ليلة 31 ديسمبر من عام 1999... شهدت العديد من الأحداث العالمية المهمة، تناولها بشكل أقرب للفانتازيا «رومان بولانسكى»  فى فيلمه «القصر» The Palace. الذى عرض فى مهرجان الجونة فى دورته السادسة ؛ يحمل الكثير من التعبير اللاذع وجرأة الأسلوب وغرابة التركيب السردى للأحداث بداية من وصول بوتين إلى السلطة وخطواته الأولى، حيث تقدم الرئيس بوريس يلتسن باستقالته.

وبموجب الدستور الروسى، أصبح رئيس وزراء روسيا لتلك الآونة فلاديمير بوتين رئيسًا بالوكالة.

وكانت هناك مشكلة Y2K أو العلة الألفية، مثلت تهديدًا كبيرًا متوقعًا فى أواخر التسعينيات، كان الخوف من مشكلة Y2K، فى مطلع القرن الحادى والعشرين حيث خشى مستخدمو الكمبيوتر والمبرمجون من توقف أجهزة الكمبيوتر عن العمل فى 31 ديسمبر 1999. وقد تمت الإشارة إلى هذه الظاهرة أيضاً باسم «مشكلة الألفية» أو مشكلة عام 2000 لدى خبراء التكنولوجيا، وأدى الخوف إلى قيام الحكومات والمؤسسات الخاصة بإنفاق ملايين الدولارات فى محاولة لتجنب المخاطر. حتى لا يتم التلاعب فى حسابات البنوك وهو ما بنى عليه فيلم الفخ من إخراج جون أميل وتأليف رونالد باس، وبطولة شون كونرى وكأثرىن زيتا جونز. يركز الفيلم على العلاقة بين المحققة فيرجينيا «جين» بيكر والمحتال سيئ السمعة روبرت «ماك» ماكدوجال أثناء محاولتهما السرقة فى مطلع الألفية الجديدة. واستفاد بولانسكى من الفيلم فى بناء شخصية السيد كراش (ميكى رورك).

فيلم «القصر» The Palace للمخرج البولندى الكبير رومان بولانسكى الذى يبلغ من العمر 90 عامًا، يعد أحد الأساتذة الموجودين وما زال يعمل، مقدما فيلماً استثنائياً، كوميديا ​​بالمعنى الأوسع للكلمة. شارك بولانسكى فى كتابة اليناريو مع جيرزى سكوليموفسكى وإيوا بياسكوفسكا، الثنائى الذى أخرج فيلم EO.

فيلم «القصر» The Palace لرومان بولانسكى به روح فيلم المربع ‏ من تأليف وإخراج روبين أوستلوند وبطولة كلايس بانج، إليزابيث موس ودومينيك واست. والذى حصل على السعفة الذهبية 2017.

يقدم رومان بولانسكى فى فيلمه شخصية مدير الفندق كوبف (أوليفر ماسوتشي) الذى يتعرض لضغوط شديدة، وتدفعه ببطء للشرب بسبب ضغوط إقامة حفلة رأس السنة مع شبح عام 2000 المروع الذى يخيم فوقه، ومجموعة من الروس المختلسين الذين يضعون أموالًا فى خزنة الفندق، الضيوف الآخرون المزعجون، ورجل النفط من تكساس الذى يعانى من مشكلات فى الانتصاب ويتعاطى المنشطات التى تؤدى بحياته.

اننا نعيش معه حافة الانهيار بفضل Y2K. وحكاية نهاية العالم التى قيل انها فى منتصف الليل، نتابع مع كوبف. تسجيل الدخول إلى الفندق الفخم فى أعالى جبال الألب السويسرية، مع مجموعة من مدمنى عمليات تجميل الوجه المتقدمين فى السن؛ وتأمين مكان آمن لخمس حقائب لويس فويتون المحشوة بالدولار الأمريكى والتى أودعت من قبل عصابة من المافيا الروس. ووصول بطريق حى يتم تسليمه بناءً على طلب صريح من أكثر ضيوف الفندق ثراءً. الملياردير من تكساس آرثر ويليام دالاس الثالث، دالاس يبلغ من العمر 97 عامًا، وهو مستعد لبدء عام جديد مع العروس ماجنوليا (برونوين جيمس) البالغة من العمر 22 عامًا. من المتوقع أن تصبح ماجنوليا الوريث الوحيد لها بشرط أن تظل زوجته لمدة عام وهو ما سيحدث مع انطلاق العام الجديد 2000. ويموت أثناء ممارسة الجنس، الأمر الذى سيترك ماجنوليا مفلسة إذا تم الإبلاغ عن وفاته، وفقًا لشروط ما قبل الزواج، قبل حلول منتصف الليل فى الذكرى السنوية الأولى لزواجهما. يؤدى هذا إلى تسلسل مؤلم يجعل عطلة نهاية الأسبوع فى بيرنى إى تبدو وكأنها أذكى سخرية لهذا الموسم، حيث يقوم كوبف وموظفوه بوضع الجثة فى كرسى متحرك، والسيجار فى متناول اليد، بينما يتم تشتيت انتباه الضيوف الآخرين من خلال عرض الألعاب النارية الفخم..

ونتابع اكتشاف ماركيز كونستانس روز مارى دى لا فالى أن كلبها اختار قضاء حاجته على سريرها. السؤال: هل يمكن أن يكون النظام الغذائى المكون من الكافيار الذى تطعمه للكلب، أم يمكن أن يكون هناك ديدان؟... وفى ظل عدم وجود طبيب بيطرى، يتعين على جراح التجميل المقيم فى الفندق القيام بالغرض. هناك نجم الأفلام الإباحية بونجو الذى قام ذات مرة بتأمين عضوه الذكرى مقابل 5 ملايين دولار.

