وائل الدحدوح.. «يا جبل ما يهزك ريح»
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
لم نعد نعرف العدد المطلوب من الشهداء كى يتحرك العالم تجاه ممارسات الاحتلال الصهيونى فى غزة، ولم نعد نعرف أيضًا كم عدد المرات التى يجب أن يقتل فيها الصحفى والإعلامى وائل الدحدوح، مدير مكتب قناة الجزيرة فى غزة وهو يشيع أفراد أسرته واحدًا تلو الآخر، كان آخرهم نجله الأكبر حمزة الدحدوح الذى يعمل ضمن طاقم قناة الجزيرة فى القطاع؟!.
ومنذ الحرب على غزة فى السابع من أكتوبر الماضي، شيع وائل الدحدوح ١٢من أفراد أسرته بينهم زوجته واثنان من أبنائه وحفيدته، ثم نجله حمزة الذى استشهد فى قصف إسرائيلى استهدف صحفيين غرب خان يونس جنوبى القطاع، واستشهد معه زميله مصطفى ثريا، لتتواصل الأوجاع بفقد فلذة الأكباد.
«راح ينتقموا منا فى الأولاد»..هكذا قال الدحدوح وهو يشيع أفراد أسرته منذ أسابيع، معلنًا استمرار المقاومة من أجل القضية، ومواصلا عمله على الفور فى نقل فضائح الكيان الصهيونى ليقدم يوميًا بالصوت والصورة وثائق للتاريخ فى كتابة جرائم الاحتلال وكتابة فصول جديدة فى تخاذل العالم بشكل عام والعرب على وجه الخصوص.
وأول أمس، وقف وائل الدحدوح صامدًا صابرًا أمام جثة نجله الشهيد ليعلن أن دموعه ليست دموع الخوف والفزع، وإنما هى دموع الفراق، وأن القضية الفلسطينية باقية للأبد ليبكى كل من شاهد المشهد على الهواء مباشرة، وفى ظل صمت عالمي، ليستمر الدحدوح فى إعطاء دروس الصبر على البلاء والعطاء والتضحية بالدم والجهد والعمل دفاعًا عن القضية.
والمؤكد أن وائل الدحدوح تعرض لما تعرض له مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فقدوا ذويهم على مدار عقود، لكن الدحدوح يدفع ثمن دفاعه عن أرضه ووطنه، ويدفع الثمن أيضًا دفاعًا عن رسالته الإعلامية الجليلة التى ستخلد فى التاريخ بأحرف من نور باعتباره رمزًا للصمود وشرف المقاومة، ورمزا لشرف مهنة الصحافة والإعلام أيضًا.
والحقيقة أن الكيان الصهيونى يسعى الآن لإرهاب كل من يملك أى وسيلة أو أداة لنقل الصورة من أرض الواقع، والدليل هو استشهاد ١١٠ من الصحفيين واعتقال وهدم العشرات من المنازل ومقر المؤسسات الإعلامية المملوكة للصحفيين فى فلسطين منذ الحرب الأخيرة على غزة وحتى الآن، وهى جرائم لا تسقط بالتقادم فهى قبل كل شيء محفورة فى أذهان الملايين.
لقد أثلج صدرى قرار مجلس نقابة الصحفيين، والذى أشرف بالانتماء لها وحمل عضويتها، بمنح الصحفى وائل الدحدوح جائزة حرية الصحافة لعام٢٠٢٤.ولعل الجائزة الكبرى هى الجزاء الذى ينتظره بعد عمر طويل عند الله عز وجل لصبره على البلاء. وأطالب مجلس النقابة بدعوة الدحدوح للحضور للقاهرة كى يقبل كل صحفى مصرى بل كل مواطن مصرى جبينه كأحد رموز المقاومة وصبرها تقديرًا للشعب الفلسطينى الشقيق.
نقول لوائل الدحدوح بأن قلوبنا معك و»بيوت الحمد» تبنى لك فى الجنة كما وعد الله الصابرين، ونقول لك بأن حديثك عقب كل فاجعة يشعرنا بالخزى أيها الصابر المحتسب، ونقول لك بأننا فى انتظار رسالتك الإعلامية اليومية ونقول لك مثلما كان يقول الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات»يا جبل ما يهزك ريح».. وللحديث بقية إن شاء الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس الفلسطيني الصحفي وائل الدحدوح غزة الاحتلال الصهيونى وائل الدحدوح
إقرأ أيضاً:
اللجنة الإعلامية لجنين: 20 ألف نازح من المخيم يعيشون أوضاعاً صعبة
الثورة نت|
تواصل قوات العدو الصهيوني عدوانها المتصاعد على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ49 على التوالي، حيث تستمر بدفع تعزيزات عسكرية ودبابات وجرافات ثقيلة إلى المدينة ووادي برقين ومنطقة الهدف.
وقالت اللجنة الإعلامية لمخيم جنين، إنّ “عشرة أيام من شهر رمضان، قضاها نحو 20 ألف نازح من المخيم في مراكز الإيواء وخارج منازلهم في أوضاع إنسانية صعبة”.
ويُطالب أهالي المخيم بتحرّك واضح يضمن عودتهم إلى ديارهم وإنهاء معاناتهم المستمرة، بعد تهجيرهم قسراً بفعل عملية الاحتلال العسكرية المستمرة.
وتعمّدت قوات العدو الصهيوني حرق منازل في مخيم جنين مع تواصل عمليات الهدم والتفجير للمباني وخاصة في حارة السمران.
وأضافت اللجنة الإعلامية للمخيم في تصريح صحافي أمس الاثنين، إنّ “أكثر من 200 من أهالي جنين ومخيمها جرى اعتقالهم واحتجازهم خلال العدوان المستمر، وكان آخرهم الشبان أحمد مهداوي ولواء مهداوي ومحمد مهداوي واعتقلوا من داخل المخيم”.
كما يتمركز جنود العدو الصهيوني داخل منازل الأهالي في مخيم جنين والتي جرى تحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية بالتزامن وجود قناصة في حارة بيروت وانتشار آليات إسرائيلية في حارات المخيم والمدينة.
وبحسب تصريح اللجنة الإعلامية، فقد وسعت قوات العدو الصهيوني عدوانها على جنين، ليطال بلدة اليامون جنوب المدينة، وسط عمليات اقتحام لمنازل المواطنين استمرت لساعات، لافتة إلى أنه بالتزامن مع العدوان الصهيوني اعتقلت أجهزة السلطة الحاجّ عصام أبو عميرة والد الشهيد أمير والمعتقل الجريح محمد أبو عميرة من مخيم جنين.