شهادة طبيب عائد من غزة: إسرائيل استخدمت الفوسفور الأبيض في القطاع
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
روى الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة العائد من غزة مؤخرا أهوال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، آملا أن تؤدي شهادته التي قدّمها للشرطة البريطانية إلى محاكمات بتهم ارتكاب جرائم حرب، مؤكدا أنه عالج أشخاصا مصابين بحروق ناجمة عن الفوسفور الأبيض الذي يحظر القانون الدولي استخدامه كسلاح كيميائي.
وأمضى الجراح غسان أبو ستة -البالغ من العمر 54 عاما والمتخصص في إصابات الحرب- 43 يوما متطوعا في قطاع غزة، معظمها في مستشفيَي الأهلي والشفاء في شمال القطاع.
وأكد الطبيب -الذي يحمل الجنسية البريطانية- أن حدة النزاع الراهن تفوق حدة الصراعات الأخرى التي عمل خلالها، في غزة والعراق وسوريا واليمن وجنوب لبنان. وأوضح -في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية- أنه "كالفرق بين الفيضان والتسونامي، النطاق برمته مختلف تماما".
وشدد على "العدد الكبير للجرحى والأطفال القتلى وحجم الكارثة وعمليات القصف الكثيفة في وقت أصبح فيه النظام الصحي في غزة غير قادر على الاستيعاب في غضون أيام من بدء الحرب".
قرارات صعبة
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى أمس الأحد 22 ألفا و835 شهيدا و58 ألفا و416 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، حسب مصادر فلسطينية وأممية.
ووصل أبو ستة -المولود في الكويت والمقيم في بريطانيا منذ أواخر الثمانينيات- إلى غزة من مصر في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ضمن فريق تابع لمنظمة "أطباء بلا حدود".
واستذكر قائلا "منذ البداية، كانت القدرة الاستيعابية أقل من عدد المصابين الذين كان علينا معالجتهم. كان علينا اتخاذ قرارات صعبة بشأن من تجب معالجته".
وتحدّث عن حالة رجل عمره 40 عاما وصل إلى المستشفى مصابا بشظية في الرأس، وكان يحتاج إلى الخضوع لفحص بالأشعة السينية ومعاينة من جراح أعصاب، لكنّ ذلك لم يكن متوافرا.
وأضاف "أخبرنا أولاده بذلك فبقوا حول النقالة التي كان موضوعا عليها تلك الليلة حتى وفاته في الصباح".
ونفدت أدوية التخدير والمسكنات في المستشفيات بسرعة، مما اضطر أبو ستة لإجراء "عمليات تنظيف مؤلمة جدا لجروح" مصابين من دون إمكان تسكين آلامهم.
وأوضح أن "هذا كان الخيار الوحيد المتاح، أو رؤيتهم (الجرحى) يقضون متأثرين بالتهاب معمم في الدم".
فوسفور أبيض
وأكد أبو ستة أنه عالج أشخاصا مصابين بحروق ناجمة عن الفوسفور الأبيض الذي يحظر القانون الدولي استخدامه كسلاح كيميائي، لكنه يبقى مسموحا لأغراض إضاءة ساحات القتال أو إنشاء ستار من الدخان.
وقال أبو ستة "إنها إصابة يمكن تمييزها (عن بقية الإصابات). يستمر الفوسفور في الاحتراق إلى أعمق أجزاء الجسم، حتى يصل إلى العظام".
وشرح الطبيب أنه غادر غزة، لأن النقص في المعدات الطبية منعه من إجراء عمليات.
ومنذ عودته إلى بريطانيا، قال إنه أمضى معظم وقته في تنبيه القادة السياسيين والمنظمات الإنسانية إلى الحاجة الملحة للمساعدات.
وأضاف "أحاول أن أساعد المرضى (في غزة) بقدر ما أستطيع عن طريق حمل أصواتهم إلى الخارج".
وأشار الطبيب إلى أنه أخطر شرطة لندن بالإصابات التي رآها وبنوع الأسلحة المستخدمة وباستخدام الفوسفور الأبيض وبالهجمات ضد المدنيين.
وروى أيضا كيف نجا من الهجوم الإسرائيلي يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على المستشفى الأهلي.
وختم أبو ستة قائلا إنه "في نهاية المطاف ستلحق العدالة هؤلاء الأفراد، خلال 5 أو 10 سنوات أو عندما يكونون في الثمانين من العمر، عندما يسمح ميزان القوى في العالم بتحقيق العدالة للفلسطينيين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الفوسفور الأبیض أبو ستة
إقرأ أيضاً:
بينهم سيدتان.. إسرائيل تفرج عن 12 أسيرا فلسطينيا من غزة
غزة – أفرجت إسرائيل، الخميس، عن 12 أسيرا فلسطينيا من قطاع غزة، بينهم سيدتان، حيث تم نقلهم عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع.
وأفاد شهود عيان لمراسل الأناضول بأن حافلة تابعة للصليب الأحمر الدولي نقلت 12 أسيرا، بينهم سيدتان، إلى قطاع غزة.
وأوضح الشهود أن الأسرى نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، دون توفر تفاصيل فورية حول حالتهم الصحية أو المواقع التي جرى تسليمهم فيها من قبل الجيش الإسرائيلي إلى اللجنة.
وقال بيان مقتضب لمكتب إعلام الأسرى التابع لحماس: “وصول 12 أسيرا مفرج عنهم من سجون الاحتلال إلى مستشفى شهداء الأقصى”.
وبين الفينة والأخرى، تفرج إسرائيل عن أعداد قليلة من الفلسطينيين الذين اعتقلتهم من غزة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي 17 أبريل/ نيسان الجاري، قال نادي الأسير الفلسطيني إن إسرائيل اعتقلت آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة وسط تكتم شديد وإخفاء قسري.
وأضاف في بيان أن المعتقلين يتعرضون لظروف “احتجاز قاسية ومرعبة تهدف إلى إيقاع أكبر ضرر ممكن بحقهم”.
ولم يذكر رقماً محدداً لعدد الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة القابعين في السجون الإسرائيلية بسبب تعمد تل أبيب إخفاء المعلومات عن الأسرى واعتقالها المتواصل للفلسطينيين من القطاع في إطار حربها المستمرة.
الأناضول