صحيفة التغيير السودانية:
2025-05-01@20:16:34 GMT

البرهان لن يفاوض

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

البرهان لن يفاوض

البرهان لن يفاوض

أمل محمد الحسن

في محاولاته المستمرة للتملص من المفاوضات قال قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إنه سيجلس للتفاوض بعد خروج الدعم السريع من المنازل وإعادة المنهوبات ومحاسبة مرتكبي الجرائم، لكنه لم يخبرنا عن القوة الخارقة التي ستجبر تلك القوات التي تمددت نحو ولاية الجزيرة وتحاصر قرى ولاية سنار وتهدد عدداً من الولايات الآمنة الأخرى، على التراجع والتسليم بلا تفاوض!

هو لم يخبرنا لأنه يعلم بأن ذلك لن يحدث، ويعلم جيداً أنها طريقته في التملص من الجلوس للتفاوض بوضع شروط تعجيزية للطرف الآخر.

ولا يبدو بأن البرهان يريد لهذه الحرب أن تنتهي، وفي أفضل حالات حسن النوايا أستطيع القول إنه كان يعلم بأنها ستشتعل لكنه لم يقم بواجبه لمنعها، بدلاً عن القول بأنه هو من دفعها للاشتعال!

وبدا ذلك جلياً وفق إفادات تحصلت عليها (التغيير) من عضو مجلس السيادة السابق د. الهادي إدريس والقيادي بالحرية والتغيير خالد عمر، واللذين كشفا عن تفاصيل الأيام الأخيرة قبل الحرب.

ومن أهم تلك المعلومات تغيب البرهان عمداً عن اجتماع ثانٍ مع حميدتي بتاريخ 9 ابريل كان من المقرر أن يخرج فيه الاثنان أمام أجهزة الإعلام لطمأنة الشعب السوداني بأنهما سيقومان بالتهدئة.

وكان قد سبقه اجتماع في مزرعة البرير بتاريخ 8 أبريل تم ترتيبه بواسطة قوى الحرية والتغيير جلس فيه الرجلان على انفراد وتحدثا حول كافة التفاصيل المطلوبة لخفض التوتر، شملت سحب القوات من داخل الخرطوم ووقف جلب الأسلحة الثقيلة من منطقة الزرقة ومن جانب الجيش كان من المفترض أن يقوم بسحب العناصر الأجنبية من منطقة مروي والمتمثلة في الضباط والجنود المصريين!

اكتفى البرهان بالغياب، نعم تغيب عن هذا الاجتماع الذي من شأنه أن يوقف التصعيد ويمنع الحرب واكتفى بعدم الرد على الهاتف إلا في وقت متأخر مبرراً غيابه بأنه مريض! فيما أكدت مصادر اجتماعه في ذات الوقت مع قيادات الحركة الإسلامية!

لم يضع البرهان فرصة التهدئة وخفض التصعيد فحسب؛ بل كان يمتلك فرصة إيقاف الحرب في ساعاتها الأولى، عندما تلقى اتصالات من عدد من قيادات الحرية والتغيير حول محاصرة قوات تابعة للجيش لمعسكر الدعم السريع بالمدينة الرياضية، المكان الذي انطلقت منه الطلقة الأولى، وكانت إجابته إنه لم يتمكن من التواصل مع قائد العمليات لديه!

وهو ذات الشخص الذي كلفه البرهان في وقت متأخر من ليلة الجمعة، الموافق 14 ابريل، بعضوية فريق التهدئة الذي كان يجب أن يسافر إلى مروي رفقة قائد عمليات الدعم السريع وبقيادة الهادي إدريس من أجل سحب قوات الدعم السريع التي كانت تحاصر المطار هناك!

ويتحول السؤال هنا؛ من هل البرهان سعى لإشعال الحرب؟ أو على أقل تقدير تقاعس عن منعها أم هو لا يملك أي قرار بل ينفذ تعليمات الحركة الإسلامية؟

كقائد للجيش يجب عليه دراسة الواقع بشكل استراتيجي، فالواضح أن تمدد الحرب يعني هتك مزيد من الأعراض، وإزهاق المزيد من الأرواح، وسرقة منازل أخرى وتشريد أسر أخرى وإضافة مفقودين آخرين إلى قوائم لا يكلف أي شخص نفسه بالنظر إليها!

بحسابات بسيطة؛ إذا كان البرهان قد مضى في مفاوضات التهدئة قبل الأسبوع الأول من اكتوبر لكان أهل العيلفون آمنين في منازلهم، وإن تم الاتفاق على وقف إطلاق النار قبل الأسبوع الثاني من ديسمبر لنعم أهل مدني والفارين إليها من الخرطوم ببعض الأمن. ولما عاشت قرى الجزيرة هذا الاجتياح والنهب والسلب والترويع والقتل!

رفض البرهان وتمنعه عن الذهاب في طريق السلام يضع المزيد من الدماء السودانية قرباناً لمنع تسليم 40 من قيادات الكيزان للسجون كأحد مطلوبات المفاوضات التي انهارت في جدة!

