يناير 8, 2024آخر تحديث: يناير 8, 2024

محمد حسن الساعدي

تؤكد بعض فقرات مذكرات هنري كيسنجر، أن الهدف الحقيقي من الحرب على العراق عام 2003 كان السيطرة التاريخية والروحية عليه.. والتي ستكون مقدمة لضمان السيطرة على عموم منطقة الشرق الأوسط.

الضرب على وتر الدين والفكرة الطائفية، كان أهم وسيلة لبدء الحرب في الشرق الأوسط.

. ولتكون سبباً في تقسيم المقسم والبدء بعملية الصراع الدامي فيه، ومن هنا جاءت فكرة اختيار العراق، لما يمتلكه من عناصر ومقومات الصراع بالإضافة للموقع الجغرافي المجاور لإيران والسعودية، واللتان تعدان من أهم الدول من حيث أثرهما في المنطقة وتأثيرهما على مجريات الاحداث فيها، وهو ما يعد حافزاً لعملية التقسيم الطائفي، إلى جانب الأسباب الأخرى المكملة والداعمة كوجود القوميات والمذاهب والتي تعد أهم الأسباب الداعمة لهذا الصراع.

عمل البيت الأبيض وطوال سنين لإضعاف العراق اقتصاديا، فخلق حروبا مصطنعة ساهمت كثيراً في إضعافه سياسياً. الأمر الذي جعله يبدو هشا فسقط أمام أول عاصفة شنتها الدبابات الأمريكية عام 2003 وبدون مقاومة تذكر من جيش يُعد من أقوى الجيوش في المنطقة العربية.

حينها سعت الولايات المتحدة لأقناع المعارضة العراقية في الخارج، بضرورة إسقاط النظام وإنهاء وجوده، ولولا وعي التيارات السياسية في كشف النوايا الأمريكية لكانت تدور في رحى الاحتلال ليومنا هذا.

نظام صدام نفسه كان له الدور الكبير والمهم في إسقاط البلاد بيد الأمريكان، فقد ساهم هذا النظام بتصفية المعارضين للولايات المتحدة، وما جاء بعدها من حرب تدميرية مع إيران راح ضحيتها أكثر من مليون قتيل، وحماقته باحتلال الكويت والبدء بعملية حصار خانقة للشعب العراقي، كانت كلها حججا من أجل تجويعه وإذلاله لاجتياحه واحتلاله، فأصبح العراق ومنذ عام 2003 ساحة حرب وصراع مكشوفة.

الخطوة الاخيرة كانت إدامة وتأجيج الصراع الطائفي ليكون بداية للسيطرة على عموم المنطقة، وتحويله إلى أرض للخراب والدمار والظلام ، تمهيداً للسيطرة على باقي دول المنطقة.

السياسة الأمريكية يمكن تلخصيها بإبقاء الوضع منقسم طائفياً فيكون تحت السيطرة، وهذا ما حصل فعلاً من تقسيمات طائفية وقومية في بنية الحكومات المتعاقبة بعد سقوط النظام، وتوزيع المناصب على أساس هذا التقسيم، إلى جانب سعي الأمريكان إلى تقسيم المناطق على نفس الأساس المذهبي والقومي، ودعم الأكراد قومياً وعندها تكون كركوك نقطة الخلاف بين العرب والأكراد.

لم يعد خافياً أيضا أن واشنطن سعت بكل وسائلها لتضخيم دور إيران إعلاميا، لإخافة الدول العربية ودفعها إلى الصراع على أرض العراق وهذا ما تحقق فعلاً، وهي سائرة في تنفيذ مخططها بدقة، وما السفارة الأمريكية في الخضراء والتي تعد أكبر سفارة في العالم إلا دليل واضح على نواياها ورغبتها بالبقاء في الشرق الأوسط وتحديداً قبله العراق.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

منتصف 2024.. تكلفة المعيشة في العراق بأدنى مستوياتها منذ 10 سنوات

السومرية نيوز-خاص

تظهر البيانات العالمية، تسجيل العراق في منتصف العام الحالي 2024، أدنى مستوى بتكلفة المعيشة طوال الـ10 سنوات الماضية، والتي يتم احتسابها على أساس أسعار الايجار للمنازل والبقالة والمطاعم والقوة الشرائية. وبحسب مؤشر "كوست اوف لايفنغ"، والذي تتبعته السومرية نيوز بشكل خاص، فأن العراق في منتصف 2024، بلغ عدد نقاط تكلفة المعيشة له 29.3 نقطة، وجاء بالمرتبة 99 عالميًا من اصل 121 دولة.

  وجاءت هذه النسبة منخفضة عن بداية 2024، عندما كانت نقاط تكلفة المعيشة تبلغ 30.2، وكان في المرتبة 117 من اصل 146 دولة.

  ونظرا لتغير الترتيب العالمي بسبب تغير عدد الدول الداخلة في التصنيف من عام لاخر، سنركز في السومرية نيوز، على عدد نقاط تكلفة المعيشة فقط بغض النظر عن الترتيب لانه لايعطي تصورا لشيء بسبب اختلاف المراكز نتيجة لدخول دول جديدة وليس على أساس النقاط.

  وبالعودة للنقاط، فان تكلفة المعيشة في العراق مطلع 2024 جاءت هي الأخرى منخفضة عن منتصف 2023، حيث بلغت نقاط التكلفة 32.6، وفي بداية 2023 كانت 31.4، وفي منتصف 2022 كانت 31.8، وفي بداية 2022 كانت تبلغ 34.4، وفي منتصف 2021 كانت تبلغ 36، وفي بداية 2021 كانت تبلغ 32.7.

  وفي منتصف 2020 كانت 38.4، وفي بداية 2020 كانت 39، وطوال السنوات السابقة حتى 2021 كانت تأتي نقاط التكلفة ضمن نطاق النقاط الاربعينية.

  ويظهر ان طوال السنوات الخمس الماضية، كانت نقاط تكلفة المعيشة في تراجع مستمر، غير انها ارتفعت نسبيا في منتصف 2023، وارتفعت كثيرا في منتصف 2022.


مقالات مشابهة

  • طرفا الصراع بالسودان يجتمعان في جنيف
  • بعد CNN الأمريكية.. إيفي الإسبانية تسلط الضوء على مشروع ميناء الداخلة
  • مخاوف من توسع الصراع في منطقة الشرق الأوسط.. إيران تهدد بدخول ميادين الحرب
  • الخارجية الأمريكية: الموقف في الشرق الأوسط يمثل تحديا أمنيا كبيرا ونأمل بإنهاء المعاناة في غزة
  • الناتو يعتزم تعزيز وجوده في الشرق الأوسط وأفريقيا بذريعة "السلام"
  • الديهي: نتائج الانتخابات الأمريكية مفصلية.. وترامب قد ينهي الحرب الأوكرانية
  • منتصف 2024.. تكلفة المعيشة في العراق بأدنى مستوياتها منذ 10 سنوات
  • منير أديب يكتب.. الحروب والصراعات الدينية بين إيران وإسرائيل
  • وقفات في ذمار لمباركة الإنجاز الأمني في كشف خلية التجسس الأمريكية الصهيونية
  • كاتب سوداني: اتفاقية «نيفاشا» كانت بداية لتقسيم الدولة.. والصراعات هدفها السلطة