عواصم " وكالات ": قُتل أربعة أشخاص في سلسلة ضربات روسية "كبيرة" استهدفت أنحاء مختلفة من أوكرانيا اليوم الاثنين، وفق ما أفاد مسؤولون، فيما أجلت السلطات المئات في مدينة بيلغوورد الروسية الحدودية جراء قصف أوكراني.

ومع اقتراب الذكرى الثانية للحرب، تبادلت كييف وموسكو الاتهامات بالتسبب بسقوط عشرات الضحايا المدنيين في ظل تصعيد الهجمات.

وأكد سلاح الجو الأوكراني على وسائل التواصل الاجتماعي "أطلق الجيش الروسي ليلة امس هجوما كبيرا على أوكرانيا مستخدما الصواريخ والمسيرات في تدمير المدن الاوكرانية ".

وأضاف أن روسيا أطلقت 51 صاروخا أسقطت الدفاعات الجوية 18 منها.

واستهدفت صواريخ روسية مركزا للتسوّق وأبراجا في بلدة كريفي ريه التي يتحدّر منها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، ما أسفر عن سقوط قتيل، بحسب معاون مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أوليكسي كوليبا.

وقال "في كريفي ريه، هناك الكثير من المشاكل في شبكات الطاقة. هناك انقطاعات والنقل الكهربائي لا يعمل".

وذكر مسؤولون أن شخصين قتلا في هجوم صاروخي في منطقة خميلنيتسكي غربا والبعيدة عن خط الجبهة في الشرق، فيما لقيت امرأة مسنة انتُشلت من تحت أنقاض منزلها في منطقة خاركيف حتفها.

الى ذلك، قال رئيس بلدية خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، إن المنازل في المدينة نجت من هجوم صاروخي روسي جديد اليوم.

وأضاف رئيس البلدية إيهور تيريخوف في منشور على تطبيق تيليجرام "سقط بالقرب من منازل خاصة في أحد أحياء المدينة. وتشير المعلومات الأولية إلى عدم وقوع أضرار أو خسائر بشرية".

ولم يتضح ما إذا كان يشير إلى صاروخ واحد أم إلى هجوم بشكل عام. وكتب في منشور سابق أن خاركيف تتعرض لهجوم صاروخي وسمع دوي عدة انفجارات.

وقال أوليه سينيهوبوف حاكم منطقة خاركيف على تيليجرام إن صواريخ إس-300 الروسية أصابت مدينة خاركيف مرتين، وتم تسجيل وقوع ضربات أيضا في فوفتشانسك القريبة، لكن دون الإبلاغ عن أي إصابات حتى الآن.

وتقع خاركيف وفوفشانسك بالقرب من الحدود مع روسيا. ووعدت موسكو بالرد على هجمات صاروخية أوكرانية استهدفت مدينة بيلجورود الروسية على الحدود في الآونة الأخيرة.

وأكدت روسيا في آخر إيجاز لوزارة الدفاع التابعة لها أنها لم تضرب غير أهداف "عسكرية".

وفي مدينة نوفوموسكوفسك، أُصيب 24 شخصا، بينهم خمسة أطفال، وفقا لما ذكرته إذاعة سوسبيلني العامة.

كما تضرر مبنى سكني في مدينة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا، وفقا لما ذكره رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية يوري مالاشكو.

ومن المعروف حتى الآن أن أربعة أشخاص قد أصيبوا في هجوم زابوريجيا. وتسبب الهجوم بصواريخ كروز والصواريخ الباليستية في حدوث إجمالى خمسة انفجارات كبيرة في المدينة.

وتم الإبلاغ عن أربع غارات جوية في مدينة خاركيف بشرق البلاد. ووفقا لرئيس البلدية إيهور تيريخوف، تم استهداف شركات صناعية بشكل رئيسي. وقال في منشور على تطبيق تيليجرام إنه تم الإبلاغ عن إصابة واحدة حتى الآن.

وقام رجال الإطفاء بإخماد الحرائق الناتجة عن القصف في بلدة سمييف الصغيرة في منطقة خاركيف، وتم إنقاذ عدد من الأشخاص من تحت أنقاض أحد المنازل.

وذكرت القوات المسلحة الأوكرانية أن حوالي اثنتي عشرة قاذفة قنابل إستراتيجية أطلقت صواريخ كروز على أهداف في أوكرانيا. كما تم استخدام صواريخ فرط صوتية من طراز كينجال (الخنجر) بجانب طائرات مسيرة.

وأُطلقت صافرات إنذار بغارات جوية في أنحاء أوكرانيا

وفي تطور لافت، أجلت السلطات الروسية نحو 300 شخص من سكان مدينة حدودية مع أوكرانيا، تتعرض منذ أيام لهجمات تشنّها قوات كييف، وفق ما أعلن حاكم المنطقة فياتشسلاف غلادكوف اليوم الإثنين.

