لجريدة عمان:
2024-07-12@04:00:14 GMT

المنطقة على حافة الهاوية.. والانفجار ليس حتميا!!

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

ليس من المبالغة في شيء القول بأن المرحلة التي تمر بها المنطقة، بعد أكثر من تسعين يوما من حرب السابع من أكتوبر الماضي، تمثل مرحلة خطرة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فهذه المرحلة تحمل معها مقومات عملية تختلف في الواقع نوعيا في بعض جوانبها عما كانت عليه في المرحلة أو المراحل السابقة، وقد ظهر ذلك بوضوح ليس فقط منذ انطلاق شرارة الحرب من جانب أبطال حماس والهجوم والدراية الكاملة بالمواقع الإسرائيلية المستهدفة في خطط وتكتيكات العملية، والجسارة التامة في عمليات الهجوم والتحرك السريع لإنجاز المهام مما زاد من حجم ووقع المفاجأة وكان له أثره الملموس في التأثير على الروح المعنوية لأفراد من عناصر الجيش الإسرائيلي، وهو ما اضطر رئيس الأركان الإسرائيلي إلى سحب أربعة ألوية من القوات الإسرائيلية وإعادتهم إلى اسرهم تمهيدا لإعادة تشكيل تلك الألوية واستكمال عديدها ومعداتها التي خسرتها في القتال في غزة التي بلغت نسبة الخسائر في بعضها إلى نحو عشرين في المائة وأكثر، فضلا عن الخلافات التي ظهرت وتتفاقم في الآونة الأخيرة بين أعضاء حكومة الحرب المصغرة وذلك سبب الخلافات مع نتانياهو حول إدارة الحرب وهو ما أدى تغيب بيني جانتس وبن غفير وآخرين عن اجتماع الحكومة المصغرة برئاسة نتانياهو يوم أمس الأول الأحد فضلا عما تسرب من خلافات حادة في الأيام السابقة وترافق معه من تلويح أكثر من وزير بالاستقالة والخروج من الحكومة والدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة وتشكيل حكومة عادية وليس مجلس للحرب يشعر بعض أعضائه بعدم الكفاءة، وقد أثر ذلك كله وغيره في صورة إسرائيل وخاصة صورة الجيش وما يقوم به من قتل وعنف بالغين ضد المدنيين والتخريب المتعمد من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فالآن وبعد تسعين يوما من القتال يقوم الجيش بشن هجمات ضد المدنيين العزل لزيادة الخسائر بين المدنيين وتخريب المدن والقرى والمرافق والخدمات إلى حد لم تعد تصلح للحياة خاصة وأنه تم اتباع سياسة الأرض المحروقة لإجبار السكان على تركها والهجرة إلى جنوب قطاع غزة لأنها ببساطة لم تعد تصلح للحياة فيها على حد قول بن غفير وزير الأمن القومي في حكومة نتانياهو والذي يرى في ذلك فرصة لإسرائيل في تهجير الفلسطينيين طوعيا، كما صرح بذلك أكثر من مرة وذلك عكس ما كان يدعو إليه سابقا.

وفي هذا الإطار فإنه يمكن الإشارة إلى عدد من الجوانب لعل من أهمها ما يلي:

