دموع بلينكن الزائفة وصدق البابا تواضروس
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
فى الوقت الذى ذرف فيه وزير الخارجية الأمريكى انتونى بلينكن دموع التماسيح تعاطفًا مع مأساة الصحفى الفلسطينى وائل الدحدوح الذى فقد ابنه الثالث حمزة فى قصف بربرى صهيونى على غزة خرج البابا تواضروس بابا الإسكندرية وابن مصر بأصدق الكلمات تعاطفًا مع أبناء الشعب الفلسطينى فى غزة..
قال بلينكن إنه أب ويدرك المأساة الرهيبة التى يعيشها الصحفى الفلسطينى وائل الدحدوح بعد وفاة ابنه حمزة على يد الجيش الإسرائيلى.
هذا فى الوقت الذى خرجت فيه اقوى الكلمات من قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وابن مصر الشجاع أثناء قداس عيد الميلاد، قال البابا فى عظته، وفقًا لما نقلته الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: «المجازر على أرض فلسطين تذكرنا بما فعله هيرودس الشرير بأطفال بيت لحم».
وأضاف البابا تواضروس: «كأن التاريخ أيها الأحباء يعيد نفسه، ويبدو أنه فى كل زمان يظهر هيرودس الشرير الذى لا يسمع ولا يستجيب لصوت الإنسانية والعقل والحكمة، وها نحن فى الأسابيع الأخيرة شاهدنا مجازر يدمى لها القلب، ونتألم لها كثيرًا، ويطيح بالأذن التى لا تستجيب، يطيح بكل شيء، سواء على المستوى الدولى أو المستوى الإقليمى أو المستوى المحلى، ولا نسمع أى استجابة إنسانية أو غير إنسانية لما يحدث على الأراضى المقدسة فى فلسطين.. مشبهًا المجازر فى فلسطين بمجزرة قتل الأطفال فى بيت لحم على يد هيردوس الشرير.
كلمات البابا هى التعاطف الحقيقى والقوة التى تقف خلفها شامخة متمثلة فى البابا الشجاع الذى لم ينسه الاحتفال بعيد الميلاد إطلاق صرخة فى وجه الإنسانية العمياء والغرب الذى يمثله بلينكن.
وبثقافته المعهودة ربط البابا الأحداث التاريخية ففى يوم ميلاد السيد المسيح فى بيت لحم كان هيردوس الشرير يقتل الأطفال وفى ذكرى ميلاد السيد المسيح يظهر هيردوس الشرير متمثلًا فى نتنياهو ومن ورائه يقتلون أطفال وشباب غزة.
الغرب سقط أخلاقيًا فى الحرب الإسرائيلية على غزة وسد أذنيه وتنصل من كل قيم الإنسانية التى كان ينادى بها.. إنها الحرب الكاشفة.. ولها ما بعدها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزير الخارجية الأمريكى الشعب الفلسطيني غزة البابا تواضروس
إقرأ أيضاً:
الحياة الحزبية.. فى مصر
يعتبر من أهم المظاهر الديمقراطية «للجمهورية الجديدة» وأعمقها أَثَرًا، حرية تكوين الأحزاب السياسية بضوابط قانونية ينظمها المشرع، وهذا ما يميز نظام الحكم القائم على التعددية الحزبية التى تشارك فى العملية السياسية، وهى نتاج لكل ما يتعلق بفكر الجماعة المنظمة فَكْرًا سِيَاسِيَّا واِجْتِمَاعيا واِقْتِصَاديا، وهذه المبادئ تستهدف الإسهام فى تحقيق المصلحة الوطنية للبلاد، وهذا ليس بجديد أو غريب على المجتمع المصرى، بل هو كان شعار الدولة المصرية فى نهاية العقد الثانى من القرن العشرين، حيث برزت جهود «حزب الوفد»، فى شأن الْمَسْأَلَةُ المصرية ونيل استقلالها عن المستعمر البريطانى، بعد أن ظل حِلماً كَبِيرًا يتمنى المصريون تحقيقه، فى نيل حقهم بأن يكوتوا أحرارًا عن هذا الاحتلال