شخصية السيد كراش (ميكى رورك) الغريب والمثير للقلق، والذى يبدو كما لو كان يرتدى قناعًا مطاطيًا لوجهه، ويرتدى شعرًا مستعارًا يجعله قريبًا من بوريس جونسون. إنه المحتال الذى يحضر دون تحفظ، ويطالب بأفضل غرفة، ومن خلاله يجى بولانسكى بصورة كاريكاتورية مثيرة من أوروبا الشرقية يدعى أنه ابنه، ومعه افراد أسرته. يتطلع كراش إلى استخدام الأعطال المتوقعة لعام 2000 لتحقيق الثراء السريع من الاحتيال المالى بإضافة اصفار إلى حسابه البنكى.

الفندق لبولانسكى يعطى جوًا من الواقعية المبهرجة والساخرة للواقع الفوضى. ليصنع بولانكس وجهة نظره فى صعود فلاديمير بوتن إلى السلطة ؛ الذى تولى بالفعل السلطة خلفاً لبوريس يلتسين عشية رأس السنة الجديدة عام 1999. ورأيه فى بوريس جونسون. 

يستمر الفيلم بمشاهدة الجميع وهم سكارى وأعلى صوتًا وأكثر إزعاجًا حتى تدق الساعة، وتنطلق الألعاب النارية.

وفى الواقع أن فيلم القصر اقرب لغرابة شخصية رومان بولانسكى المثيرة للجدل. لقد أخرج بعض أشهر الأفلام المتناولة بالنقد فى كل العصور، بما فى ذلك «طفل روزمارى» و«شايناتاون» و«العازف». فى نفس الوقت بولانسكى تم اعتقاله وفرارمن الولايات المتحدة بعد إقراره بالذنب فى ممارسة الجنس غير المشروع مع قاصر.

افلامه فى كثير من الأحيان تتضمن أفكارًا مرعبة ومشوقة وعناصر سوداوية كوميدية. استمر بولانسكى فى العمل فى صناعة السينما، وغالبًا ما يواجه احتجاجات ومقاطعات من أولئك الذين يعارضون شخصيته والتى يراها البعض الشخصية المنغمسة والمتخيلة ذات الطبيعة المستقلة والقدرة على التفكير خارج الصندوق. ويبدو هذا فى أعماله السينمائية، حيث يستكشف فيها غالبًا الجوانب الأكثر ظلامًا للطبيعة البشرية والمعايير الاجتماعية.

وإذا كان الفيلم قد بدأ بمحادثة حول هرمجدون ؛ فينتهى بكلب يمارس الجنس مع بطريق.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حنان أبوالضياء الأفكار القصر

إقرأ أيضاً:

مشكلة مشروع الجزيرة في أمثال هؤلاء الجبناء المنحازين للظلم

مشكلة مشروع الجزيرة في أمثال هؤلاء الجبناء المنحازين للظلم، ومن يسمي نفسه المهندس إبراهيم مصطفى “المحافظ” على منصبه عينة من جماعة يهمها الاحتفاظ بالوظيفة على حساب من يتحدث باسمهم، ولا يريد أن يجهر بالحق. فبمجرد أن رفعوا في وجهه سماعة الهاتف وطلبوا منه الرد على ما أثاره قائد درع السودان، هرول لينفي أن لمشروع الجزيرة احتياجات ملحة، وأن للمزارعين حقوق عند وزارة المالية وواجبات عند البنك الزراعي واجبة السداد.

يريدنا أن نصدقه هو ونكذب آلاف المزارعين الذين سرقت تلك العصابة المتوحشة بوابيرهم وتقاويهم وطواريهم المرمية في الطين، ونهبت المحالج ودمرت معمل الأنسجة الزراعية النادرة في بركات، دعك من مشاكل الطمي والحشائش وأهمية صيانة شبكات المجاري والقنوات وأنظمة النقل والتخزين، والطامة الكبرى هي التمويل. في وقت كانت أكبر دعاية للأعداء الترويج لوجود مجاعة في السودان.

فهل تريد يا محافظ الهناء والسرور أن يتكفل المزارعون الغلابى بكل ذلك؟ عموماً أنت غير مؤهل لتبقى في هذا الموقع، ولا يرجى منك لإنصاف المعسرين، ولا سبيل معك للحديث عن الاعتمادات المالية المطلوبة لإعادة تأهيل هذا المشروع، وهي مطالب مشروعة، وقضية حقوق تتجاوز الأشخاص، فكل من يعبر عنها فهو مفوض بالضرورة.
عزمي عبد الرازق.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • علي الدين هلال: ترامب شخصية لا تؤمن بالآراء بل بالأرقام والمصالح
  • كريمة أبو العينين تكتب: الموت من الداخل
  • انهيار مفاجئ في قصر البارون يؤجل حفل تامر حسني ويصيب العشرات
  • كاتب جامايكي: معرض أبوظبي للكتاب منتدى لتبادل الأفكار
  • اعقل يا أبو حنان.. علاء مبارك يرد على ترامب بشأن رسوم قناة السويس
  • غرامة 500 جنيه.. احذر السير دون بطاقة شخصية
  • شخصيات عالمية بعيون مصرية .. معرض بـ متحف قصر المنيل
  • مشكلة مشروع الجزيرة في أمثال هؤلاء الجبناء المنحازين للظلم
  • مفتي الجمهورية: نبذل جهدًا كبيرًا في نشر الوسطية ومواجهة الأفكار المنحرفة
  • تحويل الأفكار إلى مشروعات..جامعة حلوان تطلق حاضنة ريادة الأعمال ومبادرات طبية