بيكنباور.. قيصر ألمانيا الذي أحدث ثورة دفاعية وصاحب المجد المونديالي
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
غيب الموت فرانتز بكنباور أسطورة الكرة الألمانية، لتفقد الساحرة المستديرة قيصر ألمانيا الذي ترك بصمة من ذهب ستظل خالدة في سجلات التاريخ سواء لاعبًا أو مدربًا مع رفاقه حصد الألقاب وصناعة مع بايرن ميونخ ومنتخب ألمانيا ما جعل الجماهير تلقبه بالقيصر.
بيكنباور بصمته امتدت لإحداث ثورة في عالم الساحرة المستديرة من حيث التكتيكات الدفاعية وصولا إلى الحلم المونديالي بقيادة المانشافت للقب كمدرب ولاعب.
ثورة دفاعية..
أحدث بكنباور ثورة دفاعية داخل المستطيل الأخضر، لابتكاره مركزًا جديدًا أُطلق عليه الليبرو "libero"، بعد مساهماته التهديفية مع رفاقه وعدم الاكتفاء بواجباته الدفاعية الاعتيادية سواء في بايرن ميونخ ومنتخب ألمانيا .
قاد بكنباور بايرن ميونخ في سبعينيات القرن الماضي، للتتويج بالدوري الألماني 5 مرات ودوري أبطال أوروبا 3 مرات على التوالي، وحاز القيصر بكنباور جائزة الكرة الذهبية عامي 1972 و 1976، بجانب جائزة أفضل لاعب ألماني أعوام 1968 و 1966 و 1974 و 1976.
بيكنباور خاض نحو 620 مباراة خلال مشواره الاحترافي مع الأندية، سجل خلالهم 74 هدفًا وصنع 75 آخرين، وعلى مستوى المنتخب الألماني، مثّل "المانشافت" في 103 مباراة سجل خلالهم 14 هدفًا.
المجد المونديالي..كان بكنباور لاعبًا جوهريًا لا غنى عنه مع منتخب ألمانيا، حيث شارك لأول مرة في كأس العالم 1966، وقاد كتيبة المانشافت إلى النهائي ولكن الحظ ابتسم لأصحاب الأرض ونجح المنتخب الإنجليزي في حسم اللقب.
بعد 4 أعوام عاد بكنباور الكرة مرة أخرى وقدم مستويات مميزة واستطاع المانشافت الثأر من الإنجليز بالإقصاء من المونديال آنذاك، ولكن رفاق القيصر ذاقوا من نفس كأس النسخة السابقة وخسروا من إيطاليا في نصف النهائي في ملحمة كروية لا تنسى انتهت بنتيجة 4/3، وكان لبكنباور موقفًا بطوليًا بعد إصراره على إكمال المباراة بالرغم من إصابته بخلع في الكتف.
الصدمات المتتالية لم تؤثر على عزيمة بكنباور في تحقيق الحلم المونديالي، لكونه استطاع قيادة المانشافت في التتويج باللقب في 1974، على حساب هولندا، صاحبة أسلوب “الكرة الشاملة” بقيادة الأسطورة يوهان كرويف.
بكنباور المدرب..أغلق بكنباور صفحته داخل المستطيل الأخضر عام 1981، وسرعان ما فتح أخرى خارجه بصفة تدريبية بعد 3 سنوات، ذلك بعدما تولى تدريب المنتخب الألماني ويبدأ رحلة جديدة يبحث فيها عن الحلم المونديالي بالتتويج باللقب لاعبًا ومدربًا على الرغم من عدم اكتسابه خبرة تدريبية مسبقة.