نعم؛ لحماية شيوخ الحركة الإسلامية يدفع السودانيون الثمن يومياً مكابدة ومعاناة في النزوح والتشرد!

ويبدو أن البرهان هنا يعلن رفضه للتفاوض بصورة واضحة، وفي نظري هو أمر أفضل من إرسال وفد مماطلة يتفق على أمور ثم يقوم بالتراجع عنها من أجل السماح للحرب بالتمدد والانتشار!

فوفد المفاوضات وافق على تسليم قائمة تضم حوالي 42 اسماً من قيادات الحركة الاسلامية، ثم طلب مهلة 5 أيام، ثم مهلة جديدة، وثالثة قبل أن ينسحب من جميع ما تم الاتفاق عليه لقطع الطريق أمام وقف إطلاق النار.

والبرهان الذي لا يترك مناسبة يرفض فيها ادعاءات وجود التنظيم السابق في المشهد، يعجز عن إلقاء القبض على القيادات الكيزانية التي فرت من السجون، وتتجول بحرية في ولايات السودان وتصدر البيانات والتسجيلات الصوتية، فيما تلقي استخباراته وأجهزته الأمنية يومياً القبض على عضويات لجان المقاومة والكوادر الحزبية والنقابية!

(كنا ظانين إنه فيهم خير) هذا ما قاله في وصف الدعم السريع وتبريراً باهتاً لكونه الشخص الذي سمح بما وصفه هو بـ(السرطان) بالتمدد في جسد الأمة السودانية.

وإن كان في منصبه قائداً للجيش يتعامل مع المعلومات والتخطيط وأمن البلد بـ(الظن) فعلى السودانيين أن يستعدوا للمزيد من الليالي الكالحات.

الوسومأمل محمد الحسن التفاوض الجيش الحرية والتغيير الدعم السريع السودان الهادي إدريس جدة خالد عمر يوسف مجلس السيادة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: التفاوض الجيش الحرية والتغيير الدعم السريع السودان الهادي إدريس جدة خالد عمر يوسف مجلس السيادة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الحركة الشعبية لتحرير السودان/ التيار الثوري الديمقراطي .. بيان حول إجتماع المكتب القيادي

في اجتماعه الدوري الذي انعقد مساء الأمس الإثنين الموافق 28 أبريل 2025، ناقش المكتب القيادي للحركة الشعبية لتحرير السودان - التيار الثوري الديمقراطي قضايا الوضع الإنساني وإنتهاكات حقوق الإنسان وقضايا المحتجزيين والمفقودين والوضع السياسى والبناء التنظيمى للتيار الثورى، وبناء صمود والجبهة المدنية.
كما ناقش التحديات التى تواجه بناء كتلة ثالثة مستقلة عن طرفى الحرب وتضم قوى الثورة والقوى المدنية الديمقراطية، وتصاعد أوار الحرب وتهديدها لوحدة السودان وإمكانيات إتفاق أطراف الحرب على قسمة السلطة بعيدا عن حل الأزمة الوطنية الشاملة. كما ناقش الإجتماع التحركات الإقليمية والدولية وإمكانيات وقف الحرب وعلى رأسها الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي لبلدان الخليج وزيارة وزير الخارجية الامريكي لأفريقيا.

♦️الوضع الإنسانى:
متدهور على مدار الساعة - حصار المدن- ضرب البنية التحتية المدنية على رأسها الكهرباء والمياه - التصعيد العسكري من الطرفين.
الضمانة الحقيقية لتحسين الوضع الإنسانى مدخلها وقف إطلاق النار وفتح المسارات الإنسانية وحماية المدنيين، ولكن ما يحدث الآن هو إتجاه طرفى الحرب نحو التصعيد ومدن مهمة محاصرة والمدنيين هم بنك أهدافها الأول كما هو الحال فى الفاشر والأبيض والنهود وكادقلى، كما أصبح ضرب البنية التحتية المدنية وعلى رأسها الكهرباء والمياه ممارسة يومية، مثلما تعرض المدنيين لشهور طويلة لقصف الطيران، إن قضية وقف الحرب وحماية المدنيين لا تجد الإهتمام الكافى إقليميا ودوليا والواجب تصعيد الحملة الوطنية والتواصل المستمر مع الأطراف الإقليمية والدولية بغرض وقف الحرب وحماية المدنيين والمنشآت المدنية.

