العمال يوثقون شهاداتهم: العزيمة حالت دون وأد الحلم
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
فى كتابه «التاريخ الإنسانى للسد العالى»، الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، يرصد الكاتب والروائى يوسف فاخورى التحولات الاجتماعية للعاملين فى المشروع وما حدث لأهالى أسوان وجنوب الصعيد تحديداً، ثم تأثيراته على المجتمع المصرى ككل، إذ لم يتوقف تأثير السد العالى على الناحية الاقتصادية من انتظام الدورة الزراعية والمشروعات القومية بل أثر اجتماعياً فى حياة المصريين.
ينقل «فاخورى» شهادة حلمى السعيد، وزير الكهرباء وقت بناء السد العالى قصة بنائه قائلاً: «اقترح مهندس زراعى يونانى يدعى دانينوس، على الرئيس جمال عبدالناصر المشروع وبعد دراسات جدوى مستفيضة من خبراء فى الولايات المتحدة وفرنسا وإنجلترا تشمل تصميم السد والتكاليف للاقتراض من البنك الدولى، وشاركت فى بناء السد العالى بعد إجراءات عديدة شركات وطنية كبرى منها ما هو حكومى وخاص، وقام الروس بتصميم المشروع والإشراف على تنفيذ محطة الكهرباء والأنفاق، وكان الشعب المصرى وقتها متحمساً للغاية للمشروعات، حيث كانت الندوات تعقد فى كل مكان فى مصر للتعريف بالمشروع، وكان العاملون والمهندسون فخورين بالمشاركة فى بناء المشروع رغم حرارة الطقس فى أسوان».
«السعيد» أوضح أن الخبراء الروس هم من صمموا السد العالى بعد رفض مصر التصميم الأمريكى، حيث أخذ الروس المشروع كاملاً إلى موسكو وصمموه قطعة قطعة، كما قاموا بتدريب المهندسين والعمال فى بلادهم، ولم يرفضوا طلباً واحداً للتدريب أو تقديم المشورة والنصح، ومن مميزات الروس أنهم جادون للغاية ويعملون وفق نظم صارمة بدون دعاية. كما رصد «فاخورى» شهادات العمال من بناة السد العالى ومنهم عربى أبوعبدالله من محافظة الأقصر، يقول متذكراً يوم تعيينه فى عملية البناء عام 1961: «أول التعيين كان الراتب 35 قرشاً فى اليوم، وتم توزيعنا ما بين عمال للتخريم والتفجيرات وتصليح الطرق وجماعة أخرى لنظافة الكراكات وجماعة للكمبروسرات وجماعة لرش الميه وأخرى ورا عربيات البوركيشن»، وأضاف أن مشروع السد العالى استوعب آلاف العمال من محافظتى أسوان والأقصر، وضمن تأمين الوظائف المستدامة لهم، فقد تم بعد الانتهاء من السد استيعاب العمال فى شركات استصلاح الأراضى ومد خطوط الكهرباء وغيرها.
أما عبدالراضى عبدالصبور، العامل بالسد العالى، فيقول فى شهادته ليوسف فاخورى، إنه ما زال يتذكر يوم نزول وردية بناة السد العالى ميدان باتريس لومومبا بمدينة أسوان الذى ضم 50 عربة تبيع حلوى الزلابية، وكانت العربات تبيع ما لديها خلال 10 دقائق فقط، موضحاً أن مشروع السد العالى أنعش محافظة أسوان اقتصادياً، حيث كان العمال يتقاضون أجراً نصف شهرى، وفى يوم صرف الرواتب تنتعش الحركة فى محافظة أسوان، وكانت محال الجزارة تفتح أبوابها بصورة مستمرة، وتنتشر عربات بيع الفاكهة التى لم تعرفها أسوان إلا بعد بدء بناء السد العالى، ودخل البرقوق والتفاح بيوت الأسوانيين لأول مرة، كما انتشرت محال بيع الأجهزة المنزلية فى ميادين المحافظة، ودخل التليفزيون والراديو المنازل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السد العالي الوطن حجر الأساس السد العالى
إقرأ أيضاً:
"بشجرة الكريسماس وبابا نويل.. مراكز العزيمة تحتفل برأس السنة وتدعم المتعافين من الإدمان"
في أجواء مفعمة بالأمل والبهجة، تزينت مراكز العزيمة التابعة لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بشجرة الكريسماس وبابا نويل، احتفالًا برأس السنة الجديدة. ولكن خلف هذه الزينة المبهجة، تنبض قصة من الإصرار والتعافي، حيث تأتي هذه الأنشطة كجزء من برامج علاجية مبتكرة لدعم المتعافين من الإدمان وحمايتهم من الانتكاسة.
أنشطة مبتكرة لدعم التعافي
لم تكن زينة الكريسماس مجرد ديكور، بل هي نتاج أيدي المتعافين داخل ورش التدريب المهني في مراكز العزيمة. هذه الورش ليست فقط للتسلية، بل هي جزء أساسي من برنامج "العلاج بالعمل"، الذي يُعد أحد الأساليب العالمية في تأهيل مرضى الإدمان. من خلال هذه الأنشطة، لا يكتسب المتعافون مهارات جديدة فقط، بل أيضًا يعززون شعورهم بالإنجاز والثقة بالنفس.
الأعياد.. فترة تحدٍ وخطر
مع اقتراب الاحتفالات بالأعياد، يواجه المتعافون من الإدمان تحديات مضاعفة، إذ تشير الدراسات إلى أن الأعياد تعد من أكثر الفترات خطورة على المتعافين، حيث تزداد احتمالات الانتكاسة بسبب الضغوط الاجتماعية والمغريات المحيطة. لذلك، حرص الصندوق على تنظيم برامج توعوية مكثفة خلال هذه الفترة، بهدف حماية المتعافين وتوفير الدعم النفسي والمعنوي لهم.
خط ساخن على مدار الساعة
لم تتوقف جهود صندوق مكافحة وعلاج الإدمان عند حدود مراكز العزيمة، بل يمتد الدعم ليشمل الخط الساخن "16023"، الذي يعمل على مدار الساعة لاستقبال الحالات الجديدة وتقديم الاستشارات للأسر. يوفر الخط خدمات علاجية مجانية وسرية، تشمل الدعم النفسي، والعلاج الطبي، وبرامج التأهيل، لمساعدة المرضى على استعادة حياتهم الطبيعية.
شبكة علاجية واسعة
بفضل التعاون مع مراكز علاجية متخصصة، بات الصندوق يقدم خدماته من خلال 34 مركزًا موزعة على 19 محافظة، مما يضمن وصول الدعم إلى كل من يحتاجه. يعمل في هذه المراكز فرق متخصصة تقدم برامج علاجية شاملة تشمل الحد من الانتكاسة، وهو ما يضع المتعافين على طريق الأمان والاستقرار.
رسالة أمل للمتعافين
مع دخول عام جديد، يحمل صندوق مكافحة وعلاج الإدمان رسالة أمل للمتعافين: أن التعافي رحلة تستحق الدعم والمثابرة. وبينما تضيء شجرة الكريسماس مراكز العزيمة، تضيء أيضًا قلوب المتعافين بحلم حياة جديدة خالية من الإدمان.
1000261176 1000261172 1000261174 1000261154 1000261157 1000261151 1000261148 1000261139 1000261145 1000261142 1000261133 1000261127