كتب- محمد شاكر
انطلق منذ قليل، حفل جائزة ساويرس الثقافية في دورتها التاسعة عشرة، بقاعة إيوارت التذكارية بمركز التحرير الثقافي.

وذلك وسط حضور نخبة من المثقفين والكتاب والشخصيات العامة، جاء في مقدمتهم المهندس نجيب ساويرس رئيس مجلس أمناء الجائزة، وفريد زهران المرشح الرئاسي السابق، والدكتور كمال مغيث، والدكتور أنور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة الأسبق، والكاتبة ضحى عاصي عضو مجلس الشيوخ، والدكتور عماد ابو غازي وزير الثقافة الأسبق، وعدد من الوزراء وسفراء الدول العربية والأجنبية في مصر، ونخبة من رموز المجتمع، وأعضاء لجان التحكيم الذين سيتم الإعلان عن أسمائهم خلال الحفل.

وقال المهندس نجيب ساويرس، إن ما يميز مصر عن كل الدول هي ثقافتنا وفننا من غناء وسينما وإبداع، ومهما حاولت بعض الدول المجاورة أن تقدم من فنون فلن يستطيعوا أن يجاروا خفة دم المصريين من الكتاب والممثلين والمبدعين.

وأضاف "ساويرس": أهمية هذا الحفل وهذه الجائزة بالنسبة لي تتمثل في الحفاظ على هويتنا وفننا، وهو ما يدفعني إلى حضور هذا الحفل كل عام.

وتابع ساويرس: في كل عام آتي فيه إلى هنا لابد أن أتذكر الصديقة الراحلة شمس الأتربي رحمها الله وهي التي دفعتني على أن أظل مواظب على حضور حفل توزيع الجوائز.

وتقوم الإعلامية جاسمين طه، بتقديم فقرات الحفل حيث سيتم الإعلان عن أسماء الفائزين من شباب وكبار الأدباء والكتاب في مختلف مجالات الجائزة والتي تضم: الرواية، والمجموعة القصصية، والسيناريو السينمائي والنص المسرحي والنقد الأدبي والسرديات الأدبية وأدب الطفل، وذلك بمشاركة عدد كبير من الفنانين والمبدعين المصريين.

ويتضمن برنامج الحفل أيضًا فقرة فنية لفرقة هواة خريجي الجامعة الأمريكية في مصر لفنون الفلكلور، بالإضافة إلى العديد من الفقرات الأخرى التي سيتضمنها الحفل.

جدير بالذكر أن المسابقة تلقت خلال هذه الدورة 1202 استمارة تقديم في مختلف فروع الجائزة، وقد تم تقييم الأعمال المقدمة بواسطة 7 لجان تحكيم محايدة تضم نخبة من الأدباء والكتاب والسينمائيين والنقاد وأساتذة الدراما في مصر، كما تم رفع قيمة الجوائز هذا العام في كل فروع الجائزة، وإضافة جائزة (المركز الثاني) لأفضل كتاب للأطفال تحت 12 سنة.

تعد جائزة ساويرس الثقافية أحد أهم برامج مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية في دعم جهود التنوير الثقافي وإثراء روح الأمة وبعث نهضتها، حيث أطلقت الجائزة في عام 2005 لاختيار الأعمال الأدبية المتميزة لكبار وشباب الأدباء والكتاب المصريين بهدف تشجيع الإبداع الفني وإلقاء الضوء على المواهب الجديدة الواعدة وتكريم النخبة من قامات الأدباء والكتاب عن أعمالهم الإبداعية في مجالات الرواية والقصة القصيرة والسيناريو السينمائي والنص المسرحي والنقد الأدبي والسرديات الأدبية، وأدب الطفل.

ومنذ انطلاقها وعلى مدار 19 عامًا، شكلت الجائزة قاعدة مثالية لإثراء الحياة الثقافية في مصر، من خلال تتويج العديد من التجارب الإبداعية الحقيقية، كما استطاعت أن تحقق مكانة بارزة بين الجوائز العربية والمحلية.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: كأس الأمم الإفريقية حصاد 2023 أسعار الذهب الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء فانتازي الحرب في السودان طوفان الأقصى سعر الفائدة رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 المهندس نجيب ساويرس جائزة ساويرس الثقافية حفل جائزة ساويرس طوفان الأقصى المزيد الأدباء والکتاب فی مصر

