الوطن:
2025-04-27@00:59:25 GMT

وائل الدحدوح.. أيوب حرب غزة!!

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

وائل الدحدوح.. أيوب حرب غزة!!

ما كل هذا الثبات.. ما كل هذا الصبر.. ما كل هذا الإيمان بقضاء الله وقدره.. ما كل هذه القوة.. ما كل هذا الرضا.. ما كل هذا الشموخ حتى فى أوقات نزول المصيبة.. بوجه صامد يأبى الانكسار.. وقلب صابر محتسب يرفض التأفف أو الضجر.. وعيون حبست شلالات وأنهاراً من الدموع داخلها يظهر أيوب، أيقونة «طوفان الأقصى»، وائل الدحدوح، مراسل قناة الجزيرة، الذى فقد عدداً كبيراً من أفراد عائلته تحت ضربات القصف الصهيونى الغاشم على كل شبر من أراضى غزة وعدد من مدن ومخيمات الضفة الغربية.

هو وائل حمدان إبراهيم الدحدوح، صحفى فلسطينى، وُلد عام 1970، ودرس فى مدينة غزة، وقضى معظم سنين حياته فيها، بدأ حياته المهنية مراسلاً لصحيفة القدس الفلسطينية، واشتغل لصالح وسائل إعلام أخرى، قبل أن يلتحق بقناة الجزيرة عام 2004. وائل الدحدوح فقد قبل أسابيع زوجته أم حمزة، رفيقة دربه وابنة عمه، التى أنجبت له من الأولاد ثلاثة هم: «حمزة»، و«محمود»، الأوسط فى الثانوية العامة، وكان «الدحدوح» يُعده ليكون صحفياً وخليفة له فى الإعلام ونال الشهادة، و«يحيى» الصغير الذى كاد أن يفقد حياته فى القصف ونجا من الموت بأعجوبة، أما البنات فلديه: «خلود» الابنة الكبرى، و«بتول» التى أصيبت فى قصف إسرائيلى مجنون، و«شام» الصغرى عمرها 7 سنوات وكانت الأقرب لقلب أبيها واستُشهدت هى الأخرى فى قصف وحشى للاحتلال استهدف منزلهم وأدى لتدميره وفقد فيه أيضاً حفيده الرضيع «آدم»، ابن الـ45 يوماً فقط، وأبلغ هو عن الغارة بنفسه قبل أن يعلم بوفاة أهله وذويه، ثم فقد ابنه الأكبر حمزة، المصور الصحفى، 27 عاماً، غرب خان يونس، يوم الخميس 4 يناير، قبل احتفالات عيد الميلاد، وهو أحدث الشهداء فى العائلة الصابرة.

وعلّق «الدحدوح»، خلال لقاء مباشر مع قناة الجزيرة، على وفاة ابنه بصبر ورباطه جأش، قائلاً: «ليس هناك ما هو أكثر إيلاماً من فقدان دمك، خاصة ابنك الأكبر حمزة، كان أنا، ورفيق روحى، وكل شىء، نعم نبكى ونبكى، لكن هذه دموع الإنسانية، دموع الكرم والشهامة، وليست دموع الخوف»، وخلال تشييع جثمان فلذة كبده، قال إنه يتمنى أن تكون وفاة حمزة هى الأخيرة: «أتمنى أن تكون دماء ابنى آخر من يُقتل من الصحفيين ومن يُقتلوا فى هذه المجزرة»، وأظهرت صور من الجنازة «الدحدوح» وهو يرتدى سترته الصحفية ويمسك بيد ابنه ويقبلها وهو يبكى.

واستمراراً لمسلسل الصبر الذى يجسده وائل الدحدوح وقف أمام الكاميرا بعدما ألقى نظرة الوداع الأخيرة على جثمان ابنه الشهيد حمزة، وقال إننا ماضون رغم الحزن والفقد، باقون على العهد فى هذا الطريق الذى اخترناه طواعية وسقيناه بالدماء، نرجو أن يرضى الله عنا ويكتبنا مع الصابرين.

وائل الدحدوح دفع ثمناً باهظاً من دماء أعز الناس لديه لنقل الحقيقة وتفاصيل الهولوكوست الإسرائيلية التى ترتكب ضد شعب أعزل كل همه أن يعيش على أرضه، التى سلبها منه تتار العصر الحديث، فى سلام وأمان، لكنهم يستكثرون عليه الأمن، ويريدون حرمانه من السلام، وسط حالة من صمت القبور المطبق على المجتمع الدولى ووسائل الإعلام العالمية الشهيرة التى تتشدق بالحرية ولا تمارسها إلا ضد كل ما هو عربى وإسلامى فقط، وتغض الطرف خوفاً وجبناً عن جرائم الاحتلال الصهيونى الذى روى الأراضى الفلسطينية بدماء عشرات الآلاف من أبناء الشعب الصابر المناضل الأبى.

