من وحي حميدتي وسلطان الفور

عرف عن قائد مليشيا الدعم السريع البحبحة في المال وأن كل شيئ عنده مدفوع الثمن ، لذا بعد أن فاق من غيبوبة الثماني أشهر لم يهرول صوب بعض الدول الأفريقية اعتباطا ولم تدعمه كرما ، فبملايين الدولارات قد ٱشترى حميدتي ذمم بعض الرؤساء الأفارقة وشيوخ القبائل العربية في النيجر ومالى وشمال شرق نيجيريا ، ولاغرابة في أن تهرول تقدم للقاءه وتصافحه وتصفق له فملايين الدولارات قد انفقها حميدتي على الحرية والتغيير ، وبحسب مصادر عليمة فقد اغدق حميدتي مايفوق التصور من العطايا والهبات لكيانات ورموز مجتمعية وشخصيات قومية مؤثرة ، من ضمنها عدد مقدر من رجالات الإدارة الاهلية ، وفي حدث مشهود في وقت سابق قبل الحرب المشؤومة كان رئيس الإدارة الاهلية بولاية الخرطوم قد وجه رسالة لكل رجال الإدارة الاهلية باتخاذ موقف وطني تاريخي بعد أن اعلن حميدتي ارتهان البلاد للسفارات _حسب قوله_
وكشف أن عدد السيارات التي سلمها حميدتي لقيادات الإدارة الاهلية يتجاوز الفي بوكس ،

ومعلوم لكل مراقب أن حميدتي سعي لإستمالة الإدارة الاهلية واتخاذها حاضنة سياسية واجتماعية يتحصن بها ، ساعده في ذلك ضعف العديد من رجالات الادارة الاهلية وارتهانهم للمال ، فأكثروا الحشود لقائد الدعم السريع حينها ، ونظموا له المؤتمرات ونمقوا له المخرجات بالتأييد الكامل ، بينما تعمقت الانقسامات وسط مكوناتهم القبلية بفعل مع وضد ، وإنعكس ذلك اضطرابا وخلخلة في النسيح الاجتماعي ، وتباينت المواقف داخل القبيلة الواحدة ، وبدلا عن أن يكون رجل الإدارة الأهلية حكيم قومه وقائد رأيهم أصبح البعض ديوك عدة وخلطوا الحابل بالنابل وأفقدوا الأدارة الأهلية هيبتها عندما سال لعابهم لمال حميدتي .

ظللنا نقول إن السودان بعد الخامس عشر من ابريل لن يكون هو ماقبلها .

التغير الحتمي في السودان سودان العدالة والمساواة والديمقراطية ، يتشارك بناءه الجميع ، المؤسسات الرسمية والشعبية ، أحزاب ، مجتمع مدني ، ادارات اهلية وغيرها ، فهل سترتقي الإدارة الاهلية لمستوى هذه المرحلة المفصلية من تأريخ السودان وتنهض لتكتسي هيبتها وتمسك لجام بعض قياداتها العرجاء ، وتؤدي الدور المطلوب منها كمؤسسة اهلية تحظى بتقدير المجتمع ويحتكم الى أعرافها بإن تمسك زمام المبادرات وصولا لحل يخرج السودان من أزمته ويضعه في مربع الإمن والٱستقرار ؟ أم ستظل تتقاذفها رياح الإستقطاب و الإستمالة من قبل الأنظمة الحاكمة والأطراف المتباينة ؟.

ضمن لقاءات قائد المليشيا بعد الغيبوبة إلتقى السلطان احمد أيوب علي دينار سلطان الفور ، وبحسب متابعاتي فإن لقاء حفيد دينار حميدتي أثار موجة غضب قوية وسط قبيلة الفور داخل وخارج السودان ، الفور فيهم أعيان ورجال عرفوا بالحكمة والرأي السديد والوقفة الوطنية المشهودة والصوت الجهور ٱزاء الباطل ،اصحاب إرث ومجد تليد من لدن السلطان الأصل علي دينار الى الدمنقاوي التجاني سيسي ، مرورا بالرجل الشجاع صاحب المواقف الواضحة القائد الرمز مصطفى تمبور الذي نذر نفسه وجيشه لتطهير السودان من دنس المليشيا ، لم يتردد وكان من أوائل الذين أعلنوا موقفا واضحا بٱنحيازه للجيش الوطني ، بل وأعلن تفرغه التام لدحر المليشيا ،
فلماذا وضع حفيد دينار يده في يد قائد سافكي الدماء ومنتهكي الأعراض وناهبي الأموال ؟ وماذا يريد ؟ وكم من أبناء الفور يمثلهم موقف السلطان أحمد ؟

