البرهان لن يفاوض
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
البرهان لن يفاوض
أمل محمد الحسن
في محاولاته المستمرة للتملص من المفاوضات قال قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إنه سيجلس للتفاوض بعد خروج الدعم السريع من المنازل وإعادة المنهوبات ومحاسبة مرتكبي الجرائم، لكنه لم يخبرنا عن القوة الخارقة التي ستجبر تلك القوات التي تمددت نحو ولاية الجزيرة وتحاصر قرى ولاية سنار وتهدد عدداً من الولايات الآمنة الأخرى، على التراجع والتسليم بلا تفاوض!
هو لم يخبرنا لأنه يعلم بأن ذلك لن يحدث، ويعلم جيداً أنها طريقته في التملص من الجلوس للتفاوض بوضع شروط تعجيزية للطرف الآخر.
ولا يبدو بأن البرهان يريد لهذه الحرب أن تنتهي، وفي أفضل حالات حسن النوايا أستطيع القول إنه كان يعلم بأنها ستشتعل لكنه لم يقم بواجبه لمنعها، بدلاً عن القول بأنه هو من دفعها للاشتعال!
وبدا ذلك جلياً وفق إفادات تحصلت عليها (التغيير) من عضو مجلس السيادة السابق د. الهادي إدريس والقيادي بالحرية والتغيير خالد عمر، واللذين كشفا عن تفاصيل الأيام الأخيرة قبل الحرب.
ومن أهم تلك المعلومات تغيب البرهان عمداً عن اجتماع ثانٍ مع حميدتي بتاريخ 9 ابريل كان من المقرر أن يخرج فيه الاثنان أمام أجهزة الإعلام لطمأنة الشعب السوداني بأنهما سيقومان بالتهدئة.
وكان قد سبقه اجتماع في مزرعة البرير بتاريخ 8 أبريل تم ترتيبه بواسطة قوى الحرية والتغيير جلس فيه الرجلان على انفراد وتحدثا حول كافة التفاصيل المطلوبة لخفض التوتر، شملت سحب القوات من داخل الخرطوم ووقف جلب الأسلحة الثقيلة من منطقة الزرقة ومن جانب الجيش كان من المفترض أن يقوم بسحب العناصر الأجنبية من منطقة مروي والمتمثلة في الضباط والجنود المصريين!
اكتفى البرهان بالغياب، نعم تغيب عن هذا الاجتماع الذي من شأنه أن يوقف التصعيد ويمنع الحرب واكتفى بعدم الرد على الهاتف إلا في وقت متأخر مبرراً غيابه بأنه مريض! فيما أكدت مصادر اجتماعه في ذات الوقت مع قيادات الحركة الإسلامية!
لم يضع البرهان فرصة التهدئة وخفض التصعيد فحسب؛ بل كان يمتلك فرصة إيقاف الحرب في ساعاتها الأولى، عندما تلقى اتصالات من عدد من قيادات الحرية والتغيير حول محاصرة قوات تابعة للجيش لمعسكر الدعم السريع بالمدينة الرياضية، المكان الذي انطلقت منه الطلقة الأولى، وكانت إجابته إنه لم يتمكن من التواصل مع قائد العمليات لديه!
وهو ذات الشخص الذي كلفه البرهان في وقت متأخر من ليلة الجمعة، الموافق 14 ابريل، بعضوية فريق التهدئة الذي كان يجب أن يسافر إلى مروي رفقة قائد عمليات الدعم السريع وبقيادة الهادي إدريس من أجل سحب قوات الدعم السريع التي كانت تحاصر المطار هناك!
ويتحول السؤال هنا؛ من هل البرهان سعى لإشعال الحرب؟ أو على أقل تقدير تقاعس عن منعها أم هو لا يملك أي قرار بل ينفذ تعليمات الحركة الإسلامية؟
كقائد للجيش يجب عليه دراسة الواقع بشكل استراتيجي، فالواضح أن تمدد الحرب يعني هتك مزيد من الأعراض، وإزهاق المزيد من الأرواح، وسرقة منازل أخرى وتشريد أسر أخرى وإضافة مفقودين آخرين إلى قوائم لا يكلف أي شخص نفسه بالنظر إليها!
بحسابات بسيطة؛ إذا كان البرهان قد مضى في مفاوضات التهدئة قبل الأسبوع الأول من اكتوبر لكان أهل العيلفون آمنين في منازلهم، وإن تم الاتفاق على وقف إطلاق النار قبل الأسبوع الثاني من ديسمبر لنعم أهل مدني والفارين إليها من الخرطوم ببعض الأمن. ولما عاشت قرى الجزيرة هذا الاجتياح والنهب والسلب والترويع والقتل!
