قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري إن التكلفة التي تحملها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية فك الاشتباك في المنطقة الشمالية من قطاع غزة كانت باهظة، لافتا إلى أن قواته المنسحبة تحتاج إلى إعادة تأهيل وبناء جاهزية.

وأشار الدويري في تحليل عسكري للجزيرة إلى أنه رغم تضارب التصريحات بشأن انسحاب قوات الاحتلال من شمال غزة فإن ما تم رصده في مجريات المعركة يؤكد هذه الانسحابات في الشمال وكذلك في مناطق شرق القطاع.

وأضاف أن هذه الانسحابات كانت تجري على قدم وساق خلال الأيام الماضية، و"هي ما سميناها "عملية فك الاشتباك" التي كانت تكلفتها باهظة لجيش الاحتلال"، مشيرا إلى أن فيديوهات قوى المقاومة التي بثت مؤخرا تؤكد ذلك بوضوح.

إعادة تموضع

ويرى الخبير العسكري أنه من المرجح أن تقوم قوات الاحتلال بإعادة التموضع في غلاف غزة وليس داخلها، لكن ذلك لا يعني التخلي عن تنفيذ عمليات القصف المدفعي والصاروخي والجوي والدخول البري في أوقات لاحقة.

وفي هذا السياق، يوضح الدويري أن جيش الاحتلال سيبقى يدفع بقواته في محاولة للوجود المؤقت والمتكرر، وهو ما يعني إنشاء حواجز ونقاط تفتيش ستكون على شارع الرشيد وصلاح الدين وفي وادي غزة.

وأضاف أن القوات المنسحبة تحتاج إلى إعادة تأهيل وبناء الجاهزية، وفي حال أتمت ذلك فإن من الممكن أن يتم الدفع بها في مناطق خلفية لمنطقة ما بعد الغلاف كما جرى مع لواء جولاني، فعندما انسحب تمت إعادة تأهيله والزج به في الجنوب.

ويرى الدويري أنه بعدما جرى من استهداف طويل فمن المتوقع أن يتم التدحرج في آلية الصراع في ظل إجبار جيش الاحتلال على الانسحاب من مناطق دخلها، خاصة في الشمال، حيث لم يبق سوى 25% من قواته التي كانت موجودة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

متى وكيف سينفذ الاحتلال عمليته البرية بجنوب لبنان؟ الدويري وحنا يجيبان

يرى محللان عسكريان أن العملية البرية المحتملة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان قد تكون وشيكة، غير أن توقيتها وطبيعتها يخضعان لعوامل ميدانية وإستراتيجية متعددة.

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين أن إسرائيل تستعد لاجتياح "وشيك" للبنان، وسط قلق أميركي من توسع نطاق الحرب، ودعوات بريطانية وفرنسية إلى عدم شن هجوم بري على لبنان.

وفي تحليل للمشهد العسكري، قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن العملية قد تنطلق في غضون ساعات أو أيام، وهي مرهونة بالظروف الميدانية والموضوعية واستكمال التحضيرات اللازمة.

ويتوقع الدويري أن تتخذ العملية شكل مناورة متعددة الأبعاد، تشمل هجوما رئيسيا وآخر ثانويا، إضافة إلى هجوم مساند، في إطار ما يعرف بالعمليات العسكرية المشتركة.

ويفصّل الدويري سيناريو محتملا للعملية، حيث تبدأ بقتال في الجبهة الأمامية، مع احتمال تنفيذ عمليات إنزال في العمق وهجوم مساند في محور آخر.

هجوم ثانوي

ويرجح الدويري أن يكون الجهد الرئيسي والهجوم الأساسي في المنطقة الوسطى بين بنت جبيل وعيتا الشعب وحولا، مع إمكانية تعزيز الهجوم الثانوي من البحر، مصحوبا بعمليات إنزال وحملة جوية واسعة النطاق.

وفيما يتعلق بعمق العملية، يشير الدويري إلى وجود عوامل ضاغطة على جيش الاحتلال قد تدفعه لتوسيع نطاق العملية، فحتى لو بدأت العملية بعمق 5 كيلومترات، فإن العقيدة العسكرية الإسرائيلية تدعو إلى تعزيز النجاح وتطويره، مما قد يؤدي إلى توسيع العملية وصولا إلى نهر الليطاني في حال تحقيق نجاحات أولية.