*أولا: إنه مع الوضع في الاعتبار أن إسرائيل وما يقوم به نتانياهو ضد الفلسطينيين في غزة يحركه الرغبة في الانتقام والحاجة إلى رد الاعتبار واستعادة الهيبة -التي كانت- ليس فقط لأن الحرب في هذه الحالة ليست كأي حرب سابقة مع حماس والفلسطينيين، كما أن خسائر إسرائيل لا تقارن بالخسائر السابقة رغم ما يتردد من أن الخسائر الإسرائيلية المعلنة هي ثلث الخسائر الحقيقية، وهو أمر بالغ الخطورة بالنسبة للإسرائيليين، ولكن الأمر يتعلق في الواقع بالمستقبل، مستقبل الدولة الإسرائيلية والذي جسده بيني جانتس زعيم المعارضة الإسرائيلية قبل أيام بقوله: «إذا لم ننتصر على حماس فإنه لن نستطيع العيش في الشرق الأوسط» وهذا التفكير هو ما يشترك فيه كل القادة الإسرائيليين ويلتقون عنده ولذا يرون أنه يجب من وجهة نظرهم «القضاء على حماس وتفكيك بنيتها العسكرية وقتل قادتها حتى لا تتمكن من القيام بما قامت به في السابع من أكتوبر الماضي، وأن الأمن في غزة يجب أن يكون في يد إسرائيل «ويعتبر ذلك كله مجرد غطاء أو مبرر لتغطية أطماع إسرائيل أو تبرير محاولات إعادة احتلال غزة مرة أخرى، وإذا كان نتانياهو والقيادة الإسرائيلية قد وقعوا ضحية غرورهم أو عدم تقديرهم الصحيح للموقف، وتسرع نتانياهو في إعلان شروطه وأهدافه من الحرب التي لم يحدد هدفه الاستراتيجي منها حتى الآن، فإنه يواجه تبعات ذلك في الواقع من خلال محاولة إطالة أمد الحرب وزيادة خسائر الفلسطينيين من ناحية، والتأكيد في كل مناسبة على أنه لن يوقف الحرب إلا إذا حقق أهدافه كلها ومنها تفكيك حماس واستعادة الأسرى الإسرائيليين وعدم مشاركة حماس في حكم غزة بعد الحرب، وإذا كانت هذه الأفكار أو المواقف يمكن الاستماع إليها في بداية الحرب، إلا أنه بعد أكثر من ثلاثة أشهر من بدء القتال وتأثر القوات الإسرائيلية من العمليات العسكرية بشكل ملحوظ فإنه يصعب أخذ هذه المواقف مأخذ الجد والتعامل على أساسها، لأن رئيس الحكومة الإسرائيلية يراهن على الدمار والقتل في غزة وتأثيره على الفلسطينيين وهى مراهنة ومناورة خاسرة في النهاية.

*ثانيا: إنه في ظل استمرار همجية الحرب الإسرائيلية واسعة النطاق في غزة وما أحدثته الإدانة الإقليمية والدولية ومن جانب مختلف الهيئات والمنظمات الدولية ورفع جنوب أفريقيا دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية لمحاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة وغير ذلك الممارسات، التي استنكرها ويستنكرها المجتمع الدولي قد أفقدت إسرائيل جانبا كبيرا مما كانت تتمتع به بين مجتمع الدول وهو ما حذرها منه الرئيس الأمريكي بايدن، فإن من المفارقات أن الإدارة الأمريكية نفسها تدفع ثمنا كبيرا للوقوف إلى جانب إسرائيل منذ بداية الحرب وعلى نحو استنكرته دول كثيرة لما اتسم به من مساندة مفرطة ولذا عندما قررت واشنطن سحب حاملة الطائرات الأمريكية من بحر العرب وإعادتها إلى قاعدتها في الولايات المتحدة غضبت إسرائيل وتسعى الآن بالوسائل الدبلوماسية إلى إلغاء هذا القرار الذي يمكن أن تفسره دول كثيرة في العالم إلى أنه بمثابة ضغط على إسرائيل لكي تضع نهاية قريبة للحرب في غزة، وكان رفض نتانياهو الاستجابة لملاحظات ومقترحات بايدن سببا لخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لم يتمكنا من الإبقاء عليها تحت الطاولة، ولكنهما يحاولان إخفاء تدهورها بشكل أو بآخر من خلال الجولات المتعددة لوزير الخارجية الأمريكي في المنطقة على فترات متقاربة للحفاظ على قوة ضغط على إسرائيل والأطراف الأخرى بحيث تظل قادرة على التأثير والحيلولة دون انفجار التوتر المتصاعد والذي تحذر منه الإدارة الأمريكية بشكل مستمر في الآونة الأخيرة.

*ثالثا: إن الجولة الأخيرة التي قام بها بلينكن في المنطقة هذا الأسبوع شهدت في الواقع تباعدا نسبيا بين أمريكا وإسرائيل اتخذ شكل تسجيل مواقف علنية يمارس من خلالها كل طرف ضغوطه على صديقه الآخر، ففي حين كرر نتانياهو تأكيده على عدم وقف الحرب في غزة إلا بعد تحقيق كل أهدافه وهو ما يعني أنه هو من سيحدد موعد وقف الحرب وهو ما سيتم بالتأكيد بالتشاور مع بايدن، إلا أن صفقة دانات الدبابات (1500 دانة بقيمة نحو 145 مليون دولار فقط) التي تم إقرارها مؤخرا كانت بالغة الدلالة بالنسبة لحجم الخلافات بين الجانبين، كما كانت تصريحات بلينكن حول الترابط بين الضفة الغربية وقطاع غزة والالتزام الأمريكي بالسلام لإسرائيل وفلسطين في دولة واحدة ومستقلة واضح الدلالة كذلك لأنه يختلف مع الموقف الإسرائيلي وتصوره للحل هذا فضلا عن وجود خلافات حول صيغة الحكم في غزة بعد انتهاء الحرب. وفي حين تشعر واشنطن بمزيد من القلق خشية اتساع نطاق الحرب في المنطقة بسبب ما يمكن أن يترتب على ذلك من نتائج تثير مخاوف وخلط أوراق غير محسوبة خاصة وأن واشنطن لا تريد حربا بين إسرائيل وحزب الله لأن نتائج تلك الحرب يمكن أن تغطي على هزيمة حماس لإسرائيل واعتقاد نتانياهو في ذلك قد يدفع إسرائيل إلى فتح جبهة مع حزب الله خاصة وأن حزب الله يستشعر قيودا على فتح جبهة لا يعلم كيف ولا متى يمكن إسكاتها. ومع ظهور بوادر لتحرشات محسوبة بين إسرائيل وحزب الله إلا فتح جبهة بينهما ليس حتميا إلا في حالة الحسابات الخاطئة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی الواقع أکثر من فی غزة وهو ما

