الذكرى المئوية لثورة 1924 (5).. دور المرأة في ثورة 1924
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
الذكرى المئوية لثورة 1924 (5).. دور المرأة في ثورة 1924
تاج السر عثمان بابو
1لا شك أن النساء لعبن دورا مركزيا في السودان القديم لا يقل عن دور الرجال في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية، فهن الآلهات والمحاربات (الكنداكة) والملكات، والملوك لا يردون لهن شفاعة، ودور الملكة الأم كان واضحا في السودان القديم، واستمر دورها في الفترات التاريخية المختلفة قوة وضعفا.
منذ بداية الحركة الوطنية الحديثة المناهضة للحكم الثنائي الانجليزي- المصري، شاركت المرأة في ثورة 1924، يمكن القول أن جذور الحركة النسائية الحديثة ترجع الي ثورة 1924، كما يتضح من الأمثلة التالية:
– شاركت في مظاهرات ثورة 1924م وشجعت بالزغاريد وحماية المتظاهرين.
– تأمين وثائق ثوار 1924، وكانت العازة محمد عبد الله زوجة علي عبد اللطيف أول إمرأة سودانية تشارك في المظاهرات والنشاط السياسي في تاريخ الحركة السياسية الحديث.
– الدور الذي لعبه صالون السيدة “فوز” في تأمين نشاط الثوار من خلال صالونها الأدبي والثقافي، ويشير الشاعر خليل فرح لهذا الدور حينما يعتز بصحابه في “دارفوز” الذين يكتمون الأسرار بقوله:
نحن صحبة وإخوان نجاب
لى دعانا المولى استجاب
إن مرقنا السر في الحجاب
وإن قعدنا إخوانك عجاب
(للمزيد من التفاصيل عن السيدة “فوز”، راجع: حسن نجيلة: ملامح من المجتمع السودان، الجزء الأول، دار جامعة الخرطوم 1971، راجع ايضا د. حسن الجزولي: نور الشقائق: هجعة في صفاتها ودارها وزمانها، دار المصورات 2022).
– الدور الذي لعبته عضوة اللواء الأبيض الحاجة نفيسة سرور، في خياطة علم اللواء الابيض الذي اتخذته جمعية اللواء الأبيض شعارا لها بتكليف من الجمعية، رغم مخاطر العمل السرى، وتعرضها للاعتقال، لكن السلطات رفضت اعتقال النساء يومئذ.
(للمزيد من التفاصيل: راجع افادة الحاجة نفيسة سرور أمام اللجنة التي شكلها اللواء جعفر نميري عام 1974 بمناسبة مرور 50 عاما على ثورة 1924 التي تولى رئاستها د. يوسف فضل ود. محمد إبراهيم ابو سليم، ونأمل أن تُنشر تلك الإفادات بمتاسبة الذكرى المئوية لثورة 1924).
اضافة لمشاركة نساء اخريات مثل: خديجة عبد الفضيل الماظ،. الخ.
2كان ثوار 1924 مناصرين لتعليم المرأة، فعلى صفحات جريدة الحضارة برزت ايضا الدعوة إلى تعليم المرأة، وكان من ابرز الداعين لذلك الأمين علي مدني والشاعر الغنائي خليل فرح (وهو من ثوار 1924 كما اشرنا سابقا)، على سبيل المثال: نشر خليل فرح في عدد جريد الحضارة الصادر بتاريخ 27/ يناير/ 1921 قصيدة بعنوان “في تعليم المرأة” جاء فيها:
ارشدونا يا ولاة الأمر في أمرنا ذل جهول خامل
واستعينوا العلم إن ارشدتم غافلا بالعلم يرضي العاقل
وانصفونا من حياة نصفها حائر والنصف جسم جاهل
الى أن يقول:
علموها إنها مدرسة لحياة وما اليها طائل
ودعوها روضة في بيتها يحسن العلم عليها الوابل.
وللخليل قصيدة اخرى في تعليم المرأة بعنوان (المدرسة) يقول فيها:
يلا نمشى المدرسة سادة غير اساور غير رسا
يلا سيبى الغطرسه قومى افرزى كتب المدرسة
الساعة ستة دقت يام رسا نايمة والمنبه حارسا
الى أن يقول:
دارسه ماك جاهله محنسه قادله لى كتابه مؤنسه
حاشا ما تربيتي مدنسه لسه لسه عزك ما اتنسى
اى أن الخليل يرى أن التعليم هو أساس التقدم والنهضة ولابد لنصف المجتمع أن يأخذ نصيبه منه. وكان الخليل يدعو لتحرر المرأة من الجمود والنظره الباليه للمرأة ولتحرر العلائق الاجتماعية في عفة وجمال وفي اطار تقاليد المجتمع.
