□□ لماذا توثق المليشيا جرائمها بنفسها؟
□ لماذا تصور ڤيديوهات واضحة عن الإنتهاكات والعنصرية والإبادة الجماعية؟
□ مع العلم أن لهم دائرة شؤون قانونية، ودائرة حقوق إنسان، وعلي رأسها كل واحدة منهما خبراء.
□ لعلي لا أجد تفسير لذلك إلا لأنهم أمِنوا الإدانة والمسآءلة، وبالتالي أمِنوا العقاب.
□ فطفقت المليشيا تطلق أفرادها في إعلام مدفوع القيمة و(متعوب عليه)، تبعث في تهديداتها للمواطنين، وتتوعد عن قرب وصولهم للمنطقة الفلانية والولاية الفلانية، وتشريد شعبها، والتنكيل بهم، بل وجعلهم لاجئين.


□ لا يكتفون بذلك بل يرسلون تهديدات وإشارات سخيفة عن نساء هذه المناطق، فهم فاقدي نخوة ومروءة.
□ كما أثبتوا وصوروا بأنفسهم فيديوهات إغتصابات.
□ تفعل كل ذلك لأن هذه المليشيا ببساطة لها سند داخلي وخارجي، ينفذون معا خطة لهذا لبلد المنكوب.
□ تجد تلك الخطة الدعم الداخلي من أحزاب سياسية شكلت حاضنة وحامية لهذه المليشيا، هذه الأحزاب هي التي كانت تقود المعارضة في البلاد لمدة ثلاثين عاما وبعضها يفوق هذا الزمن بكثير، وهي بالتالي الأحزاب التي تمتلك أدوات المعارضة وتعرف كيف تؤثر علي الجمهور.
□ وبالتالي نجحت في تحييد جزء كبير من المواطنيين تجاه ما يحدث في البلد، وجعلته يغض الطرف عن أعمال المليشيا، لأن مجرد الإحتجاج والإدانة تعني كونه (داعم للحرب)، وبالتالي وضعت له الوصف الدامغ إنه من فئة(البلابسة)، هذا أعجب ما رأيت!
□ هكذا مورست حيل نفسية مدروسة بدقة فائقة في هذه الحرب، فهي حرب تم الإعداد لها بدقة متناهية.
□ ولها رصيد علاقات خارجية نمت خلال فترة المعارضة، ونجدها الآن بما تعرف من أدوات تحاول التقليل من جرائم المليشيا والتغطية عليها والتبرير لها (وكلامهم وتصريحاتهم مبذولة)، ورفض الإدانة لما تم ويستمر من إنتهاكات طالتهم هم شخصيا(أي قيادات وجمهور هذه الأحزاب الداعمة).
□ وبالتالي يستمرون في الإستماتة في صرف نظر العالم عن حقيقة ما يحدث للمواطنين من مآسي في محاولة لتجيير الأحداث لمصلحة هذه الأحزاب (المعارضة دوما لمصلحة الوطن)، ضعيفة القواعد الشعبية.
□ لذلك تجد المليشيا دعما دوليا وإقليميا بسبب الإتصال المباشر بين هذه الحواضن السياسية وأطراف إقليمية.
□ لذلك نجد قائد المليشيا الذي يمارس الفظائع مع مواطنين عزل يجد إستقبالا رئاسيا وحفاوة في دول الجوار، رغم أن ليس له صفة رسمية، ولا أظن إنه تفوت علي فطنة المواطن السوداني الحصيف مشهد التودد والفرحة الذي وجده قائد الإنتهاكات والقتل من قبل قيادات هذه الأحزاب، تودد بلغ حد التذلل.
□ سألني أحد الإخوة الصحفيين العرب بإندهاش عندما علم حقيقة مامارسته المليشيا في السودان من إنتهاكات: هل معني ذلك إن دم المواطن السوداني رخيص أم أن هنالك تجهيل وتعتيم عن حقائق ما يحدث في السودان؟
□ وأنا أضيف في الوقت الذي تجد فيه القوات المسلحة ضغطا من قبل هذه الأحزاب في محاولة لإدانتها دوليا:
□ لماذا تجد المليشيا راحة تامة في إرسال ڤيديوهات مصورة موثقة لكامل جرائمها، وتعدياتها اللفظية، وتهديداتها بسلب أمان الشعب السوداني؟
□ لماذا؟

إيمان نمر
Iman Nemer

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: هذه الأحزاب ما یحدث

إقرأ أيضاً:

رشان اوشي: المأزق السوداني متعدد الأوجه

فداحة الأمر أن المأزق ليس عسكرياً فقط ، ولكنه متعدد ومختلف الاسماء ، أنه دولياً، سياسياً، عسكرياً، وداخلي أيضاً يتعلق بتركيبة المجتمع السوداني ، والأهم أنه مأزق أخلاقي.
وما حرب 15/ابريل الا نقلة كبيرة بين لحظتين قريبتين زمنياً تكشف عن الاحتمالات الغزيرة للتقلبات السياسية، وأن الأمور فعلاً في البركة الآسنة المسماة السياسة ليست اختياراً بين لونين، الأبيض والأسود، بل هي في أغلب الأحيان، درجات من الألوان، بما فيها المنطقة الرمادية.

