحى بسيطة ومبسطة)، ويتساءل هنا قائلاً: (لماذا ينبذ المثقفون العامية؟ فالفصحى لها مجال والعامية لها مجال والغناء هو الشائع والأكثر انتشاراً وقبولاً بين الناس).
هنا ينتهي قول الدكتور حماسة عبد اللطيف، ولم ينته القول عن الشعر الشعبي أبداً .. لذلك يتوجب على من يتحدث عن الشعر الشعبي أو (العامي) كما يسمى في بعض الدول العربية، أن يمر على اسم الشاعر المصري الكبير أحمد رامي، والشاعرين الفذين أحمد فؤاد نجم، وعبد الرحمن الأبنودي، والشاعر الكبير مرسي جميل عزيز .. والشاعر التونسي – المصري بيرم التونسي، والشاعر اللبناني الفذ طلال حيدر الذي كتب للأميرة فيروز رائعة : (وَحدُن بيبقوا متل زهر البيلسان) وغيرها .. وكذلك المرور على الشعراء الكويتيين أمثال: الشهيد فائق عبد الجليل وحمود البغيلي وعبد اللطيف البناي وغيرهم .. وطبعاً فإن الضرورة تحتم علينا أن نستذكر كبار الشعراء الشعبيين في السعودية والإمارات والأردن وسوريا والمغرب والسودان وغيرهم من الشعراء الشعبيين العرب، لكن ماذا نفعل ومساحة المقال محدودة ؟..
إن الشعر الشعبي (أمي) ، والشعراء الشعبيين أميون فعلاً، بدليل حصول عشرات الشعراء الشعبيين على شهادات الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس، واشتغال العديد منهم أساتذة ومحاضرين في أرقى الجامعات العالمية، فضلاً عن ازدحام مؤسسات الثقافة والفنون والإعلام العربية بأسماء فاعلة ومهمة في مختلف حقولها العلمية والفنية، ناهيك من إشغال الكثير منهم مهامّ قيادية ثقافية وأكاديمية عليا في دول المهجر والمنفى ! ألم أقل لكم إن الشعر الشعبي (أمي)، وإن الشعراء الشعبيين (أميون) جداً .. جداً ؟!
& – نشرت في جريدة ( صوت الشعب) التي صدرت عن مهرجان الأدباء الشعبيين العرب المنعقد في بغداد
فالح حسون الدراجي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الشعر الشعبی
إقرأ أيضاً:
علي الحجار يصدح رفقة محمد محسن في "الأوبرا السلطانية" احتفاءً بموسيقار الأجيال
◄ تقديم مجموعة من أشهر أغاني محمد عبد الوهاب الرومانسية والوطنية ومؤلّفاته الموسيقية في ليلة لا تُنسى
مسقط- الرؤية
احتفت دار الأوبرا السلطانية مسقط بإبداعات موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الذي يُعدّ أحد أهم الفنانين العرب في تاريخ الموسيقى العربية، بحفل أحياه المطربان المعروفان علي الحجار، ومحمد محسن، فقدّما خلاله مجموعة من أشهر أغاني الشهير محمّد عبد الوهاب الرومانسية والوطنية، ومؤلّفاته الموسيقية في ليلة لا تُنسى، حملت عنوان (تحية الى موسيقار الأجيال: محمد عبدالوهاب) وذلك مساء السبت الماضي الموافق 15 فبراير الجاري، في دار الفنون الموسيقية بالأوبرا السلطانية؛ حيث فاستمتع الجمهور بأصوات المطربين خلال أدائهما باقة من أشهر أغاني أحد أبرز مطربي وممثلي ومؤلفي القرن العشرين الموسيقيين، حيث اشتهر بأعماله الوطنية والعاطفية.
والحفل الذي تفاعل مع فقراته الجمهور، فصفّق بحرارة، وهو يستعيد من خلال أصوات المطربين الأغاني والألحان التي بقيت محفوظة في ذاكرة الفن العربي الأصيل، هو الأول الذي أعدّته دار الأوبرا السلطانية مسقط احتفاء بفن محمد عبدالوهاب المولود في القاهرة يوم 13 مارس 1902 م والمتوفى فيها يوم 4 مايو1991م، ضمن برنامج أعدّته يشمل حفلات وجلسات حوارية وعرض فيلم (رصاصة في القلب) ومعرضا فنيا لأهم أعماله يحكي سيرته، ويسلّط الضوء على الإرث الفني الذي خلّده، إلى جانب إقامة حفل لموسيقى عبد الوهاب الخالصة التي يقدمها فريق " روح "الشرق"، وهذه البرامج ستوفّر فرصة فريدة للتعرّف على التراث الموسيقي الثري للموسيقار محمد عبد الوهاب، فيما ستحيي الحفل الثاني المطربتان المعروفتان: ريهام عبد الحكيم وجاهدة وهبة مساء الخميس المقبل الموافق 20 فبراير الجاري، حيث ستقدمان أغاني كوكب الشرق أمّ كلثوم التي لحنها محمد عبد الوهاب خصيصًا لها.
ويستمرّ المعرض التكريمي الذي أفتتح يوم الخميس الموافق 16 يناير إلى الجمعة الموافق 28 فبراير من 10:00 صباحا إلى 6:00 مساء عدا أيام الجُمعة في قاعة المعارض بدار الفنون الموسيقية، وهو مفتوح للجمهور ويشمل سيرة الفنان وإنجازاته الفنية على مدى أكثر من نصف قرن من العطاء لإثراء الموسيقى العربية وهو أكثر من مجرد احتفال؛ إنه تكريم لإرث فني غني أثرى تاريخ الموسيقى العربية والعُمانية على حد سواء، فقد شكّلت أعمال محمد عبد الوهاب مصدر إلهام لأجيال من الموسيقيين العُمانيين وأغنت الحركة الموسيقية في المنطقة، ويروي المعرض بشكل خاص علاقة الموسيقار بعُمان التي أثمرت عن تلحينه لنشيد "عام الشبيبة" في عام 1984 وحصوله على "وسام عُمان" من الدرجة الأولى الذي منحه السلطان قابوس بن سعيد- طيّب الله ثراه- ودور دار الأوبرا السلطانية مسقط في إبراز تراثه الموسيقي الخالد.