صدى الرحيل الأمريكي.. العراقيون ينسجون خيوط الانسحاب عبر استفتاء
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
8 يناير، 2024
بغداد/المسلة الحدث: يتفاعل العراقيون مع استفتاء حول الموقف من الدعوة إلى خروج القوات الأمريكية من العراق. ويهدف هذا الاستفتاء إلى معرفة رأي العراقيين في هذا الأمر، ومدى رغبتهم في استمرار وجود القوات الأمريكية في البلاد.
وفي ظل التوترات السياسية والأمنية المستمرة، تدور أصوات الحوار والتفكير بشكل متزايد حول مستقبل تواجد القوات الأمريكية في العراق.
وتتسلط الأضواء على استفتاء حول موقف العراقيين من دعوة خروج تلك القوات والتأثيرات المتوقعة.
المواطنون يعبّرون عن رغبتهم الحقيقية في انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي العراقية، و يربطون ذلك بالاعتقاد بقدرة القوات المحلية على حماية البلاد وتأمين الأمن الداخلي، و يُبرزون أن انسحاب هذه القوات يمكن أن يقلل من التصعيد الأمني ويحدّ من النزاعات الإقليمية التي قد تشهدها المنطقة والتي يمكن أن تتورط فيها الولايات المتحدة.
كما يبرز عراقيون، الدور الإيجابي للقوات المحلية في الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي، ويشيرون أيضًا إلى الحاجة للتعاون مع المجتمع الدولي في مجالات الدعم والتنسيق الأمني لكن دون وجود وجود قوات بشكل مباشر.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الجمعة الماضي، عن تشكيل لجنة ثنائية لجدولة انسحاب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من الأراضي العراقية: مبرزا أنه “ليس من حق أي جهة التجاوز على سيادة العراق”.
وصعّد العراق من مواقفه الرسمية والسياسية ضد التحالف الدولي والقوات الأمريكية في البلاد، على وجه الخصوص، بعد الهجوم الذي استهدف مقرا أمنيا للحشد في بغداد.
لكن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قالت، الاثنين إنها لا تخطط حاليا لسحب قواتها البالغ عددها نحو 2500 جندي من العراق.
وقال الميجر جنرال بالقوات الجوية باتريك رايدر في إفادة صحفية: “في الوقت الحالي ليس لدي علم بأي خطط (للتخطيط للانسحاب). نواصل التركيز بشدة على مهمة هزيمة تنظيم داعش”.
وتوجه الرأي العام نحو انسحاب القوات الأمريكية يعتبر خطوة إيجابية تعزز الاستقرار في المنطقة وتحافظ على السيادة الوطنية للعراق.
وقال العراقي “محمد” (35 عاماً) من بغداد: “نحن نرغب في خروج القوات الأمريكية من العراق، لأننا نشعر أن قوات بلدنا قادرة على حمايته. كما أن خروج القوات الأمريكية سيجنب بلدنا التصعيد الأمني والنزاعات الإقليمية التي يمكن أن تتورط فيها الولايات المتحدة”.
وقال الشاب العراقي “علي” (40 عاماً) من الموصل: “نحن ندعم خروج القوات الأمريكية من العراق، لأننا نشعر أن وجودها يدخل العراق في النزاعات الاقليمية”.
ويتحدث علي الدلفي عبر منصة اكس: “لدينا ثقة كبيرة في قواتنا الأمنية وقدراتها، وهذا الوقت مناسب لتحمل المسؤولية بشكل كامل دون وجود تدخلات خارجية” .
ويرى المحلل السياسي علي التميمي ان العراق بحاجة للتعاون الدولي في مجالات مثل التدريب والدعم الفني للقوات العراقية لتعزيز قدراتها في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.
وترى تحليلات أن انسحاب القوات الأمريكية يحد من الصراعات الإقليمية ويؤدي إلى استقرار أكبر.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: خروج القوات الأمریکیة القوات الأمریکیة من من العراق
إقرأ أيضاً:
الديمقراطية العراقية تحت الضغط.. هل تصمد أمام التحديات؟
8 يناير، 2025
بغداد/المسلة: في خضم النقاشات التي تعصف بالمشهد السياسي العراقي، يظل النظام الديمقراطي التعددي هو حجر الأساس الذي يستند إليه استقرار البلاد، رغم التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهه.
و العراق، الذي عانى عقودًا من الأنظمة الشمولية، نجح منذ 2003 في إرساء نظام يتيح المشاركة السياسية للجميع ويضمن تداول السلطة عبر الانتخابات. ومع ذلك، تتجدد المخاوف من محاولات غير ديمقراطية لتغيير مسار النظام، في ظل المتغيرات الإقليمية المتسارعة.
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني شدد على أن العراق، بخلاف تجارب أخرى في المنطقة، يتمتع بنظام ديمقراطي يتيح معالجة أي خلل تحت سقف الدستور والقانون.
و في كلمته الأخيرة، وصف السوداني الحديث عن تغيير النظام السياسي بـ”الوهم”، مؤكداً أن الإصلاحات المطلوبة لا يمكن أن تأتي عبر الفرض الخارجي أو السلاح، بل عبر الآليات الديمقراطية التي تحكم العراق منذ أكثر من عقدين.
هذا التوجه يتماشى مع رؤية أطراف عدة داخل النظام السياسي، حيث يرى السوداني أن النظام الحالي هو نتاج عملية شاقة من البناء الوطني، تستدعي مراجعة مستمرة لكنها لا تحتمل المغامرات أو التدخلات التي قد تقود إلى الفوضى.
أصوات تحذر من المخاطر
في المقابل، لم تغب التحذيرات من المخاطر التي قد تهدد النظام.
نوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق، أشار إلى أن هناك “مؤامرات خارجية” تهدف إلى زعزعة استقرار العراق وربطه بأحداث إقليمية مثل الحرب في سوريا. هذه التصريحات تعكس قلقًا حقيقيًا من إمكانية استغلال القوى الخارجية للوضع العراقي الهش لتحقيق أهداف جيوسياسية، من بينها إضعاف دول المنطقة.
الدعوة إلى الإصلاح من الداخل
من جهة أخرى، يبرز تيار يدعو إلى الإصلاح من داخل النظام نفسه عبر القضاء على الفساد وهو موقف يجد صداه لدى نشطاء ومحللين يرون أن الاحتكام إلى القانون والاحتجاج السلمي هو الخيار الوحيد لضمان استمرارية الدولة ومنع انزلاقها نحو العنف.
رغم التصريحات التي تؤكد استقرار النظام السياسي العراقي، إلا أن تحديات داخلية لا تزال ماثلة. اتهامات بـ”المحاصصة الطائفية” وضعف في البنية الدستورية، إلى جانب تراجع نسب المشاركة في الانتخابات، كلها عوامل تلقي بظلالها على شرعية النظام في نظر بعض شرائح المجتمع.
أستاذ الإعلام في جامعة بغداد، علاء مصطفى، يرى أن هذه التحديات الداخلية تجعل النظام عرضة للتأثيرات الخارجية، خصوصاً في ظل العقوبات الاقتصادية واحتمال تغير السياسات الأميركية تجاه العراق.
إجماع القوى السياسية على ضرورة حماية النظام الديمقراطي لا يعني بالضرورة تجاهل المطالب الشعبية.
وهناك إدراك واسع بأن استقرار العراق يبدأ من الداخل، عبر إصلاحات سياسية واقتصادية تعيد الثقة بالنظام وتحقق العدالة للجميع.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts