أكدت جماعة الحوثي، الإثنين، أن إصرار الولايات المتحدة الأمريكية في دعم العدوان الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة، من شأنه تفجير الصراع في المنطقة، في ظل التعصيد والتوتر الذي يشهده البحر الأحمر على خلفية الحرب في غزة للشهر الرابع على التوالي.

 

وقال ناطق جماعة الحوثي محمد عبدالسلام في تغريدة على منصة إكس: "تصريحات المسؤولين الأمريكيين عن تطورات البحر الأحمر وكأنها تهديد لمصالح العالم محاولة أمريكية لصرف الأنظار عن المذابح الإسرائيلية بحق أهل غزة وهذا ما يجب أن يتوقف عنده كل العالم".

 

 

وأضاف أن "إصرار النخبة الحاكمة في واشنطن على الذهاب بعيدا في دعم إسرائيل ضد غزة من شأنه تفجير المنطقة، وعلى أمريكا أن تتحمل عواقب هذا الصلف".

 

وأشار إلى أن عسكرة واشنطن للبحر الأحمر "لن يمنع اليمن من مواصلة عمليات الإسناد للمقاومة الفلسطينية في غزة".

 

وفي وقت سابق، حث وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، جماعة الحوثي على وقف هجماتها في البحر الأحمر محملا الجماعة المسؤولية في حال استمرار تجاهل التحذيرات المتواصلة.

 

وقال بأن "المملكة المتحدة لن تتسامح مع إغلاق الحوثيين للممرات البحرية الدولية".

 

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أعلن، يوم 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تشكيل قوة عمل بحرية باسم "حارس الازدهار" تضم 10 دول، بهدف مواجهة الهجمات في البحر الأحمر.

 

وتستحوذ التجارة البحرية على 70% من واردات إسرائيل، وتمر 98% من تجارتها الخارجية عبر البحرين الأحمر والمتوسط. وتساهم التجارة عبر البحر الأحمر بـ34.6% في اقتصاد إسرائيل، حسب وزارة المالية الإسرائيلية.

 

وعلقت أكبر شركتين للنقل البحري في العالم وهما "إم إس سي" وميرسك رحلاتهما التجارية عبر البحر الأحمر منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، واستبدلتا بالطريق رأس الرجاء الصالح جنوبي دولة جنوب أفريقيا.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: البحر الأحمر اسرائيل غزة محمد عبدالسلام مليشيا الحوثي البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

لواء البراء بن مالك.. كيف عادت كتائب الدفاع الشعبي إلى واجهة الصراع في السودان؟

وسط الضجيج المستمر للحرب في السودان، يطفو اسم "لواء البراء بن مالك" على سطح الأحداث كواحدة من أبرز المجموعات المسلحة غير النظامية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني. هذه المجموعة التي بدأت ككتيبة صغيرة قبل أن تعلن عن تضخم عدد مقاتليها إلى 21 ألف فرد، تعيد إلى الأذهان تاريخ كتائب الدفاع الشعبي في السودان، وتثير أسئلة حول دور الجماعات العقائدية في النزاع الدائر.

من كتيبة إلى لواء.. كيف نشأت؟
ظهر اسم "كتيبة البراء بن مالك" لأول مرة خلال حرب الجنوب، حيث كانت جزءًا من قوات الدفاع الشعبي، الذراع القتالي الشعبي للحركة الإسلامية السودانية. وبعد سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير في 2019، تراجعت هذه الجماعات مع حل مؤسساتها الرسمية، لكن أفرادها ظلوا على تواصل، يجتمعون تحت مظلة الأنشطة الاجتماعية، منتظرين اللحظة المناسبة للعودة إلى الواجهة.

بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021، وجد أفراد الكتيبة الفرصة مواتية لاستعادة نشاطهم، مستفيدين من الأجواء التي أعادت بعض الوجوه الإسلامية إلى المشهد. ومنذ ذلك الحين، بدأوا إعادة تنظيم صفوفهم، مقسمين أنفسهم إلى ثلاثة قطاعات رئيسية في ولاية الخرطوم، مستغلين شبكة العلاقات التي تجمعهم، لا سيما في أوساط الموظفين بالقطاعات الحيوية مثل البنوك وشركات البترول والأطباء والمهندسين وحتى أفراد الأمن السابقين.

الحرب تفتح الباب للعودة
مع اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، كان أمير الكتيبة، المصباح أبو زيد، سريعًا في الإعلان عن تلقيهم "أوامر التسليح"، وهو ما يطرح تساؤلات عن الجهة التي زودتهم بالسلاح في وقت كانت القوات النظامية نفسها تكافح للحفاظ على معاقلها. انتشرت مقاطع مصورة تُظهر مقاتلي الكتيبة يحملون أسلحة ثقيلة، بعضها متطور مثل طائرات الدرون ومدافع القنص، وهو ما يعكس مستوى تسليح متقدم يتجاوز مجرد كونه "قوة احتياطية" كما يدعون.

