لماذا الكوفيّة رمز للنضال الفلسطيني؟
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
أثير- مكتب أثير في تونس
إعداد: محمد الهادي الجزيري
مثلما وعدت في سابق مقالاتي ..، سأكتب عن كلّ شيء يمتّ بصلة لهذه الأسيرة من قِبل كيان صهيوني مجرم، هذه الأيقونة المنتصرة أحبّ من أحبّ وكره من كره ، ولو بعد أوقات عسيرة ولو بعد حين ..، إذ ما قال أبو القاسم الشابي:
” إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَاةَ
فَلا بُدَّ أنْ يَسْتجِيبَ القدَرْ
ولا بدّ لليل أن ينْجلي
ولا بدّ للقيد أن ينكسرْ ”
ولقد اخترت في مقالتي هذه أن أمنح فكرة عن الكوفيّة الفلسطينية .
تُعدّ الكوفية رمزاً للنضال ، وقد اكتسبت شهرة واسعة النطاق بفضل كفاح الفدائيين الفلسطينيين والخطاب الشهير للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1974
واللافت أنّ للكوفيّة تاريخ طويل متجذّر في الشرق الأوسط ورمزية سياسية، قبل أن تتحول بدورها إلى أيقونة في عالم الموضة العالمي ..، وقد غابت كلمة “الكوفيّة” عن القواميس العربية القديمة، باستثناء تاج العروس الذي يعود إلى القرن الثامن عشر، والتي فسّرتْ بأنها شيء يُلبس على الرأس، سُمي بهذا الاسم لأنه ملفوف في الواقع، إن تتبع تاريخ قطعة القماش هذه ليس سهلاً على الإطلاق، ولكن من المعلوم أن الكوفية كانت من بين العناصر المميزة في الزيّ البدوي من أجل حماية الرأس من حرارة الشمس…
قد يكون الوصف الذي قدّمه ماكس فون أوبنهايم في تسعينيات القرن 19، الأكثر دقة، إذ قال: “غطاء الرأس الوطني للعرب البدو هو الكوفية أو الشاشية، وهو عبارة عن نسيج قطني أو حريري للأشخاص المتميزين، تبلغ مساحته حوالي متر مربع، يطوى بشكل مثلث ويوضع على الرأس بحيث يتدلى طرفاه على الجانبين وطرفه الثالث على الظهر، يُثبت هذا القماش على الرأس بواسطة حبل من شعر الماعز، غالباً ما يكون أسود اللون وصلباً بشكل ملحوظ، يلف مرتين حول الرأس….
ارتدى الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، الكوفية في جميع المحافل الدولية ما أعطى لها شهرة عالمية، وكان يضع الكوفية بعناية على رأسه، مع وضع الطرف الأطول للنسيج على كتفه الأيمن، في شكل يشابه خريطة فلسطين قبل عام 1948. وساعد منع سلطات الاحتلال للعلم الفلسطيني منذ عام 1967 حتى اتفاقيات أوسلو عام 1993، أن يصبح للكوفية رمزية في التعبير عن الهوية الفلسطينية…
كما ارتدت الكوفية أيضًا الفلسطينية ليلى خالد، وهي عضو في الجناح المسلح في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كحجاب، ساعد ذلك في تغيير النظرة إلى الكوفية التي كانت مرتبطة أكثر بالرجال، وانتشرت صور عديدة لليلى خالد ترتدي فيها الكوفية وتغطي بها شعرها…
من ضمن القراءات لهذا الرمز العالمي ..نرى أنّ تعدّد الدلالات الخاصة بتصميم الكوفية، منها كونها عبارة عن شبكة صيد، أو سنابل القمح المعروف بها مدينة أريحا الفلسطينية، ويشار إلى الخياطة السوداء أحيانًا على أنها تصميم قرص العسل، تقديرًا لمربي العسل في فلسطين، ويرى البعض أحيانًا أنها ترمز للأسلاك الشائكة…، انتشرت الكوفية في جميع أنحاء العالم في ستينات وسبعينات القرن الماضي، وتبنى الطلاب والنشطاء الكوفية كجزء من الحركة المناهضة للحرب، ما جعلها رمز للمقاومة ضد الإمبريالية خلال القرن الماضي، وارتداها الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، والزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا، وانتشرت الكوفية كثيرًا بين القوى اليسارية بالتحديد…
ونختم هذا التعريف بالكوفيّة بهذه الأسطر الشعرية في عشق هذا الرمز النضالي ..وقد أدّاها المطرب محمد عساف ..وباللهجة الفلسطينية المحبّبة للنفس :
” علّي الكوفيّة علّي ولوّلح فيها وغني عتابا وميجانا وسامر فيها
وهزّ الكتف بحنّية جفرا عتابا ودحيا
خلّي البارود يهلال ويحليها
علّي الكوفية علّي ولولح فيها وغني عتابا وميجانا وسامر فيها “
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: مكتب تونس الکوفی ة
إقرأ أيضاً:
زوار معرض أبوظبي الدولي للكتاب يقبلون على الكتب القديمة والمخطوطات النادرة
أبوظبي - الرؤية
من بين الأجنحة المشاركة في «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، في دورته الرابعة والثلاثين، المقامة حالياً بمركز «أدنيك» في أبوظبي، تبرز مجموعات من الكتب القديمة والمخطوطات النادرة، التي تستهوي القراء، ومحبي اقتناء الكتب التاريخية، وألبومات الصور، وتعيد هذه الكتب القراء إلى ذكرياتهم القديمة، التي توثق جانباً مهماً من تاريخ دول ومدن وشخصيات مختلفة ومتعددة.
