سلطت صحيفة بريطانية الضوء على تداعيات هجمات جماعة الحوثي على السفن في البحر الأحمر وتأثير ذلك على الشبكة المعقدة للتجارة العالمية .

 

وقالت صحيفة ذا صنداي جارديان" في تحليل للباحث "ديفاسيا فيرما" وترجمه للعربية "الموقع بوست" إن الزيادة الأخيرة في هجمات المتمردين الحوثيين على السفن في البحر الأحمر لم تؤدِ إلى تفاقم الصراع في اليمن فحسب، بل أرسلت أيضًا موجات صادمة عبر المشهد التجاري العالمي.

 

وأضافت "بعد ظهورهم في التسعينيات كرد فعل على الفساد، تطور المتمردون الحوثيون إلى قوة هائلة، وقارنوا ذلك بالصراعات التاريخية بالوكالة. تكشف هذه المقالة أساسيات وضع المتمردين الحوثيين، وتسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر، وبشكل أكثر تحديدًا، تتعمق في التأثير العميق على ديناميكيات التجارة في الهند".

 

وتابعت "يتكشف الصراع في اليمن كصراع متعدد الأوجه، حيث تواجه الحكومة اليمنية، بدعم من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، المتمردين الحوثيين، الذين يجدون الدعم من إيران وحزب الله اللبناني.

 

وأردفت "قام المتمردون، المتحالفون في المقام الأول ضد إسرائيل والولايات المتحدة والحلفاء الغربيين، بتحويل أهدافهم من السفن المتجهة إلى إسرائيل إلى سفن الدول الأخرى".

 

وتشير التقارير الأخيرة إلى تحرك استراتيجي لممارسة الضغط على هذه الدول للتدخل في تصرفات إسرائيل ضد فلسطين".

 

وأردفت الصحيفة البريطانية "في قلب هذا الصراع تكمن السيطرة الاستراتيجية التي يمارسها المتمردون الحوثيون على أجزاء من اليمن، بما في ذلك العاصمة.

 

وأكدت أن احتمال قيامهم بإغلاق مضيق باب المندب، الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي، يمكن أن يؤدي إلى عواقب كارثية على التجارة العالمية. ويشهد البحر الأحمر، وهو ممر مائي حيوي، عبور ما قيمته تريليون دولار من البضائع سنويا، بما في ذلك 30% من جميع الحاويات العالمية، و7% إلى 10% من النفط العالمي، و8% من الغاز الطبيعي المسال".

 

وأشارت إلى أن هجمات المتمردين الحوثيين أدت إلى اضطراب كبير في التجارة العالمية، وتحديداً عبر البحر الأحمر. ومع انخفاض حركة المرور بنسبة 40% خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، تقوم السفن بتغيير مسارها لتجنب منطقة الصراع، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف التأمين.

 

وأوضحت أن هذا يثير مخاوف بشأن أزمة شحن عالمية محتملة، تذكرنا بأزمة بنما، حيث يتسبب انخفاض مستويات المياه في قناة بنما في ازدحام مروري، مما يؤثر على التجارة البحرية.

 

وذكرت الصحيفة أن الهند التي تعتمد بشكل كبير على البحر الأحمر باعتباره طريقًا تجاريًا حاسمًا إلى أوروبا والغرب، تواجه تداعيات هجمات الحوثيين. مشيرة إلى أن تكاليف شحن البضائع الهندية إلى أوروبا والولايات المتحدة قد ارتفعت بنسبة 20 إلى 40%، في حين ارتفعت تكاليف شحن تصدير الأرز البسمتي من 600 دولار إلى 2000 دولار.

 

وأفادت أن الاضطرابات في تدفق حركة المرور وزيادة تكاليف التأمين تشكل تهديدا لصادرات الهند، وخاصة إلى الاتحاد الأوروبي، الذي يعد ثاني أكبر وجهة للصادرات في البلاد.

