الوطن:
2024-07-03@22:11:16 GMT

د. يوسف عامر يكتب: في الصمت

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

د. يوسف عامر يكتب: في الصمت

كلمة حكيمة كثيراً ما يرددها الآباء والأمهات لأبنائهم، وهى كلمة كثر حظها من التكرار، وقل من العمل والاعتبار، هى قول بعض الحكماء: (إنما خُلق للإنسان لسان واحد وعينان وأذنان؛ ليسمع ويبصر أكثر مما يقول). إنها كلمة متأمل فى خلق الله تعالى، موقن بحكمته. وقليل من الناس من ينصف أذنيه من فيه [فمه]، فيسمع أكثر مما يتكلم، ويقرأ أكثر مما يكتب!

نعم.

. فالصمت خلق عظيم قليل من يتخلق به، وهو نعمة كبرى قلَّ من يلتفت إليها ويقدرها قدرها، يقول سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُؤْذِ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت» [متفق عليه]، فى هذا الحديث الشريف يؤمر المسلم بأن ينطق بخير، وإلا فالصمت أولى به من الكلام، وقد جاء هذا الأمر النبوى الكريم مترتباً على الإيمان بالله تعالى ويوم الحساب، مما يدل على أنه أمر لا تنصاع له إلا النفوس الكريمة التى هذبها الإيمان واستقامت به!

والحديث الشريف يبين أن الأصل فى المؤمن أنه إيجابى ينطق بالخير الذى يقصد به وجه الله تعالى وحده، وحتى يكون الكلام خيراً لا زلل فيه لا بد له من شروط أربعة ذكرها السادة العلماء: أولها أن يكون الكلام لداعٍ يدعو إليه؛ إما اجتلاب نفع، أو دفع ضرر، وهذا يقتضى أن يكون المتكلم على علم ومعرفة كافيين. والشرط الثانى: أن يأتى بالكلام فى موضعه وحينه، فتقديمه عن حينه عجلة مذمومة، وتأخيره عنه توانٍ قبيح، وهذا يقتضى إدراكاً دقيقاً للواقع ولأحوال المخاطبين. والشرط الثالث: أن يقتصر منه على قدر حاجته، فكثرة الكلام تطغى على العمل. والشرط الرابع: اختيار اللفظ الذى يتكلم به، وكم من حق جنى عليه سوء التعبير عنه!

وإذا لم يستطع المسلم أن ينطق بالحق بشروطه ففى الصمت خير له ونجاة، يقول سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: «من صمت نجا» [الترمذى]، أى من حفظ لسانه عما ينبغى التصون عنه من آفات اللسان كالغيبة، والنميمة، والإفك والبهتان، والجدال، والشائعات، فقد نجا من العقاب.

وليس الصمت أمراً سلبياً كما قد يظن البعض، بل إن فيه إيجابيات كبرى، ففيه إعطاء فرصة كافية للعقل ليزن الأمور ويتفكر فى عواقبها، وقد قالوا: الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت والتفكر.

كما أن فى الصمت إعطاء فرصة للآخرين لعرض آرائهم، والمسلم إذا وجد من هو أحق بالكلام منه صمت لأن النطق ليس غايةً فى ذاته، وإنما الغاية الوصول إلى الحق، والمسلم فى هذه الحالة أدبه الإنصات، وهو السكوت لأجل الاستماع والإصغاء.

على أنه ينبغى أن يعلم أنه ليس معنى الصمت مطلق السكوت، وقد قال بعض العلماء: إذا كان العبد ناطقاً فيما يعنيه وما لا بد منه فهو فى حد الصمت.

وقد يكون الصمت ذنباً عظيماً إذا سكت الإنسان عن حق ينبغى أن يظهر، أو نصح ينبغى أن يبذل، وقديماً قالوا: من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: د يوسف عامر الصمت الإيمان

إقرأ أيضاً:

إيران ستدعم حزب الله عسكرياً إذا شنّت إسرائيل حرباً على لبنان

لم تتراجع مناخات التحذيرات والتهديدات بالإضافة الى دعوات الدول إلى رعاياها لتجنّب السفر إلى لبنان، وكان آخرها وأحدثها أمس تجديد بريطانيا نصحها لرعاياها بعدم السفر إلى لبنان "بسبب الوضع الأمني القائم في الشرق الأوسط".

وفي السياق، اعلن مستشار الشؤون الخارجية للمرشد الإيراني علي خامنئي، لصحيفة "فايننشال تايمز"، أنه "إذا شنّت إسرائيل هجوماً شاملاً ضد "حزب الله"، فإنها ستخاطر بإشعال حرب إقليمية تدعم فيها طهران و"محور المقاومة" الحزب بكل الوسائل". ولكنه أشار إلى أنّ "إيران غير مهتمة بحرب إقليمية وتوسيع الحرب ليس في مصلحة أحد". كما أن نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، أكد أن "القتال مع إسرائيل سيتوقف من دون أي نقاش بعد وقف كامل لإطلاق النار في غزة".
قال مستشار المرشد الإيراني، كمال خرازي، إن بلاده «ستبذل قصارى جهدها لدعم (حزب الله) إذا شنّت إسرائيل حرباً واسعة النطاق ضد لبنان»، حسبما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية.
وخلال رده على سؤال حول ما إذا كانت إيران ستدعم الحزب عسكرياً في حال نشوب صراع واسع النطاق في لبنان، أشار خرازي، الذي يشغل كذلك منصب رئيس المجلس الاستراتيجي الإيراني للعلاقات الدولية، إلى «أنه في مثل هذه الحالة لن يكون لدى طهران أي خيار آخر». وأضاف: «في مثل هذا الوضع لن يكون أمامنا خيار سوى دعم (حزب الله) بكل الوسائل والإمكانيات المتوفرة لدينا».


في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي، "أننا مصممون على مواصلة القتال حتى تحقيق أهداف الحرب المتمثلة في تدمير القدرات العسكرية والحكومية لـ"حماس" وعودة المختطفين والعودة الآمنة للسكان في الشمال والجنوب إلى منازلهم". وأضاف: "نعزز الاستعدادات للحرب في الجبهة الشمالية ضد حزب الله".
 

مقالات مشابهة

  • الكلام ده اكبر من البرهان واكبر من حميدتي … لكن الله اكبر
  • عادل حمودة يكتب: في صحة أحمد زكي
  • إيران ستدعم حزب الله عسكرياً إذا شنّت إسرائيل حرباً على لبنان
  • باسيل مع حزب الله وضده!
  • الحاج حسن: العدو الصهيوني أدرك أن أي حماقة قد يرتكبها ضد لبنان سترتد عليه سلبًا
  • بسبب حرارة الجو.. إصابة 22 سودانيا بالإجهاد الحراري في أسوان
  • اللواء ابن عامر يكرم الملازم أول أنغام بن غانم لنيلها درجة الدكتوراه في القانون الجنائي
  • د.حماد عبدالله يكتب: الوطنية المصرية «المنقوصة» !!
  • قصة قصيرة.. عامر السعودي (1_2)
  • سمو ولي العهد يستقبل رئيس الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية صالح يوسف الفضالة