نعى عدد من المثقفين الدكتورة سيزا قاسم، الأكاديمية والناقدة الكبيرة، التي رحلت اليوم عن عمر ناهز 89 عاما، من بينهم الروائي إبراهيم عبدالمجيد وهالة البدري.

وعبَّر الروائي إبراهيم عبدالمجيد عن عميق حزنه قائلا: «يا قلبي على الوجع، رحلت العظيمة سيزا قاسم، لم تتحمل فراق زوجها حبيب عمرها وكانت تغريداتها كلها خطوات في الطريق إليه، ألف رحمة سيدتي العظيمة، قلبي ينفطر وروحي تتمزق لأن محبتك كانت فضاء عظيما لنا، إلى الجنة مع زوجك العظيم ولنا الصبر يا رب».

هالة البدري: سيزا قاسم العلامة الناقدة والمعلمة والأم الرؤوم لنا جميعا

وقالت الروائية هالة البدري: «رحلت الدكتورة سيزا قاسم العلامة الناقدة والمعلمة والأم الرؤوم لنا جميعا صاحبة الألق الانساني الرفيع والرهافة والموقف الثابت الواضح لم تحتمل غياب رفيقها وصاحب أيامها وحبها الذي أضاء حياتها وظلت لآخر لحظة تنعى فقده مستمرة في العطاء الثقافي وتقديم النموذج الراقي للمثقف العربي الذي لا يخضع للأهواء والمصالح رحلت وتركت لنا بعض أعمالها تحت الطبع أرجو أن ننجح في إصدارها خدمة للأجيال القادمة وحفاظا على تراثها».

فيما نعاها الدكتور نبيل عبد الفتاح، قائلا: «رحم الله الصديقة الحبيبة الأستاذة الدكتورة سيزا قاسم الاكاديمية اللامعة، والناقدة كبيرة المكانة ورفيعة المقام، والإنسانة الجميلة مرهفة الإحساس الراقي، صدمة لكل محبيها لكنها ستظل باقية في قلوبنا وعقولنا، غفر الله لها، وطيب ثراها، مع السلامة سيزا الغالية العزيزة».

الناقد شريف صالح دوَّن عبر فيسبوك: «رحم الله الأستاذة الجليلة سيزا قاسم، إحدى أشهر تلامذة العميد طه حسين، وصاحبة الدراسة الفريدة في ثلاثية محفوظ، ومن أهم النقاد العرب اللي قدموا دراسات تطبيقية راقية بمناهج غربية كالبنيوية والسيميائية».

سيزا قاسم

وسيزا قاسم باحثة وأديبة مصرية، وأستاذة النقد الأدبي بالجامعة الأمريكية، وهي واحدة من أهم النقاد العرب الذين تخصصوا في دراسة الأدب المقارن، سواء كان معاصراً أم من التراث.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سيزا قاسم إبراهيم عبد المجيد هالة البدري نبيل عبد الفتاح سیزا قاسم

إقرأ أيضاً:

ما حقيقة موقف حزب الله من مفاوضات وقف إطلاق النار؟!

منذ بدأ الحديث عن مفاوضات "جدية" لوقف إطلاق النار في لبنان، برعاية الوسيط الأميركي آموس هوكستين، ثمّة سؤال أساسي يُطرَح عن الموقف الفعلي والحقيقي لـ"حزب الله" من الاتفاق، حتى لو صحّ أنّ الحزب سبق أن "فوّض" رئيس مجلس النواب نبيه بري، أو "الأخ الأكبر" بإدارة التفاوض، معلنًا القبول بما يقبل به الأخير، استكمالاً للنهج الذي كان قد أرساه الأمين العام السابق للحزب السيد الشهيد حسن نصر الله.
 
ولعلّ الشكوك المثارة حول موقف الحزب، تجد ما تنطلق منه من التسريبات التي صوّرت الاتفاق على أنه يشكّل "تراجعًا" للحزب على أكثر من مستوى، ولا سيما بتخلّيه عن الكثير من الثوابت التي كان نصرالله قد أرساها، وكرّرها الأمين العام الجديد الشيخ نعيم قاسم، بدءًا من "الربط المطلق" بين جبهتي غزة ولبنان، وصولاً إلى رفض النقاش بأيّ تفصيل قبل وقف إطلاق النار، خلافًا لمبدأ "التفاوض بالنار" الذي كرّسته إسرائيل في نهاية المطاف.
 
وعلى الرغم من أنّ الشيخ قاسم في كلمته التي جاءت متزامنة مع جولة المفاوضات، رفض الدخول في التفاصيل، إلا أنّه كان لافتًا حرصه على "توضيح" هاتين النقطتين بالتحديد، قبل تحديد "سقف" التفاوض بثابتتين هما وقف الحرب بشكل كامل وحفظ السيادة اللبنانية، فهل هذا يعني أنّ "حزب الله" يوافق على التسوية المطروحة، وبالتالي أنّ موقفه إيجابي منها، وأنّه جاهز لوقف إطلاق النار، متى أعلنت إسرائيل سيرها به؟!
 