 

وقالت "مع استمرار هجمات المتمردين الحوثيين، تشعر الشبكة المعقدة للتجارة العالمية بالهزات، مما يؤثر على دول خارج منطقة الصراع. الهند، باعتمادها الكبير على طريق البحر الأحمر التجاري، تجد نفسها على مفترق طرق بسبب تصاعد تكاليف الشحن، وتأخر الصادرات، والتأثيرات المحتملة على القطاعات الرئيسية.

 

وزادت "الوضع الذي يتكشف لا يتطلب المزيد من اليقظة فحسب، بل يؤكد على الحاجة الماسة إلى التعاون العالمي في التعامل مع الديناميكيات الجيوسياسية المعقدة التي تهدد بتعطيل شرايين التجارة الدولية".

 

*يمكن الرجوع للمادة الأصل: هنا

 

*ترجمة خاصة بالموقع بوست


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الحوثي البحر الأحمر الهند التجارة العالمية البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

‌‎قراءة تحليلية: تصريحات محمد علي الحوثي ودلالاتها في سياق الصراع الإقليمي

هاني الخالد

جاءت تصريحات رئيس اللجنة الثورية في حكومة صنعاء، محمد علي الحوثي، لتسلط الضوء على تحول نوعي في الخطاب السياسي والعسكري لصنعاء. التصريح الذي يؤكد غياب “الخطوط الحمراء” في مواجهة الأمريكيين والإسرائيليين ومن يدور في فلكهم، يعكس تصعيداً حاسماً في الموقف اليمني، ليس فقط على مستوى الخطاب، بل في الاستعداد العملي لمواجهة ما تعتبره صنعاء تهديداً مباشراً لأمنها وسيادتها.

تحليل التصريحات: أبعاد ودلالات

1. الإعلان عن استراتيجية مفتوحة

الإشارة إلى غياب الخطوط الحمراء تعني أن صنعاء لم تعد ترى أي قيود على خياراتها العسكرية والسياسية في مواجهة القوى المعادية. هذا التحول يهدف إلى إرسال رسائل متعددة الأطراف:

للداخل اليمني: تأكيد الاستعداد الكامل للدفاع عن السيادة، مما يعزز الروح المعنوية لدى القوات والمواطنين.

للخارج الإقليمي والدولي: إعلان عن استعداد صنعاء لتوسيع نطاق المواجهة، بما يشمل استهداف مصالح قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وإسرائيل.

2. كسر الحاجز النفسي في المواجهة
الحديث عن أن هذا الموقف “ليس من أجل الحرب النفسية” يشير إلى رغبة في تجاوز التصريحات الرمزية إلى الفعل الميداني. صنعاء تدرك أن الحروب النفسية كانت إحدى أدوات القوى الكبرى لإضعاف الإرادة الشعبية، وبالتالي تسعى لتأكيد جدية مواقفها بما يتجاوز الدعاية.

3. ربط السياق اليمني بالصراع الإقليمي
بإدخال الأمريكيين والإسرائيليين في دائرة الاستهداف، تربط صنعاء الصراع الداخلي بمشهد إقليمي أوسع. هذا الربط يعكس استراتيجية ترى في الصراع في اليمن جزءاً من معركة إقليمية أكبر ضد الهيمنة الغربية والصهيونية.

الأبعاد العسكرية: خيارات صنعاء في المواجهة

1. الصواريخ والطائرات المسيّرة
تصريحات الحوثي تبرز أهمية التطور الذي شهدته القدرات الصاروخية والطائرات المسيّرة في اليمن. هذه الأسلحة أصبحت أدوات فعالة في كسر هيمنة القوى التقليدية في المنطقة، مع القدرة على استهداف مواقع استراتيجية، سواء داخل اليمن أو في عمق أراضي الخصوم.

2. القوة البحرية
تأكيد دور البحرية يعكس وعياً بأهمية خطوط الملاحة البحرية في معادلات الصراع. مضيق باب المندب والبحر الأحمر يشكلان نقاطاً حيوية للتجارة العالمية، مما يجعل أي تحرك بحري لصنعاء تهديداً استراتيجياً لمصالح القوى الكبرى.

3. المواجهة غير التقليدية
تصريحات الحوثي تؤكد أن صنعاء تستعد لاستخدام أساليب غير تقليدية في المواجهة. هذه الأساليب تعتمد على المرونة، والمفاجأة، واستهداف نقاط الضعف لدى الخصوم، مما يمنحها ميزة في مواجهة قوى متفوقة عسكرياً.

