أدب السجون بين العاطفة والفكر.. بيت العناكش لسمير ساسي نموذجا
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
الكتاب: بيت العناكش
المؤلف: سمير ساسي
الناشر: سوتيميديا للنشر والتوزيع ـ 2019
عدد الصفحات: 139
مازلت متهيّبا الكتابة عن أدب سمير ساسي عموما وعن بيت العناكش تحديدا رغم قراءتي لها ..لأنّي أخشى ألاّ أنصف هذا النصّ الذي حاول أن يحكيَ أوجاع المرأة التي سجنت ظلما وحرمت الحبّ الذي لم ينجح السجن والسجّان في اجتثاثه من قلب البطلة المكلوم.
تشريح عقلية السجّان في عهد الاستبداد ليس بالأمر الهيّن المتاح لكلّ صاحب تجربة سجنيّة. ولكنّ سمير ساسي له أناة وهدوء نادران في تحويل اليومي السجني عملا فنيا جميلا رغم بشاعة الموضوع، أهي جمالية "القبح" التي تصيّر التّعذيب القبيح نصّا أدبيّا جميلا أم أنّ الكاتب قد اعتاد تلذّذَ الكتابة عن التّعذيب؟ أهو يكتب ليقبر الألم ويجعل القارئ هو الذي يتألم بدلا عنه؟
السجن يترك على الجسم كلوما وندوبا وخدوشا ويترك في القلب أوجاعا أبديّة وفي العقل أسئلة حائرة بلا أجوبة: كيف يتجرّأ ابن الفقير على ابن الغفير يفترسه ضربا ولكما لمجرّد أن عيّن سجّانا في أحد سجون الدولة؟ من زرع ثقافة الانتقام في قلوب البسطاء المسحوقين سقاها حتّى أثمرت زقّوما؟ وما الذي جعل ثقافة التشفّي خبز السجّانين اليوميّ، بل خبز الدّهماء العوامّ؟أظنّ أنّه ذلك وغيره أو هو بين بين، ولكنّ المؤكّد أنّ الكاتب قد توصّل إلى نتيجة مفادها أنّه لا خلاص له للتخلّص من كلّ تلك المشاعر المكبوتة والغضب المقموع إلاّ بأن يلقيَ بها جملة واحدة في وجه قارئ متخيّل..
السجن يترك على الجسم كلوما وندوبا وخدوشا ويترك في القلب أوجاعا أبديّة وفي العقل أسئلة حائرة بلا أجوبة: كيف يتجرّأ ابن الفقير على ابن الغفير يفترسه ضربا ولكما لمجرّد أن عيّن سجّانا في أحد سجون الدولة؟ من زرع ثقافة الانتقام في قلوب البسطاء المسحوقين سقاها حتّى أثمرت زقّوما؟ وما الذي جعل ثقافة التشفّي خبز السجّانين اليوميّ، بل خبز الدّهماء العوامّ؟
لئن تخلّص سمير ساسي من أثقاله وانتقم لها ومن سجّانيه وسجّانيها فإنّه قد أتعب قرّاءه وأدخلهم زنازين السجون رغما عنهم.. ولكنّ ظنّنا أنّ انتقام الكاتب بالقلم من العصا الغليظة كان لغاية المراجعة حتّى لا تعاد تلك التجربة قد بدأ يخيب.. فها قد أصبحنا نخشى أن تعود عصا السجّان الغليظة لتعبث باللّحم والعظم مجدّدا، ولكنّ هذه الأجساد قد وهن منها العظم، وأصحابها قد صاروا إلى كهولة سائرين إلى مشيب ..
سمير ساسي روائيّ بخلفيّة كاتب صاحب مشروع فكريّ له رؤية للدولة والمجتمع متشبّع بثقافة نقد الذات دون ترذيل ولا تنزيه... رام الإصلاح من خلال الكتابة والتدوين في بيئة يدرك سلفا أنّ عقليّة الجاثمين على صدور السلطة فيها غير مشجّعة.. بيئة تتهارشها التفاهة والتعصّب الأيديولوجي والأميّة السياسيّة ...
لذلك وغيره لا ندري أنشفق عليه أم نأسى على حالنا؟!!
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب أدب سجون تونس رواية أدب سجون عرض كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
التامك: فكرت اليوم في الاستقالة.. أهنت في البرلمان وإدارة السجون محتقرة من المجتمع والدولة المغربية
كشف محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون، عنه أنه فكر بعد زوال اليوم الخميس، في تقديم استقالته من منصبه بعد أن أهين في مقر البرلمان.
وقال التامك في لجنة العدل بمجلس النواب، بعد عصر اليوم الخميس، في اللقاء الذي كان مبرمجا في الثالثة وتأجل إلى الخامسة لغياب الحكومة، « اللقاء مبرمج منذ أسبوع، وسبق لي التعبير عن الرغبة في عرض الميزانية والمناقشة في نفس الاجتماع، وقيل لي إن النظام الداخلي لا يسمح بذلك، ومع الأسف تم ذلك في ميزانيات أخرى، وهذا تمييز ».
وأضاف التامك، « اللقاء مبرمج منذ الأسبوع الماضي، والكل يعرف أن اليوم لدينا اجتماع مناقشة الميزانية في الثالثة بعد الزوال، ونحن حضرنا في الساعة الثانية والنصف ».
وقال أيضا بنبرة غاضبة، « شعرت بإهانة لم أشعر بها ولو مرة واحدة في حياتي كلها، في الدراسة والسجن، ليست إهانة لي كشخص ولكن لإدارة السجون المحتقرة من المجتمع المغربي ومن الدولة المغربية ».
وتابع التامك، « السيد الوزير غير معلوم أو لا علم له بالبرنامج، أو أي شيء آخر، كان من الممكن أن نناقش ونخبر السيد الوزير بخلاصات النقاش، لكن هذا النوع من التشدد لا يجشع بتاتا على العمل ».
وقال المتحدث ايضا، « نحن محتقرون من طرف الجميع، أتحدى أن يكون مجلس للحكومة ناقش موضوع وضعية موظفي السجون، لا أحد فعل ذلك، منذ 10 سنوات وأنا أتحدث عن وضعية موظفي السجون ولا أحد أنصت إلي، وسأستمر في ذلك، لكن اليوم وصلنا إلى « التبنديق » في البرلمان ».
وختم التامك قائلا، « أقسم بالله أنني فكرت في تقديم استقالتي والذهاب إلى حال سبيلي، كان من الممكن السيد الرئيس التعامل بنوع من المرونة ».
كلمات دلالية التامك، السجون