لا شيء يعطيك دفعة كبيرة من الإصرار والجلدة والصبر والاستمرار رغم الألم العميق في النفس الذي لا يمكن أن يُمحى من الذاكرة مهما تقادمت الدهور وتظل عبرة لكل إنسان رأى ذلك المشهد البطولي للصحفي وائل الدحدوح الذي لم تثنيه صواريخ الكيان الصهيوني التي تستهدف فلذات أكباده لكي تسكته وتحجب الحقيقة عن العالم المتخاذل أمام وحشية النازية الجديدة “إسرائيل” بحق الفلسطينيين في قطاع غزة!
كالجبل يقف صادحا بصوته الهادر بالتراجيديا التي تحدثه آلات الدمار والقتل الإسرائيلية في غزة وعموم فلسطين كل ساعة كاشفا بشاعة عدو أرعن وجبان لا يرعوي بطفل ولا امرأة استشهدوا بصواريخه وصاروا تحت التراب.
الدحدوح وجميع الصحفيين بغزة، حالات فريدة في عالم الصحافة الدولية، فهم يعطون دروساً ميدانية ومجانية على الهواء مباشرة في الإعلام والتضحية من أجل الحرية والكلمة الصادقة والمواجهة والمغامرة في سبيل الدفاع عن الحقيقة وفضح جرائم الاحتلال الغاصب.
الدحدوح، شخصية اختزلت كل معاني الرجولة والاخلاص والوفاء والتضحية لوطنه والقضية الفلسطينية العادلة.
ولا أخفيكم أننا صرنا نردد كلمة “خليك دحدوح”، كمثال للعزم والقوة والوطنية والهمة والصمود الاسطوري في وجه أعتى غطرسة في العالم على غرار “خليك رجال” باللهجة اليمنية الدارجة أو “خليك جدع” كما يقول المصريين!
وفي العموم هذه سجايا الفلسطينيين برمتهم، وما الدحدوح سوى أحد هؤلاء الصناديد الجبابرة الذين يسطرون ملاحم بطولية في وجه صلف الكيان المحتل الذي يستخدم أقصى قوته ونفوذه الدولي لإبادة شعب عربي عريق جذوره ضاربة في أعماق الأرض.
وما يحدث للدحدوح ينطبق مع جميع الزملاء الصحفيين المتواجدين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة وكذا جنوب لبنان الذين يتعرضون باستمرار للقمع المباشر وغير المباشر بهدف ارعابهم ومحاولة لكسر إرادتهم وثنيهم عن تعرية سوءة الاحتلال وحجب المجازر التي يرتكبها بحق الفلسطينيين على مرأى ومسمع من العالم!
إن استهداف إسرائيل للزملاء الصحفيين في قطاع غزة وجنوب لبنان يؤكد بجلاء الزيف والتضليل الذي كان يتوارى خلفه الاحتلال ويتشدق بمعاني الحرية والديمقراطية ويدعي الحضارة المنعدمة أساساً في سلوكه الإجرامي البشع في حق الفلسطينيين العزل والمدنيين ويستخدم كل أساليب القمع التي تتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يؤجل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين حتى وقف المراسم المهينة
أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه تقرر تأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين حتى ضمان إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين التاليين.
وقال مكتب نتنياهو في بيان صادر عنه الأحد: "في ضوء الانتهاكات المتكررة من جانب حماس، بما في ذلك المراسم التي تسيء إلى كرامة رهائننا والاستخدام الساخر لهم لأغراض دعائية فقد تقرر تأجيل إطلاق سراح الإرهابيين المخطط له".
وأضاف أن هذا التأجيل سيكون "حتى يتم ضمان إطلاق سراح الرهائن التاليين، وبدون المراسم المهينة".
وخلال إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين ضمن الدفعة الأخيرة من المرحلة الأولى لصفقة التبادل واتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بثت كتائب "القسام" فيديو يظهر كواليس تسليم 3 من أسرى الاحتلال في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة.
وقبيل التوجه إلى موقع التسليم وسط النصيرات، ذهب الأسرى الثلاثة إيليا ميمون إسحق كوهن، وعمر شيم توف، وعومر فنكرت، إلى أرض زراعية، حيث قال أحدهم مشيرا إلى جذع شجرة زيتون، إن عمرها أكبر من عمر دولة "إسرائيل".
والمفاجأة في الفيديو تمثلت في جلب أسيرين آخرين لم يطلق سراحهما إلى موقع التسليم، حيث صدما حينما شاهدا رفاقهما بالأسر في لحظة التحرر.
وعبر الأسيران وهما أفيتار دافيد، وغي جلبوع، عن صدمتهما من المشهد، مناشدين حكومة الاحتلال بإطلاق سراحهما عبر صفقة تبادل.
وجاء الفيديو كوسيلة ضغط صادمة على حكومة الاحتلال من أجل التسريع في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وناشد الأسيران نتنياهو بالتدخل السريع قبل استئناف الحرب التي تهدد حياتهما.
والسبت، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأسرى الفلسطينيين المشمولين في الدفعة السابعة من صفقة التبادل، وذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلى جانب تأخير الإفراج عنهم، رغم تسليم المقاومة للأسرى الإسرائيليين الستة المتفق عليهم.
وأكد مسؤول الإعلام في مكتب الشهداء والجرحى والأسرى في حركة حماس ناهد الفاخوري أن "الاحتلال أحدث تأخيرا وتجاوزات بخصوص الإفراج عن الأسرى"، موضحا أنه "جرى الاعتداء عليهم قبيل الإفراج عنهم".
وتابع الفاخوري في بيان وصل "عربي21" نسخة منه: "الاحتلال يحاول التلاعب ببعض أسماء الأسرى المقرر الإفراج عنهم"، مضيفا أننا "نؤكد استعدادنا للإفراج عن جميع الأسرى مقابل كل الأسرى الفلسطينيين".