يقدم جناح الأزهر الشريف بـ معرِض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ55 لزواره كتاب «هيئة كبار العلماء وقضايا الأمة»، بقلم المؤلفيْن: الدكتور محمود صدقي الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور حسن إبراهيم يحيى، المدير العام بهيئة كبار العلماء.

 أحدث إصدارات كُتب الأزهر 2024

ويتناول الكتاب جهود هيئة كبار العلماء في تشكيلها الأوَّل «1329-1381هـ/ 1911-1961م»؛ بهدف عرض فترةٍ مشرقةٍ من تاريخ علمائنا غابت عن أنظار المتعلِّمين إهمالًا، أو غُيِّبت عنهم عمدًا.

كتاب «هيئة كبار العلماء وقضايا الأمة»

ويشير الكتاب في مقدمته إلى أن المتأمِّل للتَّاريخ بإنصافٍ يدرك أنَّ الله -تعالى- قد حفظ الأزهر بالإسلام، وحفظ الإسلام بالأزهر، ووقائع التَّاريخ شاهدة بأنَّ روح الإسلام؛ عقيدةً، وشريعةً، وسلوكًا قد عمَّرت جنبات الأزهر وأروقته، وشغلت قلوب رجاله وعقولهم، حتى صار الأزهر ورجاله الحصن الحصين، والمعقل الآمن لثقافة الأمة؛ حيث انتهت إليه أمانة التَّبليغ، واستقرَّت به المحجَّة البيضاء، واستعصمت به لغة القرآن، ومنذ كان الأزهر الشَّريف في دنيا النَّاس وهو يرسل أضواءه الهادية المتلاحقة على المجتمعين العربيِّ والإسلاميِّ، بل وعلى المجتمع الإنساني.

جهود أعضاء هيئة كبار العلماء

وقد طوَّف هذا الكتاب حول جهود السَّادة أعضاء هيئة كبار العلماء في فترتها الأولى «1329-1381هـ / 1911-1961م»، في ثلاث قضايا رئيسة، اشتملت على القضايا العلميَّة والوطنيَّة والعالميَّة.فأمَّا القضايا العلميَّة؛ فقد أدرك السَّادة علماء الهيئة منذ وقتٍ مبكرٍ أنَّ التَّعليم ضرورةٌ لأيِّ أمَّةٍ تنشد الحياة الكريمة، فحمل أعضاء الهيئة على عاتقهم أمانة المحافظة على نظام التَّعليم الأزهري الأصيل مع حرصهم على مواكبته للعصر، فلم يفرِّطوا في المناهج الأزهريَّة الأصيلة، وأبقوا على روح التراث الإسلاميِّ نابضةً بالحياة؛ وفي الوقت نفسه لم يهملوا التَّطوُّر الَّذي يشهده العصر، وبذلك جمعوا بينهما بما يخدم قضيَّة التَّعليم، ويجعلها متجاوبةً مع حاجات المجتمع.

حياة العلماء 

كما اكد الكتاب أن العلماء  هذا الجانب العلمي لم يكونوا يعيشون حياةً هادئةً، يشرحون الكتب، ويعقدون المجالس، وإنَّما كانت لهم صولاتٌ وسجالاتٌ علميَّةٌ، حُقَّ لكلِّ أزهريٍّ أن يفخر بها؛ لما فيها من قوَّة الحقِّ، وبراعة الأسلوب، وحسن المناقشة والمناقدة، وقد كانت هذه السِّجالات العلميَّة سببًا في تحرير كتبٍ أظهرت ما في القرآن من العلوم الكونيَّة والعمرانيَّة، وأثبتت تواتره واتِّصال سنده، وكتبٍ احتفظت للعلماء بحقِّهم ومكانتهم، وللعلوم بحقِّها ومكانتها، وخاصَّة حين يُتَّهم الإسلام بأنَّه لا علاقة له بالحياة وما فيها من اقتصادٍ وسياسةٍ وعلومٍ وغير ذلك.

قضية «الحق الفلسطيني»

وأمَّا القضايا الوطنيَّة، فيشير المؤلفان إلى أن مصر الفتيَّة قد مرت في المدَّة الزَّمنيَّة من 1911م إلى 1961م بأحداثٍ جسامٍ، ضمَّت في طيَّاتها مجموعةً من القضايا المصيريَّة الكبرى، الَّتي كانت تحتاج يقظةً غير عاديَّةٍ، وإدراكًا دقيقًا للواقع، وقراءةً واعيةً للمستقبل، فقد ابتليت مصر آنذاك بمحتلٍّ غاصبٍ لا يهدأ، ولا يفتر عن محاولات تغريب الأمَّة وعزلها عن تراثها، بغية أن يترتَّب على هذا التَّغريب الثَّقافي استقرار قدمه في مصر؛ فهو يكيد للمصريين، وينشر الفتن، ويزرع الضَّغائن، ويحيي النَّعرات الطَّائفيَّة، ويقتل ويدمِّر، وفي مقابل صلف المحتل وكبره كانت هناك وطنيَّةٌ صادقةٌ تُرْجِمَتْ في حركةٍ علميَّةٍ، ودعويَّةٍ، وتوعويَّةٍ، لا تعرف الرَّاحة، ولا تخضع لمؤثِّرات التَّرغيب والتَّرهيب، وكان جلُّ علماء الأزهر الشَّريف وطلَّابه -وخاصَّةً علماء هيئة كبار العلماء- من الأبطال والقادة في كلِّ الحركات المناهضة للاستعمار البريطاني في ذلك الوقت، فقدموا جهودًا كبيرةً، بأن أصدروا الفتاوى بمقاطعة المحتلِّ ومن يمثِّله، بل ومواجهة المحتلِّ الغاصب بجرمه، ونشر فضائح الاحتلال على مستوى عالميٍّ، بل كانوا يشاركون بأنفسهم في صفوف الجهاد

