تسبّبت حرب غزة في تفريغ أجزاء واسعة مِن المستوطنات الإسرائيلية في القطاع وعلى الحدود مع لبنان، قد يصعّب العودة إليها مرة أخرى، وفق صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية.
وألمحت الصحيفة، في تقرير لها، الأحد، إلى أن هناك صعوبة تواجه الحكومة في إقناع سكان المستوطنات بالعودة إليها مرّة أخرى منذ الهجوم الذي شنّته حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة، شمال القطاع، في 7 أكتوبر الماضي، وأدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي.


وعدّدت أمثلة للخسائر الواسعة في البنية التحتية وغيرها التي تُظهر صعوبة المعيشة هناك الآن، نتيجة الهجمات المتبادلة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، قائلة إنه في مستوطنات غلاف غزة فإن مجتمعات بأكملها تفككت، وتم إحراق البنية التحتية، وتقدّر الأضرار بنحو 5.5 مليار دولار.
الأمر ذاته يحدُث في شمال إسرائيل، مع حملة القصف الصاروخي التي يشنّها حزب الله من لبنان، حيث تبلغ الخسارة المالية ما يقرب من 1.6 مليار دولار.
ويبلغ عدد المستوطنين الذين تم إجلاؤهم، من الشمال والجنوب، نحو 125 ألف شخص، والعناية بهم تكلّف المليارات بالفعل، وتم نقل بعضهم إلى مجتمعات آمنة من الصواريخ، بينما يُقيم آخرون في الفنادق مع أسرهم.
ومع اكتظاظ الفنادق بالعائلات التي تم إجلاؤها، يضطر البعض للعيش في أوضاع مرهقة للغاية، وبشكل لا يُصدّق، ويشعرون بالغضب المتزايد، خاصة أن الأطفال يتعلّمون في مدارس مؤقّتة، ويتعامل الآباء مع ضغوط كبيرة، وفق التقرير.
كما يشير إلى أن السلطات تتوقَّع “انهيار واختفاء مجتمعات بأكملها؛ حيث سيختار الكثيرون عدم العودة إلى المستوطنات على الحدود مع لبنان ومع غزة، على الأقل قبل بضعة أشهر”.

ضربة للهجرة إلى إسرائيل
يتوقّع الخبير العسكري، جمال الرفاعي، أن التوتر شمال إسرائيل سيؤثر على معدلات الهجرة إلى إسرائيل، قائلا لموقع “سكاي نيوز عربية” إن تل أبيب تستخدم كلمة “الأمن والأمان” في دعواتها لليهود ليهاجروا إليها، لكنها الآن غير آمنة بعد أن باتت الحرب في داخلها، وليس في أرض العدو.
ويضرب مثلا بأنه “كيف لإنسان طبيعي حياته مرفهة قادم من أوروبا أن يعيش في هذه الأجواء؛ حيث صواريخ حزب الله تمطر الشمال، وكيف للسياحة التي هي جزء من الاقتصاد الإسرائيلي أن تنتعش؟”.
وعلى هذا، فإن “الرجوع لمستوطنات الشمال والجنوب قد يكون مستحيلا خلال العامين المقبلين؛ فهناك أزمة ثقة كبيرة بين المستوطنين والجيش الإسرائيلي الذي بات يرونه ضعيفا للغاية، بعد أن أحدثت مجموعات مسلحة ضعيفة غير متطوّرة الخراب في صفوفه”.
أما عن مستقبل هذه المنطقة إذًا، فيقول الرفاعي: “أعتقد أن هذه المستوطنات الفارغة ستكون جزءا من منطقة عازلة تنوي إسرائيل إقامتها”.
دافع البقاء

بالمثل، يلفت المحلل في الشأن الإسرائيلي، إسماعيل عبد العاطي، إلى أن إسرائيل تخوض أكبر فترة قتالية منذ تأسيسها، ولم يحقّق جيشها انتصارا واحدا.

إضافة لذلك، يتابع عبد العاطي لـ”سكاي نيوز عربية”: “فإن دافع المستوطنين للبقاء في هذه المستوطنات كان إيمانهم بجيشهم، لكن بعد هجوم 7 أكتوبر، بات الكثير منهم غير واثقين فيه نهائيا، بدليل إقدامهم على تسليح أنفسهم، والهجرة خارج إسرائيل، ودعوة بعضهم الحكومة للبحث عن حل سياسي يُرضي الفلسطينيين ويمنعهم من مهاجمة إسرائيل”.
ويتوقّع المحلل السياسي أنّ العودة للمستوطنات القريبة من لبنان “الآن مستحيلة، وهذا رأي الإسرائيليين وفق استطلاع للرأي”.
كان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قال بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، في خانيا بجزيرة كريت، السبت: “علينا أن نضمن عدم اتساع النزاع (…) أحد أوجه الخوف الحقيقية هو الحدود بين إسرائيل ولبنان، ونريد أن نفعل كل ما هو ممكن للتأكّد من عدم تصعيد الوضع”.
جاء ذلك خلال جولة يقوم بها بلينكن، تشمل كذلك تركيا ودولا عربية وإسرائيل والضفة الغربية المحتلة؛ حيث سيوصل رسالة مفادها بأن واشنطن لا تريد تصعيدا إقليميا للصراع في قطاع غزة.

