من هو وزير حرب الاحتلال يوآف غالانت الذي يشن حربا على غزة؟
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
يوآف غالانت جنرال عسكري ولد في 1958 لأبوين بولنديين كانوا مع اللذين نجو من "الهولوكوست" وهاجروا إلى فلسطين في 1948.
اقرأ أيضاً : غالانت: هجوم 7 أكتوبر الأكثر دموية لنا منذ 78 عاما
عُرف بتميزه العسكري، وترقيه في المناصب القيادية وصولا إلى منصب وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، حيث عيّنه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ويعد غالانت أحد أكبر الداعمين للاستيطان في الضفة الغربية، حيث طالب مرارا بضرورة التوغل في قطاع غزة.
ويواجه غالانت اتهامات بانتهاك القانون الدولي الإنساني في الحرب على غزة في 2008/2009.
مولده ونشأتهولد يوآف غالانت بمدينة يافا في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 1958 لوالدين بولنديين هاجروا على متن سفينة "أكسودس" في 1948.
كان والده مايكل قناصا في جيش الاحتلال، وأحد الحائزين على شهادة تفوق عسكرية.
وعمل والده في لواء جفعاتي إبان حرب 1948، وشارك في عملية "يوآف" العسكرية في صحراء النقب، فسمى ابنه يوآف غالانت نسبة لها.
وزوجة غالانت تدعى كلودين وتعرف إليها خلال عمله العسكري، وعملت بمنصب ضابط في سلاح البحرية، وتقاعدت برتبة مقدم، وأنجب منها ابن وابنتان، ويعمل ابنه وإحدى بناته في القطاع العسكري أيضا.
مرحلة الدراسةتخرج غالانت من جامعة حيفا، بشهادة البكالوريوس في الاقتصاد وإدارة الأعمال.
المسيرة العسكريةوانضم غالانت إلى صفوف قوات الكوماندوز في جيش الاحتلال عام 1976، المعروفة باسم "شيطت 13″، وعمل أيضا ضابطا في القوات البحرية.
وعرف عن غالانت كونه "ضابطا بارعا" في وحدة النخبة البحرية، التي نفّذت عمليات عسكرية عدة داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها.
وبعد تسريحه من الخدمة العسكرية الإلزامية عام 1982، انتقل غالانت إلى ولاية ألاسكا الأميركية، وقضى فترة هناك يعمل حطّابا، ليعود بعد عامين إلى الأراضي المحتلة، ويعمل فيها قائدا لسفينة عسكرية مقاتلة.
وعيّن غالانت قائد سرية عام 1986، ورُقّي إلى رتبة مقدم، ثم تدرج بعد ذلك سريعا في المناصب العسكرية.
وفي 1992، عين قائدا لوحدة الكوماندوز البحرية "شيطت 13″، وفي العام التالي انتقل إلى القوات البرية، وتولى قيادة لواء جنين في الضفة الغربية.
تولى قيادة قطاع غزة عام 1997، وفي 2002 حصل على رتبة جنرال، وشغل منصب السكرتير العسكري لرئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون، وهو المنصب الذي يعود له الفضل في جعل غالانت "ذا معرفة واسعة بهيئة الأركان والمؤسسة الأمنية بشكل عام".
ووصفه بعض أصدقائه بأنه "قائد عسكري بارع، يعرف كيف يقرأ ساحة المعركة، ويحدد خريطة التهديدات، ويعرف الأهم، وهو وضع حلول جديدة لمواجهتها".
وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، قرر نتنياهو تعيين غالانت وزيرا للدفاع خلفا لبيني غانتس.
المسيرة السياسيةيعدّ يوآف غالانت متفوقا عسكريا، إلا أن حياته السياسية تشوبها بعض الفضائح والمشكلات، وكان نشاطه السياسي قد بدأ في يناير/كانون الثاني 2015.
وبدأ بانضمامه إلى حزب "كولانو" الجديد، واحتل غالانت المركز الثاني في قائمة الحزب لانتخابات 2015، ثم انتخب عضوا في الكنيست، وعُين لاحقا وزيرا للإنشاءات في الحكومة الجديدة.