أيديولوجيا المواجهة.. معركة عقائدية أم سياسية؟
على الرغم من أن الحرب الدائرة في السودان تبدو ظاهريًا صراعًا عسكريًا بين الجيش والدعم السريع، إلا أن تصريحات قادة "لواء البراء بن مالك" توحي بوجود بعد عقائدي للصراع، حيث يعتبرون القتال ضد الدعم السريع حربًا ضد "المدعومين من دول الكفر"، على حد تعبير أميرهم، مما يجعل الأمر يتجاوز كونه دعمًا للجيش إلى كونه معركة ذات أبعاد أيديولوجية.

أنشطة علنية رغم السرية
قبل اندلاع الحرب، لم يكن نشاط الكتيبة يقتصر على التدريب العسكري السري، بل امتد إلى مشاهد أكثر علنية، أبرزها تأمين الإفطارات الرمضانية التي نظمتها قيادات المؤتمر الوطني المحلول، حيث ظهروا بأسلحة بيضاء وأخرى نارية. كما شاركوا في احتجاجات ضد التطبيع مع إسرائيل، مسجلين حضورًا لافتًا في وقفة مناهضة للبرهان على خلفية لقاءاته مع مسؤولين إسرائيليين.

من هم مقاتلو الكتيبة؟
يتكون أغلب عناصر الكتيبة من شباب ترعرعوا على الخطاب الإسلامي الجهادي الذي كان يروج له رموز مثل إسحق أحمد فضل الله، وعبيد ختم، وعلي عبد الفتاح. كثير منهم أبناء لقادة في الحركة الإسلامية أو ممن قتلوا خلال الحرب في جنوب السودان، وهو ما جعل لديهم دافعًا شخصيًا بالإضافة إلى الدافع العقائدي.

الخلاف الداخلي والانشقاقات
ورغم هذا الولاء الظاهر، شهدت الكتيبة حالة من الانقسام في الأيام الأولى للحرب، عندما انضم أحد أفرادها إلى قوات الدعم السريع، مما أثار موجة استنكار شديدة من زملائه الذين اتهموه بـ "خيانة الإسلام"، لكنه عاد لاحقًا إلى صفوفهم، مدافعًا عن موقفه بوثيقة عسكرية تثبت أنه كان يتحرك وفق أوامر قيادته.

دورهم في الصراع الحالي
اليوم، وبعد أن تحولوا من كتيبة صغيرة إلى لواء، بات مقاتلو "البراء بن مالك" جزءًا أساسيًا من القوات المساندة للجيش السوداني في مناطق القتال، خاصة في الخرطوم وأم درمان. ومع سقوط العديد من أفرادهم، تتزايد التساؤلات حول مدى قدرتهم على الاستمرار، خاصة في ظل تصاعد الضغوط الدولية على الجيش السوداني للحد من اعتماده على قوات غير نظامية ذات طابع أيديولوجي.

إلى أين يتجهون؟
مع استمرار الحرب، يظل مستقبل "لواء البراء بن مالك" مرهونًا بمسار الصراع الأكبر في السودان. فهل سيكونون مجرد أداة مؤقتة في يد الجيش أم أنهم يمثلون نواة لحركة جهادية جديدة قد تعيد رسم المشهد المسلح في البلاد؟ الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة عل هذا السؤال .

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية اليمني يدعو الدول لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أسوة بواشنطن
  • سويسرا تؤكد دعمها مسار السلام في اليمن وتبدي استعدادها مواصلة العمل في المجال الإنساني
  • لواء البراء بن مالك.. كيف عادت كتائب الدفاع الشعبي إلى واجهة الصراع في السودان؟
  • وزير الدفاع السوداني يكشف تفاصيل قاعدة عسكرية روسية على البحر الأحمر
  • مباحثات يمنية هولندية بشأن تهديدات الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر
  • الاتحاد الأوروبي يمدد عملياته في البحر الأحمر ضد الحوثيين
  • كاميرون هدسون: ترمب لن يسمح بأن يكون السودان ملجأ للإرهاب .. قال إن ردة فعل واشنطن ستكون قوية على القاعدة الروسية في البحر الأحمر
  • اليمن يبحث مع البحرين التطورات الإقليمية وتهديدات الحوثيين في البحر الأحمر
  • رابطة حقوقية وفاة الموظف الأممي بسجون الحوثيين يكشف الواقع المرير الذي يتعرض له المختطفون
  • انطلاق بطولة البحر الأحمر الدولية لصيد الأسماك بمشاركة 9 دول