موقف الحزب من وقف النار
 
بعيدًا عن "الجدل" المثار حول موقف "حزب الله" من التسوية، يؤكد العارفون بأدبيّات الحزب أنّ الأخير أبدى "كامل الانفتاح" على مفاوضات وقف إطلاق النار منذ ما قبل اغتيال أمينه العام السابق السيد حسن نصر الله، بدليل الواقعة التي أصبحت معروفة لدى الجميع بأنّ الأخير كان قد أبلغ المفاوضين موافقته على وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، قبل أن يتبيّن أنّ إسرائيل حينها كانت تخدع العالم بأسره، لتقترف جريمتها باغتيال السيد نصر الله.
 
وحتى بعد اغتيال السيد نصر الله، وانتخاب الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا للحزب خلفًا له، حرص الحزب أكثر من مرّة على تأكيد انفتاحه على مفاوضات وقف إطلاق النار، وهو ما أكّده الشيخ قاسم في أكثر من مناسبة، حين كان يحرص على التأكيد أنّ الحزب منفتح على أيّ اتفاق إذا كان يلبّي تطلعاته، ولكنه لن "يستجدي" مثل هذا الاتفاق، تحت أيّ ظرف من الظروف، وهو ما ثبّته بتأكيد جاهزيته لكل السيناريوهات، بما في ذلك "حرب استنزاف طويلة".
 
وإذا كان صحيحًا أنّ الاتفاق قد يناقض في مكانٍ ما، الثوابت التي كان الحزب يكرّرها، وأهمّها أنّ وقف إطلاق النار لن يحصل قبل إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، بل أنّ أيّ نقاش بهذا المعنى مؤجّل لما بعد انتهاء الحرب، فإنّ العارفين بأدبيّات الحزب يشدّدون على أنّ هذه الثابتة كانت قائمة في "زمن" جبهة الإسناد، إلا أنّ الحزب سبق أن أعلن أنّ "حرب الإسناد" تحوّلت إلى "التصدّي للعدوان"، ما يعني أنّ العناوين والظروف اختلفت أيضًا.
 
ما يرفضه "حزب الله"..
 
بهذا المعنى، لا يعتبر "حزب الله" التوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ، "تراجعًا أو هزيمة"، فما كان يسري في السابق على "جبهة الإسناد" لم يعد ساريًا اليوم، بما في ذلك حتى الحديث عن "التفاوض بالنار" الذي كان الحزب يرفضه سابقًا، لكنه اليوم يمضي به، ولكن بالاتجاهَين، كما أوضح الشيخ قاسم في كلمته الأخيرة، حين قال إنّ الحزب يفاوض اليوم بشأن التسوية، "وإسرائيل تحت النار"، بمعنى أنّ عملياته مستمرّة، ولم تتأثّر بالمفاوضات القائمة.
 
لا يعني ما تقدّم أنّ "حزب الله" يقبل بأيّ اتفاق وبأيّ تسوية، فسقف الاتفاق واضح، وقد اختصره الشيخ قاسم أيضًا ببندين أساسيّين هما حفظ السيادة اللبنانية ووقف الحرب بشكل كامل، وهما يحملان الكثير من الدلالات، إذ يتضمّنان "البوصلة" التي يسير الحزب بموجبها، وفي صلبها رفض كلّ ما يُثار من اجتهادات حول احتفاظ إسرائيل بـ"حرية الحركة" في الداخل اللبناني بعد الاتفاق، أو ربما "استنساخ" النموذج الجاري في سوريا بشكل أو بآخر لبنانيًا.
 
تحت هذا السقف فقط، يصبح الاتفاق مقبولاً، بحسب ما يقول العارفون بأدبيّات "حزب الله"، الذين يؤكدون وجود تناغم كامل بهذا المعنى بينه وبين المفاوض اللبناني الرسمي، ممثلاً برئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، علمًا أنّ الأساس يبقى في الموقف الإسرائيلي برأي هؤلاء، فالأخير هو الذي اعتاد التنصّل من الاتفاقات، أو حتى الانقلاب عليها، وما جرى في مفاوضات من غزة، مرارًا وتكرارًا، خير دليل على ذلك.
 
الكرة في ملعب إسرائيل، لا "حزب الله"، يقول العارفون ردًا على محاولات "التشكيك" بموقف الأخير من المفاوضات. على العكس، يقول هؤلاء إن الخطاب الأخير للأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، يمكن أن يُفهَم بوصفه "تهيئة للجمهور" لمثل هذا الاتفاق، خصوصًا بحديثه عن "مفهوم الانتصار"، المرتبط بالأهداف المُعلَنة من الحرب، منعًا لأيّ تأويلات أو استفسارات أو استنتاجات قد تأخذ منحى آخر ومختلفًا... المصدر: خاص لبنان 24

مقالات مشابهة

  • الدكتورة خلود تقاطع ريماس منصور اثناء تحدثها في احد المناسبات ..فيديو
  • رحلت باكرا.. ملكة جمال لبنان السابقة تفقد أعز الناس (صور)
  • قاسم للمسيحيين والسنّة: اطمئنوا لشراكتنا
  • البدري: قضية الحدود بين ليبيا وتونس انتهت بقرار المحكمة الدولية
  • الفنان عبد الرحيم حسن: لابد أن يكون الأب والأم على علم بكل أسرار أبنائهم
  • حزب الله يسعى إلى إدارة "حرب محدودة" مع إسرائيل
  • ما حقيقة موقف حزب الله من مفاوضات وقف إطلاق النار؟!
  • طاب المقام
  • ليس لدينا إلا قرار واحد هو الصمود.. رسالة من قاسم لقوات الاحتلال
  • اليوم.. كلمة مرتقبة لأمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم