بوابة الوفد:
2024-06-27@13:10:40 GMT

المصريون يواجهون الغلاء بـ«مسمار البطن»

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى يعيشها العالم أجمع، وانعكست ظلالها على المصريين، غيرت من أنماط الاستهلاك لدى جموع الشعب واختفت المائدة الشاملة، التى تحتوى على أفخر الأطعمة من كل لون ونوع، والتى كانت لا تخلو أبدا من اللحوم والأسماك والدواجن، إلى مائدة أحادية تقريبًا تحتوى على أنواع بسيطة متكررة بصفة شبه يومية، وعاد الفول سيد المائدة ليحتل مكان الصدارة من جديد متربعًا على العرش محاطًا بدعوات الغالبية العظمى أن يديمه الله سترًا ونعمة غير قابلة للفناء والغلاء.

وحكاية المصريين مع الفول قديمة، حيث لعب دورًا مهمًا فى التاريخ المصرى واستخدمه قدماء المصريين لإطعام الجنود خلال الحروب والغزوات، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه تم استخدامه دينيًا فى طقوس الشفاء والتطهير، ووصل الحد فى قدسيته إلى أنه استخدم قربان لبعض الآلهة المصرية القديمة.

وعثر على الفول فى المقابر الفرعونية بجوار المتوفى ضمن الأطعمة التى سيتناولها فى الحياة الأخرى، كما وجد فى مقابر الأسرة الثانية عشرة، وكذلك الأمر فى مقابر مدينة طيبة «الأقصر حاليا»، كما عثر على بذور الفول فى مقابر سقارة بالجيزة، وكوم أوشيم بمحافظة الفيوم، وبعضه معروض حاليًا بالمتحف الزراعى فى الدقى.

وكان تتم زراعة الفول قرب العاصمة المصرية القديمة منف، وتأكيدًا على عشق المصرى القديم للفول نحت رسوماته على جدران المقابر ضمن المحاصيل الزراعية التى كانت تقدم قربانًا للآلهة المصرية القديمة، وظهر فى مقبرة الوزير «رخميرع» وزير الملك تحتمس الثالث مجسدًا عملية تسليم المحصول إلى المعابد للتخزين، كما ورد ذكره فى الورديات الطبية بنفس الاسم المعروف به حتى الآن.

على مدار آلاف السنين، تغيرت مصر وتبدلت الأحوال والأنظمة ودخلتها أطعمة من الشرق والغرب، دام بعضها وانقرض الآخر وبقى الفول متوجًا فى كل العصور والأزمنة صامدًا ومتربعًا على عرش بطون المصريين لا ينافسه منازع.

وكل أشكال الطبخ التى ظهر عليها الفول فى عصرنا الحديث استخدمها الفراعنة قديمًا ولكن بأسماء مختلفة، حيث كانوا يضعونه فى قدور كبيرة تدفن فى رمال الفرن لساعات طويلة إلى أن ينضج ويتم تناوله، وكانوا أول من قام بـ«تدميس» الفول، وكان يطلق عليه قديمًا «تمس» أى مدمس، وكذلك تفنن القدماء المصريون فى صناعة «البسارة» وتعنى باللغة الفرعونية «بست أورو» ومعناها الفول المطبوخ.

وقدم المصريون الفول لعظمة مكانته من خلال البوفيه المفتوح، وفقًا للرسومات المنحوتة على جدران المعابد والمقابر للملوك والملكات ونبلاء الفراعنة، وتفنن القدماء فى التخلص من قشرة الفول التى كانت تزعجهم أحياناً عبر نقعه فى الماء ليظهر بعد ذلك «الفول النابت».

باختصار.. الفول وجبة فرعونية عمرها ممتد إلى جذور المصريين عبر التاريخ، ونظرًا لقيمتها الغذائية وفوائدها التى لا تحصى تمسك المصرى بتلك الوجبة كاتبًا لها الخلود، وزاد ارتباطها بجموع المصريين فى العصر الحديث لتنتقل من مصر إلى العالم أجمع وجبة حلوة المذاق تحمل براءة اختراع مصرية.

ونظرًا لأهميتها فقد ارتبط الفول بعدة مصطلحات تجسد عشق المصرى له منها «إذا خلص الفول أنا مش مسئول» و«كباب الفقراء» و«مسمار البطن» و«أكلة الغفير والوزير»، كما ارتبط الفول بشهر الصيام وخاصة وجبة السحور كونه يظل فى المعدة لساعات طويلة يقاوم بها مشقة الصيام.

تبقى كلمة.. المصرى قاهر الأزمات عبر العصور، أعاد وحش المائدة إلى الصدارة من جديد ليستعيد عرشه فى مواجهة الحالة الاقتصادية التى جعلت العديد من السلع الغذائية خاصة اللحوم ومشتقاتها والدواجن والأسماك فوق إمكانياته ليتمسك بجذوره الفرعونية ويعود مقبلًا على الفول كوجبة رئيسية على الرغم من أنه اكتوى بنار الغلاء مثل غيره من السلع، إلا أنه يبقى الوجبة الأمثل لملايين الأسر لتهدئة البطون الثائرة على طريقة «إذا جالك الغصب خليه بجميله».