كما  رصد الكتاب  الواقع وما فيه من ظواهر سلبيَّةٍ أهمَّ الخطوات في سبيل إصلاح المجتمع؛ لذلك أسهموا في معالجة ظاهرة القتل، ومكافحة سموم المخدرات، ومواجهة الأكاذيب والشائعات والدعوات الهدَّامة، وإعلان التَّبرُّؤ من كلِّ تيَّارٍ يشقُّ صفَّ الأمَّة، ويشتِّت شملها.

إسهامات علماء الهيئة في القضايا العالميَّة

كما ذكر الكتاب إسهامات علماء الهيئة في القضايا العالميَّة، ومن هذه القضايا قضية «الحق الفلسطيني»، الَّذي عقدت الهيئة من أجله الاجتماعات، وجمعت له التَّبرُّعات، وأعلنت رفضها لقرار تقسيم فلسطين، ووجهت نداءاتها للأمَّة بالوقوف صفًّا واحدًا، وعدم شقِّ الصَّفِّ العربيِّ، ولم يكتف علماء الهيئة بهذه الإجراءات وهم بعيدون عن الأراضي المقدسة، وإنَّما توجَّهوا لزيارتها، واطَّلعوا على أحوال أهلها، وجناية المجرمين على أفنائها ومقدَّساتها، وغير ذلك من إجراءاتٍ.

معرض القاهرة الدولي للكتاب

ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأزهر معرض الكتاب الأراضي المقدسة هیئة کبار العلماء

إقرأ أيضاً:

«الأزهر»: 2 مليون فتوى تتعلق بفقه العبادات والمعاملات وقضايا الفكر

قدم الأزهر الشريف حصاد فتاواه لعام 2024، حيث شهد هذا العام إقبالاً على الفتاوى من قبل مراكز الفتوى المختلفة داخل المشيخة. وأعلن مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية إحصاء بجهوده الإفتائية خلال عام 2024، فى إطار أنشطته المكثفة لنشر الوعى وتصحيح المفاهيم، من خلال برامج متكاملة، وحضور متواصل على جميع المنصات الإعلامية، وفى الميادين المختلفة.

وواصل «مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية» فى عام 2024 مواجهة خطابات الفكر المتطرف بأشكاله المختلفة، وتفنيد شبهاتها وأباطيلها، والإسهام فى القضاء على فوضى الفتاوى وتصحيح الأفكار المغلوطة، من أجل تحصين المسلمين، لا سيما الشباب من السقوط فى براثن التطرف، مع إمداد المسلمين بالفتاوى والعلوم الشرعية المنضبطة والصحيحة فى شتى بقاع الأرض.

ورد مركز الفتوى الإلكترونية، خلال عام 2024، على نحو 1.961.711 فتوى هاتفية ونصية وميدانية وبحثية وإعلامية وعلى وسائل التواصل، تتعلق بكل ما يهم الناس فى حياتهم اليومية، وفى كل فروع الفقه من عبادات، ومعاملات، وأحوال شخصية، وقضايا الفكر والأديان، وما يعرض للجمهور من شبهات، تتعلق بأمور الدين والدنيا.

كما واصل «بنك فتاوى الأزهر الإلكترونى» التابع لمركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، تقديم خدماته المتميزة للجمهور، والذى بدأ العمل فيه منذ ديسمبر 2019، ليكون ركيزة للبحث الإفتائى، ونشر المنهج الوسطى الرصين لجماهير المسلمين محلياً وعالمياً، حيث وصل عدد الفتاوى التى تم إعدادها بالبنك هذا العام إلى ما يزيد على (4.600) فتوى.

وتنوعت الفتاوى التى أصدرها مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، لتشمل الفتاوى النصية وبلغت 534.943 فتوى، و419.941 فتوى هاتفية، والفتاوى الميدانية، والتى بلغ عددها 393.695 فتوى، فضلاً عن فتاوى وسائل التواصل الاجتماعى وبلغت 75.003، وفتاوى وسائل الإعلام وبلغت 263.731، كما بلغ عدد الفتاوى الواردة لقسم فتاوى النساء 59.735 فتوى، والفتاوى باللغات الأجنبية 8.752.