♦️إنتهاكات حقوق الإنسان وحمايةالمدنيين:
قضايا المحتجزيين والمفقودين - الصالحة - إعتقالات النقابيين وقوى الثورة ومتطوعى التكايا:
قضية المحتجزين والمفقودين قضية فى غاية الأهمية وأعداد المحتجزيين والمفقودين مهولة وفى إزدياد مع تصاعد الحرب ولا تجد الإهتمام الكافى. جريمة الصالحة جريمة مكتملة الأركان وثقها مرتكبيها ولا يكفى نفى قيادة الدعم السريع لمشاركتها وعلى الأقل يجب إتخاذ خطوات ضد مرتكبيها ومحاسبتهم وإطلاع الرأيى العام على ذلك، وبتجاهل طرفى الحرب لمحاسبة منسوبيهم فإن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم سيما إذا تحدثنا عن بناء مجتمع جديد لن يبنى دون محاسبة وعدم الإفلات من العقاب. هنالك معتقلين فى الدمازين وبورتسودان، وكسلا والخرطوم وكادقلى ومن ضمنهم الأستاذ محمد بابكر عضو لجنة المعلمين والمحامي منتصر عبدالله، ودكتور أحمد المعتصم وتم إعتقال الناطق الرسمى لتحالف مزارعى الجزيرة والمناقل عابدين برقاوى وأطلق سراحه وتمت إعتقالات لعدد من أعضاء التكايا وكما تم إعتقال الأستاذ سيد أحمد جعفر سيد أحمد كرار المعلم وهناك إعداد من المعتقلين لم يتم رصدهم وموجودون فى معتقلات طرفى الحرب، نطالب ونعمل على إطلاق سراحهم وندعوا كل القوى الديمقراطية للعمل المشترك فى قضايا المحتجزيين والمعتقلين والمفقودين.

♦️الحركة الإسلامية مهدد رئيسى لبناء الدولة والجيش المهنى والسلام المستدام:
المؤتمر الوطني ومليشاته وقادته أصبحوا طرفا رئيسيا فى هذه الحرب ودون إنتهاء إختطاف المؤتمر الوطني للدولة لا يمكن بناء دولة وطنية وجيش مهنى والوصول إلى ديمقراطية وسلام مستدام . وتظل الحركة الإسلامية هى العدو الرئيسي للثورة ولبناء الدولة والجيش الوطني، و مكافئتها ومشاركتها فى أى حل سياسي كما يقترح البعض فى الداخل والخارج ستقود إلى حلول هشة ولن تؤدى إلى سلام مستدام، إن الحركة الإسلامية تنظيم إرهابى يقف ضد الحرية والسلام والعدالة.

♦️بناء الجبهة المدنية ككتلة ثالثة أولوية، وهى الضمانة نحو السلام المستدام:
تناول الإجتماع مواصلة قضايا بناء التيار الثوري وتحالف صمود وضرورة الإنفتاح على أوسع قوى والإهتمام بقضايا الداخل وإن الضمانة للسلام المستدام هى بناء الكتلة الثالثة فى إستقلالية تامة عن طرفى الحرب وأن تكون الأولية لبناء الجبهة المدنية وتوحيد القوى المدنية الديمقراطية المتمسكة بمبادئ وشعارات ثورة ديسمبر والثورات السودانية جميعها التى مهدت الطريق إلى ديسمبر.

♦️ إلى أين يتجه المجتمع الإقليمي والدولي نحو حل الأزمة الوطنية أم قسمة السلطة؟
تجارب الماضى فى بلادنا والعالم من حولنا دللت إن قاموس الحلول السهلة سيتجه نحو قسمة السلطة بين أطراف الحرب سيما فى غياب وحدة القوى المدنية والديمقراطية وغياب الكتلة الثالثة من قوى الجبهة المدنية المعادية للحرب، والمؤشرات إن التحركات الإقليمية والدولية والزيارة المرتقبة للرئيس الامريكي لبلدان الخليج ووزير خارجيته لإفريقيا وتحركات الاتحاد الأفريقي ومؤتمر لندن وتحركات الإتحاد الأوروبي،ومصر وتركيا تشكل فرصة للدفع لأجندة وقف الحرب بدلا عن الاستقطاب فى دعم قوى الحرب. السؤال الرئيسي يظل هل البحث عن الحلول يأتى فى إطار قسمة السلطة بين أطراف الحرب وإستخدام القوى المدنية كمحلل للصفقة " تمومة جرتق" ام الوصول لحل الأزمة الوطنية الشاملة والسلام المستدام.

#لا_لحرب_أبريل
#نعم_لثورة_ديسمبر

نزار يوسف
الناطق الرسمى
الحركة الشعبية لتحرير السودان
التيار الثورى الديمقراطى

29 أبريل 2025  

مقالات مشابهة

  • دفع الله الحاج.. او الرجل الذي يبحث عنه البرهان ..!!
  • ???? من أشعل الحرب في السودان ؟ الجيش السوداني أم الدعم السريع؟
  • البرهان يعين "الحاج" رئيسًا جديدًا للحكومة في السودان
  • استراتيجية الحركة الإسلامية .. لتصفية الثورة واغتيال الدولة تحت غطاء الحرب (1-3)!!
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • الحركة الشعبية لتحرير السودان/ التيار الثوري الديمقراطي .. بيان حول إجتماع المكتب القيادي
  • قيادات تحالف صمود صناع حرب 15 أبريل 2023
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • البرهان في القاهرة… دلالة الزيارة ومآلاتها والرسائل التي تعكسها
  • مع احتدام معارك الفاشر.. الدعم السريع تعرض ممرات آمنة للجيش