3قبل اندلاع ثورة 1924، كان التعليم الحديث للمرأة هو المدخل لخروج المرأة إلي العمل، ونقصد عمل المرأة الحديث بأجر، لأن المرأة السودانية قبل ذلك كانت عاملة في الزراعة والرعي وصناعة الغزل والنسيج وصناعة الفخار والأدوات المنزلية وغير ذلك حسب التقسيم الاجتماعي للعمل بين الرجال والنساء في القطاع التقليدي.
كانت النافذة الأولى لخروج المرأة السودانية للعمل هي حقل التعليم والحقل الطبي فيما بعد، ولعب الشيخ بابكر بدري دورا كبيرا في ذلك عندما فتح أول مدرسة لتعليم البنات عام 1907 في رفاعة.
ونظرا للتوسع في تعليم البنات كانت الحاجة ماسة لمدرسات سودانيات لتعليم البنات. وفى إبريل 1921 تم تأسيس كلية المعلمات التي بدأت بست عشر طالبة في السنة الأولى، ودار صراع شديد حول هذه القضية في البداية فقد تردد الآباء في أول الأمر في إرسال بناتهم لكلية المعلمات، إذ كانت فكرة إلحاق الفتاة بخدمة الحكومة وكسب عيشها عن طريق العمل أمورا جديدة في نظرهم بل خشوا من أن يكون في إكمال لتعليمها ضياع فرص الزواج، كما كان سن الزواج المبكر يمثل صعوبة أخرى، وكان الآباء يفضلون زواج بناتهن من السماح لهن بمواصلة التعليم، وحتى في الحالات التي وافق الآباء على التعليم لعقد فترة تدريب المعلمات، فقد تم ذلك على مضض نظرا لترك بناتهم تحت إشراف جنس آخر ودين مختلف. (التقرير السنوي لمصلحة المعارف 1928).
تم التغلب جزئيا على تلك المشاكل بأن تقرر بأن يسمح للفتاة باصطحاب والدتها أو جدتها للإقامة معها أثناء فترة التدريب، وأن تدفع مكافأة تعادل مرتب شهر بعد الانتهاء من العمل لمدة عام بشرط أن تعمل المدرسة المتمرسة أربع سنوات متوالية بعد تخرجها في الكلية، وهنا أيضا ساعد المثل العملي الذي ضربه بابكر بدري لما وافق على إرسال ابنته واثنين من بنات أخته للالتحاق بكلية المعلمات على إغراء بعض الآباء لكي يحذوا حذوه.
ارتفع عدد طالبات كلية المعلمات من 20 طالبة عام 1922 إلى 28 طالبة عام 1925، وبلغ عدد الطالبات 61 في عام 1930 (المصدر السابق، ص 170).
هذا إضافة لعمل المرأة في الحقل الطبي حيث بلغ عدد المؤهلات عام 1946 (477) وعدد الممرضات (137) ممرضة (سجلات السودان، ص 80).
هكذ بدأ يتطور تعليم المرأة ويتسع دورها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الذي ترجع جذوره إلى ثورة 1924.
نواصل
alsirbabo@yahoo.co.uk
الوسومالعازة محمد عبد الله المرأة السودانية بابكر بدري تاج السر عثمان بابو ثورة 1924 خليل فرح صالون فوز كلية المعلماتالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: المرأة السودانية بابكر بدري ثورة 1924 خليل فرح تعلیم المرأة المرأة فی ثورة 1924
إقرأ أيضاً:
ثورة في عالم السيارات: سيارة جديدة من تويوتا لا تحتاج بنزين أو كهرباء
سيارة جديدة اقتصادية من تويوتا (مواقع)
في خطوة مبتكرة للحد من مشاكل الازدحام في المدن الكبيرة وتحقيق استدامة بيئية، كشفت تويوتا عن سيارتها الجديدة FT-Me التي تعيد تعريف مفهوم السيارات الصغيرة.