هذه ليست المرة الأولى التى يخطف فيها الاحتلال أرواح أسرة «الدحدوح»، فقد خطف الاحتلال أرواح 20 من أقاربه وإخوته وأبناء عمومته فى حوادث اغتيالات من قبل، ما دفعه لتوزيع أبنائه على 3 منازل حتى إذا تم قصف منزل تبقى له من نسله أشخاص على قيد الحياة. الاحتلال لم يحرم وائل الدحدوح من أهله وذويه فقط لأنه سبق وحرمه من طموحه المهنى لأنه عندما كان شاباً كان حلمه أن يصبح طبيباً لكن تم اعتقاله عام 1988 وظل 7 سنوات فى الأسر لمشاركته فى الانتفاضة الأولى، وعندما خرج من السجن اتجه للصحافة لأنه رأى فيها أنها رسالة إنسانية وسلام على أرض ووطن غاب عنه السلام وتم حرمانه من الإنسانية عن عمد. ورغم حالة الحزن يأبى وائل الدحدوح أن تفارق يده الميكروفون أو تفارق ظله الكاميرا لنقل كل الحقيقة الكاشفة لإجرام عدو استباح كل شىء؛ الأرض والعرض والمواثيق الدولية وأبسط حقوق الإنسان، بدعم ومباركة الإدارة الأمريكية المتخبطة وأعوانها فى أوروبا، وبالتالى بات الاحتلال يعربد فى كل الأراضى الفلسطينية غير آبه بالأصوات المطالبة بالسلام والتوقف عن سفك الدماء، ولأن الاحتلال الصهيونى عدو للإنسانية وأمن العقاب من مجتمع دولى عاجز ومهترئ، فقد بات مصراً على وأد الإنسانية فى فلسطين، وإسكات كل الأصوات الناطقة بالحقيقة.

وختاماً، وائل الدحدوح، الرجل الخمسينى، ظهرت على وجهه مبكراً تضاريس الحزن من هول ما رأى من مآسٍ وأشلاء آدمية ودماء متفجرة من كهول وشباب ورجال ونساء وأطفال؛ بفعل ضربات غاشمة من عدو مجنون يمارس سياسة الأرض المحروقة ضد كل ما هو فلسطينى، بكى بحرقة حزناً على فراق الأهل والأحباب، لكنه ما لبث أن جمّد الدموع فى مقلتيه وتحجرت داخل عينيه بإصرار منقطع النظير، وظهر صامداً قوياً صابراً يأبى أن يراه العدو منكسراً أو محبطاً، بل يستمد القوة والثبات والصبر من مأساته ليضع عدوه فى وادى الخوف والرعب من هول صبره وقوته وصموده، فى سبيل استرداد وطن مسلوب بسبب تآمر دولى يشهد به القاصى والدانى، ليضرب أروع الأمثلة فى الصبر، ويكتب فى كتاب التاريخ اسمه بحروف من نور كأيقونة ساطعة لعملية «طوفان الأقصى» خلال الحرب البربرية على غزة وكل ما هو فلسطينى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة فلسطين وائل الدحدوح ما کل هذا

إقرأ أيضاً:

تأهل 4 مصريين إلى نهائي كأس العالم للخماسي الحديث بالمجر

نجح الرباعي محمد حسن ومعتز وائل، ومازن شعبان ومحمد الأشقر، لاعبو المنتخب الوطني للخماسي الحديث في التأهل إلى 
نهائي بطولة كأس العالم، التي تستضيفها المجر ‏حاليًا خلال الفترة من 20 حتى 27 أبريل الجاري.

جاء تأهل محمد حسن للدور النهائي، بعد احتلاله المركز الرابع في التصفية الأولى، بمجموع نقاط 1552، فيما احتل معتز وائل المركز السادس في التصفية ذاتها بنفس مجموع النقاط.

فيما تأهل مازن شعبان بعدما احتل المركز في التصفية الثانية بمجموع نقاط، بينما تأهل محمد الأشقر بعدما احتل المركز في التصفية ذاتها بمجموع نقاط .

يذكر أن ثنائي المنتخب الوطني فريدة خليل وملك إسماعيل، تأهلن للدور النهائي أيضًا، الذي يقام غدًا السبت.

وتضم بعثة المنتخب الوطني 8 لاعبين و3 لاعبات، وتضم قائمة المنتخب كل من اللاعبات: ملك إسماعيل وفريدة أبو هاشم، وزينة عامر، ومن اللاعبين كل من مهند شعبان ومازن شعبان ومعتز وائل عزت وسيف وائل  وعمر وائل عزت ومحمد حاتم ومحمد حسام وسيف البنداري.

فيما يترأس بعثة المنتخب، العميد عماد سامر عضو مجلس الإدارة  رئيسا للبعثة، ومعه ياسر حفني مستشارًا فنيًا ومديرًا للرياضة بالاتحاد، محمد غيث ومحمد أشرف مدريين فنيين للسلاح.

طباعة شارك كأس العالم كأس العالم للخماسي الحديث منتخب مصر المجر اخبار الرياضة

مقالات مشابهة

  • تأييد حبس مدير حمام سباحة نادي الترسانة بعد غرق الطفل حمزة
  • حمزة أبو حجر يشارك في بطولة أكاديمية العامري فاروق بالجزيرة ويتوج بالجوائز
  • بتهمة سب تركي آل الشيخ.. حبس وائل غنيم 6 أشهر مع إيقاف التنفيذ
  • حبس وائل غنيم 6 أشهر لاتهامه بسب وقذف تركي آل الشيخ
  • تأهل 4 مصريين إلى نهائي كأس العالم للخماسي الحديث بالمجر
  • بمعايير عالمية.. مدن جديدة للمعارض في المحافظات والبداية من حلب ‏
  • نص كلمة الرئيس السيسي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ43 لتحرير سيناء
  • من أكتر اللعيبة المهذبة.. إعلامي يشيد بأخلاق حمزة المثلوثي
  • دايما سبب سعدنا .. وائل جمعة يهنئ الأهلي بمناسبة ذكرى نشأته
  • المثلوثي: علي معلول أفضل محترف تونسي في تاريخ الدوري المصري