اعتبرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن المخاوف المتصاعدة من احتمال نشوب حرب إقليمية شاملة في منطقة الشرق الأوسط؛ لن تتضاءل في ظل مواصلة إسرائيل حصارها وقصفها لغزة، والذي خلف حتى الآن 22 ألفا و835 شهيدا، و58 ألفا و416 جريحا، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.  واستشهدت الصحيفة في افتتاحيتها، بارتباط حرب غزة بسلسلة من الحوادث الخطيرة التي شهدتها المنطقة لاسيما في الأسبوع الماضي، ووضعتها على حافية الهاوية، من بينها تنفيذ إسرائيل عمليات اغتيال لقيادات من حماس وحزب الله في لبنان.

 

أشارت إلى أنه منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، شن مليشيات مدعومة من إيران أكثر من 100 هجوم ضد القوات الأمريكية في المنطقة، ونفذ الحوثيون الذين تدعمهم إيران سلسلة هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر المرتبطة بإسرائيل نصرة لسكان غزة. 

كما تبادل حزب الله اللبناني، أهم حليف لإيران في المنطقة، إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية، وظلت المواجهات، حتى نهاية الأسبوع، مضبوطة تحت السيطرة، وداخل الخطوط الحمر. وربما تغير هذا الوضع، ما يرفع المخاطر إلى مستويات جديدة من القلق. 

والثلاثاء، قتل هجومٌ بالمسيرات على بيروت المسؤول البارز في حماس "صالح العاروري" وستة من أعضاء الحركة، ولم تنف إسرائيل أو تؤكد مسؤوليتها عن الهجوم، لكنها لم تخف نيّتها بقتل قادة حماس، بعد هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، وملاحقتهم أينما كانوا.  

ولأن اغتيال العاروري ورفاقه حدث في الضاحية الجنوبية، معقل "حزب الله”، تم النظر إليه باعتباره عمل استفزاز من قبل إسرائيل لحزب الله الذي أقسم بالرد. 

اقرأ أيضاً

نيوزويك: الانسحاب الأكبر للجنود الإسرائيليين من غزة يؤشر بحرب إقليمية قادمة

 

وبعد يومين، قتلت القوات الأمريكية قيادياً عراقياً في ميليشيا تدعمها إيران في غارة على بغداد، فيما قالت واشنطن إنه رد على الهجمات ضد القوات الأمريكية. 

وشنّت الولايات المتحدة عدة غارات ضد الميليشيات العراقية، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، ولكنها المرة الأولى التي تستهدف فيها قيادياً بارزاً في العاصمة العراقية. 

وبين الاغتيالين، قتل تفجير انتحاري، قرب قبر قاسم سليماني قائد فيلق القدس الراحل في محافظة كرمان، أكثر من 80 شخصاً، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها، وهو ما يؤشر إلى أن التنظيم السني يحاول الاستفادة واستغلال الوضع بالمنطقة. 

وفي أماكن أخرى، حذّرت الولاياتُ المتحدة و11 من حلفائها الحوثيين في اليمن بأنهم قد يواجهون تداعيات عملياتهم التي تعرقل حركة الملاحة التجارية العالمية. وتحدى الحوثيون التحذير، واستهدفوا قارباً بدون حماية، مع أنه لم يتسبب بأضرار للسفن المارة. 

ولفتت الصحيفة إلى توسّع الهجمات من عدة لاعبين عملت على زيادة التوترات. ويطلب من كل الأطراف ضبط النفس. 

وعوّلت الولايات المتحدة، منذ بداية الحرب، على الردع والتحذير لمنع اندلاع نزاع واسع، ومنعت إسرائيل من شن ضربة وقائية ضد “حزب الله”، بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر.  

وفي الوقت نفسه، استعرضت إيران عضلاتها من خلال جماعاتها الوكيلة لكي تظهر أنها لا تتجاهل الهجوم الإسرائيلي ضد غزة، ولكنها ألمحت للولايات المتحدة أنها لن توسّع مشاركتها في الحرب. 

 وتجد واشنطن نفسها، وبشكل متزايد، منجرّة إليها، فقواتها تتعرض لهجمات في العراق، ودمّر دعمها الثابت لإسرائيل سمعتها في العالم العربي الغاضب على دمار غزة.  

