شكّلت حادثة إغتيال القيادي في "حزب الله" الشهيد وسام الطويل، اليوم الإثنين، منعطفاً جديداً في الحرب القائمة بين الحزب والعدو الإسرائيلي الذي تبين أنهُ يمعن في تكريس سياسة الإغتيالات خصوصاً تلك التي تطال القادة الميدانيين في جنوب لبنان.   وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن القيادي الطويل مسؤولٌ عن إطلاق النار على قاعدة ميرون الجوية، مشيرة إلى أنه من أبرز القادة في وحدة "الرضوان" الخاصة بالحزب.


وتمثّل "الرضوان" قوة "النخبة" في حزب الله، وتنقل منصة "بلينكس" الإماراتية عن خبراء قولهم إن لتلك القوة "مهمات مُعقدة وغير عادية"، أما الصحف الإسرائيلية فتقول إن "القوة هي رأس الحربة في حزب الله، وتلقت تدريبات عالية، ولديها خبرة عسكرية واسعة وأسلحة متطورة للغاية تتلقاها باستمرار من الإيرانيين".

فمن هو وسام الطويل؟ وماذا نعرف عن قوة الرضوان؟ وكيف تضع إسرائيل العين عليها؟

"الضابط الكبير".. من هو؟

وصفت القناة 12 الإسرائيلية الطويل بأنه "الضابط الكبير" الذي استُشهد في لبنان.

الغارة التي طالت الطويل نفذتها مسيرة إسرائيلية قرابة الـ10 والربع صباح الإثنين، في قضاء بنت جبيل جنوب لبنان.

وقال مصدر أمني، تحدث لـ"رويترز"، إن "هذه ضربة مؤلمة للغاية"، فيما رجّح مصدر آخر أن "تتصاعد المواجهات" على الجبهة بين لبنان وإسرائيل عقب الضربة.

وكان الطويل نائب قائد قوة الرضوان وأحد كبار التشكيل الميداني للتنظيم برمته، وسبق أن التقى قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني سابقاً، الذي استهدفته الولايات المتحدة الأميركية في العراق عام 2020.

وبعد وقت قصير من عملية الاغتيال التي طالت الطويل، دوّت صافرات الإنذار في المستوطنات الشمالية، خوفاً من تسلل طائرات معادية.

نتنياهو في جبهة الشمال بنفس وقت الاغتيال

في نفس وقت الاغتيال، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الشمال حاضراً، والتقى مقاتلين من وحدة دافوري، وقال: "سنبذل قصارى جهدنا لاستعادة الأمن في الشمال والعودة إلى ديارنا بأمان، ومعرفة أنه لا يمكن العبث معنا".   وأضاف: "بالطبع نفضّل أن يتم ذلك من دون حملة واسعة النطاق، لكن ذلك لن يوقفنا".

وتابع: "لقد ارتكب حزب الله خطأً فادحاً بحقنا في عام 2006، وهو يرتكب خطأ كبيرا بحقنا حتى الآن. لقد ظن أننا (خيوط عنكبوت)، وفجأة رأى يا له من عنكبوت، إنه يرى هنا قوة هائلة".

"سيندم"   فقد حزب الله أكثر من 130 عنصراً في الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان منذ بدء القصف عبر الحدود في أعقاب بدء الحرب، بحسب "رويترز".

وحذّر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله إسرائيل في خطابين الأسبوع الماضي من شنّ حرب واسعة ضدّ لبنان، وقال: "من يفكر في الحرب معنا، بكلمة واحدة، سيندم".


قوة الرضوان "تحت القصف" بعد التحذير

يوم 22 تشرين الثاني من عام 2023، استهدفت إسرائيل خلية لـ"حزب الله" في منطقة بيت ياحون في جنوب لبنان، ما أسفر عن مقتل 5 من عناصر حزب الله، أحدهم نجل النائب محمد رعد.

صحيفة "معاريف" الإسرائيلية قالت -حينها-، إن الحادثة أسفرت أيضا عن مقتل خليل جواد شحيمي، مشيرة إلى أنّ الأخير هو "قائد كبير في قوة الرضوان التابعة لحزب الله".

الصحف الإسرائيلية، من بينها "معاريف"، ركّزت على الحادثة، وكان لافتاً إشارتها إلى مقتل شحيمي كونه في "قوة الرضوان"، التي حذّر منها الإسرائيليون بشدّة مراراً وتكراراً وسط توتر جنوب لبنان، الذي بدأ في 8 تشرين الأول تزامناً مع حرب غزة.

لماذا سُميت بـ"الرضوان"؟

سُميت القوة العسكرية لـ"حزب الله" بـ"الرضوان"، تيمنا باسم القائد العسكري السابق في الحزب عماد مغنية، الذي كان يُعرف باسم "الحاج رضوان" والذي اغتيل في سوريا عام 2008.

يُذكر أن القوة كانت تُسمى سابقا باسم "قوات التدخل السريع"، وذلك من خصائص الفرقة، وهي السرية والحرفية والغموض، وفق ما ذكرت مواقع إخبارية لبنانية.

كم عدد عناصر قوة الرضوان؟

المُحلل السياسي اللبناني إبراهيم بيرم قال في حديث سابق لموقع "بلينكس" عن "قوة الرضوان"، إنه ما من أحد يستطيع معرفة عدد أفراد عناصرها بصورة دقيقة، مرجحاً ألّا يتجاوز عدد أفرادها الألف عنصر.

ولفت بيرم إلى أن حزب الله لم يكشف أبداً عن حجم تلك القوة، مشيراً إلى أن ما يُحكى بشأنها، يقوم على ما ينشره الإعلام الإسرائيلي من تقارير.

بدوره، يقول الإعلام الإسرائيلي، إنّ عدد عناصر "قوة الرضوان" يصل إلى ألفين و500 مقاتل، موضحاً أن تلك القوة تجند الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عاماً.

هجمات معقدة وغير عادية

الحديث عن أن قوة "الرضوان" تمثل عناصر "النخبة" في "حزب الله"، يعني أنها تتميز بمهمات مُعقدة وغير عادية، بحسب ما قال بيرم لـ"بلينكس"، وأضاف: "من غير المعروف ما هي المهمات الدقيقة التي تنفذها عناصر قوة الرضوان، لكن المؤكد هو أن حزب الله يدربهم ويجهّزهم كثيرا".

كبيرة الباحثين في معهد دراسات الأمن الإسرائيلي أورنا مزراحي، قالت للقناة الـ12 الإسرائيلية، إنّ "(قوة الرضوان) هي رأس الحربة في مليشيا حزب الله"، مشيرة إلى أن "تلك القوة تلقت تدريبات عالية، كما أن لديها خبرة عسكرية واسعة وأسلحة متطورة للغاية تتلقاها باستمرار من الإيرانيين".

مجموعة تستمد خبرتها من القتال بسوريا

يشير بيرم إلى أن الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن أن "قوة الرضوان" قاتلت في سوريا خلال الحرب التي اندلعت عام 2011، وما لبثت أن عادت إلى لبنان بخبراتها حتى انتشرت عند الحدود مع إسرائيل منذ نحو 4 سنوات.

ولفت المحلل اللبناني إلى أنه لا يمكن تحديد أماكن تلك القوة بالضبط، لأنها تتميز بالسرية التامة، كما أنه من غير الممكن الوصول إلى معطيات دقيقة بشأنها خصوصا أن الحزب لا يتحدث عنها في العلن.

ويوم 20 تشرين الثاني الماضي، ألمحَ تقرير لصحيفة "يسرائيل هيوم" إلى أن عناصر قوة "الرضوان" توجد عند السياج الحدودي مع إسرائيل، مشيراً إلى أن أفضل طريقة لإبعادها عن هناك هي الحرب.   لن ننجر إلى الحرب   إلى ذلك، أكدت أوساط في "حزب الله" لصحيفة "العربي الجديد"، أنه "لا نقاش سياسياً أو تفاوض على الساحة اللبنانية قبل وقف الحرب على غزة" في الوقت الذي تتزايد فيه الجهود الدبلوماسية الدولية لمنع التصعيد العسكري في لبنان وتعبيد الطريق أمام تسوية سياسية تساهم في وقف إطلاق النار.

وأتى الاستهداف الإسرائيلي، اليوم الاثنين، للمسؤول العسكري في "حزب الله" وسام حسن طويل ليرفع مستوى المواجهة بين الحزب والاحتلال الإسرائيلي ويزيد التعقيدات في المشهد السياسي والدبلوماسي، وهو ما من شأنه أن يعرقل المفاوضات الحاصلة على خطّ التهدئة.

وتشير أوساط نيابية في "حزب الله" في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "لا الحرب ستكون وفق التوقيت الإسرائيلي ولا الشروط الإسرائيلية ستُفرض على لبنان، ومهما حاول الوسطاء، يتقدّمهم الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، فلن يتمكنوا من إحداث أي خرق أو حلّ".

وتلفت تلك الأوساط إلى أنّ "معظم الوفود الأجنبية الأوروبية التي تأتي إلى لبنان معروفٌ موقفها من العدوان على غزة، وهي داعمة للاحتلال وأصبحت شريكة بالمجازر التي يرتكبها، وعليها بدل صبّ اهتمامها على الساحة اللبنانية أن تكثف جهودها مع إسرائيل حتى يوقف عدوانه، وعندها يمكن الحديث عن لبنان".

وتشدد الأوساط نفسها على أن "ردّ حزب الله على اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري لم ينتهِ بعد، والضربة الأولى التي وجهها ضد قاعدة ميرون الإسرائيلية موجعة جداً بحيث كثف الاحتلال الإسرائيلي عملياته جنوبي لبنان، لكن في المقابل، حزب الله لن ينجرّ إلى الحرب ولن يحقق هدف الاحتلال"، مؤكدة أن حزب الله "لا يريد توسعة المعارك، أما في حال العدوان الواسع فإن الحزب جاهز للذهاب إلى الحرب ومستعدّ لها بشكل سيفاجئ العدو". (العربي الجديد - بلينكس blinx)  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: قوة الرضوان جنوب لبنان تلک القوة حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

خلافات حادة داخل الحكومة الإسرائيلية إثر تصريحات غالانت بشأن الحرب مع لبنان

#سواليف

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن خلافات في الرأي، حدثت خلال اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، بعد تصريحات لوزير الدفاع يوآف غالانت بشأن الحرب مع لبنان.

وذكرت أن غالانت قال خلال الاجتماع مساء الخميس، إنه أخبر المسؤولين الأمريكيين خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، التي اختتمها الأربعاء، بأن إسرائيل لا تريد حربًا في لبنان، وإنها تقبل باتفاق يُبقى حزب الله بعيدًا عن الحدود.

“التسوية في الشمال”

مقالات ذات صلة إطلاق نار على جنود الاحتلال جنوب الخليل 2024/06/29

وقالت هيئة البثّ الرسمية، تحت عنوان “نتنياهو وغالانت نعم للتسوية في الشمال- بن غفير يعارض”، إن مسألة التسوية على الجبهة الشمالية قد عرضت للمناقشة، فقال وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير “كيف يمكن ذلك بدون حرب؟ ألم نتعلم درسًا من 20 عامًا من التسويات؟”.
خلافات متصاعدة بين نتنياهو وغالانت
رئيس الوزراء الإسرائيلي(يسار ) ووزير الدفاع غالانت (رويترز)

ونقلت الهيئة الإسرائيلية عن بن غفير قوله “سنقوم بترتيبات، وبعد ذلك في غضون عام أو عامين سوف يغتصبون زوجاتنا ويقتلون أطفالنا”، بحسب تعبيره.