التداعيات الإقليمية والدولية

1. تصعيد المواجهة مع التحالف الإقليمي
إعلان صنعاء عن غياب الخطوط الحمراء يضع القوى المنخرطة في التحالف ضدها، مثل السعودية والإمارات، أمام تحدٍ كبير. هذا التصعيد قد يؤدي إلى تصعيد مقابل، لكنه في الوقت ذاته يكشف عن إرادة صنعاء في فرض معادلة ردع جديدة.

2. رسائل مباشرة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل
توسيع دائرة الاستهداف لتشمل الولايات المتحدة وإسرائيل يشير إلى أن صنعاء ترى في تدخلاتهما في اليمن جزءاً من مشروع أكبر يستهدف استقلال القرار اليمني. هذه الرسالة تهدف إلى كسر ما يُعتبر حصانة تقليدية لهاتين القوتين، وإجبارهما على إعادة النظر في سياساتهما تجاه اليمن.

3. تأثير على مسار المفاوضات
قد تؤثر هذه التصريحات على أي محاولات لاستئناف المفاوضات السياسية. صنعاء تستخدم هذه اللغة لإعادة تشكيل ميزان القوى قبل أي تسوية محتملة، مما يجعل من الضروري أن تؤخذ مصالحها بجدية.

الرسائل الاستراتيجية: قراءة ما وراء التصريحات

1. تأكيد الاستقلالية في القرار
هذه التصريحات تأتي لتؤكد أن صنعاء ليست خاضعة لأي إملاءات خارجية، وأن قراراتها تنبع من رؤيتها الوطنية والإقليمية.

2. إعادة تشكيل قواعد الاشتباك
بتجاوز الخطوط الحمراء التقليدية، تسعى صنعاء لإعادة تشكيل قواعد الاشتباك، بحيث تكون قادرة على الردع، وليس فقط الدفاع.

3. استثمار في المظلومية الإقليمية
الربط بين اليمن والقضية الفلسطينية يعكس رغبة في تقديم صنعاء كجزء من محور المقاومة ضد الهيمنة الغربية والصهيونية.

خاتمة: صنعاء في معادلة الصراع الجديد

تصريحات محمد علي الحوثي تمثل انعطافة استراتيجية في خطاب صنعاء. هذا الموقف يعكس إدراكاً عميقاً لتعقيدات المرحلة، ورغبة في فرض معادلات جديدة تتجاوز الأساليب التقليدية. إذا ما ترجم هذا الخطاب إلى أفعال، فإنه قد يغير شكل الصراع في اليمن والمنطقة، ويعيد تعريف موازين القوى في مواجهة الهيمنة الغربية والإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • صحيفة بريطانية: محمد صلاح يتعرض للانتقادات كل عام لهذا السبب
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • ‌‎قراءة تحليلية: تصريحات محمد علي الحوثي ودلالاتها في سياق الصراع الإقليمي
  • وزير الخارجية والمغتربين يلتقي مدير عام منظمة الصحة العالمية
  • شبكة فوكس نيوز تكشف تفاصيل جديدة حول حادثة إسقاط طائرة أمريكية من طراز “اف/18” في البحر الأحمر
  • يسرائيل هيوم: هجمات الحوثيين خلقت مخاوف كبيرة لدى النظام الاقتصادي الإسرائيلي 
  • صحيفة عبرية: الحوثيون خلقوا مخاوف كبيرة في النظام الاقتصادي الإسرائيلي (ترجمة خاصة)
  • صحيفة إسرائيلية تكشف تخادم وتعاون بين الإعلام العبري والسعودي في سردية الأحداث بالمنطقة (ترجمة خاصة)
  • هآرتس: الحرب مع إسرائيل تعزز قبضة الحوثيين على الداخل وتثير قلق دول الخليج (ترجمة خاصة)
  • تحليل غربي: رابحان من أزمة البحر الأحمر.. شركات الملاحة والحوثيون (ترجمة خاصة)