سكاي نيوز

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ألمانيا.. احتجاج حاشد ضد مشروع قانون مناهض للهجرة

تظاهر عشرات الآلاف في برلين، الأحد، ضد خطط تهدف إلى الحد من الهجرة، اقترحها حزبان محافظان معارضان، بدعم من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.

وأيد فريدريش ميرتس، زعيم المحافظين والمرشح لشغل منصب المستشار الألماني، بعد الانتخابات التشريعية المقررة في 23 فبراير (شباط)، مشروع قانون بهذا الشأن بدعم من حزب البديل من أجل ألمانيا، في انتهاك لمبدأ يعتبر التعاون مع الحزب اليميني المتطرف من المحرمات السياسية.
وقالت شرطة برلين إن نحو 160 ألفاً تجمعوا عند بوابة براندنبورغ في المدينة بجوار مجلس النواب.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "نحن جدار الحماية، لا تعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا"، و"ميرتس، عار عليك!".
وسعى ميرتس، مرشح حزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي لمنصب المستشار، يوم الجمعة، إلى الدفع بمشروع قانون الهجرة في مجلس النواب، لكنه لم يتمكن من الحصول على الأغلبية، مع رفض بعض النواب من الحزب دعمه.

ظهور قوي لأحزاب اليمين المتطرف في أوروبا خلال 2024 - موقع 24تأكد الظهور القوي لليمين الشعبوي في الانتخابات الأوروبية، والانتخابات الوطنية في القارة العجوز، حيث يزداد عدد الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تشكل إما جزءاً من الائتلافات، كما هو الحال في هولندا، أو تشكل ثقلاً مهماً في ميزان القوى.

ورفض مشروع القانون بمثابة ضربة لسلطة ميرتس الذي حاول إقراره، على الرغم من تحذيرات أعضاء حزبه من أنه يخاطر بتشويه سمعته، إذا أظهر توافقاً مع اليمين المتطرف بخصوص هذه المسألة.
ووحدت الأحزاب الألمانية الرئيسية جهودها في السابق لمنع حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي يخضع لمراقبة أجهزة الأمن الألمانية، من الحصول على سلطة تشريعية. وهو ما يطلق عليه جدار الحماية ضد اليمين المتطرف.
ومن شأن مشروع القانون أن يقيد لمّ شمل الأسر بالنسبة لبعض اللاجئين، ويدعو إلى رفض استقبال مزيد من اللاجئين على الحدود.
ووفقاً لاستطلاع رأي أجري في الآونة الأخيرة، فإن ثلثي المواطنين يؤيدون فرض قواعد هجرة أكثر صرامة.
فيما قال ميرتس إن مشروع القانون استجابة ضرورية لسلسلة من عمليات القتل في الأماكن العامة على يد أشخاص من أصول مهاجرة.
لكن الحزب الديمقراطي الاجتماعي، بزعامة المستشار أولاف شولتس، وحزب الخضر، قالا إن المقترحات تنتهك القانون الأوروبي، ولن تمنع الهجمات.
وأمس السبت، خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع في العديد من المدن الألمانية الأخرى في احتجاجات مماثلة ضد أحزاب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي والبديل من أجل ألمانيا.

مقالات مشابهة

  • ألمانيا.. احتجاج حاشد ضد مشروع قانون مناهض للهجرة
  • ضبط شحنات أسلحة قبل تهريبها من سوريا إلى لبنان
  • الجنوب يضخّ الدم في حزب الله
  • إسرائيل ترسم خطة التعامل مع لبنان وحزب الله
  • مفاجأة إسرائيلية جديدة عن لبنان.. ماذا سيجري عند الحدود؟
  • واشنطن بوست: إسرائيل تبني قواعد عسكرية في المنطقة منزوعة السلاح على الحدود السورية
  • قتيلان بغارات إسرائيلية على البقاع شرقي لبنان
  • قتيلان و10 جرحى إثر ضربة إسرائيلية شرق لبنان
  • لبنان: مقتل اثنين في ضربة إسرائيلية على سهل البقاع
  • سلاح الجو الإسرائيلي يقصف أهدافا لحزب الله في البقاع