وفي 2019 ترك غالانت حزب "كولانو"، وانضم إلى الليكود، لينضم لحليفه نتنياهو.
ورشحه وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك لتولي منصب رئيس "هيئة أركان الجيش” عام 2010، ، ليكون أول ضابط من القوات البحرية يتولى هذا المنصب.
في الوقت نفسه رفعت منظمة "يش جفول" غير الحكومية دعوى ضد تعيينه، وذلك للاشتباه في "ارتكابه انتهاكات جسيمة للقانون الدولي في قطاع غزة، إلا أنه وعلى الرغم من تلك الانتهاكات؛ تعززت مكانة غالانت داخل صفوف الجيش الإسرائيلي.
بالإضافة إلى هذه الاتهامات، كان طلب تعيين غالانت من باراك مثيرا للجدل، كونه جاء مخالفا لرغبة رئيس الأركان حينها غابي أشكينازي.
وبالتزامن مع تلك الأحداث، انتشر تسريب لغالانت عبر إحدى القنوات العبرية، يحاول فيه تشويه سمعة بيني غانتس منافسه على المنصب، وعرف ذلك التسريب بـ"وثيقة غالانت".
ونفى غالانت هذه الاتهامات وبرأته الشرطة، وبعد فترة قال، إنه لا ينوي متابعة الموضوع، ونقل عن مقربين منه أنه "ظلّ هادئا طوال فترة التحقيقات، وواثقا من أن هذه القضية لن تضر ترشيحه، لذلك لم يغير أيا من نشاطه اليومي المعتاد".
وفي سبتمبر/أيلول 2010، وافق مجلس الوزراء برئاسة بنيامين نتنياهو على تعيين غالانت.
وقال نتنياهو، إن غالانت أثبت أنه "مقاتل شجاع وضابط ممتاز وقائد معارك مسؤول وجاد على مدار 33 عاما من الخدمة العسكرية"، إلا أن نتنياهو نفسه ألغى تعيين غالانت في هذا المنصب في فبراير/شباط 2011.
وكان إلغاء تعيين غالانت في أعقاب اتهامه بمصادرة أرض ملكية عامة لبناء منزله، وأسفرت نتائج التحقيق عن "صعوبات قانونية كبيرة" إزاء تعيينه.
وعُدّت تلك "فضيحة" حالت دون تعيينه في المنصب، لكن لم توجّه إليه أي اتهامات جنائية في القضية.
وعُرض على غالانت حينها تقلد منصب قائد القوات البرية لكنه رفض، وقرر البقاء في قيادة المنطقة الجنوبية.
وبعد تعيين غالانت وزيرا للدفاع في 2022، أعلن نتنياهو في 26 مارس/آذار 2023 إقالته، وذلك إثر تصريحاته المثيرة للجدل حول قضية تعديل النظام القضائي.
وكان غالانت قد طالب بتجميد آلية تعديل النظام القضائي، التي تسعى لها الحكومة مقابل اعتراض شعبي واسع. وقال غالانت، إن دافعه إلى ذلك "الخشية من تهديد الأمن بسبب الانقسام الشعبي حول الملف".
وفي 11 إبريل/نيسان 2023، أُعيد غالانت إلى منصب وزير الدفاع، وذلك إثر الضغط الجماهيري والمظاهرات التي أعقبت استقالته، إضافة إلى تقديم القنصل الإسرائيلي في نيويورك استقالته، وقوله، إنه لم يعد قادرا على تمثيل "هذه الحكومة وأن من واجبه ضمان بقاء إسرائيل منارة للديمقراطية والحرية في العالم".
ويعدّ يوآف غالانت أحد أبرز الداعمين لإقامة المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، ما جعل رئيس مجلس المستوطنات شلومو نئمان يرحب بتعيينه وزيرا للدفاع، إذ صرح حينذاك بأن "غالانت فعل كثيرا من أجل الاستيطان في الضفة الغربية".