إقرأ أيضاً:

فيلم "نه تشا 2" يشعل موجة جديدة من السياحة الثقافية في الصين

 

تشو شيوان **

في الآونة الأخيرة، تصدَّر الفيلم الصيني "نه تشا 2" (Ne Zha 2) قائمة الأفلام الأكثر مبيعًا في تاريخ السينما الصينية، مُحطِّمًا العديد من الأرقام القياسية المحلية والدولية، ولم يكتفِ الفيلم بتحقيق إيرادات تجاوزت 12 مليار يوان صيني فحسب، متفوقًا بذلك على جميع أفلام الرسوم المتحركة المحلية وحتى الدولية، بل أطلق أيضًا موجة ثقافية وسياحية تحت عنوان "السفر حول الصين مع الفيلم".

ولا يكمُن سر نجاح هذا العمل في إنتاجه الباهر أو قصته المؤثرة فحسب، بل في قدرته على الجمع بذكاء بين عناصر الأساطير الصينية العريقة واقتصاد السياحة الثقافية الحديثة، مما وفر للجمهور تجربة ثقافية ممتدة من الشاشة إلى أرض الواقع.


 

لقد ساهمت شعبية "نه تشا 2" بشكل كبير في تعزيز الاهتمام بالسياحة في المناطق المرتبطة بأسطورة "نه تشا"؛ حيث إن مدنًا مثل ييبين في مقاطعة سيتشوان، وتيانجين، وشيشيا في مقاطعة خنان، أصبحت وجهات سياحية مرغوبة لعشاق الفيلم، وذلك بفضل ارتباطها الوثيق بأسطورة "نه تشا". وتشير البيانات إلى أن عمليات البحث السياحي المتعلقة بـ"نه تشا" قد ارتفعت بأكثر من 5 أضعاف مقارنة مع العام الماضي، مع زيادة ملحوظة في عمليات البحث عن مدن مثل ييبين وجيانغيو بنسب تراوحت بين 225% و453% على أساس شهري.

من وجهة نظري، يُمثِّل نجاح "نه تشا 2" نموذجًا رائعًا لكيفية استغلال الصناعة السينمائية للتراث الثقافي لتعزيز السياحة والاقتصاد المحلي، فالفيلم لم يقدم قصة مرئية مذهلة فقط، بل نجح أيضًا في تحويل الأساطير القديمة إلى محرك للتنمية الاقتصادية والثقافية. هذا النهج الذكي في الدمج بين الفن والتراث والاقتصاد يُثبت أن الأفلام ليست مجرد وسيلة ترفيه؛ بل أداة قوية لتعزيز الهوية الثقافية وجذب السياحة العالمية، ويمكننا القول إن "نه تشا 2" ليس مجرد فيلم ناجح، بل ظاهرة ثقافية واقتصادية، وهذا يؤكد أن الفن عندما يُستثمر بشكل صحيح، يمكن أن يصبح جسرًا بين الماضي والحاضر، وبين الثقافة والاقتصاد.

وحتى يفهم القارئ العربي أسطورة "نه تشا"؛ فهي واحدة من أشهر الأساطير الصينية التي تعود جذورها إلى التراث الأسطوري الصيني القديم، والتي تُصوِّر "نه تشا" كبطل خارق وشجاع، غالبًا ما يُصوَّر على أنه طفل صغير يتمتع بقدرات خارقة وسلاح سحري يُعرف باسم "دوائر السماء والأرض". ووفقًا للأسطورة الأصلية، وُلد "نه تشا" بطريقة غير عادية؛ حيث خرج من بطن أمه على شكل كرة لحمية، ثم تشكل ليصبح طفلًا مُذهلًا. اشتهر "نه تشا" بمواجهته للشر والأعداء، بما في ذلك التنين الذي أثار الفوضى في البحر، مما جعله رمزًا للشجاعة والتضحية. تُعتبر قصته جزءًا من الروايات الكلاسيكية مثل "أسطورة  خلق الآلهة"، والتي تجمع بين العناصر الأسطورية والدينية. و"نه تشا" ليس مجرد شخصية أسطورية؛ بل يمثل أيضًا قيمًا مثل البراءة والقوة؛ مما جعله شخصية محبوبة في الثقافة الصينية؛ سواء في الأدب أو الأفلام أو الفنون الشعبية.

