هل تشعل «القنابل العنقودية» الحرب الروسية الأوكرانية وتدخلها مرحلة جديدة؟
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
تواصل القوات الأوكرانية هجومها المضاد مستعينة بالأسلحة الغربية، وتجاهد للسيطرة على خطوط إمدادات القوات الروسية التي أمضت شهورا في حفر الخنادق وإعداد تيكتيكات مكنتها من ضم ثلث الأراضي الأوكرانية، وسط تكثيف الجانبين معاركهما شرقي دونيتسك ولوهانيسك وتكنهات بأن الحرب في طريقها إلى مرحلة أعنف عقب مد واشنطن كييف بالقنايل العنقودية.
أخبار متعلقة
روسيا تعدد جبهات الهجوم على أوكرانيا تزامنًا مع تقديم «الناتو» مقترحًا لتسريع ضم كييف للحلف
روسيا تحبط تمرد «فاجنر» مقابل خروج آمن لزعيمها.. وأوكرانيا تكثف هجومها لسحب نقاط قوة موسكو
روسيا تكثف هجومها فى اتجاهات متعددة.. وأوكرانيا تسترد 8 قرى
وتوقع خبراء دخول الحرب مرحلة أعنف عقب إعلان كييف تسلم دفعة أمريكية من الذخائر العنقودية المحرمة دوليًا. ورغم أن القوات الأوكرانية قالت أنها ستستخدم هذا السلاح المحظور «على نطاق ضيق» لطرد تجمعات «العدو» حذر مراقبون من مغبة الرد الروسي بالسلاح ذاته، ومن تابعات على الضحايا المدنيين.
المعارك إلى مرحلة جديدة
ميدانيا، استعرت المعارك على جبهات متعددة على طول خط المواجهة البالغ نحو 1500 كيلومتر.وتتقدم القوات الأوكرانية على الأطراف الشمالية والجنوبية من مدينة باخموت المدمرة التي ضمتها روسيا منذ مايو الماضي، وتجاهد لإحراز تقدم في الجبهة الجنوبية من زاباروجيا، «بالتوازي مع مساعيها لـتجويع» الوحدات الروسية ومهاجمة مداخل الإمدادات والتعزيزات والمراكز اللوجستية لها ز
في المقابل تعزز القوات الروسية تحصينات الهائلة في زابورجيا، كما تستعين بأعدادا هائلة من الألغام المضادة للدبابات، لإبطاء حركة المدرعات الأوكرانية وعرقلةهجومها المضاد على الجبهة الجنوبية، مما يضع المهاجمين الأوكرانيين المكشوفين تحت رحمة مسيّرات روسيا ومروحياتها ومدفعيتها.
من جهة أخرى تفتح القوات الروسية جبهات جديدة للحرب؛ إذ تشن عمليات هجومية على الجبهة الشرقية، في منطقة غابات كريمينا، مستعينة بالقوات الشيشانية، وفاجنر التي تقوم بالهجوم من خلال جبهتين شمالًا باتجاه مدينة سفاتوف وشرقًا باتجاه كريمينا.
ويكثيف الجانبان الروسي والأوكراني في شرق دونيتسك ولوهانسك لدى المنطقة المعروفة بـ «بدونباس»
معارك ضارية
ورغم تستر القوات الروسية في الخنادق والمتاريس التي يصل عمقها في بعض الأماكن إلى أكثر من 20 كيلومترا، إلا أن رئيس الأركان البريطاني الأدميرال توني رادكين، أكد أن المعارك ضارية في جبهات عديدة كما توقع أن الحر بستدخل مرحلة أعنف في الفترة المقبلة.
وتوقع المسؤول العسكري البريطاني تقدم الجنود الأوكرانيون إلى الأمام، مؤكدا دهخول الحرب «مرحلة جديدة»، تنتهج فيها القوات الأوكرانية تكتيكات التجويع والتمديد والضرب على حد وصفه، كما أكد أن القنابل العنقودية ستعزز القوات الأوكرانية وتعرقل الدبابات اللروسية، ذلك خلال كلمة ألقاها أمام لجنة في البرلمان البريطاني.
وتعكس الأرقام الرسمية للجانبين، شراسة المعارك؛ إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد أن إجمالي خسائر القوات الأوكرانية على أبرز محاور القتال بلغ نحو 730 جنديا خلال آخر 24 ساعة.
ووصفت الدفاع الروسية في تقريرها اليومي الهجوم الأوكراني على محوري دونيتسك وكراسني ليمان بالفاشل مؤكدة 15 هجوما على محور دونيتسك مُخلفة 270 جنديا أوكرانيا بين قتيل وجريح، كما صدت 3 هجمات على محور كراسني ليمان حيث قتل نحو 100 جندي أوكراني، إضافة إلى تدمير 6 مستودعات ذخيرة للوحدات الأوكرانية في أراضي دونيتسك، ولوغانسك، وزابوروجيه وخيرسون.
في المقابل، أفادت وسائل إعلام أوكرانية، بسماع دوي انفجارات في لوهانسكو بيرديانسك وماريوبول.