تصريحات غالانت بعد "طوفان الأقصى"في عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة عقب عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة ضد مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلن يوآف غالانت أن عملية "السيوف الحديدية" يجب أن تكون الأخيرة، وادعى بأنه لن يكون هناك وجود لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعدها.
كما أضاف أن هذه الحرب ستستغرق هذه المرة شهرا أو 3 أشهر، "وفي نهاية المطاف لن يكون هناك وجود لحماس"، وقال، إننا نحارب "حيوانات بشرية" في غزة.
وتابع "قبل أن تلاقي حماس مدرعاتنا ستختبر القصف الجوي"، ثم خاطب قواته قائلا، "أنتم تعرفون كيف تفعلون ذلك بطريقة فتّاكة".
وحسب هيئة البث العبرية الرسمية، أشار غالانت أمام أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية بمقر وزارة الدفاع في تل أبيب إلى أن "هذه حملة من 3 مراحل منظمة".
وجاء في بيان لمكتب وزير الدفاع أن "غالانت عرض بالتفصيل أهداف الحملة، بما في ذلك القضاء على حماس وتدمير قدراتها العسكرية والحكومية، وإخلاء مسؤولية دولة الاحتلال تماما عن قطاع غزة، وإيجاد واقع أمني جديد في المنطقة".
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الاحتلال الحرب في غزة قطاع غزة تل ابيب یوآف غالانت وزیر الدفاع قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
اتفاق لبنان | هل حقق نتنياهو أهدافه؟.. ماذا عن وحدة الساحات؟
بعد مفاوضات ماراثونية شاركت بها عدة أطراف وقادتها الولايات المتحدة الأمريكية أعلن وقف لإطلاق النار في لبنان بين حزب الله والاحتلال بعد شهر ونصف من المعارك البرية و13 شهرا من القصف المتبادل.
ويفجر الاتفاق جملة من الأسئلة حول نصوصه وفكرة "وحدة الساحات" التي تبناها ما يعرف بـ "محور المقاومة" وتأثير الاتفاق على الحرب الدائرة في غزة.
في هذا التقرير ترصد "عربي21" مسار الحرب في الجبهة اللبنانية وتسلط الضوء على حيثيات الاتفاق.
بايدن يعلن.. وميقاتي يرحب
أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي، توصلت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان، مبينا أن الهدنة تدخل حيّز التنفيذ في الرابعة فجر الأربعاء بالتوقيت المحلي.
وفي بيان مشترك لبايدن مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان سيهيئ الظروف اللازمة لعودة الهدوء في البلاد.
وذكر البيان المشترك، أن "الإعلان اليوم سيوقف القتال في لبنان ويحمي إسرائيل من تهديد حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى العاملة من لبنان".
بدوره رحب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي بالاتفاق الذي توسطت فيه واشنطن لإنهاء الأعمال القتالية بين حزب الله والاحتلال.
واعتبر ميقاتي الاتفاق "خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان"، مبينا أن "هذا التفاهم الذي رسم خارطة طريق لوقف النار، اطلعت عليه مساء اليوم، وهو يعتبر خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين إلى قرارهم ومدنهم".
بنود الاتفاق
نشرت عدة وسائل إعلام إسرائيلية بنود اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وتضمنت:
- حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى الموجودة في الأراضي اللبنانية لن تقوم بأي عمل هجومي ضد الاحتلال
- لن يقوم الاحتلال بأي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، بما في ذلك على الأرض، في الجو وفي البحر.
- يعترف لبنان ودولة الاحتلال بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
- هذه الالتزامات لا تلغي حق الاحتلال أو لبنان في ممارسة حقهما الأصيل في الدفاع عن النفس.
- القوات الأمنية والعسكرية الرسمية في لبنان ستكون الجماعات المسلحة الوحيدة المرخص لها بحمل الأسلحة أو تشغيل القوات في جنوب لبنان.
- أي بيع وتوريد وإنتاج أسلحة أو مواد متعلقة بالأسلحة إلى لبنان سيكون تحت إشراف ورقابة الحكومة اللبنانية.
