صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-20@01:27:39 GMT

البرهان لن يفاوض

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

البرهان لن يفاوض

البرهان لن يفاوض

أمل محمد الحسن

في محاولاته المستمرة للتملص من المفاوضات قال قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إنه سيجلس للتفاوض بعد خروج الدعم السريع من المنازل وإعادة المنهوبات ومحاسبة مرتكبي الجرائم، لكنه لم يخبرنا عن القوة الخارقة التي ستجبر تلك القوات التي تمددت نحو ولاية الجزيرة وتحاصر قرى ولاية سنار وتهدد عدداً من الولايات الآمنة الأخرى، على التراجع والتسليم بلا تفاوض!

هو لم يخبرنا لأنه يعلم بأن ذلك لن يحدث، ويعلم جيداً أنها طريقته في التملص من الجلوس للتفاوض بوضع شروط تعجيزية للطرف الآخر.

ولا يبدو بأن البرهان يريد لهذه الحرب أن تنتهي، وفي أفضل حالات حسن النوايا أستطيع القول إنه كان يعلم بأنها ستشتعل لكنه لم يقم بواجبه لمنعها، بدلاً عن القول بأنه هو من دفعها للاشتعال!

وبدا ذلك جلياً وفق إفادات تحصلت عليها (التغيير) من عضو مجلس السيادة السابق د. الهادي إدريس والقيادي بالحرية والتغيير خالد عمر، واللذين كشفا عن تفاصيل الأيام الأخيرة قبل الحرب.

ومن أهم تلك المعلومات تغيب البرهان عمداً عن اجتماع ثانٍ مع حميدتي بتاريخ 9 ابريل كان من المقرر أن يخرج فيه الاثنان أمام أجهزة الإعلام لطمأنة الشعب السوداني بأنهما سيقومان بالتهدئة.

وكان قد سبقه اجتماع في مزرعة البرير بتاريخ 8 أبريل تم ترتيبه بواسطة قوى الحرية والتغيير جلس فيه الرجلان على انفراد وتحدثا حول كافة التفاصيل المطلوبة لخفض التوتر، شملت سحب القوات من داخل الخرطوم ووقف جلب الأسلحة الثقيلة من منطقة الزرقة ومن جانب الجيش كان من المفترض أن يقوم بسحب العناصر الأجنبية من منطقة مروي والمتمثلة في الضباط والجنود المصريين!

اكتفى البرهان بالغياب، نعم تغيب عن هذا الاجتماع الذي من شأنه أن يوقف التصعيد ويمنع الحرب واكتفى بعدم الرد على الهاتف إلا في وقت متأخر مبرراً غيابه بأنه مريض! فيما أكدت مصادر اجتماعه في ذات الوقت مع قيادات الحركة الإسلامية!

لم يضع البرهان فرصة التهدئة وخفض التصعيد فحسب؛ بل كان يمتلك فرصة إيقاف الحرب في ساعاتها الأولى، عندما تلقى اتصالات من عدد من قيادات الحرية والتغيير حول محاصرة قوات تابعة للجيش لمعسكر الدعم السريع بالمدينة الرياضية، المكان الذي انطلقت منه الطلقة الأولى، وكانت إجابته إنه لم يتمكن من التواصل مع قائد العمليات لديه!

وهو ذات الشخص الذي كلفه البرهان في وقت متأخر من ليلة الجمعة، الموافق 14 ابريل، بعضوية فريق التهدئة الذي كان يجب أن يسافر إلى مروي رفقة قائد عمليات الدعم السريع وبقيادة الهادي إدريس من أجل سحب قوات الدعم السريع التي كانت تحاصر المطار هناك!

ويتحول السؤال هنا؛ من هل البرهان سعى لإشعال الحرب؟ أو على أقل تقدير تقاعس عن منعها أم هو لا يملك أي قرار بل ينفذ تعليمات الحركة الإسلامية؟

كقائد للجيش يجب عليه دراسة الواقع بشكل استراتيجي، فالواضح أن تمدد الحرب يعني هتك مزيد من الأعراض، وإزهاق المزيد من الأرواح، وسرقة منازل أخرى وتشريد أسر أخرى وإضافة مفقودين آخرين إلى قوائم لا يكلف أي شخص نفسه بالنظر إليها!