وأعلنت السلطات العسكرية لمنطقة سومي اسقاط مسيرة روسية، كما شنت القوات الجوية الأوكرانية هجوما بالمسيرات خيرسونيس وخليج سيفاستوبول وبالاكلافا.
الحرب إلى مرحلة أعنف
وفي غضون ذلك حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين من إمداد واشنطن لكييف بالذخائر العنقودية، واصفا القرار بالـ«اضطراري» الذي يعكس نقصا في الذخائر.
وأكد بوتين أن الحرب ستدخل مرحلة أعنف لافتا إلى أن بلاده تحتفظ بالحق في الرد بالمثل إذا استخدمت هذه القنابل ضد قواته.
تغيرات جذرية وتحذيرات دولية
أرسلت الولايات المتحدة قنابل عنقودية إلى أوكرانيا، وصرح الرئيس، جو بايدن إنه يأمل أن تسهم هذه القنابل في عرقلة الدبابات الروسية. وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر تارنافسكي، أن الوضع الميداني سيشهد تغيرالا جذريا عقب وصول القنابل العنقودية الأمركية
لكن زيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عارضت إمداد أوكرانيا بهذا النوع من الأسلحة، التي تعمل على غرار الألغام الأرضية، كونها قابلة للانفجار في أي وقت حتى بعد مرور أعوام مخلفة ضحايا معظمهم مدنيون
وقد سبق للمسؤولة الألمانية، وأن أكدت في فيينا على أن الحكومة الألمانية ملتزمة باتفاقية أوسلو 2008 والتي تنص على حظر إنتاج وتخزين الذخائر العنقودية والتي وقعت عليها 110 دولة بينها وامتعنت عنها 13 دولبة كبرى.
سلاح القتل العشوائي
وتوصف القنابل العنقودية بـ«سلاح القتل العشوائي» لكون القنابل العنقودية هي أسلحة تنفتح في الهواء وينطلق منها عدد كبير من الذخائر أو القنابل الصغيرة التي تنتشر على مساحة واسعة بهدف تدمير أهداف متعددة في وقت واحد.
ويُمكن إطلاق القنابل العنقودية من الطائرات، أو المدفعية، أو الصواريخ، وفقاً للجنة الدولية للصليب الأحمر.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن الذخائر العنقودية غير مقبولة لسببين. أولهما، أن لها تأثيرات واسعة النطاق وغير قادرة على التمييز بين المدنيين والمقاتلين. وثانياً، أن استخدام الذخائر العنقودية يخلف وراءه أعداداً كبيرة من الذخائر الخطرة غير المنفجرة.
و من المفارقات أن الدول الكبرى لم توقع على اتفاقية منع الذخائر العنقودية، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة والصين والهند وكذلك باكستان وأوكرانيا. وخاصة في آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية هناك عدد قليل من الدول التي تنتمي لهذه الاتفاقية. وكانت ألمانيا والاتحاد السوفيتي أول من استخدم الذخائر العنقودية، وذلك خلال الحرب العالمية الثاني، وذلك وفقا لمرصد القنابل العنقودية.
القنابل العنقودية الحرب الروسية الأوكرانية تطورات الحرب الروسية الأوكرانية موسكو وكييف
المصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين القنابل العنقودية الحرب الروسية الأوكرانية موسكو وكييف الذخائر العنقودیة القوات الأوکرانیة القنابل العنقودیة القوات الروسیة
إقرأ أيضاً:
خبير علاقات دولية: الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة.. والتسوية السلمية بعيدة
قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة، وفرص التسوية السلمية تبدو بعيدة في المدى المنظور، مؤكدًا أننا أمام تصعيد متزايد في هذه الحرب.
بايدن يسعى لوضع ترامب في موقف صعبوأضاف أحمد، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «كل الزوايا»، مع الإعلامية سارة حازم طه، والمذاع على قناة «أون»، أن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، يسعى لوضع سلفه دونالد ترامب في موقف صعب، خصوصًا بعدما صرح ترامب بأنه قادر على إنهاء الحرب في أيام معدودة، منوها بأن بايدن أعطى الضوء الأخضر للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لاستخدام صواريخ بعيدة المدى قادرة على استهداف العمق الروسي بمدى يصل إلى 300 كيلومتر.
وأكد أحمد سيد، أن استخدام هذه الصواريخ قد لا يكون واسع النطاق، إذ يدرك الجميع أن ذلك سيقابل برد قاسٍ من روسيا، التي تعد قوة عسكرية عظمى توازي الولايات المتحدة، موضحًا أنه خلال أكثر من عامين ونصف من عمر الأزمة، ورغم الدعم العسكري الغربي الذي تجاوز 150 مليار دولار، لم يتمكن الغرب من تغيير ميزان القوى لصالح أوكرانيا.وأوضح أن الغرب يدرك أن استمرار الحرب يخدم مصالحه، حيث يساعد على تنشيط صناعة الأسلحة الأمريكية، ورفع الإنفاق العسكري الأوروبي، وتعزيز «الفزاعة الروسية»، مشيرًا إلى أن هذه الأهداف تتعارض مع توجهات ترامب، الذي يفضل الصفقات على استمرار الصراعات.