إقرأ أيضاً:

كيف أثرت المقاطعة على الاحتلال الإسرائيلي أكاديميا واقتصاديا؟

زادت دعوات مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي حول العالم مع استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وأثرت على نفوذ الاحتلال عالميا، كما أثرت على الاحتلال الإسرائيلي اقتصاديا.

ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا أعدته عنات بيليد وكري كيلر- لين قالتا فيه إن المقاطعة ضد الاحتلال الإسرائيلي تنتشر حول العالم وتثير قلق المستوطنين، حيث تشمل مقاطعة الدفاع والأكاديميات وعرضت موارد الأبحاث للخطر.

فسنوات من حملات الجماعات المؤيدة للفلسطينيين للمقاطعة العالمية ضد الاحتلال الإسرائيلي لم تحقق سوى دعما محدودا، إلا أن الأشهر التي أعقبت الحرب على غزة، أدت لتوسع ونمو حملات عزل الاحتلال الإسرائيلي وشملت مجالات أبعد من الجهود الحربية لإسرائيل في غزة.

وقالت الصحيفة إن التحول هذا يحمل إمكانيات التأثير على عمل المستوطنين والتسبب بضرر للتجارة ويترك أثره على اقتصاد الكيان الذي يعتمد على التعاون الدولي والدعم الدفاعي والتجاري والأبحاث العلمية.


وعندما أوصت لجنة الأخلاق في جامعة غينت البلجيكية بوقف كل التعاون البحثي مع المؤسسات الإسرائيلية في نهاية أيار/مايو، لم يكن يتوقع الباحث في البيولوجيا الحاسوبية عيران سيغال حدوث هذا.

فلم تر العلوم أي تأثير عليها من حركات المقاطعة، وحتى بعد أشهر من الحرب. كما أن أبحاث سيغال لا علاقة لها بجيش الاحتلال الإسرائيلي. ويشمل التعاون البحثي مع جامعة غينت مجالات أمراض التوحد والزهايمر وتحلية المياه والزراعة المستدامة. وكتبت لجنة الأخلاق: " تقوم المؤسسات الأكاديمية بتطوير التكنولوجيا للخدمات الأمنية التي تسيء استخدامها في انتهاكات حقوق الإنسان وتقدم التدريب للجنود والخدمات الأمنية الذي يقوم أفرادها بإساءة استخدام المعرفة للقيام بانتهاكات لحقوق الإنسان".

وقال سيغال الذي يعمل من مختبره في معهد وايزمان للعلوم، جنوب تل أبيب وله علاقة شراكة مع جامعة غينت ويركز على العوامل التي تساهم في السمنة إن البيان من الجامعة "مثير للقلق"، ولا يعرف إن كان البرنامج قد أوقف أم لا. ودعت اللجنة في جامعة غينت إلى تعليق أوروبي لمشاركة إسرائيل في البرامج التعليمية والتي اعتمدت دائما على تمويل الإتحاد الاوروبي.

وعلق سيغال أن استجابة الشركاء الأوربيون لهذه الدعوة "سيكون بمثابة ضربة قوية لقدراتنا على مواصلة البحث العلمي الأكاديمي". وقال عيران شامير- بورر، الرئيس السابق لدائرة القانون في الجيش الإسرائيلي إن المبادرات المتفرقة القانونية والسياسية ضد إسرائيل غير مسبوقة. وتضم تحركات ضد القادة الإسرائيليين في محكمة الجنايات الدولية التابعة للأمم المتحدة.