تجمع هذه السيارة بين الاقتصاد في استهلاك الطاقة، الابتكار التقني، و سهولة القيادة لتصبح الخيار المثالي لمستقبل التنقل في المدن، وخاصة في ظل الزيادة الكبيرة في مشكلة الازدحام المروري و الاحتباس الحراري.
اقرأ أيضاً الكشف عن دور سعودي خفي ضد الحوثيين قد يكون مفتاح الحل 14 مارس، 2025 قوات درع الوطن تفتح طريق المحلحل في أبين بشروط صارمة: مواعيد العبور 14 مارس، 2025
حجم صغير وأداء فائق:
تُعتبر FT-Me من أصغر السيارات في فئتها، إذ لا يتجاوز طولها 2.5 متر، مما يجعلها أصغر حتى من سيارات Smart ForTwo الشهيرة.
هذه السيارة المدمجة تحتاج إلى نصف المساحة التي تشغلها السيارات العادية في مواقف السيارات، مما يجعلها مثالية للمناطق ذات المساحات المحدودة مثل المدن الكبرى حيث يواجه السكان صعوبة في العثور على مكان لركن سياراتهم.
شحن شمسي لمسافات معقولة:
ومن أبرز ما يميز تويوتا FT-Me هو السقف الشمسي الذي يُمكنه شحن البطارية لمسافة تصل إلى 30 كيلومترًا في الأيام المشمسة، وهي ميزة بيئية مميزة تساعد في تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي أو الكهرباء.
ورغم ذلك، لم تكشف تويوتا بعد عن تفاصيل دقيقة بخصوص حجم البطارية أو مدى السيارة في الظروف الأخرى.
سيارة مناسبة للمراهقين وذوي الهمم:
أحد الأبعاد المميزة لسيارة FT-Me هو تصميمها لملاءمة احتياجات المراهقين و ذوي الهمم. حيث تم تطويرها خصيصًا لتكون صالحة للقيادة من قبل مراهقين في عمر 14 عامًا في بعض البلدان الأوروبية، وتندرج ضمن فئة السيارات الرباعية الصغيرة مثل سيتروين آمي و أوبل روكس-إي.
وبموجب قوانين الاتحاد الأوروبي، تم تقييد قوتها لتصل إلى 8 أحصنة فقط، مع سرعة قصوى تصل إلى 45 كم/ساعة، مع الحفاظ على وزن لا يتجاوز 425 كيلوغرامًا.
لكن تويوتا FT-Me لا تقتصر فائدتها على المراهقين فقط، بل تقدم أيضًا تجربة قيادة استثنائية لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تتميز بنظام تحكم يدوي كامل يتيح القيادة بدون دواسات للكبح أو التسارع، مما يجعلها مناسبة للمستخدمين الذين يعتمدون على الكراسي المتحركة.
تصميم مبتكر وتقنيات حديثة:
تتميز تويوتا FT-Me بتصميم عصري يحتوي على عجلات مقاس 14 بوصة، واستبدال المرايا التقليدية بـ كاميرات جانبية، مما يعزز من رؤيتها في كافة الاتجاهات ويوفر مساحة أكبر على الجوانب.
كما أن المصابيح الأمامية والخلفية تأتي بتصميم مميز يعكس الملامح الحديثة للسيارة. ورغم أن النوافذ كبيرة، فإن تصميمها يمنحها قدرة محدودة على الفتح، وهو ما يساعد في تقليل استهلاك الطاقة والحفاظ على الاستدامة البيئية.
مستقبل التنقل الحضري:
مع تزايد مشاكل ازدحام المدن والتحديات البيئية مثل انبعاثات الكربون، يمكن القول إن تويوتا FT-Me تعد خيارًا ذكيًا ومستدامًا للقيادة داخل المدن. هي ليست فقط سيارة صغيرة ولكنها تصميم مبتكر يلبي احتياجات المستقبل ويحقق توازنًا بين الأداء والكفاءة.
ربما تمثل هذه السيارة نقطة تحول كبيرة في مستقبل التنقل الحضري، وخصوصًا مع اعتمادها على الطاقة الشمسية و التحكم اليدوي.
قد تكون تويوتا FT-Me بالفعل بداية لعصر جديد في صناعة السيارات، حيث يجتمع الابتكار مع الاستدامة لتقديم حل مثالي للمشاكل اليومية في حياتنا، وفتح آفاق جديدة للقيادة الذكية داخل المدن الكبرى.