احد مخرجات لقاء حميدتي _دينار هو ضرورة تفعيل دور الادارات الأهلية في الإقليم ، حتي يتسني لها التعاطي بإيجابيّة في حل النزاعات ودعم التعايش السلمي وتعزيز السلام المجتمعي ) ، أي تعايش وسلم مجتمعي يتحدث عنهما المجرم حميدتي وهو الذي روع الآمنين وهتك النسيج المجتمعي بحقده ومساعي إنتقامه الأعمى ؟!

فهل لقاء دينار حميدتي كان يمثل الإداراة الأهلية في ٱقليم دارفور ؟ وهل هنالك تنسيق بينها لعقد هذا اللقاء ؟ .
نواصل

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: أحرف حرة إبتسام الشيخ الإدارة الاهلیة

إقرأ أيضاً:

ما تأثير استقبال حفتر لهاربين من قوات حميدتي على علاقته بمصر؟

أثارت الأنباء عن هروب جنود من قوات "الدعم السريع" السودانية التي يقودها، محمد دقلو "حميدتي" إلى مدن ليبية تقع تحت سيطرة المشير الليبي، خليفة حفتر بعض التساؤلات عن تأثير ذلك على علاقة الأخير بالنظام المصري الذي استقبله رسميا منذ يومين.

وأكدت القوة المشتركة السودانية "أنها تمكنت من صد هجمات مرتزقة ومقاتلي الجنجويد بقوات "الدعم السريع" ما دفعهم إلى فرار بعضهم إلى الأراضي الليبية التي تقع تحت نفوذ "خليفة حفتر"، مؤكدة أنها تمكنت من صد هجوم ميليشيا الجنجويد عندما حاولت التسلل من الحدود الليبية باتجاه مثلث الحدود الدولية السودانية - الليبية – التشادية.

وأكد بيان القوة المشتركة أن "دولة الإمارات كانت تحضّر منذ شهور في شرق ليبيا لشن مثل هذه العمليات العسكرية من أجل إنقاذ قوات "حميدتي"، لكن تم إفشال هذه المحاولة اليائسة"، وفق البيان.



غضب السيسي
وذكرت بعض المصادر أنه خلال اللقاء الذي جمع الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي مع قائد القيادة العامة في ليبيا، خليفة حفتر عبر الأول عن غضبه من التقارير الواردة حول دعم حفتر لقوات "حميدتي" التي يرفضها الجيش المصري ويدعم قوات "البرهان" وفقط، وأن الرئاسة المصرية شددت على منع تدفق أي اسلحة إلى قوات الدعم السريع أو استقبال جرحاهم والفارين منهم.

فهل تسبب التقارير الجديدة عن استقبال حفتر لجنود من قوات "حميدتي" غضب القاهرة وفك الارتباط معه؟ خاصة مع ورود أنباء عن استقبال حفتر أيضا لجنود ومعدات روسية؟

ضغوط مصرية ودولية على حفتر
من جهته، أكد رئيس لجنة الأمن القومي بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، عبدالفتاح الحلبوص أن "حفتر بهذه الممارسات سواء بخصوص ملف السودان أو الروس سيتعرض لضغوط كبيرة من قبل القاهرة أو المجتمع الدولي، لذا قد يضطر لتسليم الفارين من قوات "حميدتي" إلى القاهرة لضمان عدم غضبهم، أو ربما يحتفظ بهؤلاء المرتزقة لابتزاز الحكومة السودانية والجيش السوداني بعد ذلك".

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "سر دعم حفتر لحميدتي هو بمثابة رد الجميل له كونه ساعده في هجومه على طرابلس عام 2019 ، أما بخصوص الروس وما تداول عن وصول قوات ومعدات روسية قادمة من سوريا فأعتقد أن يكون هناك تعاون بين روسيا وقوات الدعم السريع ويتم دمجهم في الفيلق الإفريقي وربما سيكون هذا حتى دون استشارة حفتر أو رأيه، فالروس سيحاولون تعويض سوريا وسيستغلون الموقف"، وفق تقديره.

وأضاف: "لا ننس عودة ترامب للبيت الأبيض وتهديداته بمنع أي تصعيدات أو حروب في المنطقة، فربما تكون استراتيجية ترامب هي تكوين قوة ليبية تصد هذا التوسع الروسي ومرتزقة الدعم السريع، وربما يتم عقد صفقة أميركية مع حفتر مقابل إخراج المرتزقة الروس "فاغنر"، ومن المتوقع أن تكون تركيا هي الوسيط في أي توافقات".