كانت البداية المونديالية لبكنباور في نسخة 1986 واستطاع الوصول إلى النهائي ولكن الحلم تحول إلى كابوس بعد الخسارة من الأرجنتين بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
بيكنباور المدرب سار على خطى اللاعب ولم يتأثر بتلك الصدمة وعاود الكرة مرى أخرى بعد 4 سنوات واستطاع الثأر من الأرجنتين ليتوجد باللقب المونديالي مع المانشافت ويصبح الشخص الثاني الذي يحقق هذا الإنجاز الفريد بالتتويج بالمونديال لاعبًا ومدربًا.
بعد التتويج بالمونديال مع ألمانيا فضّل خوض تجربة جديدة وكانت هذه المرة من بوابة مارسيليا الفرنسي ثم عاد بعد ذلك إلى بايرن ميونخ.
بعد اعتزال التدريب شغل بكنباور منصب رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، وترأس مجلس إدارة نادي بايرن ميونخ بين عامي 2002 و2009، وبعد ذلك قرر النادي تكريم القيصر بتعيينه رئيسًا فخريًا للعملاق البافاري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بكنباور بایرن میونخ لاعب ا
إقرأ أيضاً:
من بين خيوط الصمت.. سيدة مصرية تنسج المجد من قلب «الحرانية»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في قرية هادئة جنوب الجيزة، حيث تسكن أشعة الشمس تفاصيل الطين والقلوب، تعيش أم هدى، سيدة خمسينية، لا تجيد القراءة ولا الكتابة، لكنها تُتقن ما هو أعمق من ذلك بكثير: فن تحويل الخيوط إلى لوحات تحبس الأنفاس، داخل منزل بسيط من الطوب اللبن، تجلس “أم هدى” أمام نولها الخشبي منذ ساعات الصباح الأولى، تمرر خيطًا فوق خيط، وتضرب بعصاها الخفيفة بثقة تشبه عزف الموسيقيين، حتى يُولد من بين يديها سجاد يدوي يشبه أعمال كبار الفنانين التشكيليين.
ولكن ما لا يعرفه الكثيرون، أن هذه اللوحات التي تخطف الأنظار ليست من معارض باريس أو روما، بل هي نتاج عرق سيدات قرية الحرانية، من مركز رمسيس ويصا في محافظة الجيزة، “أم هدى” ليست وحدها في هذا الطريق، بل واحدة من عشرات السيدات اللاتي ورثن هذا الفن من الجدات، فن يمتزج فيه الإبداع بالتحمل، والجمال بالصبر. “السجادة الواحدة ممكن تفضل نشتغل فيها سنة كاملة”، تقول أم هدى بينما تشير إلى واحدة من أعمالها المعروضة في معرض صغير على أطراف القرية.
ورغم أن هذا الفن متجذر في تاريخ مصر، إلا أن المفارقة المدهشة أن عدد الأجانب الذين يعرفون بوجود هذا المكان ويزورونه من مختلف أنحاء العالم، يفوق بكثير عدد المصريين الذين لم يسمعوا حتى باسمه، والقرية التي كانت يومًا ما محطة فنية هامة، يزورها فنانون عالميون ومهتمون بالفنون اليدوية، أصبحت اليوم تعتمد على عزيمة نسائها فقط، ليبقى الفن حيًا، ومع كل سجادة تُنجز، لا توثق السيدات فقط مهارتهن، بل يسجلن بصمت فصلًا جديدًا في قصة مقاومة، بطلتها امرأة مصرية، لا تسعى إلى الشهرة، بل إلى الحفاظ على تراث يوشك على الاندثار.
أم هدى وسيدات الحرانية لا يحتجن ميكروفونات أو كاميرات ليتحدثن، فكل خيط في نسيجهن يروي حكاية: عن الكبرياء، والإبداع، والانتماء. ومن وسط النول الخشبي، يخرجن بكنوز ناعمة لا تُقدر بثمن، تنتمي لمصر وحدها، ولا توجد في أي مكان آخر على وجه الأرض.
IMG_0273 IMG_0274 IMG_0275 IMG_0276 IMG_0279 IMG_0277 IMG_0278 IMG_0281 IMG_0282