لجريدة عمان:
2024-11-26@01:30:05 GMT

مصر التي في الخاطر

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

نحمل لمصر وشعبها المحبة والتقدير ومشاعر الوفاء، وهي أهل لذلك نظرا لمكانتها التاريخية والثقافية وما تمثله في الوجدان العربي والإسلامي من أمجاد ومواقف سياسية دفعت ثمنها أنهارا من دماء المصريين ومقدراتهم، أما لكاتب هذه السطور فيكفي فقط أنه فكّ الأبجدية على أيدي المعلمين المصريين مثله مثل آلاف الطلبة العُمانيين الذين تلقّوا العلم من أفواه المصريين، ففي العام الدراسي 1986 /1987، افتتحت مدرسة صوب الواقعة بين ولايتي مرباط وسدح في مكان مقفر إلا من مبنى حكومي وحيد.

في المدرسة المكونة من غرفتين وغرفة للمعلمين تتلمذنا على أيدي الأستاذ شعبان والأستاذ عارف الذي كان تولّى مهام إدارة المدرسة، ثم توالى على المدرسة عشرات منذ تأسيسها وإلى الآن، وتفتحت مداركنا على الثقافة المصرية عبر الدراما والأفلام والأدب والصحافة لاحقًا. وعندما تشكّل الوعي الأولي وبحثنا عن سؤال الانتماء، وجدنا صورة جمال عبد الناصر حاضرة بصريا أمامنا معلّقة في إحدى غرف مركز الفرقة (شبه العسكرية) التي تحمل اسم الزعيم الخالد في الوجدان الشعبي.

ومع ذلك لم أزر مصر إلا عام 2013م لأسباب يطول شرحها، ولكني بعد أن دخلت مصر بسلام آمنا مطمئنا كان مقام عبد الناصر أول معلم أدخله. في زيارتي الأولى لم أتمكن من التعرف على البلد كما ينبغي، إذ لم تكن لدي وقتها صداقات في الوسط الثقافي المصري، في حين كانت ثقافة البلد هي خريطته ومفتاحه الذي يفتح أمامك ما استغلق على الفهم. بعد عشر سنوات من الزيارة الأولى تكررت الزيارات إلى القاهرة التي رأيتها بعين أخرى وتعرفت إليها بشكل أعمق بعد أن عرفني إليها الصديق والمثقف القطري محمد المنصور، الذي أهداني كتاب «دهاليز القاهرة» لمؤلفه أحمد محفوظ، ومؤخرا تجولت معه بمعيّة الكاتب والأديب عزت القمحاوي وابنه أحمد في مكان لا يتعرف إليه السائح بسهولة، إذ نزلنا في شارع باب الوداع عند تقاطع شارع صلاح سالم، وبالتحديد عند بداية المدافن والمرور بتكية السيد محمد سر الختم الميرغني، قبل التوجه إلى اليمين نحو شارع باب الوزير، تاركين خلفنا الشارع المؤدي إلى مسجد السلطان حسن، الذي قادنا إلى آثار العهد المملوكي في مصر، من مسجد ومدرسة خاير بك (آخر سلاطين المماليك وأول حاكم لمصر تحت الراية العثمانية) ومسجد آق سنقر ( المسجد الأزرق) الذي يشبه جامع قرطبة الإسبانية، ثم مررنا بمسجد أم السلطان شعبان، وولجنا إلى شارع التبانة مرورا بجامع الصالح طلائع، وانتهت الجولة عند مسجد الأزهر، بعد المرور على باب زويلة الشاهد على عدة أحداث تاريخية دامية في الصراعات التي شهدتها مدينة القاهرة القديمة، منها شنق السلطان طومان باي من قبل العُثمانيين.

عرّفتني الجولة على بعض آثار العهد المملوكي في مصر، التي يطغى عليها المعمار المتقن للمساجد والمدارس المرتبطة بها، وقد رُمِمت بعض المساجد والمدارس والمقامات التي مررنا بها من قبل العديد من المؤسسات الحكومية والدولية منها مؤسسة الآغا خان للثقافة، والاتحاد الأوروبي.

نعلم بأن مصر تقف على طبقات حضارية وثقافية متنوعة وفريدة وعدد لا يحصى من المواقع الأثرية التي يمكن تأهيلها واستثمارها ثقافيا واقتصاديا، لذا أرجو أن يتم تأهيل منطقة الدرب الأحمر وتهيئتها سياحيا لتدر المليارات لخزينة الدولة المصرية، ناهيك عن تخصيص الأحياء التراثية ذات المعمار المميز في شارع باب الوزير ودرب التبانة لمشروع صناعة الأفلام التاريخية، فالمنطقة عامرة وزاخرة بالشواخص الثقافية والحضارية التي يتطلب الحفاظ عليها؛ لأنها تُعبّر عن ثقافة إنسانية عميقة الدلالات.

وعودا على بدء، استوحيتُ عنوان هذا المقال من أغنية «مصر التي في خاطري وفي فمي» التي كتب كلماتها الشاعر أحمد رامي، ولحنها رياض السنباطي، وغنتها أم كلثوم.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

دبي.. تشغيل بوابتي "سالك" جديدتين غداً الأحد

أعلنت شركة "سالك"، عن بدء تشغيل بوابة التعرفة المرورية على معبر الخليج التجاري، وبوابة الصفا الجنوبية على شارع الشيخ زايد في دبي، اعتباراً من غدٍ الأحد، وذلك بعد انتهاء هيئة الطرق والمواصلات بدبي من أعمال مشروع تطوير شارع الخيل.

وأوضحت الهيئة، أن تشغيل بوابتي التعرفة المرورية، يأتي في إطار جهود الهيئة في تحسين انسيابية الحركة المرورية على شبكة الطرق في إمارة دبي عبر إعادة توزيع الحركات المرورية، وتوجيهها إلى محاور الطرق البديلة، مثل شارع الشيخ محمد بن زايد، وشارع دبي ـ العين، وشارع رأس الخور، وشارع المنامة، واستخدام معابر الخور البديلة، مثل جسر إنفينيتي، ونفق الشندغة، إضافة إلى تشجيع السكان والزوار على استخدام محاور الطرق الأقل ازدحاماً. 

تحسين الحركة 

وتسهم بوابة معبر الخليج التجاري، في تحويل الحركة المرورية القادمة من جبل علي إلى شارعي الشيخ محمد بن زايد، والإمارات، وخفض حجم المرور على شارع الخيل لقرابة 2053 مركبة في الساعة، بنسبة تصل إلى 15%، وعلى شارع الرباط لحوالي 1218 مركبة في الساعة، بنسبة تصل إلى 16%، وخفض حجم المرور على شارع المركز المالي بحوالي 5%، كما تسهم في تقليل إجمالي زمن التنقل على الجزء المزدحم من شارع الخيل بين شارعي الرباط وراس الخور بحوالي 20 ألف ساعة يومياً في الاتجاهين.
كما يسهم تركيب بوابة الصفا الجنوبية، في خفض حجم المرور المنعطف يميناً من شارع الشيخ زايد إلى شارع الميدان بنسبة 15%، وخفض حجم المرور من شارعي الميدان والصفا إلى شارع الشيخ زايد، بحولي 1070 مركبة في الساعة، بنسبة 42%، وخفض حجم المرور على شارع الشيخ زايد في الجزء الواقع بين شارعي المركز المالي ولطيفة بنت حمدان بنسبة 4%، إلى جانب تحقيق استخدام أفضل لشارعي الخيل الأول والأصايل بنسبة تصل إلى 4%.

مقالات مشابهة

  • بعد الضاحية الجنوبية والنبطية... تحذيرات إسرائيليّة لسكان مدينة صور
  • تعرف على خطة انقطاع الكهرباء من اليوم إلى الخميس في المنصورة
  • وزير الثقافة: الأدب سلاحنا الذي يحمي هويتنا ويعزز صمودنا في وجه التحديات
  • الأدب هو السلاح الفكري الذي يحمي حضارتنا من التشويه
  • وزير الثقافة:الأدب هو سلاحنا الفكري الذي يحمي هويتنا الوطنية
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • والي الخرطوم يتفقد الدفاعات الأمامية في أمبدة وغربي كرري ويقف على عودة الحياة في المناطق التي تطهيرها من التمرد
  • دبي.. تشغيل بوابتي "سالك" جديدتين غداً الأحد
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • مصرع 3 نساء بالرصاص في دير البلح وسط قطاع غزة