رفض البرهان وتمنعه عن الذهاب في طريق السلام يضع المزيد من الدماء السودانية قرباناً لمنع تسليم 40 من قيادات الكيزان للسجون كأحد مطلوبات المفاوضات التي انهارت في جدة!
نعم؛ لحماية شيوخ الحركة الإسلامية يدفع السودانيون الثمن يومياً مكابدة ومعاناة في النزوح والتشرد!
ويبدو أن البرهان هنا يعلن رفضه للتفاوض بصورة واضحة، وفي نظري هو أمر أفضل من إرسال وفد مماطلة يتفق على أمور ثم يقوم بالتراجع عنها من أجل السماح للحرب بالتمدد والانتشار!
فوفد المفاوضات وافق على تسليم قائمة تضم حوالي 42 اسماً من قيادات الحركة الاسلامية، ثم طلب مهلة 5 أيام، ثم مهلة جديدة، وثالثة قبل أن ينسحب من جميع ما تم الاتفاق عليه لقطع الطريق أمام وقف إطلاق النار.
والبرهان الذي لا يترك مناسبة يرفض فيها ادعاءات وجود التنظيم السابق في المشهد، يعجز عن إلقاء القبض على القيادات الكيزانية التي فرت من السجون، وتتجول بحرية في ولايات السودان وتصدر البيانات والتسجيلات الصوتية، فيما تلقي استخباراته وأجهزته الأمنية يومياً القبض على عضويات لجان المقاومة والكوادر الحزبية والنقابية!
(كنا ظانين إنه فيهم خير) هذا ما قاله في وصف الدعم السريع وتبريراً باهتاً لكونه الشخص الذي سمح بما وصفه هو بـ(السرطان) بالتمدد في جسد الأمة السودانية.
وإن كان في منصبه قائداً للجيش يتعامل مع المعلومات والتخطيط وأمن البلد بـ(الظن) فعلى السودانيين أن يستعدوا للمزيد من الليالي الكالحات.
الوسومأمل محمد الحسن التفاوض الجيش الحرية والتغيير الدعم السريع السودان الهادي إدريس جدة خالد عمر يوسف مجلس السيادةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: التفاوض الجيش الحرية والتغيير الدعم السريع السودان الهادي إدريس جدة خالد عمر يوسف مجلس السيادة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
كباشي : دكتور عبدالقادر سالم أحد سهام معركة الكرامة المصوبة نحو مليشيا الدعم السريع
زار عضو مجلس السيادة نائب القائد العام الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، الثلاثاء، الدكتور عبدالقادر سالم بمقر إقامته ببورتسودان للاطمئنان على صحته، مثمنا الدور الكبير الذي تضطلع به الفنون في تعزيز اللحمة الوطنية ورتق النسيج الإجتماعي ونشر ثقافة السلام والمحبة.ولفت سيادته إلى الدور الفاعل للثقافة والفن والدراما والأدب في دعم وإسناد القوات المسلحة في معركة الكرامة.وقال سيادته إن عبدالقادر سالم يعد ثروة قومية واحد أكبر المساهمين في تشكيل وصناعة وجدان الشعب السوداني وأحد السهام المصوبه نحو التمرد عبر الكلمة واللحن.وأضاف سيادته أن عبدالقادر سالم ظل لعدة عقود مناضلا ومشاركا في الملاحم الوطنية، لاسيما وانه ظل مرابطا طيلة فترة الحرب في مدينة أمدرمان حبا وعشقا لتراب هذا الوطن.ولفت نائب القائد العام إلى أن تضافر الجهود الشعبية والعسكرية تؤكد أن هذه الحرب ليست حرب القوات المسلحة بل معركة الشعب كله.واعرب سيادته عن تمنياته للدكتور عبدالقادر سالم بوافر الصحة والعافية وأن يقدم المزيد من الإبداع لهذا الوطن لاسيما وأن المعركة الحقيقية للشعب السوداني ستبدأ بعد إنتهاء الحرب في رتق النسيج الإجتماعي ونشر ثقافة السلام والمحبة وبناء الثقة بين مكونات المجتمع المدني.من جانبه شكر دكتور عبدالقادر سالم عضو مجلس السيادة نائب القائد العام على زيارته في ظل الظروف الراهنة، مؤكدا دعمه ومساندته للقوات المسلحة عبر صوته والحانه، متمنيا النصر المؤزر للقوات المسلحة.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب