يناير 8, 2024آخر تحديث: يناير 8, 2024

حامد شهاب

كانت الدنيا تتعلم من أدب أهل الأنبار ومن مضايف شيوخهم ومجالس رموزهم وما يوعظ به علية قومهم من بلاغة وفصيح الكلام..

وفي مضايف أهل الأنبار التي كانت عامرة بالرجال الرجال، تشعر وأنت تستمع الى حواراتهم ومناقشاتهم وآداب مجالسهم في عقود مضت، وكأنك أمام مدرسة أخلاقية قيمية حضارية ، ترتقي الى أعلى درجات البلاغة والاحترام في لغة الحديث ، حتى يتخيل اليك أنك أمام قامات عراقية علمت الكثيرين أصول وأسس علوم الكلام ، وبقيت لسنوات طويلة هي محل إشادة الكثيرين من أعلام العراق ورموزه العشائرية والسياسية التي يشار لها بالبنان.

ولكن ما نراه في الحوارات التلفزيونية ومنذ سنوات، وحتى الى ما قبل أيام أو حتى ساعات قليلة مضت، نرى أن لغة الخطابة لشخصيات من الأنبار تظهر على الفضائيات وبعضها رموز عشائرية، وقد أطلت علينا بلغة خطاب تنحدر الى مستوى أقل ما يقال عنه أنه ( لغة سوقية) ، ربما لا ينحدر الى مستوياتها حتى الرعاع ، للأسف الشديد.

وهنا نتساءل: هل وصل بنا الحال الى أن أقطاب السياسة ومن راحوا يولجون أبوابها حديثا، قد تفشت بينهم العداوة والخصومة الى الحد الذي يشرّح كل واحد لكي يأكل لحم أخيه ميتا، وينشر غسيله القذر على الحبال، لمجرد أن يريد الايقاع بالآخر أمام المشاهدين على منصب حقير لا يقدم ولا يؤخر..

وللأسف الشديد يحاول كل من يظهر على الإعلام أن يوجه لخصمه الذي يتحاور معه من تفاهات التهم ما يقدح بالآخر ، لكي يسيء الى سمعته بالقدر الذي يحط منه ومن سمعته لمجرد الخلاف على منصب عضو مجلس محافظة، أو منصب مدير دائرة خدمية، ويتبادلون الشتائم والسباب أمام الجمهور، في وقت يعرف الجمهور نفسه أن اغلب من هم على تلك الشاكلة مرشحون او أقرباء سياسيين يدافع كل منهم عن صاحبة بلغة تنزل الى مستويات هزيلة ، لا تليق بسمعة أهل الأنبار..

بل ينظر اليها آخرون كثيرون ، ممن يتابعون تلك الحوارات على أن لغة خطاب منحطة من هذا النوع ، هي ليست من أخلاق أهل الأنبار ، وليست من تربية مضايفهم التي تظل راياتها سارية الإعلام ، أما من لم يتربى للأسف بين تلك المضايف أو ممن ولجوا ميادين السياسة مؤخرا، نسوا أو تناسوا أن هناك أعرافا وقيما بين العشائر وعامة الشعب ومن هم من يعدون أعلاما، وإذا بالأحوال تنزل بهم الى مالا يليق بأهل الأنبار من أدب الكلام في أبسط اشكاله، وربما يتقزز من حواراتهم وحالات السب والشتائم حتى الأطفال الذين يندر أن تنزل لغة خطابهم الى تلك المستويات المسرفة في الإبتذال واللغة المنحطة للأسف الشديد.