بحسابات بسيطة؛ إذا كان البرهان قد مضى في مفاوضات التهدئة قبل الأسبوع الأول من اكتوبر لكان أهل العيلفون آمنين في منازلهم، وإن تم الاتفاق على وقف إطلاق النار قبل الأسبوع الثاني من ديسمبر لنعم أهل مدني والفارين إليها من الخرطوم ببعض الأمن. ولما عاشت قرى الجزيرة هذا الاجتياح والنهب والسلب والترويع والقتل!

رفض البرهان وتمنعه عن الذهاب في طريق السلام يضع المزيد من الدماء السودانية قرباناً لمنع تسليم 40 من قيادات الكيزان للسجون كأحد مطلوبات المفاوضات التي انهارت في جدة!

نعم؛ لحماية شيوخ الحركة الإسلامية يدفع السودانيون الثمن يومياً مكابدة ومعاناة في النزوح والتشرد!

ويبدو أن البرهان هنا يعلن رفضه للتفاوض بصورة واضحة، وفي نظري هو أمر أفضل من إرسال وفد مماطلة يتفق على أمور ثم يقوم بالتراجع عنها من أجل السماح للحرب بالتمدد والانتشار!

فوفد المفاوضات وافق على تسليم قائمة تضم حوالي 42 اسماً من قيادات الحركة الاسلامية، ثم طلب مهلة 5 أيام، ثم مهلة جديدة، وثالثة قبل أن ينسحب من جميع ما تم الاتفاق عليه لقطع الطريق أمام وقف إطلاق النار.

والبرهان الذي لا يترك مناسبة يرفض فيها ادعاءات وجود التنظيم السابق في المشهد، يعجز عن إلقاء القبض على القيادات الكيزانية التي فرت من السجون، وتتجول بحرية في ولايات السودان وتصدر البيانات والتسجيلات الصوتية، فيما تلقي استخباراته وأجهزته الأمنية يومياً القبض على عضويات لجان المقاومة والكوادر الحزبية والنقابية!

(كنا ظانين إنه فيهم خير) هذا ما قاله في وصف الدعم السريع وتبريراً باهتاً لكونه الشخص الذي سمح بما وصفه هو بـ(السرطان) بالتمدد في جسد الأمة السودانية.

وإن كان في منصبه قائداً للجيش يتعامل مع المعلومات والتخطيط وأمن البلد بـ(الظن) فعلى السودانيين أن يستعدوا للمزيد من الليالي الكالحات.

الوسومأمل محمد الحسن التفاوض الجيش الحرية والتغيير الدعم السريع السودان الهادي إدريس جدة خالد عمر يوسف مجلس السيادة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: التفاوض الجيش الحرية والتغيير الدعم السريع السودان الهادي إدريس جدة خالد عمر يوسف مجلس السيادة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

تحالف مدني سوداني يجدد الدعوة لتسليم البشير ورفاقه لـ«الجنائية الدولية» ،، «القوى المدنية المتحدة» تدعو لوقف الحرب وتنفي علاقتها بـ«الدعم السريع»

استهل تحالف مدني سوداني جديد، نشاطه السياسي بالدعوة «لتضافر الجهود المدنية كافة لإنهاء الحرب وبناء السلام، وإلى تأسيس جيش مهني وقومي واحد، وإرساء قواعد عدالة انتقالية ومحاسبة على الجرائم التي ارتكبت بحق البلاد، بما في ذلك تنفيذ أوامر القبض الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ضد رأس النظام السابق ومساعديه المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».

وقال الأمين العام لـ«تحالف القوى المدنية المتحدة» (قمم) إبراهيم موسى زريبة، في مؤتمر صحافي عقد في كمبالا الأوغندية الاثنين، إن «تحالف (قمم) الذي تكون في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الشهر الماضي، يضم 68 تنظيماً سياسياً وحركات مقاومة شبابية ورموزاً في المجتمع المدني، إضافة لحركات مسلحة موقعة على اتفاقيات سلام مع الحكومة السودانية».



واتهم زريبة مباشرة حزب «المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، بإشعال شرارة الحرب بمهاجمة قوات الدعم السريع في المدينة الرياضية»، وقال: «هذا ما حدث وكلنا شهود عليه».