وهذا الفيلم ليس حالة فريدة من نوعها، بل جزء من ظاهرة أوسع تشهدها الصين خلال السنوات الأخيرة؛ حيث ساهمت العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية في تعزيز السياحة في المناطق الصينية المختلفة. ومع ذلك، تكمُن خصوصية "نه تشا 2" في قدرته على بناء نظام بيئي ثقافي وسياحي متكامل، من خلال مسار مبتكر يبدأ بسيناريو القصة، مرورًا بإنتاج العمل الفني، ووصولًا إلى بناء علامة تجارية قوية للمنتج. على سبيل المثال، استخدمت مقاطعة جيانغشي التكنولوجيا الرقمية لإعادة إنشاء مكان ميلاد "نه تشا" عبر "ممر تشنتانغ الافتراضي"، بينما أطلقت مقاطعة سيتشوان دراما قصيرة غامرة حول الموضوع، مما حوّل السرد الأسطوري إلى منتجات سياحية تفاعلية. هذا التحول من مرحلة "التقاط الصور" إلى مرحلة "الانغماس الثقافي" يجعل السائحين ليسوا مجرد متفرجين، بل مشاركين فاعلين في العالم الأسطوري الذي يعيشونه.

من وجهة نظري، يثبت التأثير الثقافي والسياحي لفيلم "نه تشا 2" أن الأعمال السينمائية والتلفزيونية ليست مجرد وسائل ترفيهية استهلاكية، بل هي أيضًا أدوات قوية لنقل الثقافة وتعزيز التواصل الحضاري. عندما تقفز شخصية نه تشا من الشاشة إلى أرض الواقع، فإن ما يبحث عنه السائحون ليس مجرد مشاهد الفيلم، بل أيضًا الشعور بالارتباط الروحي مع الأساطير الصينية العريقة. وهذا الارتباط يخلق تجربة سياحية غنية تترك أثرًا عميقًا في نفوس الزوار.

في المستقبل، ومع تزايد انتشار حقوق الملكية الفكرية للأفلام والتلفزيون الصينية على المستوى الدولي، يمكن لصناعة السياحة الثقافية في الصين أن تفتتح فصلًا جديدًا من التكامل بين الثقافة والسياحة. هذا التكامل يمكن أن يعزز مفهوم "تشكيل السياحة من خلال الثقافة، وتعزيز الثقافة من خلال السياحة"، مما يجعل الأفلام دليلًا للعالم لفهم الصين بشكل أعمق. وبذلك، تصبح الثقافة الصينية جسرًا للتواصل بين الشعوب، وتتجذر الثقة الثقافية في رحلة السفر، مما يعكس صورة الصين كحضارة عريقة وحديثة في آن واحد.

خلاصة القول.. يُعد "نه تشا 2" نموذجًا رائدًا لما يمكن أن تحققه صناعة السينما الصينية عندما تجمع بين الإبداع الفني والترويج الثقافي، لقد تجاوز الفيلم حدود الشاشة ليصبح ظاهرة ثقافية وسياحية، مؤكداً قوة الفن في تشكيل الواقع وتحفيز الاقتصاد. ومن يدري؟ ربما تكون هذه مجرد بداية لموجة جديدة من الأفلام الصينية التي تسعى إلى تحقيق التكامل بين الثقافة والفن والسياحة.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية - العربية

 

مقالات مشابهة

  • ساويرس: الاستثمار الفندقي يحتاج لسنوات لجني الأرباح
  • سميح ساويرس: الحوافز الاستثمارية مهمة في تطوير قطاع السياحة
  • بالصور.. الاحتفاء بإطلاق جائزة رابطة الأدباء للشعر والسرد الأدبي بالكويت
  • الكشف عن القائمة النهائية لمقدمي جوائز حفل الأوسكار 2025
  • زايد: اختيار مكتبة الإسكندرية للإعلان عن جائزة البوكر دليل على قوة مصر الثقافية
  • “كنت رئيسًا لمصر”.. مذكرات محمد نجيب بين الرواية والتاريخ
  • د. محمد بشاري يكتب: هل التعددية الثقافية والمذهبية عامل استقرار أم فتيل صراعات؟
  • التحولات والصراعات الثقافية
  • فيلم "نه تشا 2" يشعل موجة جديدة من السياحة الثقافية في الصين
  • الأمير محمد بن فهد “فارس نهضة الشرقية”