لندن-سانا

أكدت الصحفية البريطانية جنيفر جونز أن الفلسطينيين في قطاع غزة يستحقون العيش بكرامة، معتبرة أن الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ أكثر من 16 عاماً وتبعاته اللاإنسانية يثيران الغضب واليأس والإحباط.

وأوضحت جونز في مقال نشره موقع ميديل إيست مونيتور البريطاني أن الاحتلال الإسرائيلي يقيد تحركات أكثر من مليوني فلسطيني، ويسيطر على التدفقات الداخلة والخارجة من غزة، وبات هناك خياران مفتوحان أمام سكان غزة، هما إما المخاطرة بالموت أثناء الدفاع عن حقهم في تقرير مصيرهم أو الاستسلام للموت البطيء تحت وطأة الحصار.

وتابعت: “منذ اللحظة التي يعبر فيها المرء إلى غزة المحاصرة يرى حجم الفقر واضحاً في ذلك القطاع الذي يوصف بأنه السجن المفتوح الأكثر كثافة سكانية على وجه الأرض”، مشيرة إلى أنه حتى قبل الإبادة الجماعية المتواصلة التي تتبعها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول الماضي كانت هناك مبان ومعالم يشوبها الرصاص ونيران المدفعية والقصف، وكانت أجزاء من غزة في حالة خراب بسبب الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتكررة.

وأضافت: “بما أن الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة يمنع دخول معظم مواد البناء فإن المنازل والبنية التحتية المدمرة عادة ما تبقى على حالها مع مرور الزمن”.

وأشارت جونز إلى أنه استناداً إلى الصور المتدفقة من غزة فقد سويت المناطق الشمالية والوسطى من القطاع بالأرض، وباتت غير صالحة للسكن، وحتى لو دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فإن مهمة إعادة بناء غزة ستكون هائلة.

وأكدت جونز أن الفلسطينيين الذين التقت بهم في قطاع غزة يكافحون ويناضلون من أجل البقاء، لافتة إلى أن فلسطينيي غزة لم يعرفوا سوى الحياة تحت الحصار، وشهدوا مقتل عائلاتهم وأصدقائهم والحرمان من فرص التعليم والتوظيف وحرية الحركة.

وحذرت جونز من أن المزيد من الوحشية تتكشف يوما بعد يوم خلال العدوان الإسرائيلي، وذلك في الوقت الذي لقيت فيه الاحتجاجات العالمية المناهضة للهجمات على غزة والإبادة الجماعية لسكانها آذانا صماء لدى أصحاب النفوذ.

وتابعت: بينما تطرح الدول على المسرح العالمي وجهات نظرها حول اليوم التالي للحرب، وبينما تحاول (إسرائيل) أن تقرر من جانب واحد مستقبل إدارة فلسطين، يتم تجاهل أصوات سكان غزة الذين يناضلون للبقاء على قيد الحياة وسط حزن وصدمات لا يمكن تصورهما.

وشددت جونز على أن فلسطينيي غزة يستحقون العيش بكرامة لا الحياة في ظل حصار قاس، داعية إلى رفع الحصار وإعطاء الأولوية لحقوق الإنسان حتى تصبح غزة مرة أخرى مركزاً مزدهراً في الشرق الأوسط.

تهامة السعيدي

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

بايدن والماسونيون السود | حقيقة انضمام الرئيس الأمريكي السابق للجماعة الأخوية بريطانية الأصل

في خطوة مثيرة للجدل، انضم الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن إلى محفل ماسوني أمريكي من أصل أفريقي بصفته ماسونيًا رئيسيًا، رغم إعلانه انتماءه للكاثوليكية. وتمت مراسم التنصيب في محفل الأمير الكبير في ساوث كارولينا قبل يوم واحد فقط من مغادرته منصبه.

وفي بيان أصدرته المنظمة في نهاية الأسبوع الماضي، والذي بدأ تداوله يوم الجمعة، أكد المحفل أن بايدن حصل على "عضوية الماسونية مع مرتبة الشرف الكاملة". وقد ترأس حفل التنصيب رئيس المحفل، فيكتور سي ميجور، الذي منح بايدن هذا اللقب رسميًا.