- تفكيك جميع المنشآت غير المرخصة المشاركة في إنتاج الأسلحة والمواد المرتبطة بالأسلحة.
- تفكيك كل البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة جميع الأسلحة غير المرخصة التي لا تفي بهذه الالتزامات.
- ستشكّل لجنة تكون مقبولة لدى الاحتلال ولبنان، وتقوم بمراقبة ومساعدة ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
- لبنان والاحتلال سيبلغان اللجنة وقوات اليونيفيل عن أي انتهاك محتمل لالتزاماتهما.
- ينشر لبنان قواته الأمنية الرسمية وقواته العسكرية على كل الحدود والمعابر والخط الذي يحدد المنطقة الجنوبية الموضح في خطة الانتشار.
- ترسل إسرائيل قواتها بشكل تدريجي إلى جنوب الخط الأزرق خلال مدة تصل إلى 60 يوما.
- تعمل الولايات المتحدة على تعزيز المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها.
جبهة لبنان.. مسار تصاعدي
شكلت الجبهة اللبنانية ما يعرف بجبهة الإسناد للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وطبقت عمليات مصطلح وحدة الساحات الذي يقضي بتدخل جميع أطرافه في أي معركة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023
بدأ حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية بقصف المستوطنات الشمالية في الأراضي المحتلة خصوصا في الجليل.
تسببت عمليات جبهة لبنان بتهجير معظم مستوطني الشمال ومثلت ورقة ضغط كبيرة على نتنياهو.
3 كانون الثاني/ يناير 2024
اغتال الاحتلال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
في التاسع من الشهر ذاته رد الحزب على اغتيال العاروري والقيادي في الحزب وسام الطويل بقصف مقر قيادة المنطقة الشمالية في مدينة صفد بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية.
استمرت وتيرة تصعيد الهجمات المتبادلة كما اغتال الاحتلال عددا من قادة الحزب في ضربات جوية جنوبي البلاد أبرزهم طالب عبدالله في حزيران/ يونيو الماضي.
30 تموز/ يوليو
اغتال جيش الاحتلال الرجل الثاني في الجسم العسكري للحزب فؤاد شكر بغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
25 آب/ أغسطس
ردا على ذلك شن حزب الله هجوما جويا بأكثر من 300 صاروخ على مواقع في الأراضي المحتلة.
وكشف الأمين العام السابق للحزب، أن الهدف الأساسي للعملية هو قاعدة غليلوت القريبة من تل أبيب، والتي تتواجد فيها وحدة 8200 التابعة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية.
20 أيلول/ سبتمبر
نفذ طيران الاحتلال غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت كان هدفها اغتيال قائد "قوة الرضوان" إبراهيم عقيل ونخبة من قادة الحزب العسكريين.
27 أيلول/ سبتمبر
شنت طائرات الاحتلال غارات عنيفة بعشرات الأطنان من المتفجرات على حارة حريك في الضاحية الجنوبية مستهدفة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
28 أيلول/ سبتمبر
أعلن حزب الله رسميا "استشهاد الأمين العام حسن نصر الله وعددا من قادة الحزب بينهم علي كركي قائد المنطقة الجنوبية".
1 تشرين الأول/ أكتوبر
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية عسكرية برية مركزة في جنوب لبنان.
4 تشرين الأول/ أكتوبر
أعلن جيش الاحتلال استهداف هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله والمرشح لخلافة نصر الله، ليؤكد حزب الله بعدها بأيام عملية الاغتيال في الضاحية الجنوبية لبيروت.
تشرين الأول/ أكتوبر - تشرين الثاني/ نوفمبر
امتدت المعارك البرية على طول الجبهة اللبنانية حيث دارت معارك عنيفة بدءا من عيتا الشعب أقصى الجنوب حتى مدينة الخيام على بعد 5 كلم من الحدود مع شمال فلسطين المحتلة.
26 تشرين الثاني/ نوفمبر
أعلن بايدن الاتفاق على وقف العمليات العسكرية في جنوب لبنان.