وراج في وسائط التواصل الاجتماعي الموالية للإسلاميين وأنصار استمرار الحرب، أن التحالف الجديد «قمم»، يمثل الواجهة السياسية لقوات «الدعم السريع»، وهو الأمر الذي نفاه زريبة بشدة بقوله: «هذا ليس سوى تنميط جهوي، بحسبان أن كل من ينتمي لجهة سياسية معينة يتهم بأنه (دعم سريع)»، وتابع: «(الدعم السريع) جهة عسكرية فرضت عليها الحرب، ونحن شهود، أما (قمم) فهو تحالف مدني بأجندة وبرامج معلنة».

وتستند تلك الاتهامات إلى أن رئيس التحالف هارون مديخير، كان يشغل منصب رئيس اللجنة الاجتماعية بالمجلس الاستشاري لقائد قوات «الدعم السريع»، وأمينه العام إبراهيم موسى زريبة كان يشغل منصب كبير المفاوضين في مفاوضات السلام بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة، التي أفضت لتوقيع «اتفاق جوبا لسلام السودان»، بيد أن زريبة قطع بأن التحالف «لا يمثل جهة؛ بل هو تحالف مدني قومي تشارك فيه تنظيمات وقوى سياسية من كل ولايات البلاد».

ووفقاً لزريبة، فإن التحالف «يدعو لوقف الحرب ووضع مرتكزات بناء الدولة، وتحديد فترة انتقالية تفضي لتحول مدني ديمقراطي، وتأسيس الدولة على أسس جديدة، وتأسيس جيش واحد مهني قومي ينأى عن السياسة والانحيازات الجهوية والعرقية، ويعكس تنوع أهل السودان وثقافاتهم».

ووجه زريبة مناشدة لطرفي الحرب؛ الجيش وقوات «الدعم السريع» للتجاوب مع دعوات الأسرة الدولية للتفاوض ووقف نزيف الدم والوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار يحمي المدنيين ويسهل وصول العون الإنساني إليهم، بما يفضي لمباحثات سياسية لا تستثني سوى «حزب المؤتمر الوطني» وواجهاته.

ودعا لتخفيف معاناة المواطنين في أماكن سيطرة كل طرف، وعدم استخدام الغذاء سلاحاً، ومعاملة الأسرى وفقاً للمواثيق والعهود الدولية المعنية، وقال: «نناشد الطرفين إطلاق سراح جميع الأسرى».

وأشاد زريبة بـ«الاستجابة المتكررة» لقيادة قوات «الدعم السريع» لكل الدعوات المقدمة من الأسرة الدولية من أجل السلام، وفي الوقت ذاته، أدان «الاستهداف الانتقائي للمجتمعات الآمنة من قبل الطيران العسكري»، بقوله: «يقتل الأبرياء والأنعام وتدمر المستشفيات ومحطات الكهرباء وموارد المياه ومساكن المواطنين بشكل انتقائي، ينم عن استهداف عنصري جهوي، غير مسبوق في تاريخ السودان». وتابع: «ندين بشدة كل الانتهاكات ضد المدنيين العزل، وندعو لمعالجة أمراض العنصرية وخطاب الكراهية».

الشرق الأوسط:  

مقالات مشابهة

  • السودان.. «البرهان» يرد على خطاب «بايدن» بشأن الوضع في البلاد
  • الخُطوات القَادمة في طريق إيقاف الحرب في السُودان والموقف الأمريكي
  • قائد الدعم السريع: الحرب ليست خيارنا ومستعدون لوقف إطلاق النار
  • البرهان يرحب بتصريح بايدن والمعارك تحتدم في الخرطوم
  • البرهان يرحب ببيان بايدن ويدعو لمحاسبة مساندي الدعم السريع
  • الهروب نحو الابواب المفتوحة
  • قيادةَ «الدعم السريع» لم تتوقَّع أن تستمر الحرب الخاطفة إلى هذا الحد
  • الفشل الذريع الذي رافق الدعم السريع يحمل رسالة كونية واضحه بأن الله لاينصر الخائنين
  • ما هو موقفي من قوات الدعم السريع؟
  • تحالف مدني سوداني يجدد الدعوة لتسليم البشير ورفاقه لـ«الجنائية الدولية» ،، «القوى المدنية المتحدة» تدعو لوقف الحرب وتنفي علاقتها بـ«الدعم السريع»