وقال شامير بورر، الذي يعمل حاليا في معهد "إسرائيل الديمقراطي" "أعتقد أن هذا بالتأكيد يدعو على القلق لإسرائيل"، مضيفا بأن تحول إسرائيل إلى دولة مارقة "يعني أنه حتى لو لم تحدث الأمور بشكل رسمي، فإن عددا قليلا من الشركات تريد الاستثمار داخل الاحتلال الإسرائيلي بالمقام الأول، وجامعات أقل تريد التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية، وتحدث الأمور عندما تحصل على هذا الوضع الرمزي". ويشعر المستوطنين أنه لم يعد مرحب بهم في عدد من الجامعات الأوروبية، بما في ذلك المشاركة في التعاون العلمي. وباتت المشاركة في المناسبات الثقافية والمعارض الدفاعية تابو.

وكمثال جهز ليدور مادوموني الذي يدير شركة دفاعية ناشئة نفسه ولعدة أشهر كي يشارك في مؤتمر "يوروساتوري" في باريس الذي انعقد الشهر الماضي، حتى تلقى رسالة إلكترونية تخبره أن شركته ممنوعة من المشاركة بسبب قرار محكمة. وأخبره المنظمون "نحن مجبرون على منع مشاركتك في المعرض غدا"، وأشاروا إلى قرار وزارة الدفاع الفرنسية الصادر ردا على عملية الجيش الإسرائيلي في رفح.

وقالت نعومي عليل، المديرة الإدارية في إسرائيل لشركة ستابيرست إيروسبيس، وهي شركة استشارات دولية التي تطور وتستثمر في الشركات الناشئة في مجال الطيران والدفاع إن القرار الفرنسي "صدم كامل مجتمع" الصناعات الدفاعية والتكنولوجية في إسرائيل.

وقال المنظمون إنهم قدموا استئنافا لإلغاء قرار المحكمة وأنهم يعملون كل ما بوسعهم لمشاركة الشركات الإسرائيلية. وبعد افتتاح المعرض تم إلغاء القرار، لكنه كان متأخرا حيث انسحبت معظم الشركات الإسرائيلية.


وتقول الصحيفة إن حركة المقاطعة أو بي دي أس، أنشئت في 2005 بمبادرة من منظمات المجتمع الفلسطيني وحاولت ممارسة الضغط الدولي على إسرائيل لتأمين حقوق الفلسطينيين، إلا أنها لم تحقق نجاحا واسعا، لكن المناخ تغير بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، والتي حققت بعضا من أهداف حركة بي دي أس الطويلة الأمد والجماعات المؤيدة لفلسطين. فقد أدت حصيلة القتلى التي زادت عن 38,000 والدمار الواسع في غزة إلى زيادة الدعم لحركة المقاطعة.

وقال مؤسس الحركة عمر برغوثي: " كلما أصبحت فيه الشركات والمؤسسات الإسرائيلية معزولة، كلما وجدت إسرائيل صعوبة في اضطهاد الفلسطينيين". وعندما بدأت الحرب، ظهرت حركة مقاطعة جديدة، وبخاصة من دوائر الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، كما تقول نيتا باراك- كورين، أستاذة القانون ورئيسة قوة مهام لمكافحة المقاطعة في الجامعة العبرية بالقدس. وبدأت المقاطعة بالتوسع حيث وصلت إلى العلوم المجردة وعلى مستوى الجامعات و"حركات الجامعات الواسعة والأهم قرار قطع العلاقات مع الأكاديميين الإسرائيليين" كما قالت.

وتبنت أكثر من 20 جامعة في أوروبا وكندا الحظر. ووجدت طالبة إسرائيلية كانت تحضر للدراسة في جامعة هيلنسكي وتبحث عن سكن في فنلندا، حتى أبلغتها الجامعة في أيار/مايو أنها علقت اتفاق التبادل مع الجامعات الإسرائيلية.

وبحسب مينا كوتانيمي، مديرة خدمة التبادل الدولية فقد توقفت جامعة هيلنسكي عن إرسال الطلاب إلى الاحتلال الإسرائيلي بعد أحداث هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر تعبيرا عن قلقها من الحرب. وقالت إن الجامعة لم تقصد تقييد باحثيها من التعاون مع الاحتلال، وامتدت المقاطعة على طول المنظور الأكاديمي.

وفي أيار/مايو أخبرت مجلة "كالتشرال كريتيك" (النقد الثقافي) والتي تصدرها دار نشر جامعة مينسوتا، باحثا إسرائيليا بعلم الاجتماع بأن مقالته لن ينظر فيها لأن الناشرين يعتقدون بانتمائه لمؤسسه تابعة للاحتلال الإسرائيلي، وقالت المجلة إنها تتبع إرشادات بي دي أس والتي تشمل "على سحب الدعم من الاحتلال الإسرائيلي ومؤسساتها الأكاديمية والثقافية".


واعتذرت المجلة لاحقا عن استبعادها المقالة بناء على الانتماء الثقافي للباحث وقامت بتعديل موقعها قائلة إن المقالة ستكون محلا للتقييم وطلبت من الباحث إعادة تقديم مقالته. وكان الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هيرتسوغ قد انتقد حركة المقاطعة وأخبر مؤتمرا في أيار مايو قائلا إن أعداء إسرائيل "يحاولون عزلنا من أجل إيذائنا". وقال "العدو، إمبراطورية الشر الإيرانية ووكلائها إلى جانب عدد من دعاة المقاطعة يحاولون وبكل وسيلة الإضرار بعلاقاتنا التجارية عبر حملات تخدم النفس وقاسية وموجهة ضدنا".

وشعرت صناعة الدفاع الإسرائيلية التي وصلت مبيعاتها في 2023 إلى 13 مليار دولارا بأنها مستهدفة، حيث منعت تشيلي في آذار/مارس الشركات الإسرائيلية من المشاركة في أكبر معرض للطيران بأمريكا اللاتينية ثم تبعتها فرنسا في حزيران/يونيو. وتقدم الولايات المتحدة الداعم الأكبر للاحتلال الإسرائيلي مساعدات سنوية بـ 3 مليار دولارا وقدمت لها كما ضما من الأسلحة بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر. ط

وحاولت بعض المنظمات غير الحكومية تحدي دعم دولها لإسرائيل عسكريا وقدمت دعاوى للمحاكم في بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والدنمارك. وفي ضوء الحرب في غزة قالت كندا إنها لن تبيع إسلحة لإسرائيل.

وفي أوروبا يقوم مدراء الصناديق بمراجعة المواقف بناء على الحرب في غزة، حسبما تقول كيران عزيز الذي تقوم شركتها بفحص أكبر صندوق تقاعد خاص في النرويج، وهو كي أل بي والتحقق من عدم وجود نشاطات تتعارض مع الإرشادات الأخلاقية. وقالت "أعرف أن هذا شيء ينظر فيه كل شخص". وسحب صندوق كي أل بي أسهما بقيمة 85 مليون دولار في الشركة الامريكية كاتربيلر، مستندا على بيان من مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قال فيه إن نقل الأسلحة للاحتلال الإسرائيلي يمكن أن يكون انتهاكا لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. ودعا البيان 11 شركة دولية بمن فيها كاتربيلر وقف صادراتها إلى إسرائيل.


ولا يزال التعاون الدولي الإسرائيلي قائما، وفي أيار/مايو وقع أكثر من ألف فنان اسكندنافي على عريضة تطالب بمنع إسرائيل المشاركة في يورو فيشن بدون نجاح، حيث غنت الإسرائيلية عيدن غولان أغنيتها.
وهناك عدد من الفنانين المبدعين أبعدوا أنفسهم عن إسرائيل. ومنذ بداية الحرب، رفض عدد كبير من المؤلفين، معظمهم من أمريكا السماح بترجمة أعمالهم إلى العبرية أو بيعها في إسرائيل، حسب إفرات ليف، مدير الحقوق الأجنبية في وكالة ديبورا هاريس في إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • متجاهلة دعوات إسرائيل للنزوح.. عائلات في غزة تخاطر بالموت
  • بايدن: إسرائيل لم تكن متعاونة بشأن إدخال المساعدات لغزة
  • انفجار جنوب الجولان بعد سقوط صاروخ على مفترق دليوت
  • أمريكا تفرض عقوبات على منظمة إسرائيلية بسبب العنف بالضفة
  • نتانياهو يضع 4 شروط لوقف إطلاق النار
  • نتنياهو: نشكر عائلات قوات الاحتياط على الدعم ونعزم على إكمال النصر في غزة
  • بعد حرب غزة.. تقرير يرصد تزايد مقاطعة إسرائيل بمجالات عديدة
  • كيف أثرت المقاطعة على الاحتلال الإسرائيلي أكاديميا واقتصاديا؟
  • ”سلطنة عمان تنقذ الحوثيين من حافة الهاوية: تفاصيل وساطة خلف الكواليس”
  • إعلام سوري: عدوان جوي إسرائيلي بعد منتصف الليل على مدينة بانياس الساحلية