ويبدو أن أمام شيوخ الانبار ورموزهم الكبار أن يعلنوا عن فتح دورات لرجالات السياسة الجدد أو ممن ينوي دخول أسطبلها أن يتعلموا أدب الحوار في المجالس ، وعندما يخرجون على الناس في الإعلام، لكي لا يذهبوا بسمعة أهل الأنبار الى الحضيض، وحاشى أن تنزل سمعة أهل الانبار الى تلك المنازل، لكن من يسمع ما يتداوله السياسيون أو شخصيات قريبة منهم، حتى يتخيل أن الأنبار كما يبدو، قد فقدت صوابها، ولم يعد بالإمكان لجم من تخلوا عن فروسيتهم وآداب الرجولة ، ويظهر البعض منهم على شاكلة أصحاب العصابات والجريمة ، عندما يتبادلون تراشق الاتهامات البذيئة بينهم، وكأنهم في ناد أو ملهى ليلي ، يتقاتلون به من أجل راقصة أو نادلة ليل ساقطة ، ساقتها الاقدار الى مهاوي الرذيلة..

ولو كان البعض منهم فقط من شخصيات الدرجة الثالثة أو الرابعة، لكان الأمر مبررا بعض الشيء، بالرغم من أنه ليس بالأمر المنطقي ولا المقبول.. فحتى رعاة الأغنام وربما رعاة البقر لديهم أخلاق وسلوك كلام لا ينزلون به الى مستوى من يظهرون اليوم على الفضائيات، وبعضهم للأسف الشديد يدعون أنهم شيوخا، وهم كبار في السن، وكان الاجدر بهم أن يحترموا شيباتهم على الاقل، عند الظهور في الفضائيات، للأسف الشديد.

يا أهل الأنبار. أنتم من تنظر اليكم رموز العراق والعرب على أنكم من تعلمون الدنيا آداب الكلام والحوار والحديث مع الآخرين، بموازين الذهب ومثاقيله.. فليس من الصحيح أن يظهر من بينكم من (تفاهات الأقدار) ليتحدث نيابة عنكم، ويظهر أهل الأنبار بما لا يليق بهم، وهم أهل المضايف والكرم والدلال، ومن غير المقبول أن تنزل بالبعض الأحوال، الى مالا يقبله طفل على هذا الحال، من قيل وقال..

اللهم قد بلغت.. اللهم فأشهد.. لعل هناك من ينصح، ويحذر.. لكي لا تنزلق بنا الأقدار الى ما يلوث سمعة أهل الانبار، وهم تاج الدنيا وذهبها وكل معادنها الثمينة، وإذا بحفنة أو شراذم، وقد أصابوا سمعتها في الصميم، فيما لا يمكن أن يتقبله الأحرار لمن يظهر منهم على الإعلام، ولا يحترم أبسط أدبيات الحوار..

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: للأسف الشدید الى ما

إقرأ أيضاً:

الخارجية الأميركية: بلينكن يتوجه إلى مصر للمشاركة في الحوار الاستراتيجي بين البلدين

الخارجية الأميركية: بلينكن يتوجه إلى مصر للمشاركة في الحوار الاستراتيجي بين البلدين

مقالات مشابهة

  • تفاصيل وشروط قبول الطلاب المستجدين 2024 -2025 في «آداب حلوان»
  • العراق: لم تعد هناك حاجة لوجود القوات الأميركية بعد هزيمة «داعش»
  • الملتقى التوظيفي الثاني لبرنامج المساحة والخرائط ونظم المعلومات الجغرافية بـ«آداب المنصورة»
  • الموسيقار صلاح الشرنوبي: للأسف المهرجانات والراب تحقق نجاحا كبيرا من خلال المنصات
  • آداب عين شمس تطلق دورة للإرشاد النفسي للأئمة والواعظات بوزارة الأوقاف
  • نوستالجيا.. سميرة سعيد تسترجع ذكرياتها ألبوم قويني بيك للمنتج محسن جابر
  • المريسل: للأسف بيولي سيكون مدرب للنصر وهذا خبر لا أتمنى حدوثه
  • الخارجية الأميركية: بلينكن يتوجه إلى مصر للمشاركة في الحوار الاستراتيجي بين البلدين
  • طائرات مُسيرة عراقية حاملة للصواريخ تدخل إلى الخدمة
  • العكاري: للأسف تركة المحافظ السابق والأخطاء الفادحة التي ارتكبتها تحتاج إلى مراجعة دقيقة