سياسياً.. ولأن البندقية لا تعرف الألوان الرمادية ، قاتل الجيش الوطني بظهر مكشوف ، بدون حاضنة سياسية ، ولا غطاء سياسي ، ولا خطاب تعبوي ، كل ذلك نتاج مواقف القوى السياسية التي تقوم على البراغماتية ، وهي بالطبع لا تتسق مع موقف الجيش الذي أعلنه الرئيس “البرهان ” في خطاب شهير إبان أزمة “الإطاري”، قال فيه:”الجيش يقف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية” .

الجميع يسعى لامتطاء ظهر القوات المسلحة وصولاً إلى السلطة، عندما أيقنوا أن الجيش وقيادته لن يتحالفوا مع حزب سياسي بل مع الوطن فقط، انفضوا عنه، والذاكرة القريبة تحتفظ بالرحلات المتكررة بين القاهرة بورتسودان ، وحماسة المؤتمرات التي عقدت خلال الأشهر الماضية .

عسكرياً .. لا تزال هناك عراقيل مستمرة تعمل على حرمان الجيش السوداني من أخذ دوره في استعادة استقرار البلاد، فبعد أن تعرض الجيش لأكبر عملية إبادة وتدمير لبنيته ومعسكراته وآلياته وقواعده وطائراته في خلال عام ونيف من الحرب ، يعيش الآن تحت نير الحرب النفسية ، التي تحاول صنع هوة بين قيادته والشعب بأنها قيادة مهزومة عسكرياً، وأن الجيش يفر من المواجهة الميدانية.

والحقيقة أن الجيش السوداني لم يقاتل من قبل داخل المدن وبين المواطنين ، بجانب الاستنزاف المادي اليومي في ظل حصار دولي ، وحدود مفتوحة مع جيران متآمرين ،قبضوا ثمن تأجيج الحريق في السودان على الملأ.

دولياً.. جرت محاولة لإسقاط الدولة من خلال استخدام الغرب لقوته السياسية التدميرية بحجة حماية المدنيين، وغض الطرف عن حرب غير اخلاقية، استخدمت فيها كل المحرمات الدولية ، جعلت السودان أرضاً مشاعاً للفارين وقُطّاع الطرق والإرهابيين، ينهبوا ،يغتصبوا ويقتلوا المدنيين وكان الهدف من ذلك هو إسقاط الدولة ونشر الفوضى.

الأزمة بجميع تعقيداتها الداخلية والخارجية، وتناطح السياسيين، وهم المناط بهم توفير الغطاء السياسي ، والخطاب التعبوي لمساندة الجيش الوطني وهو يخوض حرباً وجودية ، قد تكون نتائجها كارثية، ومنها أنهم لن يجدوا بلداً يتصارعون على حكمه .

بجانب تآمر بعض السياسيين مع مشغليهم من الخارج لإفشال جهود الجيش في حماية الدولة من السقوط في أيدي مليشيات المرتزقة الأجانب ، بل وحاولوا إصابته في مقتل بالمساهمة في حملات الحرب النفسية التي تصف الجنود والضباط بالفارين من سوح القتال ، حتى يتراجع دور الجيش بقصد تفكيكه وهو الأمر الذي تسعى إليه بعض الدول الكبرى المتدخلة في الشأن السوداني .

داخلياً.. تعقيدات المجتمع السوداني كانت سبباً آخر ولكنه ثانوي في استمرار الحرب بهذه الوتيرة ، لأن الشعب لم يجد سياسياً محترماً يقدمه قائداً ملهماً للجماهير ، حتى رجال الإدارة الأهلية ولغوا في المؤامرة وقبضوا الثمن.

أهم خطوة يجب أن تسبق أي حوار سياسي حول تقاسم السلطة ، هي السعي لإخلاء السودان من الميليشيات والمرتزقة والقوات الأجنبية وإلا أصبحت كل مجهودات التسوية السياسية حرث في البحر .

يجب أن تعلم دول الجوار التي ترعى مشروعات التسوية السياسية ،ان المرتزقة خطر على الجوار أيضاً، وهناك من يرى أن حتى خروجهم بأسلحتهم يعتبر خطراً إقليمياً آخر، وبخاصة في ظل وجود صراعات في المنطقة .

ملف الميليشيات والمرتزقة ليس ملفاً سودانياً خالصاً بالمطلق، ومن يظن أن خروجهم هو رهين إرادة سودانية خالصة هو مخطئ، فوجود المرتزقة هو نتيجة تدخلات خارجية وحرب بالوكالة في السودان ، وبالتالي أي مطالبة لإخراج هذه الجماعات لا بد أن تمر عبر بوابة الدول الكبرى المتدخلة في الشأن السوداني ، فمن جلب العفريت هو من يصرفه.
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قرعة منتخب السودان في تصفيات افريقيا بعيون الفنيين
  • رشان اوشي: المأزق السوداني متعدد الأوجه
  • مصر تستضيف مؤتمرا لمناقشة وقف الحرب في السودان
  • القوى السياسية السودانية: نشكر مصر لمبادرتها جمع الفرقاء السودانيين (بيان)
  • الخارجية تدين امتداد إنتهاكات المليشيا المتمردة لمناطق الانتاج الزراعي
  • مؤتمر القاهرة.. تحرك حثيث لرأب الصدع في السودان
  • الجيش السوداني يحدد 4 شروط للتفاوض مع الدعم السريع
  • كيكل الشكرى …هل أكل تيرابه ام خرب جلدا يبقى له سقى (4)
  • (فرحة الدعامة والقحاتة) بما يحدث الان فى سنجة والدندر
  • البرهان يحدد شروطا للتفاوض مع الدعم السريع.. وتوسع في خطة مساعدة السودان