وقال غلادكوف في مقطع مصور على تلغرام "يتم حالياً إيواء نحو 300 من سكان بلغورود، ممن اتخذوا قرارا بالمغادرة موقتاً، في مراكز إيواء" في ثلاث مناطق تقع على مسافة أبعد من الحدود.

وأضاف "تلقينا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة 1300 طلب لإرسال أطفال الى مخيمات مدرسية خارج المدينة، في مناطق أخرى".

واقترح المسؤول المحلي الجمعة على سكان المدينة الراغبين، إجلاءهم منها، مع ارتفاع وتيرة القصف.

ويتعارض قرار الإجلاء غير المسبوق من مدينة روسية كبيرة مع جهود الكرملين الذي دائماً ما سعى، منذ بدء الحرب على أوكرانيا قبل عامين تقريبا، إلى الإيحاء بأنّ النزاع لا يؤثر مباشرة على حياة الروس اليومية وأمنهم.

إلا أن هذه الاستراتيجية تبدّدت تماماً في 30 ديسمبر حين قتل 25 شخصاً بهجوم أوكراني على المدينة، في حصيلة قتلى هي الأعلى داخل الأراضي الروسية منذ بدء الحرب في فبراير 2022.

ومنذ نهاية الشهر الماضي، تتضاعف الهجمات الأوكرانية، تحديداً عبر إطلاق صواريخ.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الإثنين أنها "اعترضت" صاروخاً جوياً أوكرانياً من طراز أس-200، "فوق أجواء منطقة بلغورود".

وقال غلادكوف إنه اتصل بنظرائه في أربع مناطق أخرى من أجل "المساعدة"، وقد أبدوا جميعاً استعدادهم لذلك.

وفي مؤشر على القلق المتزايد، طلب مجلس بلدية المدينة الجمعة، للمرة الأولى منذ عامين، من السكان تحصين نوافذهم "لحماية أنفسهم" من تطاير محتمل للزجاج جراء الضربات الأوكرانية.

وفي السياق ذاته، أرجأت السلطات المحلية موعد العودة الى المدارس في المنطقة من 9 إلى 19 يناير.

وتعهّدت موسكو تكثيف القصف على أوكرانيا ردا على الهجوم الذي اعتُبر الأكثر حصدا للأرواح منذ اندلاع الحرب.

وفي السياق، قامت وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا بزيارة مفاجئة إلى كييف امس حيث شددت على "عزم" طوكيو مواصلة دعم أوكرانيا.

وأعلنت كاميكاوا، أول مسؤولية أجنبية رفيعة المستوى تزور كييف هذا العام عن شحنات معدات دفاعية جديدة فيما ناقشت خطط طوكيو لاستضافة مؤتمر في فبراير لدعم إعادة بناء الاقتصاد الأوكراني.

وأفادت في مؤتمر صحافي مع نظيرها الأوكراني دميترو كوليبا عقد في ملجأ بينما سمع دوي صفارات الإنذار "اليابان عازمة على دعم أوكرانيا ليعود السلام إليها".

وقالت "أدين مجددا بقوة الهجمات الروسية بالصواريخ والمسيّرات، خصوصا يوم رأس السنة".

وذكرت بأن طوكيو ستخصص مبلغا قدره 37 مليون دولار (34 مليون يورو) لتزويد أوكرانيا بنظام لرصد المسيّرات. كما ستقدّم لها خمسة مولّدات لمساعدتها على مواجهة شتاء آخر.

وأكد كوليبا بأن كييف تشكر قرار اليابان العام الماضي تزويد أوكرانيا بطائرات من طراز "إف-16" لكنه لفت إلى أن البلاد تحتاج أيضا إلى أنظمة دفاع جوي متطورة.

وقال "كل يوم، تدمّر الصواريخ والمسيّرات الروسية مدنا أوكرانيا. لا يمكنهم السيطرة علينا، لذا يحاولون تدميرنا".

من جهته، قال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني عبر تطبيق تليجرام، إن روسيا استخدمت 59 صاروخ كروز ومسيرة في هجومها الجوي على أوكرانيا اليوم الإثنين.

وأشار إلى أنه تم صد كل مسيرات، و18 من 24 صاروخ كروز. ولا يوجد أي تأكيد مستقل لبياناته.

وقال زالوجني إن البنية التحتية المدنية والأهداف الصناعية والعسكرية تعرضت للهجوم. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه كان هناك هجوم مشترك على أهداف عسكرية وصناعية في أوكرانيا.

وهذا هو ثالث قصف ثقيل من نوعه خلال أكثر من أسبوع. وفي هذه الفترة، كانت الأهداف في شرق وجنوب أوكرانيا وهي المناطق الأقل حماية من الدفاعات الجوية من العاصمة كييف.