للكتب النادرة حضور مختلف في «معرض أبوظبي للكتاب»
وتتنوع المعروضات القديمة والنادرة بين ألبومات، تحتوي على أقدم الصور لشيوخ إمارتَيْ: دبي والشارقة، وكذلك خرائط لشبه الجزيرة العربية، من القرن الخامس عشر إلى القرن العشرين، ومجموعة كتب لابن سينا، و«ألف ليلة وليلة»، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
ويصل عدد الكتب القديمة المعروضة إلى نحو 300 كتاب، بلغات: عربية وفارسية ولاتينية وفرنسية ويابانية وصينية، ومن بينها خريطة لشبه الجزيرة العربية تعود إلى عام 1482، وخرائط لدولة الإمارات تمت طباعتها فيها منذ عام 1971، ومن أهم الكتب: الطبعة الأولى لكتاب «ألف ليلة وليلة» بالعربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية، ونسخة من كتاب «القانون في الطب» لابن سينا، مطبوعة عام 1522، وكذلك مخطوطة عربية عمرها 300 سنة، أيضاً، لكتاب «القانون في الطب».
والمهتمون بهذه التحف النادرة، واقتنائها، إما شخصيات ترغب في الحصول على كتب بموضوعات تهمها، أو مكتبات كبيرة، أو مؤسسات علمية وثقافية، وتراوح أسعار القطع النادرة من الكتب والمخطوطات، بين 500 و3 ملايين درهم.
ومن الكتب المعروضة أيضاً، كتاب «The Jungle Book»، الذي تم إصداره أواخر القرن الثامن عشر، و«ألف ليلة وليلة» من إصدارات القرن التاسع عشر، وكذلك أولى روايات جيمس بوند عام 1960، وهاري بوتر عام 2000، فضلاً عن لوحات ورسومات لمكة المكرمة والعالم العربي ودول الخليج والخيل العربي.
وتوجد، كذلك، الدواوين الشعرية القديمة للشاعر السوري الراحل نزار قباني، الموقعة منه شخصياً، ويعود إصدارها لخمسينيات القرن الماضي.
للكتب النادرة حضور مختلف في «معرض أبوظبي للكتاب»
ويوفر «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» منصات متعددة لدور النشر العالمية؛ لعرض مجموعة من المخطوطات، والمطبوعات النادرة، التي يعود تاريخها إلى قرون مضت، ومنها دار بيع الكتب النادرة الرائدة عالمياً «بيتر هارينجتون»، التي تشارك في المعرض بمجموعة نادرة من أول الكتب المطبوعة في العالم العربي.
وتضم المعروضات عشر مطبوعات وإصدارات تاريخية، صادرة عن المطبعة التي أسسها نابليون في مصر (المطبعة الشرقية الفرنسية)، إضافة إلى مطبعة بولاق (أول مطبعة حكومية في مصر)، وتروي هذه المقتنيات كيف شهدت تلك الفترة ثورة في مجال الطباعة على مستوى العالم العربي.
ومن أبرز المقتنيات المعروضة: نشرة نادرة أصدرتها مطبعة نابليون المتنقلة في الإسكندرية عام 1799، وتُعد من أول الأعمال المطبوعة في مصر باستخدام الحروف المتحركة، وهي تجسيد لتوظيف نابليون للصحافة كأداة استراتيجية للتأثير.