وبحسب الهيئة تدخل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقال “إذا توصلنا إلى اتفاق يسمح بعودة السكان إلى الشمال، فيمكننا التوصل إلى اتفاق، ولكن هذا هو الأساس، عودة السكان إلى الشمال، فقط بكل الظروف التي ستسمح بذلك”، على حد قوله.
مواجهة حادة

كما حدثت مواجهة حادة خلال تلك المناقشة بين وزير المالية بتسلئيل سموتريش وغالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، وهاجم وزير المالية رئيس الأركان، لكن غالانت رد “لا أقبل بأن يهاجم الوزراء جيش الدفاع”.

ولم توضح وسائل الإعلام الإسرائيلية ما وصل إليه النقاش بهذا الشأن في اجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغرة.

“إسرائيل لا تريد حربا”

وكان غالانت قال خلال زيارة واشنطن إن الجيش الإسرائيلي “قادر على إعادة لبنان إلى العصر الحجري”، لكنه قال إن “الحكومة تفضل حلا دبلوماسيا للوضع على الحدود بين إسرائيل ولبنان”.

وقال غالانت في تصريح خلال زيارة واشنطن، إن إسرائيل لا ترغب في خوض حرب ضد حزب الله “إلا أن الجيش الإسرائيلي مستعد لحرب” بحسب قوله.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الوزير قوله يوم الجمعة خلال زيارة للقوات قرب الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان “نحن نعمل على حل سياسي”.

وأضاف “هذا هو الخيار الأفضل دائما، نحن لا نبحث عن حرب لكننا مستعدون لها. إذا اختار حزب الله الحرب، نحن نعلم ما نفعله، وإذا اختاروا السلام، فسنرد الرد المناسب”.

تبادل يومي لإطلاق النار

ومنذ بداية الحرب على غزة، كان هناك تبادل يومي لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان.

وتصاعدت حدة القتال بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ودعت العديد من الدول، ومن بينها ألمانيا، مواطنيها إلى مغادرة لبنان.

ويرهن حزب الله وقف هجماته على إسرائيل بإنهاء إسرائيل حربها التي تشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، وأدت لاستشهاد أكثر من 37 ألفا و834 شهيدا و86 ألفا و858 مصابا، معظمهم أطفال ونساء.

يأتي ذلك وسط مخاوف من أن تتصاعد إلى حرب مفتوحة محتملة بين إسرائيل ولبنان وتتحول إلى صراع إقليمي قد يشمل أيضا إيران والولايات المتحدة.

وحذرت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة صباح اليوم السبت في منشور على موقع على منصة إكس، من أنه إذا شنت إسرائيل “عدوانا عسكريا واسع النطاق، فإن هذا سيؤدي إلى اندلاع حرب مدمرة”.
المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر + هيئة البث الإسرائيلي

مقالات مشابهة

  • دراسة إسرائيلية: لا نمتلك القدرة للدخول في حرب مفتوحة مع لبنان
  • وزير المالية الإسرائيلي يدعو إلى الحرب مع حزب الله
  • قراءات سياسية تلخص المشهد العام.. هل يحتمل لبنان حربا جديدة مع إسرائيل؟
  • مسؤول اسرائيلي : قوتنا تتلاشى والحرب مع لبنان كارثية
  • هذه آخر دراسة إسرائيليّة عن حرب لبنان.. كيف وصفتها؟
  • حربٌ في لبنان وأسئلة حول سعة نيرانها
  • دراسة إسرائيلية: قوتنا العسكرية تتلاشى والحرب مع لبنان كارثية
  • خلافات حادة داخل الحكومة الإسرائيلية إثر تصريحات غالانت بشأن الحرب مع لبنان
  • تحذير إيراني من حرب إبادة في حال شن الاحتلال عدونا شاملا على لبنان
  • تحذير إيراني من حرب إبادة حال شن الاحتلال عدونا شاملا ضد لبنان