وهذه المرة لم يكن هناك أي دفاع ضد أربع صواريخ كينجال الفرط صوتية الخطيرة. وبحسب زالوجني، جرى إطلاقها من مقاتلات "ميج 31" من المجال الجوي الروسي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: على أوکرانیا فی مدینة

إقرأ أيضاً:

الاستخبارات لا تشارك ترامب رأيه في جدية بوتين تجاه محادثات سلام مع كييف

قالت شبكة "سي ان ان" إن الاستخبارات الأمريكية والأوروبية لا ترى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جاد بشأن محادثات سلام عادلة مع أوكرانيا، وذلك بعكس ما يره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ونقلت الشبكة الأمريكية عن 3 مصادر، مطلعة على تقييمات الاستخبارات الأمريكية والغربية بشأن حرب روسيا على أوكرانيا،  إنه لا يوجد دليل على أن بوتين مستعد للانخراط بجدية في محادثات سلام مع أوكرانيا لا تصب في صالح أهدافه المتشددة في البلاد.

وأضافت المصادر أنه على الرغم من أن ترامب زعم أن بوتين "يريد وقف القتال، ولا يريد السيطرة على كامل أوكرانيا"، يعتقد مسؤولون استخباراتيون أمريكيون وغربيون أن بوتين لا يزال مهووسا إما بضم أوكرانيا إلى روسيا، أو ضمان وجود دولة أوكرانية صغيرة وضعيفة تعتمد على موسكو.



وذكر مصدر: "إذا تم التوصل لوقف إطلاق النار، فسيكون مجرد وقت لكي يأخذ بوتين قسطا من الراحة ويعيد التسلح ويعود ويحصل على بقية ما يريده، لم نر أي مؤشرات على الإطلاق على أن طموحاته قد تغيرت".

وقال مصدر آخر: "بوتين يرى على الأرجح أن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن مستقبل أوكرانيا تشكل فرصة لروسيا للعودة إلى الساحة العالمية كدولة طبيعية وليس دولة منبوذة اقتصاديا ودبلوماسيا التي سعت أوروبا وإدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن إلى جعلها كذلك".

ويعتقد مسؤولو الاستخبارات الغربية أن اقتصاد روسيا يمكن أن يدعم على الأرجح جهود الحرب حتى العام المقبل.

 وقال المصدر الأول إن روسيا ليس لديها حافز لتقديم أي تنازلات ذات مغزى بشأن أوكرانيا.

وقال مصدر: "في ذهن بوتين، أنه لا يزال فائزا، يفوز بشكل أبطأ مما يريد، لكنه لا يزال فائزا".

يذكر أن ترامب صرح، الأربعاء، أن بوتين يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا وقال إنه يعتقد أنه سيكون هناك وقف لإطلاق النار "في المستقبل غير البعيد".

والجمع، قال ترامب إنه من "غير الضروري" حضور الرئيس فولوديمير زيلينسكي مفاوضات مع روسيا لا يمتلك فيها "أي أوراق".



كما رفض ترامب تحميل روسيا مباشرة المسؤولية عن غزو أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، وقال في تصريح لمحطة "فوكس راديو" إن "روسيا هاجمت"، لكن القادة الغربيين "لم يكن ينبغي أن يسمحوا لها بالهجوم".واتّهم ترامب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بأنهما لم يفعلا شيئا لإنهاء الحرب.

وفي ذات السياق اقترحت الولايات المتحدة، الجمعة، على الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار يدعو إلى "نهاية سريعة" للنزاع في أوكرانيا من دون أي إشارة إلى وحدة أراضي البلاد، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية وكالة "فرانس برس".

مقالات مشابهة

  • موسكو: المحادثات الروسية الأمريكية نهاية الأسبوع المقبل 
  • موسكو: المحادثات الروسية الأمريكية نهاية الأسبوع المقبل
  • مجلس الأمن الروسي: الوقت أثبت أن قرار موسكو بشن عملية عسكرية خاصة في كييف كان صحيحا
  • قتيل في كريفي ريه وسقوط جرحى في كييف بعد موجات هجمات روسية
  • قوات أمريكية تضبط اسلحة إيرانية ومكونات صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة وتقنيات اتصال متطورة كانت في طريقها للحوثيين
  • واشنطن تفرض شروطًا قاسية على أوكرانيا في صفقة المعادن النادرة.. وكييف تدرس المقترح رغم المخاطر
  • الاستخبارات لا تشارك ترامب رأيه في جدية بوتين تجاه محادثات سلام مع كييف
  • موسكو: الاستعدادات للقمة الروسية الأمريكية لا تزال في مرحلة أولية
  • مفاوضات بين كييف وواشنطن حول "معادن أوكرانيا النفيسة"
  • بقيمة 500 مليار دولار .. أميركا تطالب بنصف ثروة أوكرانيا المعدنية