في حين رأى الصحفي والباحث السوداني، أحمد عبدون أنه "يجب أن يقرأ هذا الخبر في سياق العمليات العسكرية الدائرة في أنحاء السودان المختلفة، وبالتالي إن ثبت أو صح فهو يشكل تطورا خطيرا للغاية، وسيؤدي إلى مزيد من التوتر في المنطقة وتأخير جهود تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا والسودان".

وأكد في تصريح لـ"عربي21" أنه "حال تأكد الخبر فإن حفتر سيستغل هذه القوات في تعزيز صفوفه خاصة أن هذه القوات تتمتع بخبرة قتالية كبيرة، وهذا سيؤدي إلى تدفق أعداد كبيرة من المقاتلين إلى ليبيا وتعطيل جهود السلام فيها، كما سيعمل على تغيير موازين القوى خاصة مع وجود تحالفات متعددة الأطراف في ليبيا والسودان".

وتابع: "هذا الأمر قد يعرض حفتر لضغوط إقليمية ودولية، كما يؤدي إلى تدهور العلاقات مع مصر التي تعتبر محمد حمدان دقلو "حميدتي" والدعم السريع مهددا لأمنها القومي، وقد يكون الدافع وراء استقبال حفتر لهؤلاء الفارين هو كسب دعم الإمارات واستمرار ذلك سياسيا وعسكريا"، بحسب رأيه.



حفتر لن يتحالف ضد مصر
الصحفي من الشرق الليبي، محمد الصريط قال من جانبه إن "دخول أفراد من قوات الدعم السريع السودانية إلى ليبيا أمر طبيعي، بسبب تدفق النازحين السودانيين، لكن لا أعتقد أن قائد القيادة العامة (حفتر)، لا يتدخل بشكل صريح في هذه القضية، كونها تتجاوز الحدود الليبية السودانية وتؤثر على الجغرافيا السياسية لدول أخرى في المنطقة، مثل مصر وتشاد".

وأوضح أنه "من المستبعد جدا أن تؤسس القيادة العامة في الشرق الليبي تحالفات ضد مصر، كونها الحليف الاستراتيجي المهم والأساسي لها، ونظرا للعلاقة السياسية والجغرافية والاجتماعية التاريخية بين الطرفين، فالحليف المصري ضروريا للقيادة العامة، لوجود تحديات أمنية مشتركة، وبالتالي من غير المرجح أن تتخلى القيادة العامة عن هذا الحليف الاستراتيجي من أجل تحالفات مؤقتة"، وفق تقديراته.

وأضاف لـ"عربي21": "مصر تري أن أمنها القومي يرتبط ارتباطا وثيقًا بالجغرافيا السياسية الليبية، لهذا السبب تدخل في الملف الليبي بشكل قوي، وحفتر يعمل على تعزيز أواصر القوة والترابط مع مصر، حيث تعتبر مصر الداعم الأساسي لمعسكر الشرق الليبي"، كما صرح.

مقالات مشابهة

  • حكم الشرع في ارتداء الزوجة اللون الأسود حدادًا على زوجها
  • عمان الاهلية بالمرتبة 401 – 500 عالمياً والأولى محلياً في الأعمال والإقتصاد والثانية في الحاسوب وفق تصنيف التايمز2025
  • وكيل تعليم كفر الشيخ: غرفة العمليات لم تتلق أي شكاوى في رابع أيام امتحانات الشهادة الإعدادية
  • 66 ألف طالب وطالبة يؤدون امتحانات الشهادة الإعدادية في كفر الشيخ
  • حميدتي كلما تحدث فانه يتكلم بنفسية المظلوم
  • ما تأثير استقبال حفتر لهاربين من قوات حميدتي على علاقته بمصر؟
  • مقطوعة سعودية وحفلات جديدة.. تفاصيل لقاء تركي آل الشيخ بالموسيقار هانزيمر
  • لقاء القمة الكردي: أربيل تعزز دورها بسوريا الجديدة وبغداد تتردد
  • وكيل «تعليم كفر الشيخ»: لا شكاوى في ثالث أيام امتحانات الشهادة الإعدادية
  • سفير السودان بواشنطن:حيثيات العقوبات الامريكية على القائد العام خاطئة ولا تسندها أدلة