وحدة الساحات
مع بدء سريان وقف إطلاق النار في لبنان، يكون الاحتلال عمليات قد حقق هدفه بفصل الجبهات وهذا ما أكده وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن حماس بقيت وحيدة الآن في الساحة.
يقول الناشط الفلسطيني عامر الحانوتي، إن "وقف إطلاق النار في لبنان يعني بالضرورة إعادة استفراد الاحتلال بقطاع غزة مع تأمين الجبهة الشمالية وإعادة المستوطنين للشمال وهو عكس ما قال الأمين العام الراحل حسن نصر الله".
وأضاف في حديث لـ "عربي21"، أن "المقاومة في غزة راهنت على وحدة الساحات منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى ودعت جميع أطراف محور المقاومة والشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية للانخراط بالمعركة، لكن مع الأسف لم يحدث هذا على الأرض".
وعن تأثير الاتفاق على الوضع في غزة يقول الحانوتي، إنه "بالرغم من أن المعركة في لبنان لم تؤثر فعليا على سير المعارك في غزة، إلا أن جبهة لبنان مثلت إسنادا حقيقيا وورقة ضغط بيد المفاوض الفلسطيني فضلا عن الحرج الكبير الذي مثلته لنتنياهو، وبعد توقفها ستكون أوراق حماس في المفاوضات أقل وهذا عمليا ينعكس سلبا على غزة".
وأشار الحانوتي، إلى أن "نتنياهو حقق في لبنان ما عجز عن تحقيقه في غزة، وربما سيكون لقرار وقف إطلاق النار تداعيات حتى داخل حزب الله الذي لم يلتزم بوصية نصر الله الذي أكد أن فصل الجبهات لن يتحقق وإذا تحقق فإن كل الدماء التي سالت خلال عام كامل، ذهبت سدى".
توقف إسناد جبهة غزة يعني أن كل ما قدمناه وبذلناه من تضحيات قد ذهب سدى !
السيد الشهيد حسن نصر الله https://t.co/63X5DXHfYc — Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) November 25, 2024
من جانبه قال الباحث والكاتب الإسرائيلي، ميخائيل ميلشتاين والذي يشغل منصب رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب، إن "إسرائيل موجودة في غزة في حرب استنزاف لا يبدو أن لها نهاية واضحة. العدو الذي يمتلك أيديولوجية متعصّبة من غير المتوقع أن ينهار أو يستسلم".
وطالب خلال مقال في صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، بعقد صفقة تبادل أسرى مع حماس حتى وإن كانت بتكلفة مؤلمة كإطلاق سراح أسرى فلسطينيين والانسحاب من القطاع.
في المقابل، يقول الباحث والكاتب العراقي محمد الخفاجي، إن "حزب الله أدى ما عليه خلال المعركة وما دفعه للقبول بوقف إطلاق النار هو تغير المعطيات داخليا وخارجيا، والمقاومة الفلسطينية تعي ذلك تماما، يكفي أنه قدم خلال المعركة جميع القادة ومئات الجنود".
وأضاف الخفاجي في حديث لـ "‘عربي21"، أن "الحديث عن نصر لحزب الله لا يبدو نوعا من التفاؤل غير الواقعي، فالاحتلال عجز خلال شهرين تقريبا عن اجتياز 5 كلم من الحدود وبقي يعاني في الخيام ودفع الكثير في مارون الراس رغم الكثافة النارية الكبيرة من الجو، واستهداف قيادة الحزب".
وأوضح، أن "الآن ما تزال جبهة اليمن في المعركة وكذلك العراق، وحتى في لبنان، ستكون المقاومة بالمرصاد لأي خرق إسرائيلي".
وردا على فصل الجبهات يقول الخفاجي، إن "على الذين يتحدثون بذلك رؤية ما حدث بإنصاف فالوضع في لبنان مختلف تماما عن وضع غزة، ولا يمكن الحديث عن فصل جبهات مع ساحة قدمت كل قادتها وخاضت معركة دامية لسنة كاملة عجز الاحتلال من خلالها عن تحقيق ما يريده عسكريا ويفرض شروطه".