ويلفت الدويري الانتباه إلى أهمية الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى التي يمتلكها حزب الله، والتي قد يصل مداها إلى ما يتجاوز 300 كيلومتر/ويعتقد أن إسرائيل تستهدف مناطق التكديس والمصانع والمستودعات المرتبطة بهذه الصواريخ، خاصة في مناطق شمال بعلبك وقرب الهرمل.

كما يشير الدويري إلى هدف العمل خلف خطوط العدو، وهو تحديث بنك المعلومات الاستخباراتية، خاصة في ضوء التطورات الأخيرة والتغيرات المحتملة في الخطة الدفاعية لحزب الله.

من جانبه، يركز العميد إلياس حنا على الانتشار العملياتي لحزب الله، مشيرا إلى أهمية مناطق نصر وعزيز وبدر كمركز للتماس الأساسي، ويرى أن المعركة الحاسمة ستكون بين منطقتي نصر وعزيز، حيث يعتمد حزب الله على الدفاع الإستراتيجي لحماية منظومته الصاروخية.

عمق العملية

ويعتقد حنا أن جيش الاحتلال لن يقبل بالدخول في حرب وفق شروط حزب الله، مشددا على أن عمق العملية سيعتمد على رغبة إسرائيل في كسب الوقت والمساحة، مع الأخذ في الاعتبار التحديات المتزايدة كلما توغلت القوات.

ويرى حنا أن توغل القوات الإسرائيلية وبقاءها في الأراضي اللبنانية قد يحولها إلى أهداف سهلة، فضلا عن حاجتها إلى نشر عدد كبير من الوحدات للحفاظ على وجودها، كما يشير إلى أن هذا التوغل سيعيد الشرعية لحزب الله كحركة مقاومة ضد الاحتلال.

ويقارن حنا بين الوضع الحالي وحرب 2006، مشيرا إلى الاختلافات في الجهوزية والتحضيرات، ويستذكر معركة وادي الحجير، حيث تكبدت القوات الإسرائيلية خسائر فادحة دون تحقيق أهدافها.

ويؤكد أن نجاح العملية الحالية سيعتمد بشكل كبير على مدى استعداد حزب الله وتحضيره لأرضية المعركة للقتال التراجعي والدفاع المرن.

كما يلفت حنا الانتباه إلى الاختلافات بين البيئة التي سيواجهها الجيش الإسرائيلي في لبنان مقارنة بما واجهه في قطاع غزة، مؤكدا على الطبيعة الجبلية للأرض اللبنانية وتأثيرها على سير العمليات.

مقالات مشابهة

  • الدويري: القسام تفسد على نتنياهو خطاب النصر بذكرى 7 أكتوبر
  • الدويري: الفترة الحالية صعبة على المقاومة بغزة رغم جاهزية المقاتلين
  • الإعمار تعلن إنجاز مشروع إعادة تأهيل جسر داقوق القديم في كركوك
  • الدويري: 4 أوراق قوة يملكها حزب الله أمام عملية الاحتلال البرية
  • مدبولي: تخفيف المعاناة عن الحالات التي تحتاج رعاية طبية من صميم عمل الحكومة
  • وزير الإعلام : تصريحات المدعو نصر الله حول مأرب كشفت عن حجم المؤامرة التي كانت تستهدف هذه المحافظة البطلة
  •  متى وكيف سينفذ الاحتلال عمليته البرية بجنوب لبنان؟ الدويري وحنا يجيبان
  • طلاب الدفعة (26 طب) مارسوا نفس الفوضي التي كانت تحدث في الخرطوم فتم طردهم الى السودان
  • متى وكيف سينفذ الاحتلال عمليته البرية بجنوب لبنان؟ الدويري وحنا يجيبان
  • نائب حسن نصر الله يكشف أسماء القيادات التي كانت مع الأخير ولقيت مصرعها بعملية الاغتيال بضاحية بيروت الجنوبية