البغيض، وأن عدالتهم هى مبدأ طلب الجلاء التام، واعتراف المستعمر بتسليم مصر حقها فيه وانتهاء حمايته عليها، وإلغاء نظام الامتيازات الأجنبية عنها، وأن تسترد كامل سيادتها على أراضيها، بعد أن اغتصبها بتدنيسه بغزوه لها عام ١٨٨٢م، وقد سجل التاريخ سمو الجهود الوطنية «لزعماء الوفد»، فى تحقيق هذه المطالب والتطلع لحياة أفضل، التى كانت تُرَوِّق ملايين المصريين فى التحرر من الاستبداد والاستعباد لهذا الدخيل الأجنبى البغيض، الذى خضع وذعن واستسلم واعترف صَرَاحَةٍ، بنِيل مصر استقلالها وذلك بصدور تصريح ٢٨ فبراير الشهير عام ١٩٢٢م، ثم المنحة الملكية من الملك فؤاد بوضع دستور جديد للبلاد، وصدر فى أبريل من عام ١٩٢٣، والذى نظم الحياة النيابية والبرلمانية، لتحقيق مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، وهذا هو الأساس فى مطالب «زعماء الوفد» بقيادة الزعيم خالد الذكر سعد زغلول، هو الجلاء الصريح وتجريد أمته من الحماية والأحكام العرفية.
إن الإصلاح السياسى الحقيقى الذى تدعو إليه «الجمهورية الجديدة»، هو فتح المجال العام للأحزاب السياسية فى استنارة العقول، لمناقشة الحكومة الآراء التى تهم مصالح الدولة والشعب، وهذا الدور له أهمية عظمى من التفكير الجدى والعمل السريع، فى الإصلاح وتحقيق التقدم والازدهار الاقتصادى والاجتماعى والسياسى، وجوهر الحرية السياسية التى تخطوها الدولة نحو التقدم والرفاهية، وما أكدت عليه المحكمة الدستورية العليا فى حكم لها ومنطوقه هو «إن الأحزاب السياسية وهى جماعات منظمة، تعنى أساساً بالعمل بالوسائل الديمقراطية للحصول على ثقة الناخبين، بقصد المشاركة فى مسئوليات الحكم، لتحقيق برامجها التى تستهدف الإسهام فى تحقيق التقدم السياسى والاجتماعى والاقتصادى للبلاد، وهى أهداف وغايات كبرى تتعلق بصالح الوطن والمواطنين، تتلاقى عندها الأحزاب السياسية الوطنية جميعها، أو تتخاذى فى بعض مناحيها، الأمر الذى يجعل التشابه أو التقارب بين الأحزاب السياسية فى هذه الأهداف أمراً وارداً...» (وهذا حكمها فى القضية رقم ٤٤ لسنة ٧ق تاريخ الجلسة ٧/٥/١٩٨٨).
وهذا الحكم يفسر ما تقوم به الأحزاب، فى إصلاح الأنظمة السياسية والاجتماعية، ونبت بذور العبقرية والنبوغ وكل الأفكار الذين يؤلفونها على أرض «الجمهورية الجديدة الخصبة»، المنتجة كمشعل مضىء من السعادة، لبناء نهضة الإنجازات فى كل المناحى التى ترفع من شأن الإنسان، التى حمل لواءها سيادة الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، وهذه أَدُبِّيَاته وأَخَلَاَّقِيَاته وسماته الشخصية التى يكرس فيها كل جهده من الاِبْتِكَارُ، والإِبْدَاعُ، لدولة المؤسسات والمبادئ القائمة على نظام حكمه، فى شريعة الحق والعدل، وإعلاء دولة القانون ومبادئ الشرعية الدستورية، واستقلال القضاء الحاملين لأمانة تحقيق العدل بين الناس، وكفالة الحقوق وعنايته فى صون الحرمات، وتطوير الفكر السياسى فى الحرية السياسية، وحرية الفكر والعقيدة، وحرية التعبير عن الرأى وحرية إصدار الصحف وتراخيص المواقع الإلكترونية الصحفية.. كل هذه المبادئ القانونية وحدتها الوثيقة الفكرية السياسية الذى قدمها الرئيس السيسى «للجمهورية الجديدة».