فى السياق نفسه، شهد عام 2024 نشاطاً دعوياً متميزاً لمجمع البحوث الإسلامية؛ إذ واصل المجمع جهوده فى نَشْر القِيَم الإسلامية السمحة، وتعزيز مفاهيم الوسطية والاعتدال، لمواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية فى وقتنا المعاصر. وقدم المجتمع ما يقارب من 140 ألف رسالة دعوية ركزت على التحديات الراهنة وعلاقتها بالمفاهيم الإسلامية الأصيلة، ما أسهم فى توعية الجمهور وتعميق فهمه للقيم الدينية، إضافة إلى ذلك، أُقيم 308.341 درساً دينياً فى المساجد على مستوى الجمهورية، ما أسهم فى إثراء الفكر الدينى وتبسيط المفاهيم الشرعية للمصلين.

وفى السياق، أطلق مجمع البحوث الإسلامية 180 قافلة دعوية متحركة استهدفت المناطق النائية، إضافة إلى 156 قافلة ثابتة فى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، لنشر القيم الإسلامية وتعزيز الوعى الدينى، كما أطلق المجمع 125 قافلة مشتركة بالتعاون مع وزارة الأوقاف ودار الإفتاء، فى إطار تكاملى يهدف إلى تعزيز الوحدة بين المؤسسات الدينية.

وعمل المجمع على التواصل المستمر مع جميع فئات المجتمع من خلال عدد من اللقاءات الميدانية المتنوعة التى شملت 25.307 لقاءات فى دُور الرعاية الاجتماعية، و15.890 لقاءً فى مراكز الشرطة، و1.121 لقاءً مع أفراد الأمن المركزى، إلى جانب تنظيم 3.268 لقاءً داخل السجون، تم خلالها إلقاء الضوء على أهمية الإصلاح النفسى والتوجيه الأخلاقى للنزلاء، إضافة إلى 17746 زيارة للمستشفيات، وعَقْد نحو 50 ألف لقاء بالمدارس والمعاهد والشركات والمصانع.

وحرص المجمع على إشراك الشباب فى الأنشطة الثقافية والدينية، إذْ تم تنظيم 69.348 حلقة نقاشية فى مراكز الشباب، و12.071 حلقة فى قصور الثقافة، إضافة إلى 21.571 لقاءً فى المقاهى الثقافية، التى شكلت منصَّة حوارية مبتكرة لطرح القضايا الفكرية والدينية.

وفى إطار حرص المجمع على تعزيز دور المرأة فى المجتمع، تم تقديم 50.722 درساً دينياً موجهاً للنساء، وركزت هذه الدروس على القيم الأسرية والاجتماعية، كما أُقيمت 42.205 أمسيات دِينية، تناولت قضايا الحياة اليومية وكيفية التعامل معها وفقاً لتعاليم الدين الإسلامي.

وأطلق مجمع البحوث الإسلامية عدة مبادرات نوعيَّة؛ أبرزها مبادرة بناء الإنسان، التى شهدت 18.336 لقاءً، لتحسين وعى الأفراد بأهمية بناء الذات وفقاً للقيم الإسلامية، كما أُقيم 67.534 لقاءً فى إطار التأصيل الأخلاقى، لتعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية فى المجتمع، إضافة إلى 56.816 لقاءً ضمن برنامج (المنبر الثابت)، الذى استمر فى نشر العِلم الشرعى وتعميق الفهم الصحيح للمفاهيم الدينية.

وأعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف فى تقرير حصاده، أن عام 2024 شهد استقبال آلاف من الأسئلة من فئات جماهيرية متنوعة فى مختلف لجان الفتوى الرئيسية والفرعية فى جميع محافظات مصر، والتى تقترب من نحو 230 لجنة فتوى فى مدن الجمهورية، فى إطار توجيهات من الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بتلبية احتياجات الجمهور فى الجوانب المعرفية الشرعية والمجتمعية بما يحقق رسالة الأزهر ودوره فى ضبط المفاهيم وتوعية الناس وتثقيفهم ورفع الوعى المجتمعى العام.

مقالات مشابهة

  • أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث" لأحمد تيمور باشا ضمن إصدارات قصور الثقافة بمعرض الكتاب
  • «الأزهر»: 2 مليون فتوى تتعلق بفقه العبادات والمعاملات وقضايا الفكر
  • جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لزوَّاره كتاب "البهجةُ السَّنيةُ على متنِ السَّنوسيَّة"
  • للباحثين وطلَّاب العلم.. جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لزوَّاره كتاب البهجةُ السَّنيةُ
  • جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم كتاب العقائد السنية مع شرح وحاشية
  • جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لزوَّاره كتاب "العقائد السُّنية" مع شرح وحاشية
  • الإسلام في الفكر الغربي وكيف يرانا الآخر؟.. من أحدث إصدارات الأزهر بمعرض الكتاب
  • الإسلام في الفكر الغربي وكيف يرانا الآخر؟.. أحدث إصدارات الأزهر بمعرض الكتاب
  • المسكوت عنه في كتاب الكامل للمبرد في جناح الأزهر بمعرض الكتاب
  • المسكوت عنه في كتاب الكامل للمبرد.. في جناح الأزهر بمعرض الكتاب