وفي تعليق على الحدث، أوضح البيان أن "أن تكون ماسونيًا يعني أن تكون جزءًا من جماعة أخوية مكرسة للنمو الشخصي وخدمة الآخرين والسعي وراء المعرفة والحقيقة"، مضيفًا أن مسيرة بايدن تعكس القيم الأساسية التي تسعى الجماعة إلى تعزيزها.

أصول الماسونية وتأثيرها التاريخي

تُعَدُّ الماسونية واحدة من أقدم الجماعات الأخوية في التاريخ الحديث، حيث يعود أصلها إلى القرن الخامس عشر، لكنها تطورت بشكلها الحديث في بريطانيا أوائل القرن الثامن عشر. وسرعان ما توسعت لتشمل مفكرين بارزين ومعارضين دينيين وخبراء في السحر والتنجيم، إضافةً إلى نخبة رجال الأعمال والسياسة في أوروبا والولايات المتحدة.

ويُذكر أن نحو 14 رئيسًا أمريكيًا كانوا أعضاء في المحافل الماسونية، بمن فيهم جورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة، مما يعكس النفوذ القوي لهذه الجماعة في الأوساط السياسية الأمريكية.

تناقض عضوية بايدن مع العقيدة الكاثوليكية

رغم أن بايدن لم يعلن بشكل رسمي عن انضمامه إلى الماسونية في محفل برينس هول، إلا أن هذه الخطوة تثير تساؤلات حول تعارضها مع إيمانه الكاثوليكي.

ففي عام 1738، أصدر البابا كليمنت الثاني عشر مرسومًا يحظر على الكاثوليك الانضمام إلى الجماعات الماسونية، وظل هذا الحظر ساريًا لعدة قرون. حتى عام 1983، حينما أعاد الفاتيكان التأكيد على موقفه، مشددًا على تحريم الانضمام إلى "المنظمات التي تتآمر ضد الكنيسة"، دون الإشارة المباشرة إلى الماسونية.

وفي ذلك الوقت، صرّح الكاردينال جوزيف راتزينجر، الذي أصبح لاحقًا بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر، بأن "المؤمنين الذين ينضمون إلى الجمعيات الماسونية هم في حالة من الخطيئة الجسيمة ولا يجوز لهم تناول القربان المقدس".

تداعيات انضمام بايدن إلى الماسونية

انضمام بايدن إلى الماسونية يفتح الباب أمام نقاشات واسعة حول تأثير هذه العضوية على صورته السياسية والشخصية، خاصة لدى الناخبين الكاثوليك. ورغم أن الماسونية لا تعد منظمة سياسية بشكل مباشر، فإن ارتباطها بالتاريخ السياسي الأمريكي يجعل الأمر محط أنظار العديد من المراقبين.

يبقى السؤال المطروح: هل ستؤثر هذه الخطوة على إرث بايدن السياسي، أم أنها مجرد انتماء رمزي لا يحمل تداعيات حقيقية على مستقبله وشعبيته؟
 

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يداهم منازل في طولكرم وضواحيها
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يحتجز عائلة أحد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم اليوم
  • شاهد.. الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين تغادر سجن عوفر الإسرائيلي
  • «بريدجيت جونز» تعود في «يوم الحب»
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل نسف منازل الفلسطينيين في مخيم جنين
  • في رحلة العودة.. الغزاويون يحطمون أحلام العدو الإسرائيلي
  • أطباء أمريكيون يشهدون على جرائم الاحتلال الإسرائيلي غزة: الأسوأ على الإطلاق
  • أطباء أميركيون: لم نشهد دمارا كما فعل الاحتلال الإسرائيلي بغزة
  • بايدن والماسونيون السود | حقيقة انضمام الرئيس الأمريكي السابق للجماعة الأخوية بريطانية الأصل
  • سجون الاحتلال: نستعد لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وفقا لصفقة التبادل