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار الازمة الاقتصادية التاريخ المصري

إقرأ أيضاً:

المرأة خط أحمر

حصلت المرأة على مكانة كبيرة فى عهد الرئيس السيسى تقديرًا لدورها العظيم فى الحفاظ على هوية الوطن خلال ثورة 30 يونيو، وجهودها فى نجاح الإصلاح الاقتصادى عندما تقمصت كل امرأة مصرية فى بيتها دور وزير المالية ووزير التخطيط لضبط نفقات الأسرة فى ضوء الإيرادات والمصروفات حتى مرت الأزمة بسلام.
المرأة المصرية هى أم الشهيد التى قدمت أبناءها للوطن الذين تلقوا طلقات الغدر من الإرهابيين فى صدورهم ليهبوا الحياة لهذا الشعب، وهى أيضًا زوجة الشهيد وابنة الشهيد، التى تحولت إلى رمز العطاء والتفانى والتضحية المتجردة من أية مصلحة.
انحياز الرئيس السيسى للمرأة جاء عن قناعة كما عبر عنه خلال احتفالية المرأة المصرية، واعتبر الرئيس أن احترام المرأة وتقدير دورها وتمكينها وحمايتها هو واجب وطنى والتزام سياسى، فقوة المرأة المصرية هى التى صنعت مجد هذا الوطن باعتبارها رمزاً للعطاء والتفانى والتضحية المتجردة من أية مصلحة.
عندما يقوم أشباه الرجال من الهاربين إلى الخارج بسبب المرأة المصرية والطعن فى كرامتها، فإن ذلك لن يقلل من قيمة المرأة بل يزيدها إصراراً على مواصلة النجاح والانحياز للقيادة السياسية ولقضايا الوطن، كما يزيدها هذا العواء الذى يصدر من بعض المعاتيه ثقة فى نفسها تضاعف من ثقة الرجل المصرى فيها، لأنها شريكة الحياة وشريكة الوطن وشريكة فى الحقوق والواجبات.
يكفى المرأة المصرية أنها نزلت إلى الميادين تدافع عن كيان الدولة وتطالب بإنهاء حكم الإرهابيين الذين هددوا بإسقاطها إذا اقترب أحد من سلطانهم أو قتل الشعب، وفى الوقت الذى هربت فيه الفئران المذعورة إلى الخارج وزعموا أنهم معارضون وقفت المرأة المصرية فى ظهر قواتها المسلحة تشجعها على الوقوف إلى جانب الوطن وإنهاء حكم المرشد، ولم تبال المرأة المصرية وهى تجد ابنها ملفوفًا فى علم مصر، لأنه استشهد من أجل الكرامة والحياة والأمان واستقرار الوطن.
دعم الرئيس السيسى للمرأة وثقته فى قدراتها جعلها تحصل على كافة حقوقها عبر العديد من الامتيازات، ولم يعد هناك سقف لطموحها، وتعتبر مصر أول دولة فى العالم أطلقت الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة عام 2030، بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة التى اعتمدها الرئيس السيسى فى عام 2017 الذى جعله «عاماً للمرأة المصرية» وأقرها كخارطة طريق للحكومة المصرية.
أصبحت حقوق المرأة مضمونة بالدستور الذى احتوى على أكثر من 25 مادة تناولت حقوق المرأة فى جميع المجالات، وتحقيق المساواة بين المرأة والرجل فى الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وضمان تمثيل المرأة تمثيلاً مناسباً فى المجالس النيابية كما هو موجود حالياً فى مجلسى النواب والشيوخ، وحافظ الدستور على حق المرأة فى تولى الوظائف العامة ووظائف الإدارة العليا والتعيين فى الجهات والهيئات القضائية، كما تم فرض حماية للمرأة ضد كل أشكال العنف، والتنمر، والتحرش، وأصبحت تخرج إلى العمل أو التسوق والعودة فى حماية القانون الذى وضع عقوبات قاسية على الذين يخدشون كرامة المرأة باللفظ أو اللمس من المعاتبة ضعاف العقول والنفوس، أما من المجتمع السوى فإن المرأة تواجه بكل التقدير والاحترام لأنها نصف المجتمع، بل المجتمع كله، لأنها هى أم الرجل وابنته وشقيقته وزوجته.
أصبحت المرأة فى عهد السيسى خطًا أحمر لا يجوز الاقتراب منه، بعد أن أصبحت حقوقها التى تتساوى فيها مع الرجل حقوقًا أساسية وليست منحة أو هبة وتم اتخاذ هذه الحقوق كمنهج حياة، كما أصبح الاهتمام بالمرأة واجبًا أساسيًا فى بناء أية حضارة وتقدمها، وتحقيق نهضة ظاملة لكافة أبناء المجتمع، الاهتمام بالمرأة يقوى المجتمع ويجعله إيجابيًا لأن وراء كل عظيم امرأة، إما أمه أو زوجته، المجتمعات المتأخرة وأعداء الحضارة والتقدم يحاولون شغل المرأة بتوافه الأمور عن القضايا الفيصلية التى تهم كافة الأفراد، أعداء المرأة وأعداء النجاح، وأشباه الرجال، والهاربون يغارون من نجاح المرأة لانهم لم يجربوا أن يكونوا رجالاً.

 

مقالات مشابهة

  • ثورة 30 يونيو.. 11 عامًا من بناء الجمهورية الجديدة
  • فى مثل هذا اليوم
  • وقفة تأمل فى ذكرى ٣٠ يونيو
  • 30 يونيو
  • كرم كردي: المشهد الرياضي الحالي صعب للغاية.. وهاني أبوريدة الأنسب لقيادة اتحاد الكرة
  • المرأة خط أحمر
  • 11 عاما على ثورة 30 يونيو.. الحلقة (5)
  • المحاسبة.. وتحديد المسئولية
  • خبير آثار: اكتشاف مقابر عائلية بأسوان يضيف زخمًا جديدًا لأهمية أسوان السياحية
  • كشف ملابسات فيديو عامل بازار يروج لأفكار مغلوطة بشأن الحضارة المصرية القديمة