وأدت حرب إسرائيل في غزة لدمار كارثي ومقتل أكثر من 22,500 شخص، حسب وزارة الصحة الفلسطينية. وبدأت تثير مخاوف من مجاعة في القطاع. 

 ودعت الصحيفةُ واشنطن إلى مضاعفة جهودها لخفض التوتر على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية، وهي الجبهة الأكثر أهمية، والتي يمكن أن تندلع منها حرب شاملة. 

ويحاول المسؤولون الأمريكيون إقناع الطرفين الالتزام بقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي بعد حرب يوليو/ تموز 2006. ويعني تطبيقه سحب "حزب الله" قواته بعيداً عن الحدود، ووقف التوغلات الجوية الإسرائيلية داخل لبنان، ما سيحل الخلاف الطويل حول المناطق المتنازع عليها. 

وخلصت الصحيفة إلى أن الحل الدبلوماسي ليس مضموناً في الوقت الحالي، ولكنه يستحق بذل الجهد، ومع ذلك، فإن الحقيقة المرة هي أن مخاطر نشوب حرب أوسع نطاقا لن تتضاءل ما دامت إسرائيل تقصف وتحاصر غزة. 

اقرأ أيضاً

بدوامة تصعيد خارج غزة.. هل تشعل إسرائيل وأمريكا حربا إقليمية؟

 

 

 

 

المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة حرب إقليمية شاملة حزب الله

إقرأ أيضاً:

إيران تجبر طائرة تجسس أمريكية على التراجع من أجوائها

أعلنت القوات الجوية الإيرانية، أن طائرة تجسس أمريكية مسيرة اقتربت من المجال الجوي الإيراني، لكنها انسحبت بعد اعتراضها من قبل طائرات مقاتلة إيرانية من طراز "إف-14" وطائرات استطلاع مسيرة.

وبحسب ما نقلته وسائل إعلام إيرانية، فإن الطائرات الإيرانية أجبرت الطائرة الأمريكية على التراجع، مؤكدةً أن أي اختراق للأجواء الإيرانية سيُقابل "برد صارم".

من جانبه، أعلن "الحرس الثوري" الإيراني، عبر قنواته الإعلامية، أن القوات الإيرانية في حالة تأهب قصوى، مشيرًا إلى أن أي طائرة معادية ستُستهدف على الفور إذا تجاوزت المجال الجوي الإيراني.


في المقابل، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الجانب الأمريكي حول الحادثة، فيما تأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوتر في المنطقة، خاصة بعد الهجمات المتبادلة بين الفصائل الموالية لإيران والقوات الأمريكية في العراق وسوريا.

وتعد هذه ليست الحادثة الأولى من نوعها، فقد سبق أن أسقطت إيران طائرة استطلاع أمريكية من طراز "غلوبال هوك" عام 2019، بدعوى اختراقها الأجواء الإيرانية، ما أدى إلى تصعيد عسكري خطير كاد أن يشعل مواجهة بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • غموض وتقلب في أوضاع الملاحة في البحر الأحمر بعد ضربات أميركية وإسرائيلية
  • صحف عالمية: حكومة نتنياهو على الحافة وبقاؤها مرهون بمواصلة الحرب
  • "فايننشال تايمز": حرب غزة تستنزف قدرات جيش الاحتلال
  • فايننشال تايمز: حرب إسرائيل اللانهائية ترهق الجيش إلى أقصى حد
  • إيران تجبر طائرة تجسس أمريكية على التراجع من أجوائها
  • نيويورك تايمز: 41 أسيرا إسرائيليا لقوا حتفهم منذ بداية الحرب على غزة
  • رغم الفوضى الإقليمية.. لماذا لا يتحول العراق إلى سوق سوداء للأسلحة؟
  • كلمة قائد الثورة حول تطورات العدوان الصهيوني على غزة والمستجدات الإقليمية والدولية(نص +فيديو)
  • (نص) كلمة السيد القائد حول تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية والدولية
  • نيويورك تايمز: نتنياهو يعيد إشعال الحرب ضد غزة لفرض تنازلات من حماس